الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

هروب الناجين من بانياس إلى تركيا بعد مجزرة البيضا ورأس النبع

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:04:53:14

بعد هذا اليوم (المجزرة)، تقريباً كل الذين في بانياس قرروا أن يهربوا، ويخرجوا من بانياس، وبعد فترة ذهبت إلى ابنة عمتي، وهي طبيبة أسنان، قلت له: أريد أن أصلح أسناني قبل أن أسافر. فقالت لي: كل المرضى الذين يأتون لعندي يريدون أن يصلحوا أسنانهم قبل أن يسافروا. قالت لي: الكل يريد أن يسافر، لمن ستتركون بانياس؟

بالنسبة لي كان بيتي في الشام (دمشق)، ولم يعد هناك طريق من بانياس إلى دمشق -في تلك الفترة على الأقل- وصرنا نفكر بأي مهرب، وبعد ذلك بشهر انتقلنا إلى تركيا، وكان الطريق في البداية مع سائق تكسي، وهذا عمله، وهو من مواليد القرداحة، معه هوية (البطاقة الشخصية) القرداحة، وكان الاتفاق أنَّه بمجرد أن يريهم أنه مواليد القرداحة يسمحون بمرور الباص كله، يفهمون، فهناك اتفاقات بين الحواجز والمهربين، في البداية، كانت هناك تكسي (سيارة أجرة) أوصلتنا إلى الباص، وهذا الباص فيه السائق الذي أخبرتك عنه من القرداحة، انتظرناه قليلاً، وأخرجنا مجموعة من العوائل كانوا كلهم ذاهبين، ووصلنا إلى منطقة اسمها قلعة المضيق، وطوال الطريق هو يهزأ بنا، ويقول لنا: "البيضا صارت سوداء، طمنوني صارت سوداء ولا لسا؟"

ويتكلم هكذا، ويضحك (يسخر)، وصار الكثير من التهكم، ونحن صامتون؛ لأننا نريد فقط أن نخلص، نذهب، وطبعاً طلب مبلغاً عالياً، آخر حاجز وصلنا إليه كان بعده حاجز للجيش الحر، وهذا آخر حاجز مررنا منه نحن كآخر نقلة (مجموعة) تصل في ذلك اليوم بالاتفاق، وفي وقتها طلبوا مبالغاً عالية من الرشاوي؛ حتى يقبلوا أن نعبر.

وطبعاً، دفع الرجال كثيراً، وكان هناك أحد الشباب من بيت السويد، كان متخلفاً عن العسكرية، فأنزلوه من الباص، وفي وقتها أعطاني كل ما يملك من المال قبل أن ينزل إلى الحاجز، وبقوا يهددونه حتى دفع مبلغاً مالياً، [ويقولون]: نحن بإمكاننا أن نسلمك. ودفع مبلغاً مالياً كبيراً، وبعد ذلك استشهد في القصف في الغسانية بعد أن وصل.. أستغفر الله العظيم.

وصلنا إلى قلعة المضيق، سمعنا أن باصاً أتى بعدنا ناجون من البيضا أيضاً، قالوا لنا: إنَّ هذا الحاجز نفسه أنزل النساء والرجال، ووضعهم في غرفة، وبقي يعذبهم، ويضربهم، وحتى إنه كان يشتمهم لعدة ساعات، وبعد ذلك أخرجهم إلى قلعة المضيق، وجلسنا عند أشخاص كان جزء كبير من منزلهم قد أصابه القصف، وكان لديهم أحد أفراد العائلة شهيداً، وبقينا لديهم 3 أو 4 أيام، وكانت من أجمل أيام حياتنا، ونحن مازلنا في سورية، ولكن بدون الأسد، وكانت تعتبر منطقة محررة في تلك الفترة، ولو كان هناك قصف، ولكنه أهون علينا، وبقينا فيها عدة أيام، وبعد ذلك انتقلنا بباصات خضراء، وكان هناك شباب قالوا: إنَّهم من الجيش الحر، كانوا مسلحين. ووضعونا في باصات خضراء، ووصلنا إلى أورم الكبرى، وهناك دخلنا إلى بناء، وكان فيه الكثير من الناس بظروف (سيئة)، أغلبهم ناجون من البيضا، هناك فرش عادية جداً على الأرض وأكل جماعي للكل، وفي البداية نظرت إلى الأكل، وكنت قادمة من بيت عمي وأنا أحسّ بالدلال فكيف سآكل؟ وبعد ذلك تذكرت أننا خرجنا في الثورة لهدف، ويجب أن نتحمل النتائج، فالكل لم يكن متقبلاً فكرة الأكل، كان هناك الكثير من الأطفال والنساء قد جاؤوا حديثاً، ولم يكونوا يستوعبون الظروف التي انتقلوا لها، وشعرت أنَّه يجب أن أقوم بمبادرة، وأكلت بشهية كبيرة، ودعوت الجميع ليأكلوا معي، وكان هناك أشخاص يأتون؛ ليروا احتياجات كل عائلة من الحليب والغذاء والحفاضات وإلى آخره، وبعد ذلك جاء عمي، ونقلنا بسيارة إلى تركيا، ودخلنا من معبر باب الهوى، وأنا دخلت إلى تركيا، ورأيت كل شيء مكتوباً باللغة التركية، وذهبت اللغة العربية وهكذا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/01/13

الموضوع الرئیس

مجزرة بانياسالنزوح من بانياس

كود الشهادة

SMI/OH/57-18/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيار 2013

updatedAt

2024/03/20

المنطقة الجغرافية

محافظة طرطوس-مدينة بانياسمحافظة حلب-أورم الكبرىمحافظة حماة-قلعة المضيق

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة