مشاركة متظاهري الريف في المظاهرات المليونية بمدينة حماة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:59:20
انقطع الإنترنت عندنا في شهر حزيران/ يونيو 2011، وبقي الهاتف الأرضي فقط داخل مدينة طيبة الإمام يعمل بشكل داخلي، وقُطع "3جي" و"2 جي"، و" الديل أب" قُطع. في شهر حزيران/ يونيو أيضاً، وصلتنا أول دفعة أجهزة إنترنت فضائي، وأخي محمد الفاتح مع 3 أو 4 أشخاص من أبناء طيبة الإمام مع 4 أشخاص من ريف إدلب الجنوبي، مثلاً: فاتح في السعودية تعرف على عدة شباب من حمص، وعرف أن هؤلاء الشباب الحماصنة بتواصل دائم مع مترئّسي الحراك في حمص، فحصل هذا الاتصال عن طريق المغتربين، وهذا كان له دور كبير جداً، فالمغتربون لديهم قدرة أكبر للنقاش والجدال، ويفرزون بعضهم بين مؤيد ومعارض ولأي درجة أنت مؤيد، ولأي درجة أنت معارض، وهل أنت لديك اتصال مباشر مع الداخل؟ ومع من مِن الداخل؟ ففُهم الموضوع لديهم، وهم كانوا طريقة لنتواصل نحن داخل سورية بين بعضنا، مثلاً: كما ذكرت لك من أجل أن يوصلوا مقاطع فيديو فاتح عرف خالد دغيم، وخالد دغيم من جرجناز، وجرجناز من المناطق التي تحركت في ريف إدلب الجنوبي في البداية، يعني ابن جرجناز سيعرف ابن سراقب ومعرة النعمان وابن خان شيخون وابن مورك بجانب خان شيخون حتى وإن كانتا تتبعان إلى محافظتين منفصلتين، ولكنهم يعرفون بعضهم، في الأساس توجد روابط اجتماعية كبيرة جداً، وعلى هذا الأساس كان التشبيك في المنطقة، وهناك جمعوا النقود، واتجهوا إلى دبي، واشتروا أجهزة الثريا، كانت أول دفعة تأتي بحكم أنها صغيرة فإنها تؤمّن الاتصال على الأقل إذا تم قطع الاتصال كما حدث في درعا؛ لأن درعا عاشت تقريباً 3 أيام قبل دخول أجهزة من الأردن، عاشت انقطاعاً تاماً، والناس لم تكن تعرف أبداً ما يحدث في درعا إلا عندما يذهب جماعة ريف درعا الجنوبي على حدود الأردن فتكون لديهم شريحة اتصال (أردنية) ليؤمنوا اتصالاً، فكان هذا التخوف موجوداً، وأرسلوا لنا "ثريا"، وأول دفعة "ثريا" وصلت كانت مخبأة في شاحنة، في صندوق، ويبدو أن سائق الشاحنة مهرّب في الأساس، كان يهرب شيئاً (جوالات) أو لا أعرف كيف تعرّف عليه الشباب، وخبأ الأجهزة، كانت تقريباً 7 أجهزة ثريا، والتقينا به على جسر معردس، كنت أنا وأخي فهد، واستلمنا هذه الأجهزة، وقال لنا فاتح: عندما تستلمون الأجهزة أخبروني حتى أعطيكم التوزيع. فقال لنا: ترسلون إلى جرجناز كذا ومعرة النعمان كذا ولجبل الزاوية كذا وحمص ومدينة حماة جهازين.
في هذه الفترة أساساً، قسم كبير من التنسيقيات أصبحت تعرف بعضها، مثلاً: كنا لا نعرف تنسيقية من تنسيقيات حماة، وهي تنسيقية الشيخ صالح الحموي، وعندما توجّب علينا إرسال جهاز ثريا التقينا به، وكان هذا أول لقاء بالشيخ صالح الحموي، وسلمناه الجهاز، وهو يعرف، قال له الشباب الحمويون المغتربون: سيأتيكم عبد الله أو فهد الموسى، ويعطيكم هذا الجهاز. طبعاً، لم يكن هناك حواجز تفتيش في حماة في شهر حزيران/ يونيو، فأنا بسهولة وضعته في حقيبة "اللابتوب"، وذهبت، وسلمته الجهاز في إحدى حارات المدينة، وفي شهر تموز/ يوليو، حماة لم يكن فيها أي شيء له علاقة بالنظام في الدوائر الخدمية، أصبح الشباب أنفسهم ينظفون، ويملؤون الصهاريج التابعة للإطفاء، وينظفون ساحة العاصي، أو يرشون الماء، كانت قد بدأت فترة ارتفاع الحرارة، والمظاهرات بدأت تنزل إلى المدينة. وفي إحدى المرات في منتصف شهر تموز/ يوليو، كان الناس يذهبون إلى الأوتوستراد، كانت مورك وخان شيخون وصوران ومعردس وطيبة الإمام جميعها على الأوتوستراد، حتى إن شباب حلفايا بعيدون عن غربي الأوتوستراد مسافة 6 كم، يأتون إلى طيبة الإمام، ويمرون على الأوتوستراد، ونذهب فوجاً هائلاً على الأوتوستراد الرئيسي (حلب- دمشق) إلى مدينة حماة حتى نشارك بالمليونية. وطبعاً، أنا أقدر الأرقام بأنها أكثر من مليون التي كانت في فترة شهر تموز/ يوليو؛ لأنك تتكلم عن ساحة العاصي كاملة مع مداخلها الخمسة مع طلعة العاصي حتى نزلة العاصي، يعني يسمونها طلعة الحاضر، وثم نزلة الحاضر، فالذي كان يصور من بناية الدقاق -أظن أن ذلك اسمها- يصور الساحة، ويذهب المصور، وتشاهد فقط رأس طلعة الحاضر، يعني نفس العدد في طلعة الحاضر موجود في نزلة الحاضر، هؤلاء لا يرون بعضهم، ولكن لم يبقَ مكان، وحديقة أم الحسن ممتلئة، والشوارع الجانبية للساحة ممتلئة، فهذا العدد يتحمل أكثر بكثير من مليون ونصف، وكان الريف الحموي لوحده ينزل منه 300 ألف، ليس جميعه ينزل؛ لأن هناك أشخاصاً يتظاهرون في قراهم. وفي منتصف شهر تموز/ يوليو، الأمن السياسي موجود قبل مدخل حماة الشمالي، و يسمى دوار السباهي والسباهي هو أحد شبيحة قمحانة حالياً، أنشأ دواراً، وقدمه لبلدية حماة، وسمي دوار سباهي، ونحن ذاهبون باتجاه الشمال لندخل إلى حماة يوجد على يسارنا جبل زين العابدين، وفي سفح الجبل، يوجد فرع الأمن السياسي في حماة، وأطلق الرصاص من بعيد قبل أن تصل المظاهرات المجتمعة على الأوتوستراد، وكانت المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق النار على شباب الريف الذين ينزلون إلى المدينة، وأصيب شخصان، أعتقد أنها إصابات بسيطة لأن النار أُطلق من بعيد، فكان الرصاص قد أتى، وانتهت مسافته، فأصيبوا بجروح، ولم نكمل على طريق الأوتوستراد، ولأن الأمن السياسي خارج مدينة حماة فلا أحد يستطيع طردهم، ولا يؤذون المظاهرة، ولا يؤذي الناس المتظاهرين في الداخل في حماة الذين كانوا في حالة تظاهر 24 ساعة، وليس في يوم الجمعة فقط أو ليليات، كان الناس بدراجاتهم النارية وسياراتهم وهواتفهم ونغمة رنين الهاتف لديهم كلها مظاهرات القاشوش وهتافات الثورة وسميح شقير و"يا حيف"، فالأمن السياسي كان الوحيد الذي لديه القدرة على أن يفعل شيئاً، وكان سينفجر؛ لأن مدينة حماة نحن أكثر من نعرف أنها كاملة تحت سيطرتنا، والريف وضعه أسوأ بالنسبة للنظام؛ لأن الريف بعيد كثيراً، ومفارز الأمن في صوران موجودة، ولكن لا تستطيع أن تفعل شيئاً أبداً، فضرب الأمن السياسي رشقة الرصاص ( 100 أو 200 رصاصة)، والناس بسهولة... قمحانة مقابل الأمن السياسي، ودخلنا من قمحانة، وابتعدنا عن الأمن السياسي، وأكملنا طريقنا.
المليونيات حسب قناعتي إن أكبر شاعر أو أكبر أديب لا يستطيع أن يعبر، ومستحيل أن يعبر عن الحالة التي كانت، والذي عايش مليونية من مليونيات حماة مستحيل أن يعبر عنها ومستحيل أن يعبر عن الصوت الذي يُسمع من مدخل حماة، صوت المظاهرة على بعد حوالي 15 كم أو 10 كم يُسمع من مدخل حماة، كان صوتاً رهيباً وتنظيماً هائل أيضاً، الناس من تلقاء أنفسهم تنظموا.
عندما جاء [السفير الأمريكي]روبرت فورد لم أكن موجوداً، وشباب تنسيقية حماة كانوا تقريباً تنسيقيتين في وقتها، يحركون المدينة، لم يكن لهم خبر أنه سيأتي، وموضوع زيارة فورد أتوقع أنها من الأمور التي ضرتنا بطريقة معينة؛ لأن الناس قالوا إن السفير الأمريكي جاء، وهي رسالة كبيرة جداً للنظام، وأساساً نحن مندفعون جداً وحماة تحت سيطرتنا، نصف المحافظة تقريباً لا يوجد فيها نظام، ونتظاهر بكل أريحية، ويأتي السفير الأمريكي فهي رسالة قوية جداً للنظام، فربما تراها زيارة عادية، ولكن في تلك الفترة كانت حدثاً مفصلياً في حماة أن السفير الأمريكي أتى، وتكلم مع المتظاهرين، وأبدى إعجابه، وأعطى هذا الانطباع الذي وصل إلينا وإلى النظام؛ فبالتالي حماة أمورها جيدة.
عندما بدأت تخرج ليس لأن الأسد فقد شرعيته حيث ظهرت في آخر 2011، ولكن بدأت تصريحات خارجيات الدول، مثل: فرنسا، وتكوّن هذا الانطباع لدينا أننا لسنا في الثمانينيات، ويوجد الآن توجه دولي نوعاً ما رافض لوجود نظام الأسد لعدة أسباب، وكل دولة لها أسبابها ولها دوافعها لهذا الرفض، ونحن أمورنا أفضل حالياً، وبقي لدينا موضوع: ماذا سيفعل النظام؟ لأنه حتى الآن لم يفعل شيئاً، ونحن عشنا شهري حزيران/ يوينو و تموز/ يوليو كاملين في حماة، والنظام لم يفعل شيئاً سوى حوادث بسيطة جداً.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في حماةالحراك السلمي في طيبة الإمامكود الشهادة
SMI/OH/14-11/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
حزيران - تموز 2011
updatedAt
2023/11/03
المنطقة الجغرافية
محافظة حماة-محافظة حماةمحافظة حماة-طيبة الإمامشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية