الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاعتقالين في عامي 2003 و2006 على خلفية الحرب على العراق

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:19:01

طبعًا، الإعتقال الأول في عام 2003، وأنا والحمد لله لم تطأ قدمي السجن في حياتي، وكان يتم استدعائي إلى الأجهزة الأمنية كمراجعة لمدة ساعات. وفي عام 2003 وبعد الغزو الأمريكي وقبل سقوط نظام الحكم في العراق، تعاطفت الأمة العربية والإسلامية مع العراق؛ لأننا كنا ندرك أن العراق سوف يُؤخذ بكذبة كبيرة وهي أسلحة الدمار الشامل وما إلى ذلك، مما ساقه الغرب ضد العراق، فأخذنا بطبيعتنا نتعاطف مع العراق، وأخذ الشباب يدخلون من البوكمال كمقاتلين مع الجيش العراقي، ونحن تعاطفنا مع هؤلاء الشباب الذين دخلوا إلى العراق، وحاولنا مساعدتهم؛ لأننا أدركنا بأن أمريكا ظالمة باحتلالها للعراق، ولا يوجد مسبب لاحتلال العراق، وكلنا رأينا كيف تغطّت السماء بالطيران، وكيف كان القصف، ورأينا ملجأ العامرية كيف قُصف، ورأينا كيف ارتكب النظام الأمريكي المجازر ضد المدنيين في العراق، والنظام الأمريكي أراد حرق العراق وليس تدمير نظام صدام حسين؛ فتعاطفنا مع أهلنا في العراق، وأخذنا نساعد من يدخل إلى الحدود العراقية، وساعدت مجموعة من الشباب وللأسف الشديد تم الإمساك بالبعض منهم، وأعترف أنني قد قدمت له تسهيلات للدخول إلى العراق؛ فاعتقلت من قبل الأجهزة الأمنية (من قبل المخابرات العسكرية) وأُحلت إلى فرع دير الزور، وبقيت لمدة شهر كامل، وعانيت ما عانيت من التعذيب، ثم أُحلت إلى فرع فلسطين، ومكثت في فرع فلسطين 3 أشهر ومن ثم خرجت من فرع فلسطين. وطبعًا، لا يوجد تهمة معينة، وكل الناس تعاطفت مع العراق، والتلفزيون الرسمي السوري كان يبثّ أخبارًا أقرب ما تكون لتحريض الناس على مواجهة أمريكا، وقلنا لهم هذا الكلام: إننا تعاطفنا مع الشعب العراقي. ولم يسقنا إلى ذلك تعاطف سياسي أو غيره، وبقيت لمدة 4 أشهر في مجمل الإعتقال في عام 2003، ودخلت في نهاية عام 2003، وخرجت في بداية عام 2004.

في يوم 4 تشرين الثاني عام 2003، كنت صائمًا في أول أيام رمضان المبارك، وجاءت دورية، وسألوا عني في مكان عملي (في محلي)، واتصل معي الشاب الذي كان يعمل عندي، وهم جاؤوا بصفة مدنيين وليس بصفة العسكريين، يعني جاء شخص واحد، وقال: أين همام؟ فقال له: لقد ذهب حتى يتابع عمله في العقارات التي كنت أشرف عليها. فقال له: اتصل به حتى يأتي. فاتصل بي الشاب الذي كان يعمل عندي، وقال لي: ينتظرك شخص، ويريدك أن تأتي إلى المحل. فجئت إلى المحل فأخذني بسلام حار، وصافحني، ثم قال لي: هل تسمح بكلمتين في الخارج؟ فقلت له: تفضل. وعندما خرجت فإذا بسيارة "فان" تُفتح، ويخرج منها عناصر مسلحون، وقال: ادخل إلى "الفان"، ولا تتكلم أي حرف. فزجني في "الفان"، وأخذوني إلى مفرزة الأمن العسكري في البوكمال، وهناك أدخلوني إلى من كان يستلم الأمن العسكري، ويسمى أبو عمار شويشي، وأدخلوني إلى الأمن العسكري، وقال له: هذا مطلوب إلى دير الزور، ويجب أن تأخذوه مباشره. فوضعوني في سيارة أخرى، وذهبوا بي إلى دير الزور، وأنزلوا رأسي إلى الأسفل حتى لا أرى الطريق. ولكنني أعرف أنه طريق دير الزور، وكانت السيارة تسير بسرعة جنونية، وذهبوا بي إلى فرع دير الزور، وهناك بقيت في المنفردة، وأتذكر رقم المنفردة وهو 17، ووُضعت في أقصى منفردة، وقالوا: لا تدعوا أحدًا يقترب من هذا الشخص. ثم أخرجوني مساء، وتعرضت للتعذيب بالضرب بواسطة الخرطوم، وكانوا يريدون مني أن أعترف[ويسألونني]: من يسهل حركتكم؟ وإلى من تنتمون؟ وأنتم منظمون. فقلت له: نحن لسنا منظمين. فقال: أنت تُدخل الآلاف من المجاهدين إلى العراق. فقلت له: جاء أشخاص يريدون الدخول والقتال مع الشعب العراقي، وأنتم على الحدود أدخلتم عشرات الآلاف. فقال: نحن نعرف عملنا وأنت لا تعرف. وبدأ يريد أن يجبرني على اعترافات معينة، ومارس عليّ الضغط النفسي، وقال لي: نحن نعرف ما لديك. ولكن أنا أعرف أنه لا يوجد عندي شيء، وبدأ يسألني عن أسماء معينة لا أعرفها، وسألني عن بعض القيادات الكبيرة في العراق: عن وزير الدفاع وأركان النظام في العراق، فقلت له: لا أعرف هؤلاء الأشخاص. فأخذ يضغط عليّ لمدة شهر كامل، وبقيت في المنفردة، وهو كان يضربني بالخرطوم، ويصفعني، وبصراحة غيري كان يتعرض لضرب أكثر، فأنا كنت أسمع ضرب غيري وضربي، فكان ضربي أقل من غيري، وأكثر ضغط استخدموه ضدي هو البقاء في المنفردة، وجردوني من ثيابي بشكل كامل، ورموني في المنفردة، وهذا في فصل الشتاء في الشهر 11، فقاسيت من البرد الشديد والأوجاع من هذا البرد، وكنت أحلم باليوم الذي أخرج فيه من المنفردة، وكان المحقق يقول لي: يجب عليك أن تقول كلمتين وسوف أنقلك إلى الجماعية. فسألته: ماذا أقول؟ فقال: من وراءكم؟ فقلت له: والله، لا يوجد وراءنا أحد، ونحن تعاطفنا مع هؤلاء الناس، وتعاطفنا مع أهلنا في العراق، ورأينا كيف قُصف ملجأ العامرية، ورأينا كذا وكذا، وكنت أعيد له نفس الكلام، ويعود، ويضربني بيده وبخرطوم الماء، وبعدها اقتنع، أو أن النظام هكذا يكون التحقيق لديه، وبعد شهر، نقلوني إلى فرع فلسطين، وفي فرع فلسطين كذلك لم يرضوا بتحقيق دير الزور، وأعادوا التحقيق معي مرات ومرات. وفي النهاية، فهمت من المحقق أنه إنسان مرتشٍ، وطبعًا، جميعهم مرتشون، ولكن لم تكن لدي الجرأة أن أتكلم في دير الزور عن موضوع الرشوة أو تقديم المال، وبعد التحقيق الرابع أو الخامس في فرع فلسطين، كانوا يعيدون الكلام نفسه، وقلت للمحقق: يا حضرة المحقق، أنت لا تتعب نفسك ولا تتعبني، وماذا تريد فأنا جاهز. فقال: وماذا تقصد بهذه الكلمة؟ فقلت له: أنا عندي مال، وماذا تحتاج سوف أعطيك؟ فقال: هل تعدني؟ فقلت له: نعم. فقال: حسنًا، سوف أساعدك. وبالفعل الرجل بعدها لم يضغط عليّ، وفي يوم من الأيام، أخرجني، وقال: بعد أيام معدودة سوف تخرجون. وكان معي أشخاص كثيرين، كنا 11 شخصًا في الملف، وجميعنا أتينا بنفس التهمة، وهي مساعدة الداخلين إلى العراق، وبعدها خرجت بالفعل، ولكنني خرجت مع مراجعة الأمن العسكري، وكان مفروضًا عليّ مراجعة الأمن العسكري كل أول شهر، وأتذكر أنني أعطيته 50 ألف ليرة سورية- طبعًا- بعد الخروج من السجن.

في عام 2006، تم الإمساك بخلية كانت تتدرب على السلاح بقيادة شخص من البوكمال، لا أعلم لماذا كان يُعدّ هذا الإعداد، هو كان يقول: سوف أعدّ مجاهدين يدخلون ليضربوا الأمريكان. ومن هذه القصص التي كثرت في ذلك الزمان، وخاصة في منطقة البوكمال، كثُر هذا الأمر، لا تجد الشباب إلا وهم يتحدثون عن ضرب المجاهدين للأمريكان في العراق، يعني أصبحت مثل "الموضة".

أحد الأشخاص كان يعدّ خلية لإدخالهم إلى العراق من أجل القيام بأعمال ضد أمريكا، وهذه الخلية تم الإمساك بها (قائدها وأعضاء الخلية كافة)، وعندما بدأ التحقيق مع قائد الخلية سئل: من هم الأشخاص الذين كانوا يسهّلون دخول المجاهدين إلى العراق؟ فذكر اسمي. وطبعًا، أنا عوقبت على هذه التهمة في عام 2003، وسجنت عليها، ولكن هذا الرجل أراد أن يخفف عنه التعذيب بفرع المخابرات العسكرية في دير الزور فذكر اسمي، فاعتقلت على أثرها، وعندما جيء بي سئلت من قبل المحقق: هل أنت أدخلت المجاهدين؟ فقلت له: أنا ساعدت بعض الأشخاص كما قام جميع أهل المدينة بهذا الأمر، ولست أنا فقط، وكل الناس أخذتها الحمية بهذا الأمر، وقد حوكمت على هذه القصة في عام 2003. فقال: لا، وأنت لا يزال لديك أمور مخفية. فاعتقلت حوالي شهر، وعُذبت بعض الشيء، ومورس ضدي القتل والضرب وبعض التعذيب النفسي والضغط النفسي، وكانوا يهددونني بأنهم يعرفون أسرارًا عني، ولكنني لا أملك أسرارًا، وقالوا: إن لم تعترف فسوف نحولك إلى سجن صيدنايا، وإذا كنت لا تريد تصغيرها فنحن سوف نكبرها. ومارسوا عليّ الضغط النفسي، ولكنني الحمد لله لم أتأثر بهذا الضغط؛ لأنه أصبح عندي خبرة من الاعتقال الأول، يعني عرفت أساليب المخابرات العسكرية، وبعد شهر من الزمن، اتضح لهم أنني حوكمت على هذه القصة، وأُخرجت من السجن من فرع المخابرات العسكرية في دير الزور.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الاعتقال قبل الثورةمرحلة ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/134-06/

رقم المقطع

06

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2003-2006

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-مدينة البوكمال

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

سجن صيدنايا العسكري

سجن صيدنايا العسكري

فرع فلسطين في المخابرات العسكرية 235

فرع فلسطين في المخابرات العسكرية 235

فرع الأمن العسكري في دير الزور 243

فرع الأمن العسكري في دير الزور 243

الشهادات المرتبطة