ضمن الاتفاقات وعلى اعتبار أنه يوجد قيادات سياسية فالهيئة الكردية العليا هي التي سوف تعيد أو سوف تضع اتفاقات جديدة، ستتمّ صياغة الطروحات الجديدة في المجال الأمني والإداري من نقطة الصفر؛ لأن "بي واي دي" لم يعترف حتى هذه اللحظة بأن لهم علاقات مع النظام؛ ولذلك فإن هذه النقطة لم تدرج، ونحن في المجلس الوطني الكردي تعاملنا على أساس أن هذه النقطة غير موجودة، وإن كانت موجودة فإنه سوف يتمّ طرحها من جديد، ويتمّ التوافق عليها، وهناك آلية للتوافق عليها، وهي وضع عدد معين، وكان في البداية 12 شخصاً مع 12 شخصاً في الهيئة الكردية العليا، وسوف يتم التوافق على جميع النقاط مثل اللجنة الدستورية السورية التي تُطرح الآن. 

وظيفة الهيئة الكردية العليا هي أن تقود عملياً المجلس الوطني والاتحاد الديمقراطي "الـبي واي دي"، كان مجلس غرب كردستان وبعدها أصبح "تف دم" (حركة المجتمع الديمقراطي)، المراحل التي تغيّر فيها لا أعرفها بدقة، وبعدها أصبح "الإدارة الذاتية" خلال الاتفاقات الثلاث، وكان من المفترض أن يقودوا النضال الكردي عل اعتبار أنها الهيئة الكردية العليا، وشيئاً فشيئاً وبحسب الخطوات، ففي الخطوة الأولى سوف يتمّ تشكيل قيادة في المجالس السياسي، وسوف تتمّ تسمية عدة أشخاص من هنا وعدة أشخاص من هناك، ويكون هذا الأمر بالتوافق. 

شكّلوا الهيئة الكردية العليا، وحتى إنهم شكلوا أعلاماً ورايات عليها الهيئة الكردية العليا، وعلى أساس المشاركة في المجال الإداري والمالي والعسكري، ولكن عندما عادوا عبر [معبر] سيمالكا، نحن نقول في الشارع الكردي: إن وثيقة الاتفاق [التي تمت] تحت رعاية مسعود برزاني والتي تمّ التوقيع عليها، تمّ تمزيقها ورميها في ماء دجلة من قبل "بي واي دي" من دون إبلاغ المجلس الوطني الكردي. والسبب الرئيسي أن هذا الحزب شمولي، ولا يستطيع أن يشارك، وهولا يجيد ذلك، وكذلك حزب العمال الكردستاني، لا يستطيع، ولم يتدرب، ولم يتعلم، وأنا متشائم، وأكاد أن أقول: لن يتعلم، وليس لم يتعلم فقط. هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية إن التربية السياسية والعسكرية والثقافية للطرفين مختلفة جداً، وهنا ذكرت لك إنه يوجد حزب عسكري وهناك يوجد حزب مدني، وفي كل حياة الكردي السوري، لم يُطرح حمل السلاح نهائياً، وحتى في أعتى الظروف، وحتى على مستوى الحماية الشخصية، وفي كل حياته لم يكن هناك مرافق لرئيس حزب كردي يحمل سكيناً، وفي المقابل هؤلاء الجماعة منذ عام 1984 كانت لديهم جماعات مسلحة بعضها علني وبعضها الآخر سري، وبالتالي هم مختلفون تماماً. ومن ناحية أخرى وفيما بعد، كان الكثير من الناس يشكّون بأن الاتحاد الديمقراطي مرتبط مع قنديل، ومشروع قنديل مختلف تماماً عن مشروع المجلس الوطني الكردي، وجد قنديل في سورية -وفي المنطقة الكردية السورية كما نسميها- موطئ قدم لإثبات شخصيته وممارسة نفوذه وابتزاز القوى التي يحتاجها بعد أن فقد كل قواه في كردستان تركيا؛ ولذلك تمّ احتكار العمل، بل لا أستطيع أن أقول احتكار العمل، بل [أقول]: سارت الأمور وكأن هذه الاتفاقية غير موجودة، مسؤول القسم الأمني التابع للمجلس الوطني الكردي لم يتمكّن من تجاوز حاجز، وكان يتمّ تفتيشه، ولم يحصل على ليرة سورية من عائدات [معبر] سيمالكا والعائدات الأخرى التي لا أتذكرها حالياً.

مجلس غرب كردستان كان عبارة عن شكل، وأنا لا أعرف عدد أعضائه، ولكن كانوا بحدود 300 شخص أو أكثر قليلاً، وأُسس بعد المجلس الوطني الكردي بموازاة المجلس الوطني الكردي. طبعاً، هناك أحزاب، ولكن تواريخ انضمام هذه الأحزاب أو لأسميه تأسيسها، هي أحزاب شكلية، ليس لها تاريخ قبل الثورة السورية، مثل: الحزب الليبرالي الكردي وحزب التغيير وحزب السلام وحزب الخضر والحزب الشيوعي الكردستاني، وبعدها هناك مجموعة من الأحزاب الكردية التي انشقّت عن المجلس الوطني الكردي، أو بالأحرى المجلس الوطني الكردي الذي طردهم.