الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

لقاءات بهدف النشاط الاجتماعي والثقافي بمدينة حلب عام 2006

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:49:09

نحن في تلك المرحلة بصراحة في 2006 إلى الآن، أذكر أننا تداعينا أنا وبعض الأصدقاء، وأذكر أننا جلسنا جلسة كان فيها الأستاذ سعد وفائي، وياسين نجار، وأخو المهندس ياسر نجار، والأستاذ فراس مصري، وأنا، كنا نتدارس الأوضاع، ونحن أصدقاء لفترة طويلة من الزمن، ونحن حريصون لأننا رأينا ما حصل في الثمانينيات، لا نريد موضوع العنف والسلاح، وكل الشعب السوري لا يميل للسلاح بطبعه، على العكس يميل إلى السلمية وعدم العنف، ولكن للأسف النظام أجبر الناس أن تلجأ لهذا الخيار، وهي رأت أنه لا مفر أمامها من هذا الشيء، فنتدارس الأمور، ونحن مدركون لوحشية النظام، ولكننا مدركون بأنَّ الإنسان يجب ألا يجلس في ببيته ولا يتحرك، وهذه ليست حياة. بشكل عام أوضاعنا جيدة بفضل الله عز وجل، وحياتنا جيدة، ولا شيء ينغّص حياتنا الشخصية، ولكن ينغصنا الهم العام، وأن تكون سورية بلد التاريخ والأمجاد بهذه الحالة، والبلد التي خرجت علماء وأدباء قلّ نظيرهم في العالم أن يكون هكذا حالها. ونحن مدركون أنَّنا بحاجة لعمل كبير، ونعرف أنَّ أكثر شيء أضرّ النظام به المجتمع هو أنه خرّب البنية الاجتماعية للمجتمع، وخرّب علاقات الناس بين بعضها، وفي مرحلة الثمانينيات، كانوا يجندون أخاً ليكتب تقاريراً أمنية ضد أخيه وأقربائه، فهذه مشكلة خطيرة جداً، ونحن نحزن حتماً على الحجر، ولكننا نحزن على البشر أكثر.

فاتفقنا بأننا يجب أن نعمل، ولا نعمل بالسياسة، وأنا دائماً أقول: الثورة ليست سياسة بل هي إنسانية، وأنا بطبعي كإنسان يجب ألا أقبل بالاستبداد والقمع، وهي ليست حياة أن نعيش، ونأكل، ويكون لدينا أولاد، ولكن هناك شيء أكبر من ذلك، أن أترك بصمة خيّرة في حياتي لأولادي وأحفادي ولبلدي، وأشعر أنني قدمت شيئاً لحياتي، فكان لحياتي معنى ومغزى، هذه هي الحياة، الحياة ليست الطعام والشراب وحتى الدراسة، والتعليم هو شيء مهم ، ولكن التعليم ليس حشو العقل بالمعلومات وكفى، والتعليم يبني شخصية الإنسان، ويصبح إنساناً يتمتع بإنسانيته وصاحب رؤية ونظرة استراتيجية، فنحن لا بد أن نعمل في مجتمعنا وبلدنا، ونحن محبون لحلب، وهي لبنة من لبنات سورية، ونحن محبون لبلدنا سورية، ونريد أن نفعل شيء في هذا البلد الطيب.

وقلنا: لنبدأ، وندعو أصدقاءنا الذين نثق بهم، ونعرفهم منذ فترة طويلة، فكانت هناك مناسبة السنة الهجرية في عام 2006 ، ودعينا دعوة في منزل الدكتور سعد وفائي، ودعينا عدداً جيداً من أصدقائنا، وكلهم من الطبقة المثقفة، وكلهم أشخاص نثق بهم، ومن المؤكد أن هناك خوفاً شديداً، وحين تقوم بسهرة فيها تجمع لعدد من الناس فإنك تخاف، وحين كنا نخرج ونحن مجموعة فلا نخرج دفعة واحدة، نخرج أحياناً اثنان معاً أو شخص واحد أو 3 معاً من أجل ألا نلفت النظر، وهكذا كان اللقاءات مع أنَّ هذا الأمر لم يكن مسيساً، ومن المؤكد أنه لا يوجد أي عمل تنظيمي، ولكننا نشعر أنَّ هناك واجباً علينا أن نؤديه، وأقصى طموحنا أن يكون هناك ديمقراطية وحرية في البلد، والبلد حين يكون فيها حرية وديمقراطية ينشأ الإبداع، وتعود سورية قوية مجدداً.

وفعلاً، دعونا للسهرة، وكان فيها خيرة شباب حلب، وتدارسنا أوضاع البلد، وكان السقف أعلى من المعتاد، فنحن جميعاً يجب أن نعمل، والآراء كلها كانت متقاربة ومنسجمة مع بعضها، وعندما تكون اللقاءات الجماعية تعطيك دفعة من الحماس، وقررنا أن نتابع في هذا الأمر، ولكن حتماً ليس هناك أي نية لأي عمل عنيف، ونحن مدركون سياسة الهوامش، ونعرف أنَّ هناك أموراً نقترب بها من الخطوط الحمراء، ولا نحاول تجاوز الخطوط الحمراء؛ حتى لا نفقد أي شخص من أصدقائنا، ولكن في نفس الوقت تستطيع أن تكون جريئاً، وأن تدفع هذه الخطوط الحمراء قليلاً، فنحن مستعدون أن نعاني قليلاً، بالمصطلح الحلبي مستعدون أن نتحمل "فركة الأذن" مثلاً، ولكن لا نريد أن "تطير رقبة" أي شخص، وليس جبناً، ولكننا مدركون أنَّه أمانة من الله عز وجل النفس البشرية في كل شخص، وخطأ كبير أن نضحي بكل شخص بدون ثمن، فإذا كان بثمن فلا مانع، فأنا أضحي بحياتي في سبيل بلدي، ولكن هذه التضحية يجب أن تكون مدروسة، ولا أعرف من القائل: لا نريد أن نموت في سبيل الله، نريد أن نعيش في سبيل الله، وإذا لم نستطع أن نعيش في سبيل الله فعندها نموت في سبيل الله. ليحقق شيئاً لبلده وشيئاً لوطنه وشيئاً لمجتمعه، فالإنسان قد يضحي، ولكن التضحية يجب أن تكون ذات قيمة، فأي قطرة دم تُسال نحن كلنا مسؤولون عنها، وندرس كيف بإمكاننا ألا نصل لهذه المرحلة، وكنا نحن من الجرأة بمكان أن نتحرك.

حصلت سلسلة من اللقاءات بعدها في أماكن شتى، وصرنا نتدارس الأوضاع، والعمل ليس سياسياً، وإنما العمل الخدمي في المجتمع، فأنت لا تستطيع أن تعرف الأحزاب كلها، فلا يوجد سوى حزب واحد، والأحزاب الموجودة من الجبهة الوطنية التقدمية كل حزب فيه 5 أو 6 أشخاص لخدمة النظام، فلم يكن هناك عمل سياسي، بل هو عمل مجتمعي خدمي فكري ثقافي ونشر الوعي بين الناس ونشر ثقافة أنَّ الإنسان يطالب بحقوقه، وأنت لك حقوق، ولا تسكت، ولا تحسب 99 سبباً لا تجعلك تطالب بحقوقك خوفاً من النظام، فتجرأ، وتكلم. وهذا الأمر يجب أن يكون ثقافة عامة بين الناس حتى يشارك كل الناس في هذه السياسة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/11/23

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/66-03/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2006

updatedAt

2024/05/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجبهة الوطنية التقدمية

الجبهة الوطنية التقدمية

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة