الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الملاحقات الأمنية واعتقال عدد من الفاعلين في حلب عام 2009

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:22:16

بالإضافة إلى الأسماء التي ذكرتها منذ قليل، كان هناك دور كبير جداً أيضاً للدكتور عبد الرحمن ددم، والدكتور فراس رزوق، والأستاذ ياسين، وياسر نجار (الأخوين نجار)، والدكتور سعد وفائي، وعدد كبير من الإخوة شاركوا في هذا العمل، ووُضعت أسماؤهم كلهم لاحقاً أنهم ممنوعون من المغادرة (منع سفر)، وتمت الاستدعاءات لبعض فروع الأمن لاحقاً.

كنا ماضين والسلم البياني في العمل في تصاعد، حتى اعتُقل فجأة اثنان من الشباب: الصيدلاني بركات اليوسف، والصيدلاني ضياء الدين الزامل، وتوقفنا عند هذا الأمر ملياً وتفاجأنا بعملية الاعتقال كثيراً، وصرنا نفكر: هل من المعقول أن يحدث ذلك بسبب موضوع الانتخابات؟! والشباب (الدكتور بركات والدكتور ضياء) كانوا من أنشط الشباب في العمل، والدكتور بركات كان يقف على صندوق نقابة الصيادلة، وصندوق نقابة الصيادلة جاء بأكبر عدد من الأصوات لقائمة "محبي حلب"، وتفاجأنا بالموضوع، والدكتور بركات اعتقل لمدة ثلاث سنوات ونصف، ولم يتم إطلاق سراحه إلى ما بعد الثورة حين ألغيت محاكم أمن الدولة،  وكان يُحاكم، وحين ألغيت أُطلق سراحه، أما الدكتور ضياء اعتُقل تقريباً مدة شهرين ونصف أو 3 أشهر، ثم أُطلق سراحه، وذهبنا لنسلّم على الدكتور ضياء بعد أن خرج من السجن، فكانت هناك مجموعة كبيرة من الناس آتية لتسلم عليه، فسألناه، وقلنا له: خير إن شاء الله. وقال: الأمر بسيط، يبدو أنه تقرير مغرض، ومرت -الحمد لله- الأمور بسلام. فقلنا: الحمد لله، معنى ذلك أن الأمور سليمة.

وفي اليوم التالي، وكان يوم جمعة، أتى الدكتور ضياء إلى منزلي، ورن جرس الباب، وفتحت له، وأعطاني جواله، وقال لي: ضعه بعيداً. فوضعت جوالي وجواله بعيداً، وعرفت أن هناك شيئاً، وقال لي: الأمر ليس كما حدثتكم البارحة. قال: نحن تهمتنا جميعاً عند النظام هي: "إخوان مسلمين"، **~~وهم لم يخرجوني حتى وقّعت لهم أنَّه يجب أن أتجسس عليكم،~~** وأنت أكثر شخص تلقيت أسئلة عنه واستفسارات عنه، فالوضع خطير جداً. وأنا عندها...  من المؤكد أننا قد سلمنا أمرنا لله عز وجل، ولكن أنت في سورية الأسد، وما أدراك ما سورية الأسد؟ فعندها بدأت لا أتكلم بالهاتف مع أحد، وإنما أذهب إلى منزله، ذهبت إلى منزل فراس مصري، ومنزل سعد وفائي، ومنزل ياسين نجار، [وقلت لهم]: يا شباب، القصة هكذا. وقمنا بإيقاف الاجتماعات، فلم نعد نجتمع، وإذا كنا نريد أن نجتمع فلا نجتمع في البيت وبدون جوال، فنخرج، ونمشي في الشارع، والجوال في السيارة، وأصبحنا نحسب حسابات بشكل كبير؛ لأننا الآن  تحت المراقبة، لأن التعذيب الذي تعرّض له الشباب كبير جداً، وكان الضابط خليل ملا، لا أذكر ماهي رتبته، أظن أنه كان مقدماً، (ولاحقاً، استلم رئيس فرع الأمن السياسي)، عذّب الشباب تعذيباً فظيعاً، وكذلك الضابط ناصر العلي والذي كان أيضاً رئيس فرع الأمن السياسي ونائبه خليل، ولاحقاً أصبح رئيس شعبة الأمن السياسي في دمشق (العميد ناصر)، ووضعوا الشباب في ذهنهم (مصرون على اعتقالهم)، ومورس عليهم عذاب شديد جداً، وهم يريدون أن يعرفوا كل تفصيل بدقة، ولاحقاً حين استدعينا إلى الفرع، وقال لي الضابط: أنت قلت في اجتماع السنة الهجرية أنَّه يجب أن ننتقل من مرحلة الأقوال إلى الأفعال،  ماذا تقصد بمرحلة الأفعال؟ وقلت: لا أذكر هذه الجملة نهائياً، ولكن من المؤكد أنَّ الشخص يجب أن يخدم مجتمعه بصدق من خلال عملنا في الجمعيات الأهلية، ولا يتكلم الشخص من دون أن ينفذ، وعليها قس، هكذا كانت الأسئلة، وكل صغيرة وكبيرة سئل عنها الشباب. وواضح أن لديهم معلومات، والأضابير (الملفات) كانت كبيرة. وطبعاً، كان الدكتور ضياء -جزاه الله الخير- ولولاه كنا مستمرين في لقاءاتنا بدون تحسب، وكان هناك احتمال كبير أن يلفقوا أي تهمة ضدنا، وبالنسبة لهم سواء خليل أو ناصر يعرفون أنه لا يوجد شيء، ولكنه يريد أن يدوس على أشخاص كي يصعد، وأنَّهم أمسكوا شيئاً في مدينة حلب التي استطاعوا أن يخمدوا... فيها، ويعتقلوا، ويقتلوا، واستطاعوا أن يمسكوا خلية، وحتى إنهم صاروا يسمون، ويقولون: نحن خلية المدينة، وهناك أشخاص آخرون في الريف. لأن الدكتور بركات عندما اعتقل كان معه مجموعة من أصدقائه، هو من أبناء بلدة السفيرة، واعتقل معه حوالي 12 شخصاً، ونحن لحسن الحظ لم نلتق مع هؤلاء الاثني عشر شخصاً الموجودين في الريف، فهم يعتبرون أنَّ هؤلاء كلهم تنظيم واحد؛ فصار الدكتور ضياء يأتي إليّ، ويقول: سألوني السؤال التالي، وطلبوا مني أن أسألك إياه، ماذا أجيبهم برأيك؟ هكذا وبتلك الطريقة، ومرت سنوات ونحن متحسبون ومتخوفون، ونعرف أنه ربما يحصل شيء، ولولا قيام الثورة لاحقاً أظن أنَّنا كلنا سنعتقل، وكان واضحاً أنَّهم قد تركونا ليراقبونا، و يعرفوا مع من تكون صلاتنا وعلاقاتنا، وما هي القصة، هذه هي القصة، ولكن حقيقة أنا أؤكد لك أن كل الشباب لا أحد منهم يفكر أن يقوم بتنظيم، لأنهم يدركون أن هذا التنظيم خط أحمر، لا يمكن أن يحصل، ونحن أصل رؤيتنا أن نصل إلى أكبر شريحة من الناس للعمل السلمي الذي يقوم على دعوة الناس للمطالبة بحقوقها، وتكون مثقفة بهذه الثقافة، وتؤدي خدمتها، وهذه كانت هي الرؤية العامة، ولكن أن يحدث تنظيم، وتعمل ضمن مجموعات، فهذه ليست رؤية غالبية الشباب الذين كانوا يعملون.

في تلك المرحلة هي مرحلة... أظن أنهم اعتقلوا في 2008 أو 2009، وأغلب الظن في 2009، فنحن منذ 2009 حتى 2011 خففنا النشاط كثيراً، ولكن في الجمعيات مثلاً: أنا موجود في دار الأيتام، ولم أخفف العمل الخيري في رعاية الأيتام ومحاولة تطوير دار الأيتام والعمل التعليمي، وأنا أعتبر موضوع رعاية الأيتام هو في الدرجة الأولى رعايتهم  تعليمياً وتربوياً، أما الطعام والشراب واللباس فهذه ليست رعاية اليتيم، ورعاية اليتيم حقاً هي تعليمه وتربيته، وهذه الأمور التي تابعنا بها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/11/23

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/66-07/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2009

updatedAt

2024/05/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

شعبة الأمن السياسي

شعبة الأمن السياسي

الشهادات المرتبطة