الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

عمل الشاهد ضمن فرن في حي كفرسوسة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:05:23:03

اشتغلت في فرن معجنات، وفي 23 رمضان، سافر أخواي إلى تركيا، وأنا أحببت العمل ليس من أجل مساعدة أهلي مادياً، ولكن أحببت تجميع المال، وافتتح فرن قريب منا في حارة العمري، كان قد فتح حديثاً، وكان يوم 23 من رمضان، وبقي 7 أيام، سألته: هل تحتاج إلى عمال؟ فقال: تعال لا مشكلة، لتبدأ غداً. وكنت سعيداً جداً لأنه سوف يصبح معي مال، وسألته: كم الأجر؟ فقال: كل يوم 500 ليرة، ولا توجد عطلة، فقلت له: أنا موافق. كنت سأوافق لو كان 24 ساعة، المهم أن آخذ مالاً. وبالفعل اشتغلت هناك، وعندما دخلت إلى الفرن كان هناك 5 شباب صغار، أنا وشاب في مثل سني في الصف الحادي عشر والباقي أولاد صغار، كانت أعمارهم 12 و 13 سنة، وكان المعلمون الكبار، وهو كان يتكل على الأطفال الصغار في كل شيء، وأول يوم اشتغلت في الفرن كان الأمر صعباً جداً، أقوم بكل شيء من تنظيف الصاجات والجلي ومسح الأرض و حمل أكياس الطحين، يعني كل شيء في الفرن، وأنا كنت أحب العمل، وحتى إن والدي قال لي: يجب أن تتعلم مصلحة (مهنة) حتى لو أكملت الدراسة يجب أن تكون عندي مصلحة(مهنة) أو قم بتغيير مصلحة العائلة، والمشكلة أن مصلحة(مهنة) العائلة كلها هي الخياطة، الوالد مصمم أزياء، وأخي الآخر مصمم أزياء والباقي خياطون، وحتى والدتي كانت خياطة، وقال لي: غيّر مصلحة العائلة، وتعلم مصلحة ثانية غير المصلحة التي تعرفها.

وفعلاً، ذهبت إلى هناك، كنت دائما بجانب المعلم (صاحب العمل)، مهما يقول لي أقول له: نعم. وانتهى رمضان، وبدأنا نعمل من الساعة 10 صباحاً حتى الغروب، وعند الغروب، أذهب من أجل الإفطار، وبعد الإفطار، أعود إلى العمل، وننتهي قبل السحور بساعة، هكذا كان العمل كل يوم، وانتهى رمضان، كان أول يوم في العيد عطلة، وفي اليوم الثاني، عدنا إلى العمل، وبدأت أتعلم المصلحة (المهنة)، و أصبح صاحب العمل يعطيني مفاتيح الفرن بعد شهر، و اشتغلت عنده شهرين ونصف تقريباً، كان يعطيني مفاتيح الفرن، ويقول: قم بتجهيز العجين وكل شيء، وأنا سآتي للإشراف فقط.

ومن الأحداث التي كانت تحصل داخل الفرن أنه أرسلني من أجل شراء الخميرة، وكان يجب عليّ أن أحضرها من السوق القديم، وقال لي: خذ الدراجة الهوائية، واذهب. وكنت أمشي في الشارع الرئيسي في كفرسوسة، وكانت مشكلة الشارع أنه ضيق، و كان ذهاباً وإياباً، وهذا هو الشارع الرئيسي الذي يؤدي إلى اللوان غير المتحلق، وكان شارع كفرسوسة صغيراً جداً، و نفس الحافلات الصغيرة والسيارات وكل شيء، وكنت أمشي وكانت هناك سيارة يصدر منها أصوات أغاني شيعية (أغاني اللطم) ورائي، وكان يطلق بوق السيارة، و يريد مني الابتعاد، وأنا لا يمكنني الابتعاد إلى اليمين أو إلى اليسار؛ لأنني كنت صغيراً وبالكاد أستطيع تحريك الدراجة، لا أستطيع الذهاب يميناً أو يساراً، وكانوا يطلقون بوق السيارة، وأنا لا أستطيع الابتعاد؛ لأنه من الطرف الثاني يوجد سيارات قادمة، و هنا يوجد الرصيف، ولا أستطيع الصعود عليه حتى وصلت إلى الدوار، ومرّ من جانبي، وشتمني، وقال لي: توقف. ثم أوقف السيارة أمامي، وعندها قلت في نفسي: إذا توقفت لا أعرف ماذا سيحدث، واتجهت نحو السوق القديم، وأسرعت وأنا على الدراجة الهوائية ولا أنظر خلفي حتى أهرب، والحمد لله كان السوق القديم ممتلئاً بالناس، ولا تدخل السيارات إليه، وهو لا يستطيع الدخول معي في السوق القديم، وعندما عدت إلى الفرن سألني: أين الخميرة؟ قلت له: هكذا حصل معي. فقال: اجلس سوف أرسل العامل الثاني. وبعدها تبت عن ركوب الدراجة والذهاب بها إلى أي مكان.

أصحاب الفرن كانوا من حمص، كان لديهم فرن في حمص تعرض للقصف، وكانوا يتكلمون عن الأحداث، وكانوا يعيشون في حي الوعر، و كان أصحاب الفرن شبه معارضين، وأحد الشركاء كان من كفرسوسة ، كان ضابطاً تم سجنه لمدة 3 سنوات بتهمة محاولة الانشقاق، وكان ذا رتبة عالية، هكذا فهمت منه، وكان يقول: إن النظام اعتقله بدون سبب، وحتى وصل خبر وفاته إلى أهله بأنه مات في السجن، وبعد 3 سنوات، خرج وهو على قيد الحياة، وأهله يظنون أنه ميت، وحتى إنه قال لي: إن أهله فتحوا له خيمة عزاء، حيث جاءهم خبر وفاته بعد سنة ونصف، وهو كبير في العمر، وبعدها جاء خبر بأنه لا يزال على قيد الحياة، وخرج من السجن، ولكن سحبوا منه الرتبة، وعاد مدنياً، ولم يعد مراقباً، وكان يتكلم عن قصته في الجيش وتهمة محاولة الانشقاق، وكان يقول: عندما أمشي من حواجز كفرسوسة فإن العساكر يعرفوني، وحتى الآن يضربون التحية لي. وكان يشتم النظام كثيراً، وكنت أفتح الفرن معه صباحاً، وكل يوم يقول: اترك كل شيء في يدك، وجهز القهوة، وتعال حتى نتحدث. وكل يوم كان يتحدث عن تجاربه والدورات التي كان يجريها عند النظام، وبعدها هدأت الأوضاع، وقررنا العودة إلى الطيبة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/01/29

الموضوع الرئیس

محافظة ريف دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/110-12/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/03/27

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-اللوان

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الشهادات المرتبطة