الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الجمعة العظيمة والمظاهرات التي شهدتها منطقة وادي بردى

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:51:24

أنا علي كمال الدين نصر الله، من قرية بسيمة في وادي بردى، مواليد 2 كانون الثاني/ يناير 1997، طالب علوم سياسية- سنة رابعة، عملت ممرضًا وإداريًّا في الهيئة الطبية في وادي بردى، من بداية تأسيسها حتى خروجنا من المنطقة، وعملت مشرفًا مع "مدارس إرادتي" في بلدة أطمة، وعملت بعد التهجير ممرضًا مساعدًا في مستشفى الرحمة في بلدة دركوش، والآن أعمل مع موقع إخباري.

ومنطقة وادي بردى اسمها أتى من الوادي الذي يمر منه وادي بردى، ويصب في شرق مدينة دمشق، ومنطقة وادي بردى هي عبارة عن 13 قرية، تبدأ من جمرايا، وجديدة الوادي، وأشرفية الوادي، وبسيمة، وعين الفيجة، ودير مقرن، وكفير الزيت، ودير قانون، وبرهليا، والكفر، والحسينية، وسوق وادي بردى، بالإضافة لقرية إفرة وقرية هريرة.

إداريًّا نصف وادي بردى يتبع لمدينة قدسيا، فقرية بسيمة وأشرفية الوادي وجديدة الشيبان وجمرايا يتبعون لبلدية قدسيا، بينما ناحية عين الفيجة التي تضم دير مقرن ودير القانون وكفير الزيت وإفرة، يتبعون لمدينة الزبداني، وكان التعداد السكاني للمنطقة وسطيًّا خلال الثورة، يتراوح بين 100 و200 ألف نسمة حسب التقديرات، لم يكن هناك إحصاءات دقيقة، وشهدت البلدات الثورة وواكبتها من بدايتها حتى خروجنا، بتاريخ 29 كانون الثاني/يناير 2017.

شهدت المنطقة قُبيل أول انتفاضة فعلية حدثت بها، والتي كانت في الجمعة العظيمة بتاريخ 22 نيسان/أبريل 2011، شهدت المرحلة قبل تلك المظاهرة، مرحلةً سميت في المنطقة مرحلة التكبير، وكان هناك شبان وناشطون يروون الوضع الذي يحصل في درعا، والأخبار وما تعيشه مدينة حمص، فكان الشبان يجتمعون في منطقة معينة في القرية، وننزل باتجاه الغيض والبساتين، ونجتمع لمدة 10 دقائق للتكبير وبعض الهتافات السريعة، ونختفي بين الأراضي، وكأن شيئًا لم يكن.

وفي تلك المرحلة حصلت عدة أحداث، وأذكر في إحدى المرات أن مخفر قرية بسيمة، والذي يبعد عن مركز القرية قرابة 300 مترًا، شعروا بالتكبيرات، وأتى متوران (دراجتان ناريتان)، يقودهما 4 عناصر من الشرطة -وكان للشرطي قيمته في ذلك الوقت- وعندما سمع الشبان صوت الموتورات (الدراجات النارية) ركضوا، فمنهم من دخل في السياج وعلق بداخله، ومنهم من قفز في النهر، ومنهم من قفز في الساقية، ومرت الأمور بخير.

"الجمعة العظيمة" كانت من الجُمَع العظيمة فعليًّا في الثورة السورية، واجتمعت قرى الوادي كافةً، بالإضافة إلى ثوار مدينة الزبداني وثوار مضايا، واتجهوا باتجاه وادي بردى، وكانت هذه هي المشاركة الفعلية لي في أول مظاهرة، فحين التحق أهل قريتنا في المظاهرة مشيت معهم، والجمعة العظيمة لها هدفان، انطلقت المظاهرة الكبيرة من الغوطة الشرقية، وكانت الفكرة لديها أن يعتصموا في ساحة العباسيين، ومن جهتنا كان من المفترض أن نعتصم في ساحة الأمويين، ونتيجة المسافة الكبيرة لانطلاقتها، من قرية مضايا إلى أن وصلت لقرية بسيمة، استغرقت وقتًا طويلًا -وصلت إلينا عند صلاة العصر تقريبًا- ونحن شاهدنا على الأخبار، وبعض الناشطين قالوا لنا: أنَّ مظاهرة الغوطة الشرقية تعرضت لمجزرة، وهي قادمة باتجاه ساحة العباسيين، لذلك انتهت المظاهرة عند قرية بسيمة، بعد ما وصلت أخبار من أهالي قرية أشرفية الوادي وجديدة الشيباني، بأنَّ العديد من الباصات التابعة للحرس الجمهوري، انتشروا على الطريق، وجهزوا أنفسهم (استعدوا) لحين وصول المظاهرة.

انطلقت المظاهرة من عدة قرى في الوادي، والتنسيق لها لم يكن تنسيقًا عاليًا -مثل ما نسميه على مستوى التنسيقيات والناشطين- طبعًا بعض الشخصيات الناشطة ثوريًّا في تلك المرحلة، كان لديها خبرة في المظاهرة، ولكن أنا كمراهق كنت في الصف التاسع حينها، لم يكن لدي علم مسبق بالمظاهرة، ولكن نحن التحقنا في المظاهرة، حالي كحال كل شباب القرية، وكحال كثير من أهالي القرى التي رأت المظاهرة تمشي في مركز القرية، والتحقت بها، بعدما رأت على وسائل الإعلام المجازر التي ارتكبها النظام في درعا وحمص، وأكثر هتاف أذكره كان "لا استسلام لا استسلام بدنا نتلاقى(نريد التلاقي) في الشام"

لم نستطع أن نصل إلى ساحة الأمويين، وانتهت المظاهرة عند قرية بسيمة، وتفرقت، وكانت قوات الحرس الجمهوري قد أنزلت باصات وشبيحةً لها من مساكن الحرس، ووضعوا حاجزًا بين منطقة أشرفية الوادي وجديدة الشيباني، لذلك الأمر بعض الشباب الذين كانوا ينسقون، وبعض الناشطين الفعليين في تلك الفترة، قالوا بأنه يجب علينا التوقف، لأننا لا نريد أن يحصل بنا، مثل ما حصل في مظاهرة الغوطة، يكفي مجزرة واحدة اليوم.

كانت "الجمعة العظيمة" في المنطقة، قد كسرت حاجز الخوف بين الشعب والنظام، فصار كل يوم جمعة لدينا في المنطقة، عبارة عن ساحات ثورية ومظاهرات دائمة، من تاريخ الجمعة العظيمة إلى نهاية 2012 ، وبعدها اندثرت المظاهرات بشكل شبه كامل، وحدثت عدة مجازر كبيرة، وأَذكر بعدها خرجت عدة مظاهرات، وخاصةً المظاهرات الصباحية في القرى، وكذلك مظاهرة مسائية مركزية في ساحة عين الفيجة، تضم قرى الوادي كلها، وفي إحدى المظاهرات -أظن أن اسمها جمعة "أطفال الحرية" (3حزيران/ يونيو2011)- شاركنا بها، وكنت أنا وشاب قريب لي -استُشهد في المعركة الأخيرة- اسمه نور معتوق، وأعتقد بأننا كنا أصغر اثنين مشاركين في المظاهرات من أهالي بسيمة، فوصلنا إلى ساحة عين الفيجة، وكان ثوار قرى الوادي ودير مقرن وكفير الزيت ودير قانون والسوق وبرهليا مجتمعين، ونزلوا إلى مظاهرة مركزية، جمعتنا في ساحة عين الفيجة، وشاركنا بها أيضًا نحن وأهالي أشرفية الوادي، وثوار جديدة الشبياني، وأثناء تلك المظاهرة وصلنا خبر -بعد ما بدأت المظاهرة بقرابة 45 دقيقة في ساحة عين الفيجة وذكرت أنَّها تحوي ناحية عين الفيجة ومقسم الهاتف والبوابة الرئيسية لنبع عين الفيجة، المتواجد فيها في الأساس مفرزة لأمن الدولة-، وفي تلك الأثناء أخبرنا أحد الأشخاص الذي اتصل بابنه أثناء المظاهرة وقال: ديروا بالكم (خذوا حذركم)، هناك دوريات من الأمن وصلت إلى أشرفية الوادي، عليكم أن تحاولوا النزول بسرعة، وفي تلك الأثناء أتى شاب، فجمعنا، وقال: تعالوا لننزل من طريق السكة، كي لا نلتقي نحن والدوريات وجهًا لوجه، وبالفعل اتجهنا من طريق السكة، وعلى طرف النهر، وكان لنا عدة غايات للمشي على طرف السكة، أولًا: أن الأمن يخاف أن يتوغل من طريق السكة، لأنه ملاصق للنهر والأراضي الزراعية -والغيض كما نسميها-، ولذلك كان هناك مجال للهروب، وفي نفس الوقت فإن الأمن يتحاشى هذه المناطق، وحين وصلنا لمنطقة كانت على قطاع عين الفيجة، وفي درج يربط الطريق العام بالسكة، نظرنا ورأينا الدوريات تقف هناك، وتنتظر ربما مؤازرات، أو لم يأتِ لها أوامر للتقدم باتجاه المظاهرة، ولكنها وقفت هناك لفترة من الزمن، وفي تلك الفترة انسحب الثوار (المتظاهرون) إلى قراهم، وخرج أهالي عين الفيجة وبعض وجهاء المنطقة، وحاولوا أن يعيدوا تلك الحملة الأمنية.

والمظاهرة التي بعدها كانت مظاهرة "جمعة العشائر" (10 حزيران/ يونيو 2011)، وكانت أول محاولة قمع فعلي للمظاهرات في وادي بردى، أيضًا يوجد مظاهرة مسائية في ساحة عين الفيجة، وكان النظام قد جهز مفرزة لحفظ النظام ودوريات للأمن السياسي، كانوا متواجدين بعين الفيجة، وعندما وصلت المظاهرة لعين الفيجة، حصل اصطدام بين قوات حفظ النظام التي ضربت الصف الأول من المتظاهرين بالهراوات والدروع والعصي، وبعدها حصل إطلاق للغازات المسيلة للدموع، والأمر الذي أذكره أنَّ أحد الشباب بدأ يصيح "يا شباب افتحوا كولا (المشروبات الغازية)، واغسلوا وجوهكم من أجل القنابل المسيلة للدموع". وأذكر أن أحد المحال التجارية خرج صاحبها، ورمى زجاجات كولا (مشروبات غازية) إلى داخل المظاهرة، وكانت أول وآخر محاولة فض لمظاهرة، في وادي بردى بشكل عام.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/02

الموضوع الرئیس

الحراك السلميمحافظة ريف دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/147-01/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان - حزيران 2011

updatedAt

2024/03/16

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-أشرفية الواديمحافظة ريف دمشق-ناحية عين الفيجةمحافظة ريف دمشق-بسيمةمحافظة ريف دمشق-وادي بردى

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الحرس الجمهوري

الحرس الجمهوري

الشهادات المرتبطة