إرباك الأجهزة الأمنية إثر نشاط الحراك السلمي في دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:40:15
كانت الاجتماعات حول: كيف سنعود ونحيي الإعلان ونجمع الإعلان؟ كان ذلك بشكل أساسي، وأصبحوا يستدعوننا بعد أن خرجنا، وهم علموا أنَّنا عدنا للاجتماع، وتم استدعائي عدة مرات، وكان هناك توجيه كلام أنه يجب ألا نعود ونمارس أي نشاط سياسي، وأنا في تلك الفترة- وهذا قبل الثورة بين شهر السادس (حزيران/يونيو) حتى الشهر الثالث (آذار/مارس) - اعتذرت من شباب الإعلان، وقلت: لا أستطيع الاستمرار معكم، وهناك ضغوط كبيرة. ولكن حين اندلعت الثورة عدنا، وعدنا، وتابعنا نشاطنا، وتشجعنا على العودة والاستمرار، فعدت إلى الإعلان عشية اندلاع الثورة.
حين خرجت من السجن بدأت مع مجموعة من الشباب في
العمل على موضوع المقاومة السلمية وذلك قبل اندلاع الثورة في تونس، وعدت إلى عدة
مراجع، واعتمدت بشكل أساسي على مؤلَّف أمريكي عن الحركة السلمية، وحولتها إلى ما
يشبه ورشة عمل، وبدأنا نعقد الاجتماعات واللقاءات، وأذكر في أحد الاجتماعات أننا
سمعنا أنَّ هناك مظاهرة في الحريقة، وكان هناك أشخاص من أصدقائنا في تلك المظاهرة،
وخرج شعار: "الشعب السوري ما بينذل". وقلنا: أصبحت الفرصة مناسبة لنطبق
الأمور التي نعمل عليها. لكن بعد ذلك، أصبح هناك جو أمني صعب في البلد، فتوقفنا،
وكان ذلك قبل الثورة (قبل 15آذار/ مارس)، وقلنا: لنهدأ قليلًا. وأوقفنا هذه
الاجتماعات أو ورشة العمل في المقاومة السلمية.
كان منير الفقير موجودًا وأغيد طباع، وعمر خلف،
وهو الآن معتقل في السويداء، وهناك معاذ الخطيب، وهناك أيضًا شخص اسمه عمر، وهو
غالبًا استشهد- تقبله الله - هؤلاء الذين أذكر أنهم كانوا موجودين معنا في تلك
اللقاءات. وحين اندلعت الثورة، وحين حدثت الثورة في تونس، كنت من الأشخاص الذين
يقولون: لن تحصل عندنا ثورة في سورية في وقت قريب؛ لأنَّ الظروف مختلفة عن تونس،
ولكن كنت أقول للشباب: إن الأشياء التي نتدرب عليها إذا عرفنا كيف نطبقها فمن
الممكن بعد عشر سنوات الحركة التي شاهدناها في تونس نشاهدها في سورية، وهكذا كان تقديري
للأمور، وحدثت الثورة، وكل شيء حصل في الثورة ليس له علاقة بالشيء الذي كنا نتدرب
عليه، وسارت الأمور بطريقة مختلفة تمامًا. وفي بداية الثورة، بدأت التنسيقيات،
وقمنا بشيء في المهاجرين اسمه: تنسيقية المهاجرين، وكنت موجودًا في تأسيس
التنسيقية، وعندما أنشأنا صفحة على "الفيسبوك" فكرنا بشعار الصفحة، وبما
أنَّ المهاجرين هي أقرب مكان إلى قصر بشار ففكرنا أن يكون الشعار على
"الفيسبوك": "كوم حجار ولا هذا الجار". وأول عمل ثوري خططنا
له كان في الشطة في الجسر، أن نُنزل عليها لافتة مكتوب عليها: "كوم حجار ولا
هذا الجار". ونُفذت هذه العملية صباحًا، وأنزلنا هذه الصورة، وأتى الأمن،
وحدثت أمور كثيرة، وكان هذا أول نشاط ثوري لتنسيقية المهاجرين.
كانت مشاركاتي في المظاهرات قليلة، فقد كنت
أشارك في المظاهرات الكبيرة التي تحدث في المزة والميدان، فطبيعة المظاهرات في
المهاجرين أنها كلها مظاهرات طيارة وكلها شباب فمن الصعب على الشخص أن يشارك بها،
وأنا لم أكن أشجع أحدًا، وأقول له: اذهب، وتظاهر. لأنني أعرف خطورة المظاهرات،
ولكن الشباب الذين سيخرجون أقول لهم: خذوا احتياطكم، ويجب أن تعرفوا ما هي الضريبة
التي تُدفع نتيجة لهذه المظاهرات. والشباب كانوا مندفعين ومتحمسين، وبعد فترة، لم
أعد أشارك في تنسيقية المهاجرين واجتماعاتها، وشاركت في مرحلة التأسيس فقط، وصار
الشباب هم الذين يجتمعون، ويخططون للنشاطات، ومن النشاطات التي أذكرها في تنسيقية
المهاجرين ما يسمى بكرات الحرية، وهي عبارة عن كرات بينغ بونغ (كرات الطاولة) كُتب
عليها: حرية. وخرج الشباب من الجادة السابعة أو والثامنة ورموا الكرات، وهذه
الكرات عندما تتدحرج، تنزل، وتصبح عند القصر الجمهوري، وعند الحرس، فصار الشباب
يرمون الكرات، و يصورون جماعة الحرس كيف يركضون بين السيارات ليجمعوا الكرات، وكان
من النشاطات التي قمنا بها في المهاجرين أن الشباب صاروا يضعون السبيكرات (مكبرات
الصوت) في حاويات القمامة أو غيرها بحيث في وقت معين تخرج هتافات: حرية وغيرها.
وفي إحدى المرات، تم إفراغ حاوية القمامة في سيارة القمامة، فبدأ
"السبيكر" يعمل في سيارة القمامة، وبينما كانت السيارة تمر من أمام بيت
الرئيس، سُمعت شعارات الحرية وغيرها، ولم يُعرف الصوت من أين يخرج، فكان المشهد
مضحكًا في ذلك الوقت. حاولنا إن نبتكر أساليب جديدة، وفي تلك الفترة ابتكرنا فكرة
أن نلبس كلنا قمصانًا بلون واحد ونمشي في شارع السكة كنوع من أنواع الاحتجاج،
وهذا أحد الأمور التي قمنا بها، وقضية إطفاء الأنوار في وقت واحد كشكل من أشكال
الاحتجاج، وقضية التكبير التي كانت تحدث من النوافذ، فكل هذا من أشكال الاحتجاج،
وأخرج الشباب بالونات أيضًا في دمشق من عدة أماكن، وكانت المهاجرين هي أحد هذه
الأماكن، وهي عبارة عن بالونات وفيها علم الثورة، وكان هناك إلصاق مناشير على
الجدران ضد النظام، فكان الشباب ضمن الظروف الأمنية الصعبة يحاولون ابتكار وسائل
لإظهار المهاجرين أنَّها منطقة احتجاج رغم أنَّها قريبة من القصر الجمهوري وفيها
ضغط أمني فهي منطقة احتجاج، وأذكر أنه تواصلت معي بعض الأخوات في ذلك الوقت في
التنسيقية لأنني طبيب، وكن يعملن في الإسعاف، وكان النظام يطلق النار، فسألتني
إحدى الآنسات عن الخيوط التي نستخدمها للجروح، وأعطيتها بعض المعلومات عن الموضوع.
وكانت المظاهرات تخرج من المساجد بعد يوم الجمعة، وكان الشباب يشاركون بها، وأعرف
الكثير من شباب المهاجرين كانوا يشاركون في تظاهرات داريا والمعضمية، فيذهبون إلى
المناطق البعيدة للمشاركة بالمظاهرات الكبيرة، وكان لتنسيقية المهاجرين صندوقًا،
وتأتينا تبرعات، وعندما أصبح هناك مجلس قيادة الثورة... وأذكر أنه كان معروفًا عن
صندوق تنسيقية المهاجرين أنَّ فيه أموالًا كثيرة، وكنا نعطي من صندوق التنسيقية
لباقي التنسيقيات الأخرى حين تحتاج لدعم معين، ورحم الله رئيس مجلس قيادة الثورة
في ذلك الوقت، كان اسمه أبا مالك والذي استشهد في داريا، ولا أذكر اسمه الحقيقي،
وكان شابًا متميزًا جدًا وشخصية قيادية، وهو الذي جمع كل التنسيقيات بما يسمى:
مجلس قيادة الثورة، وأنا كنت عضوًا في قيادة مجلس الثورة على مستوى دمشق.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/02/21
الموضوع الرئیس
النشاط قبل الثورةالحراك السلمي في دمشقكود الشهادة
SMI/OH/73-7/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
6/2010 - 2014
updatedAt
2024/08/13
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-الميدانمحافظة دمشق-المهاجرينشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
تنسيقية الثورة السورية في حي المهاجرين
مجلس قيادة الثورة في دمشق