الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

دوافع حمص للثورة: تكريس الطائفية في مدينة حمص

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:05:14:04

النقطة الأخرى التي كنت أريد أن أقولها: الوافدون من الأرياف بالتحديد من الريف الغربي والريف الجنوبي -العلوي- إلى داخل المدينة، كانوا فعلًا هم الذين يحصلون على الوظائف بشكل أكبر بكثير من أبناء المدينة، يعني مثلاً نحن 11 ولدًا على سبيل المثال، وأنا والدي موظف وهو موظف قديم، ولكن من ضمن 11 ولداً لا يوجد أحد موظف، وهكذا بقية الأسر؛ يعني: تجد أن العائلات السنية الأب أو الجد، أنا جدي مثلًا كان موظفًا، يعني من يعملون في قطاعات الدولة على اختلاف مناصبهم، الأولاد لم يستطيعوا أن يحصلوا على وظيفة في الدولة، يعني أنا أكاد أجزم أنه في الحارة عندي: الأب الكبير في العمر الذي بدأ يتقاعد، والذي أصلًا كان في السبعينات توظف أو حتى في الستينات، تجد أنه لازال موظفًا أو خرج للتقاعد، ولكن أولاده لم يحصلوا على هذه الوظيفة في الدولة، وتجارتهم ضعيفة، ولكن على الطرف الآخر: كان الوافدون من الأرياف المحسوبون على الطائفة العلوية كانوا يأخذون كل هذا الجهد، وخاصة قطاع التدريس والتعليم، وهنا المرحلة التي أنا وعيت بها أُلغي شيء اسمه ملتزم، وأُلغي شيء اسمه إذا تخرجت من الجامعة ستتوظف لدى الدولة، فكان الذي يتوظف لدى الدولة هم فئة معينة، وليس بقية الفئات، يعني: علوية وليس سنة حقيقة، وفي الجيش نفس الشيء، علوية وليس سنة، علمًا أنني أعرف أن جزءًا من أصدقائي مثلًا ذهبوا إلى الجيش، ولكن لم يتم قبولهم لأسباب مثلًا يقول له: قدمك بطشة (مسطحة)، أو يقول: عينك يوجد فيها 0.01 نقص، كانت أسباب سخيفة من الممكن أن تكون موجودة لدى أي إنسان طبيعي حتى يتم رفضه، ولكن يتم قبول من لديه واسطة ويُرفض الآخر .

بالتالي كان الشباب يشعرون بالغبن، وأنا أذكر أغلب الجلسات التي حضرتها حرفيًا قبل الثورة -الجلسات المسائية للشباب- كانوا يتكلمون عن أنني غداً سأنتهي من الجامعة وأذهب إلى دول الخليج، لدرجة أننا كنا نسمع أنه يوجد تجمعات لشباب من حمص جدا في جدة في السعودية، لدرجة أن البعض كان يقول لنا: تذهب إلى جدة تجد نفسك تعيش في نفس الجو، وترى ابن فلان وابن فلان وابن فلان، فيذكر بالأسماء. 

فكان الشباب حقيقة يفكرون بالهجرة أكثر من أن يبقوا في البلد؛ لأنهم لن يجدوا عملًا، على الطرف الآخر حتى القطاع الخاص كان يوجد من يهيمن عليه، وبدأ هؤلاء الشباب الجدد يعني المدعومون من النظام نفسه من جيل رامي مخلوف وغيره، بدأوا يدخلون إلى الساحة، وبدأوا يأخذون الشركات الكبيرة، ولم يكن يوجد أمل أو لم يكن هناك مجال أن ندخل في الموضوع، خاصة أن بعض المشاريع الصغيرة التي اشتغلها بعض الشباب كانت حرفيًّا تتوقف لصالح مشاريع أخرى كعمل قطاع خاص. 

هذه الأحداث جميعها أنا أظن أنها كانت تتعلق بالوعي، وأظن يوجد عشرات الأحداث الصغيرة مثل هذه التي كانت تحدث، وتحقن الناس أكثر وأكثر في حمص، ولكن على مستوى وعينا أو إدراكنا لهذه الأحداث، وعلى مستوى رؤيتنا بالعين المجردة لهذه الأحداث، أعتقد هؤلاء الذين رأيناهم، ولكن أظن أينما نتجه في حمص وأينما كنا نذهب في حمص، يوميًّا كان يوجد هذا الحدث أو ذلك الحدث يحدث، ولكن مع أشخاص جدد يتكرر، حتى قامت الثورة في 2011.

أنا أظن في الأخبار كانت القنوات الفضائية طبعًا متوفرة في البيوت، لم يكن أحد يصدق على الأقل من نطاق التعامل الذي أنا كنت فيه من أهالي حمص، لم يكن أحد يصدق أن ما يحدث مثلًا في تونس أو ليبيا أو في مصر سيأتي إلى سورية، لم يكن أحد يتوقع -أنه يا أخي من غير المعقول- انظر إلى المخابرات لدينا في كل مكان، والقبضة الأمنية يعني مستفحلة، ونحن تربينا من أحداث قديمة حصلت معنا، حمص حدث بها مجازر حتى لو كانت أقل من غير مناطق، ولكن يوجد ناس اعتُقلوا، يوجد العشرات والمئات، يعني تكاد تجد أسرًا كثيرة يوجد لها حتى الآن مفقودون أو كانوا مسجونين وخرجوا نتيجة أحداث الثمانينيات.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/30

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/95-10/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-محافظة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة