الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الخروج من معتقل صيدنايا عام 2001

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:26:11

بتاريخ 27 تموز[2001] أحسسنا أن الدوريات بدأت تأتي إلى المهاجع ويقرؤون أسماء، ومن كل مهجع يأخذون 10 إلى 15 شخصًا، ونحن كنا نظن أنها حركة نقل للمهاجع وما إلى ذلك، وعرفنا بعد يوم أو يومين أن من يأخذونهم كانوا يأخذونهم إلى سجن صيدنايا.

في تلك الفترة يعني نحن علمنا فيما بعد أن بشار الأسد اتخذ قرارًا بتصفية سجن المزة وسجن تدمر، وتجميع كل المعتقلين في صيدنايا، وبالفعل بعد يومين أخذونا أيضًا، وبتاريخ 29 تموز/يوليو بدأوا بنقل الناس؛ لأن نقل الناس استمر أكثر من 15 يومًا؛ لأن الأعداد كانت كبيرة، وكل يوم يأخذون عددًا يعني، وأنا كنت في الدفعة الأخيرة؛ يعني آخر دفعة من 80 شخصًا تغادر سجن تدمر بتاريخ 11 آب/ أغسطس عام 2001، ووضعونا في السيارة مثل السيارات التي ينقلون فيها اللحوم يعني ونقلونا إلى صيدنايا.

بمجرد أن وصلنا إلى سجن صيدنايا كانت المعاملة تختلف كليًّا، يعني أنا لا أنسى تلك اللحظة التي خرجنا فيها من سجن تدمر ونحن نعرف بأنهم ينقلوننا إلى سجن آخر، وما زال السجان يمسك الكبل ويضربنا على ظهورنا حتى ركبنا في السيارة من سجن تدمر، ثم وصلنا إلى سجن صيدنايا، واستقبلتنا الشرطة العسكرية وقالوا لنا: اجلسوا. وكان يوجد ساحة في داخل السجن وجلسنا، وكان العدد كما قلت 80 شخصًا، ويبدو أنهم كانوا يقومون بإجراءات حتى يوزعوننا كل دفعة على مهجع يعني، وهذه العملية استغرقت تقريبًا ساعة واحدة، ونحن جالسون على الأرض ومرتعبون، يعني سجناء تدمر كنا بشكل آلي وبمجرد أن نجلس يجب أن تكون رؤوسنا في الأرض ولا نتكلم، ولا نلتفت حولنا والخوف يعني يأكلنا أكلًا يعني نفس أجواء تدمر، ولكن عندما تأخرت الشرطة بالإجراءات ارتفعت أصوات الناس يعني كل شخص بدأ يتحدث ويهمس مع الذي بجانبه، وماذا سيحصل؟ ولماذا تأخروا؟ ويبدو أنه ارتفعت جوقة الصوت، وإن أحد الشرطة العسكريين صاح علينا: يا شباب لو سمحتم بدون صوت، وعندما سمعناه وكأنه يوجد شيء غريب نسمعه ولامس آذاننا وكل شخص بدأ يلتفت إلى الآخر ويقول: انظر نحن من بني آدم! ويقول لنا لو سمحتم؛ لأن اللغة التي نسمعها في سجن تدمر طيلة سنوات طويلة [سيئة] يعني لا يُحكى معنا إلا بلغة الشتائم المترافقة مع الضرب، يعني في سجن تدمر، حتى لو أن السجان يريد أن يقول لك: تعال إلى هنا، وإذا كان يوجد في يده هراوة أو كبل فإنه يضربك بالكبل، وتترافق معه شتيمة مقذعة يا ابن الكذا يا ابن.. إلى آخره، وهذه هي اللغة المعتادون عليها، وعندما سمعنا -يعني أول كلمة نسمعها- يا شباب لو سمحتم بدون صوت كان شيئًا غريبًا بصراحة، وأحسسنا يعني هل من المعقول أن يتعاملوا بهذا الشكل معنا ونحن نشعر بآدمتينا للوهلة الأولى!

أنا كان قد بقي لي 3 شهور وتنتهي الـ15 سنة، يعني نحن أمضينا في تدمر 6 سنوات، وعندما وصلنا إلى صيدنايا في 11 آب/أغسطس عام 2001 كان قد بقي لي 3 شهور حتى ينتهي حكم الـ15 سنة، وفعلًا أمضيت الفترة في صيدنايا فترة 3 أشهر وبتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2001 أطلق سراحي، وطبعًا في نفس اليوم جاءت دورية من الأمن السياسي وأخذتني من السجن من فرع دمشق؛ لأن فرع دمشق هو المركز يعني مركز الأمن السياسي والمعتقل يفرج عنه الفرع الذي اعتقله، وأنا كنت في السجن، وكنت أتوقع أن يصيحوا لي، فجاؤوا وصاحوا لي -صاحوا باسمي- وأخذتني دورية من الأمن السياسي لفرع الفيحاء في دمشق، وبقيت في الفرع لمدة يومين في منفردة في زنزانة وبعد يومين نادوني وقالوا لي: الله معك.

وقفت على باب الفرع، أنا كان معي أحد الأصدقاء وهو إبراهيم اليوسف، وهو أيضًا معتقل معي فخرجنا سوية يعني ووقفنا على الباب، ولا نعرف الشام بعد 15 سنة ويبدو أن منظرنا غريب وملفت للانتباه، فجاءنا الحرس الذين يقفون على الباب وكانوا يظنون أننا من المارة أو مراجعين في الفرع وكانت الساعة 8:00 مساءً، فقال لنا الحرس: امشوا من هنا ولا تقفوا هنا. فاقتربت منه وقلت له: يا أخي نحن معتقلون قدامى وخرجنا وإذا كان بإمكانك مساعدتنا، أن تدلنا على تاكسي أو تدلنا على شيء آخر، وهذا الرجل كان صاحب نخوة والشهادة لله، وبمجرد أن قلت له: نحن معتقلون وصار لنا عشرات السنين في السجن ولا نعرف، فصاح على زملائه حتى يتفرجوا، وقال لهم: تعالوا وتفرجوا، وكأننا أشكال غريبة ومستحاثات قديمة حتى يتفرجوا على أشكالنا، ولكن الرجل كان صاحب نخوة يعني ومباشرة أخذني وأوقف تكسي يعني واستقلّينا التاكسي في يومها.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/18-05/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2001

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-صيدنايا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

سجن صيدنايا العسكري

سجن صيدنايا العسكري

الأمن السياسي في دمشق- مكرر

الأمن السياسي في دمشق- مكرر

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة