الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاعتقال على حاجز بالطريق إلى درعا، والتحويل إلى الأمن الجنائي بدمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:03:16

وأحد الحواجز قال لنا: لماذا أتيتم؟ أنتم من حمص، وأنت من دمشق، وأنت من دير الزور، يوجد شيء قد شكوا به، فأنا كان معي في جيبي دفتر أزرق صغير -دفتر جيب-، أضع عليه ملاحظاتي، وكان معي اللابتوب، ومعي عدة أغراض، ولكن يُفترض أنه لا يوجد شيء خطر، يعني لا يوجد شيء يلفت الانتباه، أنني ذاهب حتى أقوم بمظاهرة، أو أن لي علاقة بمظاهرة، فقال لي: تعال أنت، وكان يقول لي: يا أبا (صاحب) الدفتر الأزرق، وأنا لا أعرف ما هو سببها، حتى أصبحت في السجن، فقال لي: أنت وجماعة الأمم المتحدة أو جماعة حقوق الإنسان سماها قال لي: أنتم جماعة حقوق الإنسان، تحملون دفاتر لونها أزرق، وتسجلون وتقيدون، فقلت له: كيف عرفت أنني من جماعة الأمم المتحدة -وأنا للأمانة ليس لي علاقة بأية جماعة ولا بأي فصيل، ولا بأية منظمة أو مؤسسة ولا حتى معارضة، يعني أنا شاب، وخرجت مع أصدقائي، وفعلًا نريد أن نرى أصدقاءنا الآخرين، لأننا انقطعنا عنهم لفترة، واستغليت أنني أصبحت خارج حمص، وأصلًا هنا لا أحد يعرفني نسبيًّا، فقلت له: نحن طلاب، وذاهبون حتى نرى أصدقاءنا وليس أكثر، فقال لي: يوجد في الدفتر كلمات مكتوبة بالإنكليزية، فقلت له: صحيح، وأنا أحيانًا أرصد كلمة في الطريق، أو أسمعها في مكان، فأقوم بتسجيلها حتى أحفظها، لأنني طالب في هذه المرحلة، كنت سأناقش رسالة الماجستير (درجة أكاديمية وتُعتبر أول مرحلة من مراحل الدراسات العليا)، وسأدخل إلى الدكتوراه، وبالتالي لا يوجد شيء خطير، ويمكنك أن تقرأ الكلمات، فقال: أنا لا أعرف أن أقرأ الإنكليزية، فقلت له: أنا أترجم لك، فقال لي: أنت تكذب، فقلت له: حسنًا، فقال: تعال معي أنت حقوق إنسان، وفي وقتها سُجنت، ووضعوني في حجز مؤقت -لا أذكر أين بالضبط-، وفي هذه المرحلة، قالوا لي: أنت مطلوب للأمن السياسي، وقال لي الحاجز: يجب أن نسلمك للأمن الجنائي، فقلت: لماذا كل هذه اللفة (تعقيد الأمور)، فقال: لأنه ضمن القانون الجديد، أصبح الأمن الجنائي فقط هو الذي يعتقل، وهذا الأمر تم تطبيقه لمدة شهرين، وأصبح الأمن نتيجة الضغط الذي حصل عليهم، على أساس (عبارة فيها سخرية) أن الأمن الجنائي أفضل من الأمن السياسي أو العسكري، جميعهم نفس الشيء في النهاية سأصل إليه، وإنما سيزيد علي الوقت، فقال: أنا أسلمك للأمن الجنائي، وهو يقوم بتحويلك للأمن السياسي، فأخذوني إلى سجن غرز في درعا -هو السجن المركزي-، وهو سجن سيء جدًا، وفي البداية أخذوا مني الأمانات، طبعًا قبلها -للأمانة- وضعوني في مكان مؤقت، وأنا فتشت (فحصت) لابتوبي بالتعاون مع عسكري، كان يوجد عسكري يبدو أنه مجند، فقلت له: يوجد صور لأهلي، ولا أريد أن يتم كشفها، وأريد أن أفتش كل لابتوبي، فتأكدت للمرة الأخيرة أنه لا يوجد شيء عليه، لأنه بدأ يراودني الشك، أنه يوجد من قال لهم: إن في لابتوبي يوجد مظاهرات، وأنا فعلًا أضع على اللابتوب مظاهرات، أقطعها وأرفعها بعد أن بدأ أمر القنوات، ونرفعها على الجزيرة واليوتيوب وفرانس 24، يعني لكذا (أكثر من) جهة، ولكنني متأكد أنني مسحت كل شيء، ولكن أخذت نظرة أخيرة، وحذفت حتى المجلدات الفارغة التي لها علاقة بالموضوع، لأنه نتيجة خبرتي السابقة، ممكن أن يحصل شيء اسمه استعادة، وأنا طبعًا كان لدي في هذه اللحظة برنامج اسمه -داتا ريكفري-، ويوجد به إريسر (برنامج يمحو الملفات من أصولها) يمحو البيانات، وأيضًا تم مسح البيانات بشكل جيد؛ يعني تأكدت من عدة أمور خلال 5 أو 10 دقائق، ورأيت أن العسكري ساعدني بشكل كبير جدًا، وأظن أنه كان يعرف أنني سأمحو شيئًا، ولكن لم يتكلم معي، واستخدمت لابتوبي، ثم سلمته للعسكري، وحتى الآن أنا لم أتعرض لشيء، حتى دخلت إلى سجن غرز، وحتى الضابط الذي أخذني، والعساكر كانوا متعاونين معي جيدًا، وقلت للضابط: ماهي قصتي؟ فقال لي: أنت ماذا فعلت؟ فقلت له: إنني لم أفعل شيئًا، أنا أصلًا أدرس في الجامعة، وجئنا ونحن أصدقاء، ولا يوجد شيء آخر، فقط أردنا أن نطمئن على بعضنا أكثر، فقال لي: أنت خرجت في مظاهرات، وقالها لي بطريقة يوجد بها ضحك! فعرفت الأمر، ولكنني كنت خائفًا أن أناقشه، مع أنه أبدى تعاطفًا نسبيًا، وعلى الأقل هو لم يضربني أو يزجرني، فأخذوني إلى سجن غرز، وفي السجن بدأوا يتشاوشون (يتهامسون) بين بعضهم علي، وكان معي ناس آخرون، لا أعرف من أين أتوا بهم، وحتى أغلبهم ليس له علاقة بالمظاهرات، وعندما دخلت، قلت له: أنا ماذا فعلت؟ فقال لي: اخلع ثيابك ولا تتكلم، فخلعت جميع ثيابي، وبقيت بالثياب الداخلية، وأعطوني زيًا رقيقًا جدًّا، وصناعته سيئة بشكل مقرف جدًّا، ورائحته سيئة، وأظن لا يوجد نوع حشرات إلا وموجود به، فقال لي: البسه، وهنا كنت أحاول أن أسأله، وكان يوجد كرسي، طبعًا نزلت لطابقين تحت الأرض، وكان يوجد كرسي ليس له مكان للجلوس، كان فقط إطار حديد، ويوجد له كبلان، وخلفه مأخذ كهرباء، فقال لي: اجلس عليه، طبعًا في هذه اللحظة أنا خفت بشكل كبير جدَّا، وهنا بدأت أشعر أنني وقعت، ويبدو أن المرحلة الماضية انكشفت، وأنني خرجت في مظاهرات، وأنه يوجد لي تواصل مع القنوات، هكذا بدأت أشعر، ولكنني بدأت أفكر بإيجابية أكثر، حتى أفهم كل الموضوع منهم. 

جلست قليلاً على الكرسي، ولم يكهربني، وكان يهددني، ولكن كان يقول لي: أنت خائن للوطن، والخائن للوطن هكذا تتم معاملته، وأنتم تريدون بيع البلد، ومفردات وجمل لا تخرج (تختلف) كثيرًا عن المفردات والجمل التي كنت أسمعها، عندما كان يدخل المعتقلين ويسمعونها، ثم أدخلني إلى زنزانة كانت كبيرة نسبيًا -3 أمتار في 3 أمتار- ويوجد فيها دورة مياه، ولكن كان يوجد بها ماء -الأرض مليئة بالماء-، وهنا نتكلم في نهاية شهر 5 (أيار/مايو)، يُفترض أننا في الصيف، وفعلًا كانت الحرارة مرتفعةً في تلك المنطقة، ولكن عندما نزلت إلى تحت الأرض، كان الجو باردًا، ومع وجود المياه في الأرض، كانت الأرض باردةً مثل البراد. طبعًا حتى هنا أنا لم أستوعب الأمر، وأقفل علي الباب وذهب، وحاولت أن أركز أفكاري، وفعلًا هنا أول مرة أشعر أن الأسر مسألة صعبة جدًا، وأنه عندما تكون في السجن، فأنت مقيد، ولا تستطيع أن تفعل شيئًا؛ يعني ليس لديك قدرة على التواصل، وبدأت أفكر، إذا بقيت لعدة أيام أو كذا (أكثر من) شهر في هذا المكان، كان مكانًا سيئًا جدًا، والحقيقة لا أعرف كيف جاء الليل، وكانت كل الأفكار تأخذني وتأتي بي، ونمت على الأرض، وكانت باردة جدًا، أصلًا الأرض باردة، والمكان بارد، ولباسي يوجد به حشرات، فأصبحت أمزق قطعًا من لباسي، وأربط بها قدميّ، لأن قدميّ كانتا باردتين جدًا، ويبدو أن الخوف لعب دورًا في موضوع أنني أبرد أكثر -حتى أصابع قدميّ بردوا الآن، لأنني تذكرت الموضوع-، فكنت أحاول ربط يديّ وقدميّ، وأحاول أن أستلقي على الأرض لأجل أن أنام، وكنت أحرص أن أبقى في منطقة واحدة، ولا أتقلب حتى يصبح مكاني دافئًا لأستطيع أن أنام، ونمت بصعوبة شديدة، ولكن هنا لم يؤذني أحد أبدًا، لأنني يبدو -أو اكتشفت فيما بعد أنني كنت في الأمانات-، ولكن كان يُفترض أن الأمانات لا يضعونهم في هذا المكان؛ يعني في منفردة أو تحت الأرض، ولكن أنا وضعوني في منفردة، لأنه يبدو أنهم اكتشفوا أنني خائن كبير للوطن، أو يبدو أن التقرير الذي علي أكبر من اللازم، وثاني يوم صباحًا صاح: خالد تركاوي اخرج فخرجت، وقال: البس ثيابًا، وكان يوجد ثياب موجودة في الأرض -ثياب مختلطة-، فقال لي: يجب أن تذهب إلى القضاء، وقمت بتنقية (اختيار) بنطال وكنزة ولبستهم، وأعطاني مشطًا ومرآة، وقال لي: مشط شعرك، نحن لم نضربك، فقلت له: حسنًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/08

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورةاعتقال

كود الشهادة

SMI/OH/95-20/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

حزيران 2011

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة درعا-مدينة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن الجنائي في دمشق

فرع الأمن الجنائي في دمشق

سجن غرز في درعا

سجن غرز في درعا

الشهادات المرتبطة