الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اعتقالات نشطاء داريا في شهر رمضان وضعف التنسيقية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:56:03

قبل اقتحام حماة بدأ التدقيق في داريا، وانتهت فترة الأريحية، كنا نريد تطوير الحراك السلمي، فالمظاهرات وصلت إلى سقفها، [فقد كنت تستطيع] أن تعبر وتخرج فيديوهات [على الإعلام] فاتفقنا على تجميل ساحة الحرية التي هي ساحة الشريدي في داريا، وكان فصل الصيف فاتفقنا على القيام بذلك بعد العصر، وكان هناك مظاهرة بعد الصلاة، وكتبنا منشورات فيها: ندعوكم بعد العصر وكان هناك شيء مكتوب فيه لأن هذه الثورة هي ثورة بناء ومن هذا الكلام… ندعوكم إلى التزيين والتجميل، وكان من المفترض أن نقوم بتنظيفها ونحضر الورود، أذكر تمامًا أن الجيش لم يتدخل أثناء المظاهرة بعد صلاة الجمعة، ولكن بعد أن تفرقنا أقام حواجزًا حول المكان ولم نستطع فعل شيء، كان هذا الأمر بالنسبة لي في ذلك الوقت مثل إشارة، بأنه (أي النظام) قد يتساهل مع المظاهرات، ولكن عندما يتطور الأمر إلى تنظيم أو مظاهر أخرى فإن هذا الأمر بالنسبة له خط أحمر، وفعلًا لم نستطع فعل شيء حينها، وبدأ التشديد بشكل أكبر على داريا في تلك الفترة.

قبيل رمضان في الشهر السابع (تموز/ يوليو) عاد التشديد الأمني، كانت تحصل مظاهرات ولكنها مظاهرات سريعة بعد الصلاة لاتطول، كنا متفائلين جدًا في شهر رمضان (آب/ أغسطس)؛ ففي شهر رمضان يوجد صلاة التراويح، وإذا كانت [المظاهرات] تحدث قبل ذلك كل أسبوع، فغدًا (في رمضان) ستكون كل يوم، وأذكر في هذه الفترة أن المظاهرات كانت إذا خرجت كل أسبوع فإن ذلك يعتبر تحديًا، فأنت تحتاج إلى طاقة نفسية وتجديد الهمة مع معارفك، وكان في وقتها التعبير[المستخدم] لمؤيدي النظام أنها: خلصت(انتهت)، ونحن كان تعبيرنا: اقتربت، فكان هاتين العبارتين كانتا تمثلان المعسكرين، نحن متفائلين وهم يعتبرونها انتهت وقمعت.

في يوم اقتحام مدينة حماة كان بالنسبة لنا أمرًا مفاجئًا، فنحن كنا ننتشي بمظاهرات حماة، ومظاهرات دير الزور والهتافات والقاشوش، كان شيء مميز جدًا بالنسبة لنا هو، بالرغم من أن مدينة حماة هي التي أكلت الضرب (ارتكب النظام فيها فظائع) في الثمانينيات؛ مع ذلك خرجت عن بكرة أبيها، ولكن الذي حصل أننا عندما عرفنا أن الاقتحام بدأ الدبابات موجودة، فخرجنا في مظاهرة ظهرًا، كانت في تاريخ الأول أو الثاني من شهر آب، في بداية شهر آب/ أغسطس تقريبًا، [استمرت المظاهرة] لمدة ربع ساعة ثم تدخل الأمن؛ فتفرقنا. شعرنا أن رمضان سوف يكون أصعب، فعلًا بدأنا نخرج بعد صلاة التراويح، ولكن النظام كان ينتشر في الكثير من المساجد على شكل دوريات، لم تعد أعداده كبيرة، وأحيانًا يحصل إطلاق للنار في الهواء، لا أذكر أنه كان هناك شهداء بعد صلاة التراويح -لست متأكدًا- ولكن لا أذكر ذلك، ولكن النظام أخذ في مضايقة المصلين أنفسهم عند الدخول والخروج، فبدأ المصلون يطلبون من المتظاهرين التظاهر خارج المسجد وليس في المسجد، وأن نختار مكانًا آخر حتى لا نعطل عليهم صلاة التراويح، ولكن بعد أيام بات الاعتقال على الشكل التالي: كان النظام يقوم بالتجول بعد الإفطار أو قبيل صلاة العشاء وحتى الساعة 11 ليلًا، وأي شخص يشتبه بأنه كان في مظاهرة يعتقل، فحصل الكثير من الاعتقالات في تلك الفترة، في شهري (تموز/ يوليو) و (آب/ أغسطس). كانت هناك اعتقالات مستهدفة، مثلًا يأخذون فلانًا من محله، والآخر من مكتبه، والآخر يرصدونه من مكان معين، وكانت هناك اعتقالات عشوائية، يعتقل فيها أشخاص ناشطين وأشخاص غير ناشطين. فكان شهر رمضان (آب/ أغسطس) شهر التفاؤل، [وكنا نقول:] أنها اقتربت (سقوط النظام) والعيد بعيدين، ولكن كان التشديد كبيرًا جدًا في النصف الثاني من شهر رمضان، وحتى المظاهرات كانت قد تخرج من مسجد واحد بعد التراويح، أو لا تخرج، فكانت هذه بداية الإحباط؛ لأننا حتى المظاهرات لم نستطيع الخروج فيها.

 كان دخولي إلى التنسيقية بشكل رسمي في شهر رمضان، قبل ذلك كنت كما ذكرت في الصف الثاني، والذي حصل أنه في شهر (تموز/ يوليو) وبداية (آب/ أغسطس) اعتقل عدد كبير من الشباب الفاعلين في المظاهرات مثل: مصطفى الخولي، ومحمود جنح، وعدد كبير من قادة المظاهرات والتنظيم.

الذين اعتقلوا في اليوم الأول من (نيسان/ أبريل) خرجوا بعد 60 يومًا غالبًا، ومنهم بعد 65 يومًا، ولكن بعدها بالذات في شهر (تموز/ يوليو) ، وبداية (آب/ أغسطس) (شهر رمضان) حصلت اعتقالات بقسم منها موجهًا، فكانوا يرصدون فلانًا، [مثال على ذلك] يوجد شاب اسمه مصطفى الخولي، يعمل ولديه محل خياطة، وعنده متجر في سوق للملابس، هو لا يأتي إلى المتجر، كان يأتي أخوه أو عامل يعمل فيه، ولكنه كان يأتي مرة واحدة في الأسبوع، في إحدى المرات أثناء الدخول إلى المحل أو أثناء خروجه أمسكوا به، فكان واضحًا أن هناك جاسوسًا يقوم برصده.

أذكر خلال هذين الشهرين بات هناك تآكل في الصف الأول الذي يعدّ الكتلة الصلبة، التي أغلب أعمارها كانت من 30 سنة وما فوق، أو بين خمس 25 و35 سنة -هذا العمر يعتبر كبيرًا بالنسبة لشباب الجامعة- وكان يوجد تفاهم لدرجة كبيرة، وليس إلى درجة ممتازة أو كاملة، وإلى حد ما يوجد اتفاق على الخط السلمي، فأحيانا يحدث خلاف على هتاف أو ما شابه، وأحيانًا يحصل خلاف [فيقول أحدهم]: لماذا لا نذهب إلى الحاجز، فيجب أن نصل إلى الحاجز؛ حتى نكمل إلى دمشق، ولكن هذا الشيء لم يحصل. عندما تناقص عدد الشباب بشكل كبير قرروا إعادة هيكلة التنسيقية، حينها قام الشباب باستدعائي، وقالوا لي: نحن انتخبناك للإدارة، فقلت لهم: انتخبتوني بدون علمي؟!، قالوا: نعم، الشباب الذين كانوا موجودين مثل الهيئة العامة -لا أعلم إذا كانوا يستخدمون هذه الإسم- يريدون تعويض فلان وفلان؛ لأنهم اعتقلوا، فاخترت مع شخص آخر. أذكر أول مشاركة بشكل رسمي في التنسيقية، كنا خمسة أشخاص: أنا، و يحيى شربجي، ومجد خولاني، وشخصين آخرين، لا أريد ذكر أسمائهم، وكان من المفروض أن يكون هناك تنوّع: فيكون هناك فلان الحامي جدًا (متحفز)، وأنا بطبيعتي متحفظ وهادئ، وفي وقتها نكون قد أحدثنا توازنًا، وأنا في وقتها لم أعد مسؤولًا عن النشاط الإعلامي؛ لأنه يجب أن ننسق الأمور، في تلك الفترة بدأ العمل على إنشاء الملف الإغاثي، بات هناك يوجد إحصاء لقوائم المعتقلين والشهداء، وتقديم المساعدات إلى أهاليهم، بدأت المساعدات الفردية من المعارف، ثم وصل الأمر إلى مغتربين من داريا يرسلون المال فبدأ هذا الأمر… وكانت بداية فريق التوثيق منذ (نيسان/ أبريل) كان مبكرًا جدًا كان يوجد بعض الشباب والشابات منهم: نبيل، وميمونة العمار وغيرهم لديهم تواصل وخبرة في الموضوع، وهم من أنشأ الموضوع، وأصبح فيما بعد تعاقب عليه. فعمليًا أصبح لدينا عدة ملفات، قسم منها باسم التنسيقية بشكل رسمي، وقسم باسم نفس الدائرة ولكنه ليس تابعًا للتنسيقية، فكان من المفروض أن نتفق على هذه الأمور، وكنا حينها نلتقي في منزل قريب على "الكورنيش"، بجانب الفرن الآلي، ثم كان هناك مزرعة فقمنا باستئجارها في شهر رمضان، على اعتبار أن الناس في رمضان تفطر في المزرعة، أو ما شابه.

أعتقد أننا أكملنا في الموضوع لأقل من أسبوع، كنا نجتمع بشكل شبه يومي؛ حتى نرى كيف نقوم بتنسيق الأمور، في إحدى المرات كنا قد تواعدنا بعد صلاة الفجر، [اتفقنا] على أن نصلي الفجر ونلتقي في مزرعة معينة، انتظرنا قليلًا، فوصلنا خبر باعتقال مجد خولاني وشاب آخر كانا قد تواعدا على أن يأتيا معًا -شاب آخر من إدارة التنسيقية- فنحن مباشرة أخلينا المكان الذي كنا فيه، وخرجنا مسرعين؛ لأننا خفنا أن يعترف (الشباب) بمكان الاجتماع، وطبعًا اتضح لنا أن الأمن لم يكن يعرف بوجود اجتماع -أظن أن الاعتقال لم يكن عشوائيًا- ولكنهم اعتقلوا على طريقة معينة (لسبب معين) ذهبت في ذلك الوقت إلى دمشق، أوصلني أحد أصدقائي إلى طريق الدحاديل من جهة نهر عيشة، وباتجاه الميدان، ذهبت أولًا إلى أقاربي، جلست هناك عندهم لعدة ساعات أو ليلة، ثم انتقلت إلى منزل قديم لصديقي في دمشق، ولكن منزله كان فارغًا؛ لأنه كان مسافرًا، وجلست فيه، ومنذ منتصف شهر رمضان أو منذ 10 رمضان ضعفت التنسيقية كإدارة مركزية، بسبب اعتقال شخصين من أصل خمسة أشخاص، واعتقل أكثر من شخص في محيطهم، [جرت] في رمضان اعتقالات كثيرة، وحدث تشديد فلم يعد هناك مظاهرات، أذكر أنه مرت أسابيع دون أن تجري مظاهرات بعد صلاة الجمعة، وإذا حصلت مظاهرة فتكون قصيرة جدًا.

عندها كنت للمرة الأولى أسمع عن "مظاهرة طيارة" كنا نسمع بها في حمص، جرت في أماكن أخرى، ولكن أذكر أن غياث مطر في ذلك الوقت -حدث شيء معين، أظن أنها مجزرة أو اقتحام- فقال: يجب أن نفعل شيئًا، فخرجوا بعد صلاة الفجر، ولكن كانت مظاهرة صغيرة وليست كبيرة، يوجد فيديو [يوثقها] يهتف فيها غياث وبعض رفاقه، وإذا لم أكن مخطئًا فإن بشار الأسد في وقتها كان قد استخدم كلمة "الجراثيم" لوصف المتظاهرين، وهم كانوا قد استخدموها في إحدى اللافتات، فالمظاهرة الطيارة تعني أن يخرج عدد من الشباب قد يكون عددهم قليلًا أو يكونوا عشرات، ولكنهم يخرجون خلال 5 أو 10 دقائق على الأكثر ويتفرقوا ريثما يعرف الجيش أو الأمن أنهم موجودون في المكان الفلاني ويصل إليهم يكونوا قد تفرقوا، فباتت المظاهرات الطيارة هي النمط الشائع، وهي إثبات وجود فقط بأن هناك تظاهرًا واعتراضًا في المنطقة. غالبًا تصوَّر، ولكن على الأغلب كان العدد قليل فالفيديو.. كانت الجزيرة تنشر الفيديو أحيانًا، وأذكر أنه حتى بعض الصفحات المؤيدة كانت تسخر منها، فيكون هناك 10 أو 15 شخصًا في الفيديو، غالبًا ما يكون التصوير من الخلف لعدم إظهار الوجوه، ولكن كانت تصوَّر، في إحدى الفترات كان هناك ضغط كبير، فأصبحت المظاهرة [الطيارة] دليلًا على وجود شيء، حتى لو لم تكن كبيرة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/27

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورةاعتقال

كود الشهادة

SMI/OH/34-10/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آب 2011

updatedAt

2024/03/16

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية

تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية

الشهادات المرتبطة