الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الطريق إلى الأمن الجنائي بدمشق والتحويل إلى أمانات سجن عدرا

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:34:00

أخذوني بسيارة بعد أن وضعوا الأغلال في يدي، وطبعًا أنا أتيت إلى السجن بهذه الطريقة، وركبت السيارة -كانت سيارة السجن مغلقةً-، وكان يوجد عسكري يقف خلفنا، وطبعًا أنا هنا انقطع الاتصال مع أصدقائي ومع أهلي، ولا أحد يعرف أين أصبحت، وكان معي شباب منهم (تهمتهم) مخدرات وجرائم أخلاقية، يعني السيارة ممتلئة، ويوجد شاب سألته: من أين أنت؟ فقال: من حمص، فقلت له: أنا أيضًا من حمص، وتعرفت عليه، فقال لي: سيأخذوننا الآن إلى (دمشق) -من درعا إلى دمشق-، وكان الطريق طويلًا، والأغلال كانت تعذبني (تؤلمني)، فقال: تعال حتى أفتحها لك، ويبدو لديه خبرة بسبب السجن الطويل، وفك الأغلال بطريقة معينة، وقال لي: يجب ألا ينتبه إليك العسكري الذي على الباب، فارتحت نسبيًّا، فقلت له: أريد أن أتصل بأهلي، فقال للعسكري الموجود على باب السيارة -كان له مثل حجرة صغيرة-، فقال له: أعطنا هاتفك، وهذا الشاب كان (تهمته) مخدرات، وتم الإمساك به، ومعه كمية كبيرة من المخدرات، فقال للعسكري: أعطني هاتفك، وأعطانا الهاتف، فقال لي: اتصل، وأول أمر خطر ببالي الاتصال بزوجتي، لأنني كنت أحفظ رقمها، فاتصلت بها، وقلت لها: يا نانسي أنا في السجن، وبدأت تبكي، فقلت لها: لا تخافي نحن ذاهبون إلى دمشق، والأمر بسيط -إن شاء الله-، فقلت لها: قولي لأخي (أخبريه)، وأنا أحاول الآن أن أتصل به، إذا كان هاتفه على التغطية، ولكن إذا لم أجده أخبريه أنت، وحاولت تهدئتها، واتصلت بأخي الكبير فواز، وهو يعمل معي، وكان يعرف كل شيء في المظاهرات، فاتصلت به، وقلت له: إنني أصبحت في السجن، وسيأخذوننا إلى الأمن السياسي؛ لأنني سألت قبل ذلك، وقالوا لي: إنني مطلوب للأمن السياسي، ولكن يبدو أنهم سيسلمونني للأمن الجنائي في البداية في الشام (دمشق)، فقال لي: أنا سأتواصل مع محامٍ أو شخص نعرفه، ولا تحمل همًّا، وأغلقت الجوال، وكان العسكري يقول لي: أسرع أسرع، وأعطيته الهاتف، طبعًا الشاب الذي أخذ منه الهاتف، يعطيه مالًا(عادة)، وأماناتي في اللحظة كانت معي، فقمت بإعطاء المال للعسكري، مع أن الشاب الذي معي كان يريد أن يعطيه، فقلت: لا أنا سأعطيه. 

طبعًا أنا في هذه اللحظة كنت أحاول أن أرتب الرواية الخاصة بي؛ يعني أنه لماذا أنا معتقل، ووصلنا إلى الشام (دمشق)، والأمن الجنائي أنا أعرفه بشكل جيد جدًا، لأنني عندما كنت طالبًا في الجامعة، كنت أمر من أمامه لمدة 6 أو 7 سنوات يوميًّا، إذا أردنا أن نذهب إلى دوار الأمويين على اليمين، يعني هذه الساحة يوجد فيها الجمارك والأمن الجنائي، وباتجاه المزة كان يوجد أفرع أمنية على اليسار، ويوجد قبلهم على الدوار فرع الأمن الجنائي، -نسيت اسم الساحة-. 

 المهم أنا كنت آتي من المدينة الجامعية إلى جامعتي من هذا الطريق، ويوميًّا كنت أمشي، وأمر بجانبه. 

وعلى الدوار كان يوجد الأمن الجنائي، ونزلنا كل شخص على حدة، فكنت أذكر أنه يوجد عنصر يحمل عصًا -تشبه عصا البيسبول- وكان يقول: أنت مظاهرات؟ فيضربه، يعني يسأل الشاب النازل من السيارة يقول له: أنت مظاهرات؟ فيقول له: نعم، أو يسأله: ماهي تهمتك؟ فيقول له: مظاهرات، فيضربه على كتفه أو ظهره، وأنا أعتقد أن الذين ضربهم إما أصابهم الشلل، أو تعرضوا لإصابة كبيرة جدا، لأن العصا كانت ضخمة جدًا، وطبعًا أنا علق ببالي (تذكرت) أن الشاب الذي أمامي عندما أعطاني فكرة الهاتف، نزل وقال: أنا مخدرات، فقال له العسكري: ممتاز! أنتم لايوجد مثلكم، ودخل فوصل إلي، وقال لي: ماذا أنت؟ فقلت: أنا مخدرات، فقال لي: ممتاز، أنتم جيدون! فدخلت، وهنا فرحت لأنني نفدت (نجوت)، وهنا خطر ببالي محاولة الكذب قليلًا في الروايات، ثم دخلنا إلى زنزانة في الأمن السياسي، وطبعًا سلمت الأمانات، وكان معي أغراض مثل اللابتوب وفلاشات، أيضًا هنا -في هذه اللحظة- خطر ببالي أن يقوموا باستعادة الملفات من الفلاشة، وكان اللابتوب بيدي، وأغراضي بيدي، وعندما وقفت -يعني كنت أقف ويدي معصوبتان (مقيدتان) خلف ظهري-، فأخذت الفلاشة بطريقة معينة من الحقيبة، وحاولت كسرها، ثم قلت: إذا كسرتها سينتبهون، وكان يوجد صنبور ماء، فوضعتها تحت صنبور الماء، يعني المهم حاولت أن أغير معالمها، وكنت خائفًا جدًّا إذا تم الإمساك بشيء له علاقة بالمظاهرات، ويبدو أنهم فتشوا قبل أن آخذ الأمانات، فتوقفت كثيرًا، وعاد إلي، وقال: لايوجد بها شيء، والحمد لله لم يقوموا باستعادة الملفات، وأنا متأكد أنني مسحت كل شيء من لابتوبي وفلاشتي، ولكن لم يقوموا باستعادة بيانات عن الفترة الماضية، ودخلنا إلى زنزانة كانت كبيرةً نسبيًّا، ولكن لم يكن لي مكان لأجلس فيها، وكنت ألبس البنطال (لباس كالسروال) فقط، وكانت الزنزانة متسخةً، والناس كانت ستموت في داخل الزنزانة، كان مشهدًا سيئًا جدًا، وبقيت لمدة يوم فيها، كان في الزنزانة من مختلف الجرائم؛ مثل: مخدرات وآداب، يعني الأمن الجنائي يوجد به من جميع الجرائم، واستطعت أن أنام في النهار، ثم أخذوني إلى سجن عدرا، فقالوا: أنتم أمانات إلى ثاني يوم سنأخذكم إلى الأمن السياسي، وأنا لا أعرف سبب هذه الدوامة، يبدو أنه يوجد معنا ناس ستتحول إلى القضاء، وأيضًا في عدرا بقيت لمدة يوم في منطقة الأمانات، كانت كبيرةً أيضًا، وأذكر أنه كان معي 3 أشخاص، ونمت تحت السرير، وفي عدرا تعرفت على الكثير من الناس من جماعة المظاهرات، وكان معي -في السيارة نفسها جاء معي- من درعا شاب اسمه عمرو جعفر من السويداء، حتى الآن أتواصل معه، وهو أيضًا تم اعتقاله في مظاهرة في صلخد، أو منطقة أخرى -لا أذكر اسمها-، وكان يوجد 3 أساتذة من السويداء، قالوا لي: خالد نحن ضببنا (جهزنا) ثيابنا، وقدمنا استقالتنا من التعليم، وخرجنا في مظاهرات، لأننا نعرف أن هذا النظام، هكذا سيتصرف معنا، ولا يهمنا إذا كانوا يريدون أن يسجنوننا، ورأيت شبابًا أكرادًا وشبابًا من حمص، ورأيت تقريبًا كل الناس الذين كانوا يخرجون، كانوا أمانات في السجن، وأصبحنا نتكلم سويًة أن هذا النظام كيف من الممكن أن نتعامل معه، ولكن للحقيقة الأكراد كانوا جريئين، وكانوا يقولون لنا: أصلًا نحن التهمة الموجهة لنا ليست مظاهرات، وإنما اقتطاع جزء من الدولة، أنتم خيانة، ولكن نحن اقتطاع جزء من الدولة، يعني أننا سننشأ دولًة لأنفسنا. 

كان البعض منهم مستفيدًا من ناحية الحرية، وخرج في مظاهرات فقط، وحولونا إلى الأمن السياسي، وطبعًا في الأمن السياسي عند وصولنا، وكان يوجد معي شباب من درعا، وكان الأمن جدًا يحملون على درعا كثيرًا، وعندما يقول له: من أين أنت؟ فيقول: من درعا، يبدأون بضربه، وعلى الطريق كان يتعرض للضرب هذا الشاب، وكان منزله مقابل الجامع العمري، وكانوا يسألونه: أين منزلك؟ فيقول: أنا في المنشية، أو يقول لهم: مقابل الجامع العمري، فيقومون بضربه أكثر، وأنا كنت أقول له: أخفِ مكان منزلك ولا تصرح، -يعني مبدئيًا- يوجد ضرب بدون تحقيق، ولكن في التحقيق تكلم، وأصبحنا ننصح بعضنا. 

طبعًا في سجن عدرا، قال لي الشباب: أنت تريد أن تنكر الرواية، أنك خرجت في مظاهرات أو اعتصامات، نحن ننصحك بعدم النكران، لأنهم سيستمرون بضربك حتى تعترف، ولكن اعترف من البداية وانتهى.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/08

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورةاعتقال

كود الشهادة

SMI/OH/95-21/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

حزيران 2011

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة درعا-سجن درعا المركزي (سجن غرز)

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الأمن السياسي في دمشق- مكرر

الأمن السياسي في دمشق- مكرر

فرع الأمن الجنائي في دمشق

فرع الأمن الجنائي في دمشق

الشهادات المرتبطة