الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التحقيق في الأمن السياسي في دمشق والتحويل إلى القصر العدلي في حمص

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:00:06

المهم في الأمن السياسي كان فرع الفيحاء على أوتوستراد (طريق عريضة ثنائية الاتجاه يُسمح فيها بتجاوز السرعة) العدوي، أدخلونا أيضًا في قاعة، في البداية كانت جماعيةً، وكان معي ناس من السلمية في داخل المهجع -كما يسمونه- أو الغرفة، وكان معي ناس من القامشلي، وكان معي ناس من درعا ومن السويداء، وحقيقة كان يوجد من جميع المحافظات، وأنا في وقتها كنت فرحًا؛ لأننا لسنا لوحدنا في القضية، وإنما جميع الناس فعلًا مشاركون، وللأمانة كانت جميع الطوائف موجودةً في السجن، باستثناء العلوية لم أرهم، ولكن مثلًا من السلمية كانوا إسماعيلية، وكان يوجد مسيحية، وكان يوجد دروز، وكان يوجد سنة، وأعتقد كانت الزنزانة وحتى الأكراد كانوا موجودين، عرب وأكراد..، وكان الجميع في ذلك الوقت معتقلًا في هذه التهمة، في الأمن السياسي كانوا يسموننا مظاهرات، والتهمة هي الخيانة كما يسمونها! أو المفردة التي يحبون أن يسموها.

كان يوجد تحقيق معنا، طبعًا التحقيق كان يرافقه ضرب وتعذيب وانبطاح على الأرض وخلع ملابس، وتهديدات سخيفة، وبعد أن انتهى التحقيق معي الذي يخص الضرب..

أنا في رأيي: في ذلك الوقت كان الضرب أسلوبًا ومنهجًا عندهم، يعني فقط لأجل الضرب، يعني لم تكن الفكرة ماذا سأقول؟ يعني أنا مهما أقول كنت أتعرض للضرب؟ فكنت أقول له مثلًا قلت له: إنني خرجت مظاهرات، فضربني، ثم قلت له: أنا لم أخرج في مظاهرات، فضربني أيضًا، فقلت له: أنت ماذا تريد حتى أجاوبك؟ 

بعد أن ضربوني أخذوني إلى مكتب مكيَّف، وأنا كنت مطمشًا (معصوب العينين) ولا أرى شيئًا، ولكن رأيت حذاء المحقق، وهم أعتقد يتقصدون أن يجعلوك ترى المنظر فقط من الأسفل، يعني يبدو شخصًا يُتخيل لك أنه يلبس بدلة، أو تتخيل أن المكتب فخم جدًا، هكذا كنت أظن فعلًا، ولكن حرفيًّا كان العصبة مشدودةً جدًا على العين، ويدي مكبلتان خلف ظهري، وكنت أرى فقط المنظر من الأسفل، فحقق معي هذا بأسلوب مؤدب جدًّا، وقال لي: من أنت؟ وأين خرجت مظاهرات؟ فقلت له: خرجت مظاهرات في باب سباع وفي الخالدية، فقال لي: أنت في اعتصام الساعة شاركت؟ فقلت له: نعم شاركت في اعتصام الساعة، فقال لي: ماذا كنتم ترددون شعارات؟ فقلت: بالروح بالدم نفديك يا شهيد، حريةً حريةً، الله سورية حرية وبس، ورددت له مجموعةً من الشعارات العامة حقيقةً، وحاولت أن أتجنب شعارات أخرى مستفزةً، مثل: الشعب يريد إسقاط النظام، والحقيقة حاولت إخفاءها معي، ونحن كنا قد رددناها في ذلك الوقت، وهو سألني: ألم تقولوا الشعب يريد إسقاط النظام؟ فقلت له: والله أنا سمعتها، ولكنني لم أقلها، فقال لي: هل كنت معهم عندما سمعتها في ذلك الوقت؟ فقلت: لا كنت أقف على الرصيف، وطبعًا كان الشباب قد قالوا لي: إن هذه عليها 3 شهور أو 6 شهور سجن إذا قلتها، ولكن هم في النهاية سيضربوننا، ولكنني لم أذكر أنني قلت: الشعب يريد إسقاط النظام، وأعادني، وأيضًا تم ضربي، ووضعني في منفردة لمدة 7 أو 8 أيام أو 10 أيام، ثم أخرجني حتى أوقع على أوراق، فقال لي: خذ وقع على الأوراق، فنظرت إلى الأوراق، وقلت له: لن أوقع. 

هنا أنا خرجت من المنفردة بدون عصبة عين، وكان الوضع في المنفردة سيئًا جدًا بكل ما تعنيه الكلمة، يعني الليل والنهار لا أعرفهما من بعضهما، ويوجد أصوات معتقلين، وناس يصرخون، وفي الزنازين التي بجانبي شخص يقول: أريد ماءً، والآخر يريد إبرة، والآخر يريد دواءً، والآخر يقول: يكفيني تعذيب، يعني هذا الجو النفسي طوال الأسبوع، ثم عندما أخرجني أخرجني بدون تطميش (عصبة عين)، ولكن كان يوجد ضوء، فقال لي: وقِّع، وكان قد كتب لي مظاهرات، فقلت له: لن أوقع، أريد أن أعرف كل التفاصيل، وكان المحضر مكتوبًا على كمبيوتر بطريقة مهندسة، يعني التوقيع كان على محضر التحقيق، وأنني اعترفت على هذه الأمور، فقلت له: أريد قراءة المحضر كاملًا؛ لأنه كان صفحتين أو ثلاثة، وهو كان يريدني أن أوقع على الورقة الثالثة فقط وفورًا، فقال لي: أنت لا تفهم؟ ستوقع على كل شيء، تظنون أنفسكم أفهم من باقي الناس؟ وبدأ يصرخ علي، وقال لي: اذهب، وقام بتمزيق ورقة أخرى أنا انتبهت، فقال لي: مزقت محضر التحقيق، وسأضع لك محضرًا على مزاجي، فقلت له: سأوقع انتظر، وقلت له: فقط اصدقني ماهو المحضر؟ يعني حتى أعرف، ويوجد شخص آخر معه، فقال لي: دير وجهك (أبعد نظرك)؛ لأنه يوجد شخص ما دخل فتكلم معه، فقال لي الشخص الآخر: انظر إلي، فقال لي: أنت خالد تركاوي؟ وأنت ابن فلان وتسكن في الحي الفلاني؟ وذكر لي أسماءً من عائلتي، وقال لي: أنتم أشخاص جيدون، لماذا أنت لست مثلهم، فقلت: إنني شخص جيد، فقال لي: أنا سأساعدك، وهذا المحضر لايوجد به شيء، أنت فقط خرجت في مظاهرات كما ذكرت، ولم نضف أي شيء، وقّع واذهب، فوقعت ودخلت إلى زنزانتي، وبعدها أخذونا، كان يوجد شاب من كفر بطنا واقف على الحائط فقال لي: هذه ثالث مرة، ويوجد شخص آخر لا أعرف من أين هو قال لي: هذه ثاني مرة، وأنا هنا فرحت؛ لأنني لست لوحدي، وأن جميع الناس مع بعضهم؛ حتى يقوى قلبي بهم، وأخذونا إلى القضاء في الشام على السرايا إلى مدخل الحميدية، ودخلنا وجلسنا قليلًا أظن من الساعة 8 حتى الساعة 2 أو 3 لم يطلبني أحد، ثم قالوا لي: أنت من حمص، يجب أن تذهب إلى قضاء حمص، ورحلوني إلى حمص، طبعًا في البداية أعادوني إلى عدرا، ثم من عدرا إلى حمص، وكل هذا كان يأخذ وقتًا، وفي حمص وضعوني في القصر العدلي في السرايا، وجاء إخوتي وناس أعرفهم جيدًا، وتكلموا مع القاضي أن هذا الشخص ليس له علاقة، وأذكر أن القاضي كان جيدًا جدًا، وساعدني، وقال لي: أنت خرجت مظاهرات؟ فقلت له: نعم خرجت، فقال لي: لم تخرج صحيح؟ جيد أنت لم تخرج مظاهرات، اذهب. وفيما بعد عرفت أنني عندما عندما أقول له: نعم لن يستطيع مساعدتي؛ لأنه سيتم توقيفي 3 شهور، وأخرجني القاضي، ولا أذكر اسم القاضي حقيقة، ولا أعرف عنه شيئًا، ولكنني بعدها سألت، وقالوا لي: إنه ساعد عدة أشخاص في الموضوع، والمهم جاء فرع الأمن الجنائي، وأخذني، وقال: سنفيِّش لك (التفييش: مصطلح سوري يشير إلى فحص اسم ما في قوائم الأجهزة الأمنية لمعرفة إذا كان مطلوبًا لجهة ما) لنرى إن كان عليك تهم أخرى، وإذا لم يكن عليك شيء ستخرج. وفعلًا أخذوني وأخذوا مالًا من أخي، وبعدها أخرجوني، وأخذني أخي وعدت إلى الحي، وهذا المشوار أعتقد استمر 20 أو 25 يومًا، تقريبًا 20 يومًا ليس أكثر، 19 أو 20 يومًا بالتحديد.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/08

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/95-22/

رقم المقطع

22

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

حزيران 2011

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة حمصمحافظة دمشق-الفيحاء

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

الأمن السياسي في دمشق- مكرر

الأمن السياسي في دمشق- مكرر

فرع الفيحاء في دمشق

فرع الفيحاء في دمشق

الشهادات المرتبطة