الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحصار الأول والنزوح من مدينة حلب عام 2016

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:37:13

بعد ما شهدت مدينة حلب هذا التصعيد العسكري والمجازر، واستهداف المدنيين، عرفنا أنَّ مدينة حلب ستُحاصر -نتيجة هذا التصعيد-، أو سيكون هناك نزوح من المدينة، صراحة أهالي حلب كانوا في حالة صدمة نتيجة هذا التصعيد، فبعدما فقدوا أهلهم وعائلاتهم، أن يكون هناك نزوح من هذه المدينة التي كبروا بها، وأدَّى لأن يكون حصار، وفترة الحصار الأول كانت قرابة شهرين، وبعدها فُقِدت كل المواد، ولم يكن هناك قدرة لدى الأهالي أن يخزنوا المواد الغذائية أو حليب الأطفال، وشهدنا في تلك الفترة حالات سوء تغذية، على الرغم من أنَّ الفترة كانت قصيرة، ولكن لم يكن هناك مواد مخزنة لدى الأهالي، لكي يتخطوا تلك الفترة، ولكي يكون لديهم استيعاب لفترة الحصار، وأنه أُغلِقت عليهم جميع الطرقات.

 معركة فك الحصار الأول كانت أيضًا في مدينة حلب، وخلال فترة قصيرة جدًا كان هناك عائلات تنزح، والسيارات كانت مستهدفةً، وأذكر أن صديقتي -كانت معلمة- في فترة فك الحصار حاولت النزوح لمناطق أخرى، وأمامهم كان هناك استهداف لسيارة مدنية، وكان يوجد ضحايا مدنيون، وهم نازحون من الحصار إلى مصير مجهول، وإلى مناطق يعتبرونها أكثر أمانًا، ولكن تم استهدافهم أثناء نزوحهم عبر استهداف سيارة مدنية، كانت تنقلهم إلى منطقة أخرى.

 فترة النزوح الأول -والتي هي بين الحصارين- كانت صعبةً جدًا، ما بين أن الناس سيقررون أن يخرجوا من حلب، أو يكملوا (يبقوا) وهم يعرفون بأن هناك حصار ثان، وكان من المعروف أنَّه سيكون هناك حصار ثان، وستُغلق الطرقات في فترة من الفترات، والخوف الأكبر كان هو فكرة دخول النظام إلى مدينة حلب، واعتقال الشباب الذين كانوا كلهم مطلوبون للنظام، نتيجة خروجهم في المظاهرات، ونتيجة حراكهم الثوري.

 ومن المواقف المؤثرة: هي وجود بعض الأشخاص من الذين لم يستطيعوا أن يأخذوا شيئًا معهم، والذين خرجوا بحقيبة واحدة معهم أوراق ثبوتية، والبعض الآخر لم يستطع حتى أن يأخذ هويته أو دفتر العائلة، ويوجد بعض العائلات خرجت، وحتى أوراق ثبوتية ليس معها، وبعض العائلات خرجت، وتركت قسمًا من أفراد العائلة، وهذا الأمر أدَّى لأن يكون هناك غربة ونزوح داخل النزوح، يعني داخل مدينة حلب كان أيضًا هناك نزوح. 

في فترة الحصار الأول بعد التصعيد، كان التصعيد مستمرًا، وكانت الطائرات تستهدف منازل المدنيين، وكان هناك إصابات، لا يستطيع الأطباء أن يعالجوا هذه الإصابات، أو متابعة المصابين، بسبب نقص الكوادر الطبية، ونقص المعدات والأدوية، وغرف العمليات التي كانت مكتظة بالمدنيين نتيجة كثرة عدد الإصابات.

 فترة الحصار الأول كانت سيئةً جدًا، بسبب عدم وجود المواد الغذائية، وغياب الأهالي عن المنطقة، وبعض العوائل قررت أن تخرج، وتنزح من المنطقة، نتيجة استهداف المدنيين والمنازل والمباني السكنية، وفي بعض الحالات كانت الصعوبة الأكبر لدى كبار السن والأطفال، وكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة؛ مثل الضغط والقلب [ونتيجة] توقف الدواء عنهم أدى ذاك إلى ازدياد مرضهم، ووجود خطورة كبيرة على حياتهم، ولم تكن الإصابات نتيجة القصف وحالات المجازر التي تحصل فقط، بل أيضًا نتيجة المجاعة والأمراض التي حصلت عند الأطفال، بسبب فقدان الحليب، وأيضًا كبار السن نتيجة فقدان أدوية القلب والضغط والأمراض المزمنة، وهذه الأمور كلها أدت إلى حالة توتر، وذعر عند الأهالي، وتحضيرهم لمرحلة مقبلة أنَّهم في مصير مجهول، والمنطقة في حالة تصعيد، ومنطقة نزاع وحرب، وأيضًا كانت منطقةً ساخنةً تتعرض بشكل يومي للقصف، فالذي لا يفقد أحد من عائلته، أو لا يكون عنده إصابات، يكون لديه أضرار مادية، والكثير من العوائل فضّلت البقاء في منازل دون نوافذ أو أبواب، نتيجة أنَّ القصف كان يتكرر، ويؤدي إلى أضرار مادية، وكثير من البيوت كانت دون سقف، فنتيجة القصف يتهدم السقف وجدار البيت، فالعوائل ليس لديها مكان آخر تذهب إليه، فتبقى في نفس المنزل، وهذا الأمر في فصل الشتاء -لا سيما أنَّه- أكثر صعوبة لدى الأهالي، ولكن ليس لديهم خيار أمامهم إلا أن يبقوا في المنطقة.

فترة التصعيد استمرت مع الحصار الأول، وكان هناك بعض العوائل التي تنزح عبر السيارات، وتُستهدف، ومنهم يخرج إلى مناطق أكثر أمانًا، والبعض الآخر يقوم بمحاولة للنزوح، ولكنها تبوء بالفشل، فيرجعوا إلى مدينة حلب، ويستمر هذا التصعيد العسكري، في ظل بقائهم في تلك المنطقة، التي لا يوجد بها مواد غذائية ولا حليب ولا أدوية، وفي ذات الوقت تتعرض للقصف!

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/02

الموضوع الرئیس

حصار مدينة حلب

كود الشهادة

SMI/OH/155-05/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2016

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة