الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الدعم العسكري المشروط وحصار مدينة حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:05:03

في منتصف عام 2013 حصلت حالة في" لواء حلب الشهباء" من عدم الرضا عن دور قائد اللواء محمد بكور في قيادة اللواء وإدارة أموره، وخاصةً ملف الدعم وأصبح هناك الكثير من المشاكل فيه وعدم القدرة على جلب الدعم الجديد للواء لذلك اختار محمد بكور أن يتنحى عن قيادة اللواء" واللواء كان فيه 17 كتيبةً، وكانت السمة الأساسية لـ "لواء حلب الشهباء" أنه كان يوجد فيه نسبةٌ كبيرةٌ من المثقفين والجامعيين، وكانت أول حالة ولا أعرف إذا حصلت حالات لاحقة أصلًا يجتمع فيها قادة الكتائب وينتخبون انتخابًا قائدًا جديدًا للواء، وانتخبوا ملهم عكيدي قائدًا للواء، وكان ملهم قائدًا لكتيبة أبي أيوب الأنصاري، وملهم بعد أن استلم اللواء واجه مشاكل الدعم وحصل تواصلٌ بينه وبيني أنهم بحاجة إلى موضوع الدعم، وقُمت بتأمين - من خلال الأصدقاء- رقم لأحد المسؤولين عن ملف الدعم عند "الإخوان المسلمين" وتواصلوا معه، وكانت الحالة حالة الذخيرة الموجودة تحت يد "لواء حلب الشهباء" قليلةً جدًا جدًا بل نادرة، يعني كان مجموع الطلقات الروسية الموجودة عند اللواء أقل من 2000 طلقةً روسية، ولا يوجد طلقات ناتو (طلقات قناصة) وحشوات الآر بي جي الموجودة كانت أربعة حشوات فقط، يعني أي اقتحام للنظام من جهة صلاح الدين أو العامرية يعني أن المنطقة كاملة سقطت بيد النظام، ولا يوجد قدرةٌ على المقاومة نهائيًا، وكان يوجد تكتمٌ على هذه الحالة التذخيرية، وحتى العناصر لا يعرفون بدقة الحالة التذخيرية التي كانت موجودةً، وتواصل ملهم العقيدي مع فاتح الراوي الذي كان له علاقةٌ بموضوع الدعم للفصائل، والتقى معه في إسطنبول وكان برفقته أحد الأشخاص الذين كانوا من الإخوة الفلسطينيين السوريين الذين كانوا لفترةٍ طويلة محسوبين على كوادر حركة "حماس".

نتائج الاجتماع كانت سلبيةً جدًا، وعادوا والتقيت معهم في غازي عنتاب بعد عودتهم، وكانت النتائج الصادمة، يعني كان قد وضع فاتح الراوي مجموعةً من الشروط الطويلة والتي تُفقد اللواء استقلاليته بشكلٍ كامل، وأنه يحق للقيادة العسكرية التي كانت تابعة للإخوان التي هي هيئة الدروع تحريك العناصر، و"لواء حلب الشهباء" بشكل كامل بحسب الأوامر التي تصلهم، وتسليم السلاح متى ما يشاؤون وإذا طلب منهم تسليم سلاحهم الثقيل يجب تسليمه فورًا لهيئة الدروع، ولا يحق لهم فتح معركةٍ إلا بموافقة هيئة الدروع والكثير من هذه التفاصيل، وكانت هي شروطٌ إذعانية، وكانت شروط تبعيةٍ أكثر من أن تكون شروط دعم، وهم كان يمكنهم أن يحصلوا -هيئة الدروع- على علاقة أفضل بكثيرٍ من التي طلبوها بأن يمنحونهم دعمًا في تلك اللحظة من دون هذه الصيغة الشرطية، وعادوا من دون الحصول على دعم، وبعدها من خلال التبرعات استطاعوا تأمين بعض الذخيرة حتى حين أصبح لديهم أبواب دعم أخرى.

الملف العسكري في حلب كان ملفًا معقدًا جدًا وفيه تداخلات كثيرة، وفيه التدخل الأخطر الذي كان "داعش" والأخطر منه في الحقيقة كانت "جبهة النصرة"، وكانت أخطر بكثير من تدخل" داعش" التي كانت عدوًا ظاهر العداء ولم يخفي عداءه إلا فترةً قصيرةً جدًا، وتمت مواجهته وطرده من المنطقة بشكل كامل، ولكن بقيت "النصرة "موجودةً كسرطانٍ مستشري داخل الفصائل، والاستشراء الأخطر كان هو الفكر يعني: هذا الفكر يتم تقليده ويتم استنساخه من قبل أشخاصٍ لا يحملون الفكر أساسًا ولا يحملون أساسيات هذا الفكر عقديًا.

هذا الموضوع أدى لاحقًا إلى أنه في الوقت الذي كان يتم طلب إخراج "النصرة" من المدينة دخل رتلٌ مؤلفٌ من 70 آليةً بين بيكابات وسيارات خاصة لـ "جبهة النصرة" ويدخلون إلى مدينة حلب بشكلٍ استعراضي، وهذا الكلام كان في أواخر عام 2015 ودخلت "جبهة النصرة" بشكل استعراضي إلى حلب رغم أن حجمهم كان صغيرًا جدًا داخل المدينة وفعلوا أكثر من ذلك رفعوا رايات "جبهة النصرة" في الكثير من أحياء حلب بشكلٍ تزييني، ورفعوا رايات "جبهة النصرة" ورايات "جبهة النصرة" في ذلك الوقت كانت هي رايات تنظيم القاعدة في بلاد الشام، والكثيرون طلبوا منهم إزالتها وعدم دخولهم بهذا الشكل الاستعراضي، ولكن كانت "جبهة النصرة "مصرة على استعمال هذه الطريقة، وهذا الموضوع لاحقًا كان له دورٌ كبيرٌ في تهجير الثوار والأهالي المدنيين من حلب المدينة المحررة.

بدأ النظام من عام 2014 بعملية دبيب النمل والعملية كانت عسكرية ناجحة جدًا جدًا، وكان يتم رسم طوقٍ بعيد حول المدينة، وهذا الطوق أدى لاحقًا أن يكون هناك مدخلٌ وحيد إلى مدينة حلب المحررة، وهو طريق الكاستيلو، وتقريبًا نحن من منتصف عام 2014 أصبح المدخل الوحيد لحلب هو الكاستيلو، وكان النظام يُسيطر على بعض المرتفعات ويرصد الطريق ويتم دحره وهكذا.. حتى شباط/ فبراير 2016، وفي شباط/ فبراير 2016 تنظيم البي واي دي وحدات حماية الشعب والأسايش والأذرع العسكرية الأخرى بدأ يستهدف طريق الكاستيلو ناريًا بصواريخ حراريةٍ وبالقنص والاستهداف وصل إلى مرحلة أنه أصبح الطريق من أخطر الطرق في سورية، وأصبحت المدينة المحررة الجزء المحرر من المدينة أصبح محاصرًا ناريًا ومحاصرةً بقوات النظام والمليشيات المحسوبة على الحرس الثوري الإيراني من جهة ومليشيات البي واي دي من جهة أخرى التي كانت ترصد الطريق من الشيخ مقصود وتستهدف طريق الكاستيلو، و الشيخ مقصود هي منطقة حي مرتفع في حلب على جبل عالٍ، وكان تحت نيرانها الطريق واستُشهد الكثير من المدنيين بنيران البي واي دي والصواريخ الحرارية واستهداف الميكروباصات والسيارات الخاصة.

النظام هنا بعد أن رصد الـ PYD الطريق توجه إلى الطريق وقطعه بشكل كامل، وأصبحت مدينة حلب المحررة محاصرةً بشكلٍ كامل ولم يعد الحصار هو حصارًا ناريًا فقط.

بعد الحصار كنا نتأمل أن يكون هناك حراكٌ عسكري ولكن فعليًا العسكر عرض عليهم في ذلك الوقت من قبل الأمريكان أن الحل الوحيد لفك الحصار عن حلب هو: الانضمام إلى قوات سورية الديمقراطية، وفي ساعتها الحصار يرتفع ورفضت فصائل الثوار الموجودة داخل مدينة حلب أن تنضم تحت راية قوات سورية الديمقراطية، وفي وقتها موضوع الحصار يتم حله وكافة الفصائل رفضت الانضواء تحت راية "قسد" وأصبح الحصار أقوى.

بدأت بعد شهرٍ تقريباً معركةٌ لفك الحصار عن طريق الكاستيلو، وفعلياً الثوار دحروا النظام من الطريق لعدة ساعات وسيطروا على المرتفع الذي يرصد طريق الكاستيلو من الجهة الشرقية الذي كان النظام يعتمد عليه بشكل أساسي في هجومه، وكان يوجد عدة فصائل وأكبرها كانت "الجبهة الشامية "من المشاركين و"جبهة النصرة" أخذت أحد محاور الهجوم وانسحبت "جبهة النصرة" بشكلٍ مفاجئ من هذا المحور الذي نحن نسميه محور السرو، وهو الذي كان الأكثر تحصينًا، يعني الباقي كان جرد، ولكن هناك كان يوجد أشجار، والمعركة كانت ليليةً، وانسحبت "جبهة النصرة" بشكلٍ مفاجئ، والنظام عاد وسيطر على هذا المحور مما أدى إلى دحر الثوار وتكبيد فصائل "الجيش الحر" خسائر بشرية.

معركة "طريق الكاستيلو" كانت من خارج مدينة حلب، وهنا أصبح لدينا يقينٌ أن المدينة تحاصرت، وأنا بشكل مبكر كنت أتكلم بموضوع أن المدينة سوف يتم حصارها، وأنا في أحد البرامج التي كنت أعمل فيها على قناة "سورية اليوم" ("حلب اليوم" - المحرر) اسمه من أجل صحتكم، وهو برنامج توعيةٍ صحية يخص الداخل أنا أجريت حلقةً في أواخر عام 2014 حلقة كاملة عن استعدادات مدينة حلب صحيًا، وماذا يجب أن تستعد حلب صحيًا للحصار من الناحية الصحية والطبية.

الحقيقة كان الوضع داخل المدينة من ناحية الاستعداد للحصار جيدًا جدًا، ولدينا ربع مليون إنسان محاصر ضمن مساحة صغيرة جدًا، ولكن كان يوجد مستودعات أغذية كبيرة وكان يوجد مستودعات أدوية كبيرة ومستودعات محروقات ومستودعات طحين، وهذا الشيء رأيناه بعد عشرة شهور من الحصار لم يخرج من المحاصرين في حلب حالات جوع وتجفاف تشبه الحالات التي خرجت من مناطق محاصرة أخرى، وكان مجلس المدينة منضبطًا جدًا، وكانت المنظمات الإغاثية كانت أيضًا منضبطةً، وكان لديها خطة ترشيد موارد، وطبعاً بعد سقوط المدينة وخروج الثوار منها كان هناك حالةٌ من الامتعاض لدى الكثيرين، والتخوين أنه كان يوجد مستودعات غذاء ممتلئة وهذا الكلام مردودٌ على من يقوله، يعني هناك مستودعات غذاء ممتلئة وهذا يعني أن المدينة كانت قادرةً على الصمود أكثر من الناحية الغذائية على الأقل، ولم يكن هناك حالات جوع مثل حالات الجوع التي شهدناها في مناطق أخرى يعني أن الأمن الغذائي كان بالحد الأدنى مقبولًا، وكان هناك حالة ترشيد جيدة.

نحن كناشطي حلب من خارج المدينة بدأنا بعدة مبادراتٍ شخصية ثم أسسنا لمبادرةٍ أساسية جمعت تقريبًا كل الناشطين في المدينة، وسميناها "مبادرة درب حلب"، وكان جميع إعلاميي المدينة تقريبًا موجودين فيها من الموجودين خارج الحصار، ومعظم الموجودين داخل الحصار، وكانت موجودةً منظمات المجتمع المدني كلها تقريبًا في غازي عينتاب والداخل كانت مشاركة ومجلس المدينة أيضًا كان مشاركًا فيها ومجلس المحافظة كان مشاركًا فيها، وكان الهدف الأساسي من مبادرة درب حلب هو البحث عن حلولٍ لفك الحصار أو تخفيف آثار الحصار، وكان الحل الأساسي الذي نبحث عنه هو حفر نفق، واشتغلنا عليه هندسيًا مع الجهات الهندسية إن كان في نقابة المهندسين الأحرار أو في مجلس المدينة لدراسة موضوع النفق والبحث عن إمكانيات تمويلية، ولكن كان هناك العائق الأكبر وهو القصف وحالة الهجوم العسكري الروسي كانت مرعبةً، إلى أن قررت الفصائل فتح معركة "ملحمة حلب الكبرى الأولى"

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/12/25

الموضوع الرئیس

حصار مدينة حلب

كود الشهادة

SMI/OH/21-19/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

6-2013/ 2-2016

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-طريق الكاستيلو

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

جبهة النصرة

جبهة النصرة

كتيبة أبو أيوب الأنصاري -  لواء حلب الشهباء

كتيبة أبو أيوب الأنصاري - لواء حلب الشهباء

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

لواء حلب الشهباء - تجمع فاستقم كما أمرت

لواء حلب الشهباء - تجمع فاستقم كما أمرت

الجبهة الشامية

الجبهة الشامية

هيئة دروع الثورة

هيئة دروع الثورة

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

قناة حلب اليوم

قناة حلب اليوم

وحدات الحماية الشعبية

وحدات الحماية الشعبية

الشهادات المرتبطة