الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

زيارتي البعثة العربية والبعثة الدولية إلى مدينة حمص

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:15:15

الآن هنا توجد مرحلة قبلها في شهر 5 (أيار/مايو)، بالمناسبة الذي حصل من الضروري ذكره قبل أن نتكلم عن الحصار، كان يوجد بعثات دولية بدأت تزور هذه المناطق كان منها: البعثة العربية في شهر آذار (مارس) وشباط (فبراير) زارت حمص، والزيارة كانت شكلية جدًا يعني لم يكن لها وزن ولا أهمية، والبعثة العربية كانت في نهاية عام 2011 وبداية عام 2012 في هذه الفترة؛ لأن حي بابا عمرو مازال موجودًا بالمناسبة، وبعدها جاءت البعثة الدوليّة في نيسان (أبريل) 2012.

البعثة العربية كان يوجد لها مبادرة بناءً عليها وقف إطلاق نار، ومحاولة فتح حوار بين الطرفين، ونحن كأشخاص ميدانيين كانت الفكرة الأساسية: أن ترى القوات المنتشرة على الأرض والحواجز، وكنا لازلنا نتكلم في بداية 2011، فكان الجيش منتشرًا، وكان النظام في وقتها قبل أن تدخل البعثة دهن (قام بطلاء) العربات الموجودة على الحواجز دهنها (طلاها) عوضًا عن اللون الأخضر باللون الأزرق، وكتب عليها حفظ نظام، والجنود كانوا يلبسون لباس الجيش -الذي هو اللباس القريب من اللون العسكري المعروف-، وهو باللون الأخضر، فغيّر لباسهم إلى اللون الأسود أو الأزرق أو المدني، والحقيقة كانت لعبةً، ويوجد بعض الدبابات أخفاها، والتي هي دبابات واضح أنها دبابات حربية، مثل T72 أخفاها في مخازن، ولكن الحواجز بقيت، والقتل بقي، وحقيقة لم يتغير لدينا شيء، وكان يأتي المراقبون العرب، ويتفرجون على الأحياء، على أساس أنهم يكتبون ويخرجون، والمراقبون العرب على الرغم من أنهم يتكلمون لغتنا، ولكن كان ظاهرًا أنهم لا يعرفون شيئًا على أرض الواقع، وعندما كنا نحاول أن نشرح لهم كانوا بعيدين كثيرًا، أو أنهم كانوا خائفين، ولكن من ماذا كانوا خائفين؟ لا نعرف.

 يعني أنا في إحدى المرات رأيتهم، وكنا نحاول أن نقول لهم الفكرة، ولكن كان التجاوب معنا تجاوب غير إنساني وغير عاطفي، كان باردًا، مع أنه يوجد لدينا ناس يموتون على الأرض، ويوجد يوميًّا شهداء يسقطون! ماذا ستفعلون؟ فيقولون: نحن مراقبون، وفي النهاية حقيقةً لم يؤثر علينا وجودهم شيئًا، يعني لا من قريب ولا من بعيد، وخرجوا.

جاءت بعدهم البعثة الدولية، كان روبرت مود كان جنرالًا عسكريًا، ومعه ضباط زارونا في منتصف نيسان (أبريل) 2012، وهنا كان النظام قد بدأ حملة عسكرية على حي البياضة، وذبح من ذبحه، وكان الثوار قد خرجوا، وبدأ حملته على الخالدية، ومساءً جاء فاروق الحبيب -ذكره الله بالخير- اتصل بي، وقال: يا خالد إن بعثة المراقبين الدوليين ستصل غدًا إلى حمص، وستكون أول منطقة، أذكر كان هذا الكلام في تاريخ 18/4 (نيسان/أبريل) أو 17/4 ليلًا، وهذا رقم الهاتف تكلم معهم، -يعني هو حصل على رقم الهاتف عن طريق تواصلات معينة-، فاتصلت مع شخص أظن كان اسمه شكيب الريس أو ريس الشكيب، -وهو ضابط مغربي معروف في الأمم المتحدة-، فقلت له: أنا خالد تركاوي في مجلس الثورة، وأنا موجود في حمص، والوضع في حمص كذا وكذا، فقال لي: غدًا سنزوركم، فقلت له: ممتاز! وهذا الكلام في شهر 4 (نيسان/أبريل)، وكان الشباب مثل عبد الرزاق طلاس وشباب آخرون، كانوا قد قرروا أن يخرجوا من الحارات، ويخرجوا من الخالدية؛ لأنه لا يمكننا أن نثبت في المنطقة، ولا يمكننا ان نقوم بمعركة، وقبلنا بابا عمرو تم ذبح الناس فيها وتم هدم المنازل. 

فجلسنا معهم، وقلت لهم: أنتم ماهي فكرتكم؟ وكان يوجد شاب اسمه أبو أسعد -رحمه الله-، ومعه شباب آخرون من أصدقائي مثل: أحمد الأشلق ونورس وغيرهم، قالوا: إننا نرى أن القتال الحقيقي يجب أن يكون في الشام (دمشق)، ونحن لا نجد أن حمص هي من سيسقط النظام، فقلت لهم: وماذا ستفعلون في الشام؟ فقالوا: سنذهب إلى الشام، وفعلًا أخذوا سلاحهم وذهبوا إلى الشام، وتم قتلهم في الميدان بعد حوالي 15 يومًا، بعملية أمنية عسكرية انشهرت جدًّا، ومنهم تم الإمساك به على قيد الحياة مثل أحمد الأشلق، وأظن أنه إلى الآن على قيد الحياة، وعبد الرزاق طلاس لم يذهب معهم إلى الشام (دمشق) مباشرةً، ولكن كان يحمل هذا الفكر، وإنما ذهبت مجموعة كبيرة جدًا في وقتها، ومنهم: أبو أسعد، ومنهم شاب من بيت (آل) عسكر، ومنهم أحمد الأشلق، ومنهم شاب اسمه نورس كان يعمل مع شبكة شام، -وشباب آخرون أغلبهم أعرفهم بالثورة وجهًا لوجه بشكل جيد جدًّا-، فذهبوا، وفي اليوم الذي كان يريد أن يصل المراقبون الدوليون، كان الشباب يريدون أن ينسحبوا حتى من الخالدية، ومن بعض المناطق الأخرى، فعندما اتصلت بالمراقبين قالوا: نحن غدًّا سنأتي، وأخبرت الشباب على المجموعات، أن المراقبين غدًا سيأتون، ويجب أن نرتب الوضع بحيث نلتقي بهم، ونرى من لديه مباردة منا، واتصل بي الشباب المسلحون -قادة الكتائب- قالوا: نحن مجتمعون، تعال، فقلت له: إن الوقت الآن متأخر ليلًا -كانت الساعة الواحدة-، فأرسلوا لي سيارةً، وذهبت إليهم -جزاهم الله خيرًا-، أخذني شاب اسمه فراس، فكانوا مجتمعين في حمص القديمة، وقالوا لي: تفضل يا وليد فارس، قل للشباب عن الوضع، فتكلمت قليلًا عن موضوع المراقبين الدوليين أنهم غدًا سيأتون، فقالوا للشباب: سنرسل هذه الليلة ناسًا إلى الخالدية، ونثبت لنرى ما هو الوضع، على الأقل العائلات تخرج خارج الحي بحيث إذا دخل الجيش اليوم، على الأقل لا أحد يُذبح، وعلى الأقل نحميهم حتى يصل المراقبون غدًا، وفعلًا ثاني يوم صباحًا جاء المراقبون، وأصبح وقف إطلاق نار، واستمر عدة أيام -يعني فترة بقاء المراقبين-، وهدأت الأمور بشكل جيد، وفي اليوم الثاني التقينا بهم، وأخذتهم أنا، طبعًا نحن نظمنا أنفسنا بشكل جيد جدًا، بحيث صنعنا مثل خلية صغيرة لموضوع طبعًا كمجلس ثورة يعني حتى نلتقي بهم، وتكلمنا مع الكتائب، ويوجد شخص من أحد الكتائب كان اسمه أبا بكر -رحمه الله- مات في إدلب، كان لديه مبادرة، وأخذ عليها موافقة الكتائب جميعها، وتكلم مع جماعة مجلس الثورة بحيث أن يطرح المبادرة، وأظن كانت المبادرة رائجة نسبيًا ، طبعًا ذهبت ورأيتهم، وقلنا لهم: تفضلوا إلى الخالدية لحضور اجتماع، وأخذناهم إلى الخالدية، كان يوجد صالة عامة اسمها: صالة جمعية خالد بن الوليد، ويوجد لدينا جمعية خيرية ليست لأحد، والصالة كانت مثل القبو، واستقبلناهم، وكان يوجد شباب عسكريون، هم من استقبلوهم باللباس العسكري، باعتبار أن روبرت مود أصلًا هو عسكري، فاستقبلوهم، ونزلوا إلى الاجتماع، وكان يحضر الاجتماع من طرفنا الشخصيات الكبيرة –الوجاهات- في مجلس الثورة مثل: الدكتور جلال حسون نجار، وهو طبيب أعصاب، ومثل: صفوان الجندلي -الذي كان في الائتلاف في مرحلة لاحقة-، وبهجت الأتاسي وأبو فارس الذي هو فاروق الحبيب، وكان يوجد شاب اسمه راجي من كتيبة الأنصار يتكلم الإنكليزية بشكل جيد -رحمه الله- تُوفي أيضًا، وأبو بكر الشاب العسكري الذي كان لديه فكرة المبادرة، والحقيقة كانت المبادرة التي أخذ عليها الموافقة، أن رؤيتنا للحل في حمص، بينما (ريثما) أنتم تجهون نقاطكم، نحن جاهزون لوقف إطلاق نار، وحتى مستعدون أن نسلم النظام جميع النقاط العسكرية التي يريدها، وجميع مخافر الشرطة، ونبتعد عن الحارات، وتعود الحياة للأسواق، ونحن نبقى في منازلنا بسلاحنا، يعني المهم ألا يدخل ويعتقلنا، بينما (ريثما) أنتم تمضون بالحل السياسي، وهذه هي الخطوط العريضة للمبادرة، ويوجد بنود فيها تفاصيل عن الشوارع والمناطق، فاستلمها من روبرت مود شخص آخر، وكان من المفترض أن يعملوا بها، طبعًا بنفس وقت الاجتماع أو بعده بقليل، حاولنا أن نستفيد من وجود المراقبين الدوليين بموضوع إخلاء الجثث من الشوارع؛ لأن النظام كان يقتل ناسًا، وهذه الناس تبقى جثثهم موجودةً في الشوارع ، ونحن لا نستطيع أن نسحبهم؛ لأننا إذا اقتربنا، سيتم إطلاق النار علينا من خلال القناصين، ويموت شخص آخر. 

كان يوجد الكثير من الجثث موجودةً على زوايا الطرقات، وأنا أتذكر أنني ذهبت بنفسي مع المراقبين الدوليين، وقلت لهم: يوجد بعض الأماكن فيها جثث، وإذا كان من الممكن أن تغطوا لنا (تقومون بحمايتنا) حتى نسحبها، وأنا ذهبت مع مجموعة من الشباب، ولكن الأمر لم يتم بالطريقة المناسبة؛ لأننا عندما نقترب من الجثث، يتم إطلاق النار علينا؛ يعني لا يطلق علينا حتى نموت، ولكن بجانبنا، مثلًا: في برج الغاردينيا أطلق علينا النار عند زاوية تقاطع القرابيص مع القصور عند الساقية، وكان يوجد أكثر من جثة، فقلت للمراقب: أنا لا أقترب، أنت اقترب واحملها، فقال لي: أنا ليست مهمتي أن أحمل الجثث، أنتم أتيتم بي حتى أحمل الجثث! أنا سأتوقف لك في سيارتي وأغطي لك (أحميك)، وأنت اذهب، فقلت له: وإذا أنا مت، أنت ماذا ستفعل؟ فقال لي: أنا سأضعك في التقرير، فقلت له: تقاريركم فوق رأسي، لكنني لم أعد أريد أن أحمل الجثة، ولن أقترب، وفعلًا حاولنا أكثر من مرة أن نقترب، وكان يوجد إطلاق نار، حتى عندما توقفت سيارته بطريقة على أساس (يُفترض) أنها مخفية، كان يوجد إطلاق نار باتجاهها، طبعًا كانت سيارته مصفحةً، فقلت له: أنت سيارتك مصفحة، وأنت لا تستطيع أن تنزل منها، فكيف تريد مني وأنا على دراجة نارية أو وأنا أمشي أن أقترب وآخذ الجثة! سيقتلني.

حقيقةً في وقتها ذهبنا إلى أكثر من موقع، وتم إطلاق النار علينا بحضور المراقبين الدوليين، ولم نستطع أن نأخذ الجثث من الطرقات، وكانت أغلب الجثث متحللةً ومتفسخةً، وليس بطريقة سهلة؛ يعني يجب أن تلبس ثيابًا معينةً، وتضع القفازات وتداريها بطريقة، وكان يوجد جثة صلبة في الأرض، وحاولنا أن نقترب، وعندما أردنا أن نحركها بدأ إطلاق النار علينا، مع أن عدد الشباب كان جيدًا في الحقيقة، وكنا مستعدين لحمل الجثث، ويوجد أشخاص خلفنا سيدفنون الجثث، وكانت الأمور جاهزةً، ولكن حقيقةً لم نستطع أن نفعل شيئًا بحضور المراقبين الدوليين. 

حصل أكثر من اجتماع مع المراقبين الدوليين، وتجولوا -أظن- في جميع الأماكن، وشاهدوا جميع الأماكن التي بها اشتباكات، وشاهدوا أماكن تواجد الجيش، ودخلوا إلى مناطقنا ومناطق النظام، ولكن في النهاية نحن كسبنا (استفدنا) أنه كان يوجد وقف إطلاق نار حقيقة في هذه الفترة .

كان يوجد جلسات مباشرة، ويوجد جلسات حوارية، يعني أثناء مشيهم كنا نتكلم معهم، أو غيرنا يتوقف ويتكلم معهم، وإحدى المرات نساء أوقفوهم ورجال، يعني أظن لم يرهم أحد إلا وتكلم الذي لديه، ودائمًا الناس تشتكي أن النظام يقصفنا ويضربنا. 

أنا لا أذكر أنهم -على الأقل- سألوا الناس العاديين في الطريق عن مطلبهم، أو ماذا تريدون، وكانوا أثناء مشيهم يتجولون في نقاط معينة، والناس أحيانًا كانوا يكلمونهم. 

حقيقةً كانت زيارتهم أكثر أهمية من المراقبين العرب ،وخاصة أنه حصل وقف إطلاق نار جدي، وكان يوجد قصف عنيف حقيقي، والهاون كان يسقط على المناطق بطريقة كثيفة، وحصل وقف إطلاق نار، وتوقف الهاون، وكان يوجد طرح مبادرات، ونحن حاولنا كذا، وهم بدأوا يناقشون بها، وأذكر أنه كان أول سؤال في الجلسة مع المراقبين الدوليين مع وفد أهل حمص الوجهاء الكبار أنه: أنتم ماذا تريدون؟ وأحد الموجودين قال له: أنا عمري 70 سنةً، ولكن أنا ولا مرة انتخبت (لم أنتخب في أية مرة)، وأنا أريد أن أنتخب، سأله: لم تنتخب في أية مرة! فقال: أنا لم أنتخب في حياتي، ونحن لا يحق لنا أن ننتخب، وإذا أردنا أن ننتخب، فإنه يوجد شخص خلفك، يعني هذا هو مطلبنا الأول، نريد انتخابات، ونريد أن نمشي بعملية انتخابية، ودار الحوار حول هذه النقطة لمدة 5 أو 10 دقائق، وبعدها كان يوجد نقاشات أكثر تفصيلًا عن كيفية القصف، ومن أين يتم؟ ومن أنتم، وماذا تريدون؟

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/08

الموضوع الرئیس

المراقبين الدوليين في حمصالمراقبين العرب في حمص

كود الشهادة

SMI/OH/95-33/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

كانون الأول 2011 - أيار 2012

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-القصورمحافظة حمص-القرابيصمحافظة حمص-الخالديةمحافظة حمص-البياضة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

شبكة شام الإخبارية

شبكة شام الإخبارية

بعثة المراقبين الدوليين إلى سورية

بعثة المراقبين الدوليين إلى سورية

بعثة المراقبين العرب

بعثة المراقبين العرب

مجلس الثورة في محافظة حمص

مجلس الثورة في محافظة حمص

الشهادات المرتبطة