مدينة جبلة كانت في فترة من الفترات الجميع كما قلت لك يعيشون حياة طبيعية، ولكن كان النظام يخلق روح الطائفية؛ حتى لا يكون استقرارًا دائمًا في المدينة.

في فترة عام 2007 و2008 تقريبًا، بدأ -أذكر هذا الشيء- التشيع في مدينة جبلة، وكانوا يعطون رواتبًا ومصاري (أموالًا) لكل شخص يتشيع ويدخل يعني مع الشيعة، كل شخص يتشيع يأخذ راتبًا، وهذا الأمر كان متاحًا للجميع، وأنا أعرف شخصيات وبدون ذكر أسماء يعني أعرف شخصيات تمامًا تشيعت من مدينة جبلة وكانوا يأخذون رواتبًا، ومنهم كان يحتال عليهم ويقول أنا أصبح شيعيًّا مقابل إعطائي المصاري (المال) ومنهم من يتشيع بحق.

موضوع التشييع كان بالتأكيد يخص إيران قولًا واحدًا، وإيران كان لديها خلايا في مدينة جبلة، وكانوا يوزعون كتيبات، وهذه الكتيبات كانوا يتحدثون فيها يعني عن المذهب الشيعي وعن طائفتهم، ويوجد الكثير من الناس إما يتأثرون ماديًا وكما ذكرت لك أنه في مدينة جبلة كان يوجد فيها الفقير وفيها المتوسط يعني والغني العادي، ولكن كان يوجد أشخاص يذهبون ولكن ليس عن عقيدة وفقط من أجل المصاري (المال)، وأكثر من كان يتشيع هم من الطائفة العلوية، والعلوية كانت نسبة التشيع منهم كبيرة، وهم يعتقدون أنهم كعلوية يعني هم تابعون لآل البيت، والشيعة نفس الأمر، وللعلم الشيعة يقولون: إن العلوية هم ليسوا شيعة وهذا الشيء نحن نعرفه في مدينتنا، وأن الشيعي ليس علويًّا والعلوي ليس شيعيًّا ولكنهم مسلمون وهم طوائف. والعلوي يتشيع كرمى المال وأيضًا من أجل أن يتبع المذهب الشيعي.

بالنسبة لمدينة جبلة كما كنا نرى كان هذا الأمر متاحًا يعني ومن يريد التشيع يمكنه ذلك ولا يوجد عندهم أي مشكلة، وكان النظام ييسر أمور التشيع في مدينة جبلة، وكان يسهل الأمور كثيرًا، وكانت تنتشر بشكل علني يعني وتُوزع الكتيبات وأحيانًا يجرون محاضرات مثلًا بهذا الخصوص، ولكن إذا أنت بالمقابل تريد القيام بأي نشاط سياسي فهذا من سابع المستحيلات أن يحصل في مدينة جبلة.

في اليوم الذي ظهرت فيه ثورات الربيع العربي كان هناك كلام، ولكن لا يُحكى ولا يخرج إلى العلن، وكان يوجد ترقب وكنا في حالة ذهول يعني، وكنا في حالة سؤال دائم في المدينة الكل يسأل الآخر: هل من الممكن أن تخرج جبلة ضد الأسد؟ وحتى إذا أهل جبلة لا يصدقون فما بالك بباقي المحافظات! يعني جبلة هي تعد عاصمة النظام السوري أو هي ليست عاصمته، بل هي منزله وبيته يعني تستطيع أن تقول والقرداحة تابعة لمدينة جبلة.

المقدم سامر سويدان كان رئيس قسم الأمن السياسي في مدينة جبلة، والملازم أول علي المصري كان رئيس قسم الأمن العسكري، وأصلهم من جبلة، وهنا يوجد عندك نقطتان يعني: يوجد عندك العلوي وعندك السني مثلًا، والعلوي كانت أغلب الشخصيات نستطيع القول هي "المافيات" (عصابات الجريمة المنظمة) في مدينة جبلة هي من عائلة مرعي مثل زوزو مرعي ووهيب مرعي، وهم تجار الحديد في مدينة جبلة، وهم كانوا مافيات مدينة جبلة، وكضباط كانوا من مدينة جبلة يوجد عائلة حربا وكان يوجد عائلة جديد وكان يوجد عائلة خير بيك وعائلة خضور وعائلة عاطف نجيب، ونحن سوف نأتي إلى عاطف نجيب ونتحدث بما حصل عام 2011.

كان أهم عمل لعائلة مرعي هو التجارة والمخدرات والتهريب، يعني: هم كانوا يعملون بالحديد، ولكنهم اشتغلوا بالتهريب بشكل جدًّا كبير وأصبح لديهم ثروات، وحتى زوزو مرعي بنى فيلا بجانب مسبح الأسطورة في مدينة جبلة في منطقة العزة، وهي منطقة أغلب سكانها من السنة يعني على كورنيش جبلة، فيلا معروفة اسمها "فيلا زوزو مرعي"، فإذا أردت الذهاب إلى مكان ما هناك، فإن المرافقة والشبيحة الموجودون على باب الفيلا يعني عددهم جدًا كبير.