تطور الحراك المدني بحي الدريبة في مدينة جبلة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:50:03
بعد أن وقعت على التعهد في يوم الأربعاء، خرجنا في مظاهرة يوم الجمعة من مسجد الرحمن، ومسجد الرحمن كان له خصوصية؛ أنه كان يتوسط الأحياء الموالية للنظام، وكان في منطقة اسمها حي العمارة، وحي العمارة كان غالبيته من الموالين للنظام السوري، وخرجنا في هذه المظاهرة من مسجد الرحمن، وعندما خرجت هذه المظاهرة، أنا كنت قد دعوت لها أغلب أصدقائي وشبابًا آخرين دعوتهم لهذه المظاهرة، اقتحم الأمن المكان مباشرًة، بعد 5 دقائق تمامًا من خروج المظاهرة، وتم اعتقال أصدقائي، وهنا في التحقيق، قال النظام للشباب: كم أعطاكم أحمد شعبان حتى تخرجوا في هذه المظاهرة، فقال له بعضهم: 100 ألف وبعضهم 50 ألفًا بسبب التعذيب، والشباب كانوا هنا في حالة يُرثى لها بسبب التعذيب، وفي اليوم التالي اتصل بي أبو حيدر مدير مكتب الرائد سامر سويدان، وقال: كيف حالك يا أحمد شعبان؟ فقلت له: أهلًا وسهلًا، وأنا طبعًا أعطيته رقم هاتف، لا أستخدمه نهائيًّا، وبالصدفة قمت بتشغيل هذا الخط، وحتى الهاتف الذي كنت قد أخذته معي، كان معطلًا، وبالصدفة الساعة 10:20 اتصل بي أبو حيدر، وقال لي: إنه يوجد خطأ بالتعهد، وقال: تعال ووقع على التعهد، فقلت له: أمهلني نصف ساعة فقط، فأنا الآن استيقظت، وسوف أرتدي ثيابي، وآتي إليك، فقال: إذا كنت لا تريد أن تأتي، سوف نرسل لك سيارةً حتى تحضرك، فقلت له: لا داعي، وأنا سوف آتيك، وهو اعتقد بأنني سوف أذهب إليه، لأنني وقعت على تعهد قبل يومين، وهو ظن أنه بهذه الحيلة، سوف يجعلني آتي، وأنا في ذلك الوقت جهزت أغراضي، وودعت أهلي، وخرجت من المنزل، وأنا بالأصل كنت خارج المنزل، ولكن بعد أن وقعت على التعهد نمت في المنزل لمدة يومين، وهذا الكلام كان في بداية الشهر الخامس (أيار/مايو) 2011، وهنا ودعت أهلي، وأخذت أغراضي وخرجت، واختبأت في منطقة الجبيبات الغربية، وهي منطقة غالبيتها من الموالين للنظام السوري، وقد عشت فيها مدة 20 سنةً، وهذه المنطقة كنت أستبعد تمامًا أن يكشفني النظام بها، لذلك اختبأت فيها ما يقارب 3 أيام، وبعدها انتقلنا إلى حي الدريبة، وهنا في حي الدريبة بدأنا مرحلةً ثانيةً، **فالشباب في المرحلة الأولى تم اعتقالهم وتخفيهم،** وهنا أصبحنا في مرحلة ثانية: وهي الناشطون الجدد والهتافات الجديدة، ومرحلة جديدة بحي الدريبة، كان يوجد مظاهرات يومية ومستمرة وبطريقة جميلة جدًّا.
حي الدريبة كان هو الملاذ الآمن بالنسبة لنا، لأنه في منطقة لها مداخل قليلة، وإذا أراد النظام والأمن اقتحامها، فسوف يصلنا خبر بشكل مباشر، وكان حي الدريبة حيًّا طويلًا، وليس عريضًا، وقريبًا من البحر تمامًا وملاصقًا له، وهو حي قديم له تاريخ أثري، ويوجد فيه مسجد المنصوري والحمام، وفيه باب الحارة وهو قوس النصر، وله تراث شعبي قديم عندنا، وهذا الحي تحديدًا 100% من سكانه هم من السنة، وكان يوجد فيه عائلتان علويتان بجانب مسجد المنصوري، وهم موجودون من الستينيات، وبقيت منازلهم موجودةً حتى هذه اللحظة، وهذه المنازل موجودة بأسمائهم، ولا أحد يقترب منها، وحتى إنه لا أحد فكر أن يدخلها حتى خلال الثورة، لأن هؤلاء الأشخاص عاشوا معنا لفترة طويلة، وهم علويون، من عائلة إبراهيم وعائلة خير بيك، وهذه العائلات قديمة في مدينة جبلة، وموجودون من الستينيات في المدينة، وحتى الآن لم يخرجوا من منازلهم، وهم بالأصل لهم منازل، ولكنهم لا يعيشون بها، ولكن هذه المنازل معروفة لهم، وكانوا يأتون إلى منازلهم زيارات.
نحن -في هذه الفترة- كنا نخرج من مسجد المنصوري ومسجد الدريبة، ونجتمع في ساحة الدريبة، وطبعًا يوجد على باب الدريبة حاجز للنظام، وعند السجن في السرايا أيضًا، يوجد حواجز للنظام، ونحن كنا نتظاهر فقط ضمن مساحة ضيقة تمامًا، فقط حتى نوصل رسالتنا وصوتنا.
هنا بدأت رحلة النظام والتشبيح بشكل كبير جدًّا، وبدأ النظام يطلق الغاز المسيل للدموع، وهنا ظهرت شخصية عمر جبلاوي، وهي الشخصية الناطقة باسم مدينة جبلة على القنوات الإعلامية، وهنا كان يوجد أول مداخلة لي قمت بها على قناة الجزيرة، وكانت الساعة الثانية ليلًا، وكان النظام يحاول الاقتحام، ويحاول إطلاق الرصاص العشوائي على حي الدريبة، وسقط عندنا شهداء وجرحى، في وقتها أشفقت علينا القنوات، وبدأت تخرج شخصيات من مدينة جبلة لإيصال الرسالة، وفي هذه الفترة كان أكثر شاب يهتف في المظاهرات، هو عبد الله زريق، وهذا الشاب كان في ذلك الوقت عمره 19 سنةً، وكان يتظاهر بكل قوة وحماس، وكان يتواجد في كل مكان في المظاهرة، وكان له صوت جميل في المظاهرة.
كان النظام في هذه الفترة، يطلق الغاز المسيل للدموع حتى يفرقنا، ولم يكن يستطع، ويحاول إطلاق النار بشكل عشوائي، والرصاص المطاطي وكنا ثابتين.
في هذه الفترة كان النظام يشاهد المظاهرات التي تخرج على اليوتيوب، ويعتقل الناس بسببها، فكان عندنا خوف كبير من أن يعتقل النظام عددًا أكبر منا، فصنعنا علمًا من علم الاستقلال ومن علم سورية، وكنا نضع الأعلام على وجوهنا ونخرج، وهذا كان نشاطًا مختلفًا عن كل محافظات سورية كمظاهرات، وتفاجأ الناس بوضع الأعلام على وجوهنا، ولكن نحن كنا نضع العلم على وجوهنا، حتى لا يكشفنا النظام، ولا يعرف الشخصيات التي تخرج في المظاهرة، وعلم سورية -علم النظام- كنا نقوم بتفصيله على شكل قناع، ونرتديه على الوجه، ونخرج به في المظاهرة، وكنا لا نخرج إلى المظاهرة، دون أن يكون قناع العلم موجودًا لمنع الاعتقال.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/15
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في جبلةكود الشهادة
SMI/OH/36-07/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
أيار 2011
updatedAt
2024/03/28
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-حي الدريبةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
قناة الجزيرة
مفرزة الأمن السياسي في جبلة