نجاح التظاهر في جمعة العزة بعد التعثّر في جمعة الكرامة بمدينة جبلة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:12:05
عندما خرجت مظاهرات "الربيع العربي" على الشاشات، كنا نتساءل: هل يمكن أن يحصل شيء في جبلة تحديدًا أو في سورية عمومًا؟ وكنا في حالة حيرة؛ يعني لا نعرف يمكن يصير (ربما يحصل) وربما لا، لأننا نعرف أنه يوجد احتقان تجاه النظام ولكن يوجد خوف في النهاية، وكان أهلنا يخيفوننا، وأن هذا النظام والشيء الذي عمله في عام 1982 من أحداث واعتقالات فكان دائمًا عندنا خوف، حتى جاء يوم 15 آذار/ مارس 2011 وهو كان يوم مظاهرة الحريقة (الصحيح هو مظاهرة الحميدية) في الشام (دمشق)، وهنا تأججت المشاعر بشكل جدًّا كبير في نفوس الناس، وأعطت أملًا ودافعًا جدًا كبير بأنه يمكن وبالتأكيد سوف يحصل شيء في جبلة، وهنا في 16 أو 17 الشهر تقريبًا في آذار اعتُقِل شاب اسمه معتز قصدير وهو كان يوجد عنده مشكلة مع شخص من النظام في ساحة السمك، وحاول كبَّ (سكب) البنزين على نفسه حتى يحرق نفسه، وكرمى (لأجل) هذا الحدث جرى اعتقاله من قبل النظام.
كان من المقرر أن نعمل نحن مظاهرة بتاريخ 18 آذار/مارس (جمعة الكرامة) مع بانياس واللاذقية، ونكون من أوائل الناس الذين يخرجون بوجه النظام، ولكن كان عندنا خوف من النظام في مدينة جبلة، فطلعت (خرجت) بانياس في 18 آذار/مارس، وجبلة واللاذقية تظاهروا في 25 آذار/ مارس (جمعة العزة)، يعني خفنا في هذا الوقت وتجمَّعنا في جامع أبي بكر الصديق، وخفنا نطلع (نخرج) يعني وكنا كثيرًا في حالة ذهول يعني خلُّونا نطلع (دعونا نخرج)، وكنا بحاجة كلمة واحدة هي كلمة، تعرف كانت الكلمة الافتتاحية في أي مظاهرة هي الله أكبر، يعني كنا بحاجة إلى هذه الكلمة من أي شخص حتى الناس تجن وتتظاهر، ولم نخرج في هذا الوقت، وفي هذا اليوم تحديدًا شفنا (رأينا) الفيديوهات التي خرجت من بانياس وخرجت من درعا وهنا نحن ندمنا لأننا لم نخرج، ولكننا تجمعنا في منزل ملهم الطريفي، وكان يوجد عدد من الأشخاص وكنا نحاول قدر الإمكان أن نكون من ضمن هؤلاء الأشخاص، نكون نحن الفتيل ونحاول قدر الإمكان أن نكسر حاجز الخوف ونخرج في أول مظاهرة، وكان يوجد ملهم الطريفي ومهند الطريفي وكان يوجد عمار حاج عمر وفراس حاج عمر وكان يوجد مهيار بدرة، يعني كان يوجد أشخاص موجودون في هذا المكان، وبدأنا نقول: بكرة (غدًا) سنتجمع في جامع أبي بكر الصديق وفلان سيهتف، وطبعًا أول مظاهرة هتف فيها مهيار بدرة وهو طلع (صعد) على الأكتاف مباشرة، وأنا كنت مقابلًا له وأصور هذه المظاهرة وهذه اللحظات التي كنا ننطرها (ننتظرها)، وهذا اليوم كان هو من أجمل أيام الثورة؛ لأن المشاعر كانت جياشة بكل معنى الكلمة يعني، وكانت العيون تدمع وهذه أول لحظة الناس الكبار بالسن كانوا يبكون من فرحهم، والمظاهرة بدأت من جامع أبي بكر الصديق، وطلعت (خرجت) المظاهرة وانطلقنا بالمظاهرة من جامع أبي بكر الصديق إلى دوار العلبي عند العمارة، وطلعنا (خرجنا) من دوار العمارة و صرنا ننادي لكل الناس حتى يخرجوا معنا، يعني نحن في أول مظاهرة يعني طالبنا كل الأطياف الموجودة سواء كان علويًّا أو كرديًّا أو أي أحد وسواء كان قوميًّا أو عنده أي مذهب ديني، كنا نطالب الجميع أن يخرج لأن هذه الثورة للجميع، وخرجنا ووصلنا إلى المجمع الحكومي، وأثناء [وصول]المظاهرة إلى المجمع الحكومي جاءت شخصيات النظام حتى يقابلوننا يعني -وطبعًا لم يحصل أي اعتداءات ولم يحصل أي شيء- ووصلنا إلى المجمع الحكومي وصرنا (أصبحنا) نطالب بإطلاق سراح بعض السجناء منهم سمير البحر ومنهم معتز قصدير، ومنهم يعني من يوجد عندنا سجناء من مدينة جبلة وبدأنا نطالب بإخراجهم من السجون.
طبعًا نحن كنا متأثرين بأطفال درعا والشيء الذي عمله عاطف نجيب بأطفال درعا، فخرجنا إلى منزل عاطف نجيب، ووقفنا تحت بيته تمامًا، ومنزل عاطف نجيب هو عند مركز البريد في مدينة جبلة ومقابل له تمامًا، يعني بجانب مركز البريد وهو على الشارع العام وبجانب المجمع الحكومي، ومنزل عاطف نجيب هو ضمن المربع الأمني: المجمع الحكومي والأمن السياسي والأمن العسكري والبريد ومنزل عاطف نجيب، ومنزل عاطف نجيب على الزاوية مقابل البريد، البريد هنا ومنزل عاطف نجيب هنا، وتظاهرنا ضد عاطف نجيب وندَّدنا بكل شيء عمله بأهل درعا.
طبعًا كان يوجد استنفار بشكل كبير جدًّا للأمن من المجمع الحكومي لبيت عاطف نجيب، لأنني كما قلت لك: نحن كنا ضمن المربع الأمني في مدينة جبلة، وكان يوجد خوف كبير يعني الخوف بالنسبة لنا نحن كنا خائفين، ونحن وصلنا إلى بيت عاطف نجيب والأمن وهو عنده شبيحة (عصابات خارجة عن القانون تستخدم العنف لخدمة عائلة الأسد) بالنهاية، وشبيحته واقفون وجميعهم بالبواريد (نوع من الأسلحة النارية) مسلحون، والمجمع عناصره مسلحة، وعندك الأمن السياسي والأمن العسكري يعني أنت في المنتصف قاعد وتتظاهر عنده يعني.
أستطيع أن أقول أن الأعداد أكثر من 1000 متظاهر في هذا الوقت وأكثر، لأننا وصلنا إلى هناك كانت الأعداد جدًّا كبيرة في هذا -أول يوم- يعني تحديدًا، وبقينا تقريبًا ما يقارب النصف ساعة إلى ثلاثة أرباع الساعة عند المجمع الحكومي وبيت عاطف نجيب، ونحن نتظاهر هناك والفيديوهات موجودة أثناء التظاهر عند المجمع الحكومي.
عندما وصلنا إلى بيت عاطف نجيب كنا نقول هتافًا واحدًا أكثر شيء وهو "لبيك يا درعا"، وهذا كان هتافًا نصرة لأهل درعا والشيء الذي فلعه عاطف نجيب، ونحن نستنكر الشيء الذي عمله عاطف نجيب وهو ابن مدينة جبلة، وهو في النهاية عمل شيئًا يخصه هو كشخص مسؤول في النظام.
بعد هذه المظاهرة وهنا رجعنا نحن إلى جامع أبي بكر الصديق، وقررنا بعد هذه اللحظة أن نستمر نحن بالمظاهرات، ويكون مركزنا جامع أبي بكر الصديق، وكان يوجد عندنا اعتصامات ليلية ونهارية يعني نخرج صباحًا ومساءً، ونشوف (نرى) باقي المحافظات وباقي المدن كيف يخرجون، وصرنا نطالب من لايتظاهر، أكثر شيء مثلًا كانت حلب وتأخرت كثيرًا حلب حتى خرجت ونحن كنا نطالب حلب أن تخرج؛ لأن عددها كبير بالنسبة للسكان.
هذا اليوم الذي انتهت فيه المظاهرة وبدأنا باعتصامات ليلية، هنا النظام حاول إلهاءنا عن الشيء الذي نحن خرجنا من أجله، فصار ينشر شائعات من قبل عملاء النظام ويبث بيننا -ويوجد عملاء للنظام موجودون بيننا- ويقول هنا في هذا البناء يوجد مندسون سواء كانوا سعوديين أو أفغان ومخمرين، وهو يحاول إلهاءنا ويدفعنا للخوف، وأنه يوجد هناك من يحاول أن يعمل مشكلة، و يخرج صوت رصاص من هذا المبنى مثلًا، ونحن لا شعوريًا يعني طلع (خرج) صوت رصاص فأنت سوف نركض باتجاه المكان حتى نعرف ماذا يحصل، فنترك المظاهرة ونذهب إلى هذا المكان حتى نبحث ونرى ماذا يوجد، وكان للنظام غايتان من ذلك: غاية؛ بأنه إذا كان يوجد سلاح في يد المتظاهرين يطلع (يظهر) أو إذا يوجد آلات حادة تطلع (تخرج) حتى يرى النظام ماذا يوجد مع المتظاهرين، وبنفس الوقت يلهينا ويحاول أن يجعلنا نتشوش عن الهدف الذي خرجنا من أجله الذي هو الثورة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/15
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في جبلةكود الشهادة
SMI/OH/36-03/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
آذار 2011
updatedAt
2024/07/10
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مدينة جبلةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
مفرزة الأمن العسكري في جبلة
مفرزة الأمن السياسي في جبلة