الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

وصف الأوضاع في حيي الدريبة والصليبة بمدينة جبلة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:26:12

أثناء النشاطات في حي الدريبة، كانت المظاهرات مستمرةً ليلًا ونهارًا، وهنا يوجد شيء لم أتحدث عنه في بداية المظاهرات في شهر آذار/مارس، أن مدينة جبلة كانت أول من أسقط رأس النظام، وأول من طالب بإسقاط الرئيس هي مدينة جبلة، وأول من طالب بإسقاط النظام هي مدينة جبلة مع اللاذقية، ولكن تحديدًا إسقاط الرئيس -بالقلم العريض-، وانتشر الخبر على (قنوات) الجزيرة والعربية، أن مدينة جبلة تطالب بإسقاط الرئيس، وكان عندنا هتافات -بالنسبة لنا- رهيبة جدًا، والنظام جُن جنونه.

في فترة أحداث حي الدريبة، بقيت هذه الهتافات وأغاني الثورة، وعندما رأى النظام أننا نضع الأعلام على وجوهنا، ولا يستطيع أن يعتقلنا، أصبح يرسل الكثير من التهديدات إلى حي الدريبة.

في هذه الأثناء كان حي الرمل [الجنوبي] في محافظة اللاذقية، يخرج بعشرات الآلاف في المظاهرات، وكانت الأعداد كبيرةً جدًّا، وهذا في تموز/يوليو- شهر رمضان 2011، والمظاهرات في شهر رمضان، وبعد الخروج من صلاة التراويح تكون الأعداد كبيرةً، فكانت المظاهرات يخرج فيها أعداد كبيرة جدًّا، وهنا كانت تأتي التهديدات إلى ثوار الرمل ومدينة جبلة بالاقتحام، ونحن لا نصدق، ونقول: إنه قد لا يحصل اقتحام، ونبقى في المظاهرات، وحاول الكثير من الأشخاص إقناعي بالخروج من حي الدريبة قبل الاقتحام بيومين، ولكنني رفضت، وأنا كان عندي هدف، وهو إما أن أخرج مع الجميع، أو لن أخرج بمفردي.

كنت أتحدث عن اللاذقية وبانياس، وإذا كان هناك أحداث عن مدينة بانياس واللاذقية، ولا يوجد من يوصل الرسالة، فكانت تصلني معلومات من الناشطين من اللاذقية، ويزودونني بما يحصل، وأنا أوصلها إلى القنوات بدوري، وخاصة مع الشيخ عدنان العرعور، لأنه مع الشيخ عدنان العرعور لم يكن يوجد متحدث، لا من بانياس ولا من اللاذقية، وباسم الساحل مع الشيخ العرعور، -الذي كان له صدًى كبير- هو عمر الجبلاوي، وكانت صفتي في ذلك الوقت المتحدث باسم ثوار مدينة جبلة. في هذه المرحلة كل الأخبار من الرمل كانت تأتي إلينا، وأنا بدوري أنشرها على القنوات. وكان لدينا خوف كبير من اقتحام حي الدريبة، ولا نعرف ماذا نفعل.

أنا كنت أخاف كثيرًا من التصفية والاعتقال، وربما هذا الشيء هو سيء بالنسبة لي، ولكن أنا كان عمري 20 سنةً، وآخذ حبوب مهدئة -واللوكستان هي ليست حبوبًا مخدرة وإنما هي حبوب مهدئة- حتى لا أشعر بالخوف في كل لحظة، وكنت أخاف كثيرًا، لأنني لست في مكان آمن، والنظام في أي لحظة يمكنه أن يطرق الباب، وبالنسبة لشخصية عمر جبلاوي في مدينة جبلة، كان هو أكثر شخصية لها تأثير بالنسبة للنظام؛ لأن الرسالة كانت تصل من خلالي، فكان النظام يحاول كثيرًا إما تصفيتي أو اعتقالي، وكنت أحاول تهدئة نفسي باللوكستان، وفي فترة وجودي في حي الدريبة لمدة 3 شهور، كنت أتناول حبوب اللوكستان، وربما لا يكون لها فائدة، ولكنني أذكرها لأشرح كيف كنت أسيطر على نفسي.

يوجد حادثة حصلت في حي الصليبة، وكنت على وشك أن أُعتقل فيها، حيث اعتقل النظام في حي الصليبة شخصًا من هذا الحي، وبسبب كثرة التعذيب اعترف بأنه يوجد حديقة اسمها "الملجأ" في حي الصليبة، وهذا الملجأ كان يجلس به المدنيون في حرب 1973، وهنا في هذا المكان يوجد حديقة، وبسبب كثرة التعذيب، قال لهم: بأنه قد دفن الديناميت (مواد شديدة الانفجار) هناك، والنظام اقتحم لأول مرة حي الصليبة، ودخله بدون أية عملية اعتقال، ودخلوا إلى هذه الحديقة، وكان منزلي ملاصقًا تمامًا لهذه الحديقة، وأنا في هذه الفترة كنت أتحدث على البالتوك، وكان في 2011 البالتوك: وهي غرفة نتحدث فيها عن أخبار الثورة من كل سورية، فكنت أتحدث عن أخبار جبلة، فسمعت شخصًأ يقول لي: انتبه يا عمر! كررها 3 مرات، فوضعت اللابتوب (الحاسوب الشخصي) داخل الغسالة، وأخفيت هاتفي، وحاولت الخروج من المنزل، ووقفت على باب المنزل، وكان يوجد امرأة تقف أيضًا على باب المنزل، وكان الطابق أرضيًّا، حيث كنت أختبئ عند عائلة، وكان الملازم أول علي المصري يقف في الخارج، وكل الأمن موجود، والأحياء ضيقة جدًّا؛ يعني المدخل عرضه مسافة متر ونصف، فمشيت بعكس الأمن، وهذه السيدة كانت تريد أن تقول لي: اهرب يا عمر، ولكنها أمسكت لسانها، ومررت من جانب الأمن -وأنا عمري صغير-، واستطعت النجاة والهروب منهم، والاختباء في حي آخر حتى انتهت عملية التفتيش، ولم يجدوا شيئًا، ولكنهم دخلوا ومعهم 250 عسكريًّا إلى حارة صغيرة لا يتجاوز عدة أمتار.

حصلت أحداث كثيرة في هذه الفترة في حي الدريبة، والنظام كل يوم كان يقف على الكورنيش قرب البحر، ويحاول قدر الإمكان إطلاق الرصاص بشكل عشوائي، ونحن حاولنا -قدر الإمكان- عدم الاصطدام مع النظام بشكل مسلح في المدينة؛ لأنه لا يوجد عندنا سلاح، فالبحر من أمامنا، والقرى الموالية للنظام من خلفنا، ولا يوجد عندنا مفر، على عكس باقي المناطق، ففي بانياس يوجد قرًى تابعة لهم، ولكن نحن لا يوجد عندنا قرًى، نحن إذا أردنا الذهاب إلى اللاذقية، ربما نُعتقل على الطريق.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/15

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في جبلة

كود الشهادة

SMI/OH/36-09/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيار - تموز 2011

updatedAt

2024/07/10

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-حي الدريبةمحافظة طرطوس-منطقة بانياسمحافظة اللاذقية-الرمل الجنوبيمحافظة اللاذقية-الصليبة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

قناة العربية

قناة العربية

الشهادات المرتبطة