المنشقون من حزب العمال الكردستاني أعلنوا عن تشكيل حزب الوفاق [برئاسة] كمال شاهين، وكمال شاهين كان من كوادر حزب العمال الكردستاني، وأعلن عن تشكيل حزب الوفاق في عفرين ومؤتمر تأسيسي، وحضر هذا المؤتمر أكثر من 200 شخصية وغالبيتهم منشقون عن حزب العمال الكردستاني. وطبعًا، الدليل هنا على أن حزب العمال الكردستاني أو النظام السوري لم يقطع يومًا من الأيام علاقته الأمنية والاستخباراتية مع حزب العمال الكIردستاني مع "البي كي كي". وبعد الإعلان عن تشكيل حزب الوفاق بثلاثة أيام، تمّ اغتيال كمال شاهين في عفرين، وبعدها بأسبوع، تمّ اغتيال حسن مسلم في الدرباسية، وكان نائب كمال شاهين، يعني تمّ اغتيال ثلاث قيادات وأحمد شنر في القامشلي، وتمّ اغتيال ثلاث قيادات لحزب الوفاق من قبل حزب العمال الكردستاني، وطبعًا بضوء أخضر من الفروع الأمنية.

هنا حزب الوفاق بعد أن تمّ اغتيال قيادته السياسية، التقيت مع قيادته السياسية وخاصة المرحوم حسن مسلم من تل كرمو من الدرباسية، وهو كان نائب كمال شاهين، والحقيقة أنهم كانوا يحملون فكرًا قريبًا من فكر جماعة هيئة التنسيق (لجنة التنسيق الكردي)، أي "اليكيتي" و"الآزادي"، وهو كان صديقًا شخصيًا؛ لأننا كنا سابقًا في حزب اتحاد الشعب وعملنا مع بعضنا كثيرًا.

بعد اغتيالهم، انشقّ حزب الوفاق إلى قسمين: قسم بقيادة فوزي شنغالي، وقسم بقيادة طلال محمد، ولا زالوا موجودين (حزبا الوفاق)، وكلمة الوفاق هي الترجمة للعربية.

في الحقيقة، النظام كان يحسب حسابًا لأي حراك سياسي يمكن أن يؤثر عليه في المستقبل فيقمعه بأي شكل من الأشكال، وهؤلاء الأشخاص لم يتمّ اعتقالهم يعني كمال شاهين وحسن وأحمد شنر، القيادات الثلاث للوفاق، لم يتم اعتقالهم، وإنما صدرت أوامر بتصفيتهم؛ لأن النظام كان يراهم خطرًا عليه وأغلبية هذه الكوادر من حزب العمال الكردستاني ومنشقين عن حزب العمال، ولم ينضموا إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تمّ إعلانه في قنديل في 2003 ، يعني هم لم ينضموا، وإنما انشقوا، وجلسوا في منازلهم، وأصبحوا يتحدثون على العلن: بأن جماعة حزب العمال الكردستاني هي جماعة مجرمة ومافيا ومنظمة إرهابية وتستثمر بالكرد السوريين من أجل مصالحها الخاصة. والنظام رأى بأنهم خطر مباشر عليه، فأوعز بتصفيتهم، واعتقل ثلاثة أشخاص، ولكن الأشخاص الثلاثة الرئيسيين تمت تصفيتهم.