الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تعريف بمدينة العشارة سياسيًا واجتماعيًا ودينيًا

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:17:01

أنا ابن مدينة العشارة، وهي مدينة أثرية -معروفة بترقا-، يعود تاريخها لأكثر من 4000 سنة، تمتاز بالزراعة والتجارة وببعض المأكولات الشعبية المشهورة بها، ومدينة العشارة فيها نخبة من المثقفين من أطباء ومهندسين وأساتذة في الجامعة، وفي (كان لهم) مناصب عليا في الدولة.

 وهذه المدينة إذا عدنا إلى تاريخها السياسي في الثمانينيات، كان هناك عدد كبير من المعتقلين من الإخوان المسلمين، بنفس الوقت كان هناك ناس محسوبون على النظام، وبعض الضباط استلموا مناصب رفيعةً داخل الدولة؛ من مؤسسات حكومية ومديريات عامة وغيرها.

من أمثلة الأشخاص الذين كانوا فاعلين قبل الثورة على المستوى السياسي أو القيادات العليا: الشيخ فيصل النجرس كان عضو مجلس الشعب من السبعينيات، وله كرسي دائم في مجلس الشعب، لكونه يمثل عشيرةً لها وزن كبير في المنطقة الشرقية، وهي قبيلة العكيدات -أو عشيرة العكيدات-، واللواء عبد المعطي الويس كان معاون وزير الداخلية، والعميد محمد مرعي كان قائد شرطة حماة، والعميد أمين مرعي كان معاون قائد شرطة دمشق، وهناك أسماء كثيرة من الضباط، ولكن هؤلاء أبرزهم -الذين ذكرتهم قبل قليل-، طبعًا هناك أشخاص مستشارون للوزارات وغيرها، والأستاذ عبد الفتاح محسن -رحمه الله- كان معاون وزير الثقافة ومعاون وزير التربية، ومع بداية الثورة السورية أعلن انشقاقه، وترك العمل .

في أحداث الثمانينيات كان هناك نشاط في مدينة العشارة لبعض السياسيين، فقسم تم اعتقالهم في سجن تدمر، والقسم الآخر استطاعوا الهروب باتجاه الأردن أو العراق، وهناك ناس سُجنوا قرابة 12 سنةً، وناس راحوا (غُيبوا) في السجون، ومنهم ناصر المهدي، وشقيقه الدكتور حسن المهدي، ودياب الخلف، هذه أبرز الأسماء التي لها نشاط قوي في جماعة الإخوان المسلمين، ويوجد شخص كان جامعيًّا اسمه -الله أعلم- أحمد القنيص، والرجل تم نفيه إلى الأردن، بعد سجن قرابة سنتين، ولكن بعد خروجه من السجن فقد عقله، وفي أيام الثورة بعد مرور سنتين ونصف من الثورة، الرجل تُوفي -رحمه الله-، وهذا كان أبرز ناشطي جماعة الإخوان المسلمين. 

يوجد قسم آخر من السياسيين في مدينة العشارة، كان يُطلق عليهم اسم الصداميين، وهم ينتمون لحزب البعث العربي الاشتراكي، ولكن كانوا محسوبين على صدام حسين، وهم معارضون لحافظ الأسد، أذكر من الأسماء الدكتور: عبد المجيد الويس -وهو أحد وجوه المعارضة حاليًّا، وتم ترشيحه في دورة من الدورات لرئاسة الحكومة المؤقتة-، وكان هناك أسماء عدة، ولكن أبرزهم عبد المجيد الويس، ويوجد ناس جاءت بعد العفو عام 2000، بعد العفو من بشار الأسد عن الصداميين، أتوا من العراق، وكان لدينا جماعتان داخلتان السياسة في العشارة: هم الإخوان المسلمون والصداميون، والصداميون يوجد ناس منهم لم يرجعوا، وبقوا في العراق حتى بعد سقوط بغداد، ورفضوا العفو، ولم يكن لهم أمان في نظام بشار الأسد، وشاهدنا هذا الكلام على الواقع، بعد العفو تم اعتقالهم ما يُقارب السنة ونصف، وحاليًّا أغلبهم له نشاط في الثورة السورية. 

أُطلق الاسم -صداميون-؛ لأنَّهم كانوا مؤيدين لسياسة صدام حسين، كونه العدو اللدود لحافظ الأسد، وأُطلق الاسم هذا من قبل النظام بالصداميين، كونهم يتبعون لصدام حسين، أو حزب البعث الذي يقوده صدام حسين في العراق، وتم لجوؤهم إلى العراق، واستقبالهم من قبل حزب البعث في العراق.

بالنسبة لمدينة العشارة سياسيًّا: كان حزب البعث مسيطرًا ، وكان يوجد فرقة حزبية، وكان يوجد أشخاص في فرع الحزب (ولهم) مناصب قيادية، ومنهم ما يُسمى بالمؤتمر القطري، وكانوا يأخذون عددًا محدودًا من المحافظة، وأحد الكراسي كانت لأستاذ مدرسة اسمه لورانس النجرس، وكان في المكتب القطري لحزب البعث، فلم يكن هناك أحزاب معارضة بارزة، ونعرف كلنا القبضة الحديدية التي كانت لدى النظام فيما يخص الأحزاب، حتى إذا كان هناك أحد له من الأقارب (من هو) معارض للنظام، (سواءً) كان في الخارج أو في الداخل، -لم تكن هناك معارضة، والكل يعرفون-، ولكن جميع أقاربه يتعرضون للسؤال والمراجعة الأمنية وعدم التوظيف، فكان هناك خوف شديد. 

مدينة العشارة هناك عشيرتان كبيرتان داخل العشارة، وهي عشيرة العكيدات وعشيرت الويسات -أو ما يعرف بعشيرة القلاعيين-، وهناك باقي العشائر موجودة، مثل العانية والرواية التي يعود أصولها للعراق، وكانت تلك العشيرتان مسيطرتَين، فعشيرة كانت أغلبها تميل إلى النظام، وعشيرة الوضع فيها طبيعي، لم تكن محسوبةً على أحد. 

كان الدور الكبير عندما تحدث مشكلة في المدينة، كان يتم حلها عن طريق (بوساطة) وجهاء العشائر، وكان فيصل النجرس والذي هو نفسه عضو مجلس الشعب، وهو كان له الدور الأكبر في حل المشاكل، وهناك حسن الكسار من قبل عشيرة الويسات، وعبد المجيد المحسن -أبو سامر-، وهؤلاء دائمًا يتصدرون في البلد لحل المشاكل الداخلية، وحتى إذا كانت هناك مشكلة مع منطقة أخرى، فكان الدور البارز للعشائر في حل هذه المشاكل. 

الوضع الديني في مدينة العشارة: كان يغلب الطابع الصوفي لكون الطريقة الصوفية محسوبة على النظام، ولا يوجد شيء -مثلما تقول- مخفي، ولكننا نعرف أنَّه إذا اجتمع 5 أو 6 شباب محسوبين على التيار السلفي، يتم اعتقالهم مباشرةً، ومن الناحية الثانية: الطرائق الصوفية في كل يوم اثنين وخميس لهم اجتماع 30 و40 شخصًا، فكان الأبرز على الساحة هم جماعة الطريقة الصوفية، وكان هناك ناس لهم آراء لا يؤيدون الطريقة الصوفية، -لا يكون بشكل علني، بل بشكل سري-، أنَّني أنا مثلًا أميل إلى التيار السلفي، فانتقاده للطريقة الصوفية من اجتماعاتهم، وطريقة كلامهم، وإقناعهم للناس في خطب الجمعة، وأغلب الشباب المثقفين كانوا يميلون إلى الإسلام المعتدل، فلا يكون متشددًا ولا من أتباع الطريقة الصوفية. 

من الناحية الاجتماعية: كمدينة لم يكن هناك هذه المشاكل العشائرية الكبيرة، ولكن حين يكون هناك أمر يخص المدينة، نلاحظ أنَّ هناك فزعةً (مؤازرةً) من الكل، أتذكر أنَّ هناك مشكلة بين مدينتنا ومدينة القورية المجاورة خلال الثورة، وتدخل لواء القعقاع الذي كان له سطوة كبيرة في المحافظة على مستوى المنطقة الشرقية مع أبناء مدينته -مدينة القورية-، وكان يوجد تكاتف لمدينة العشارة، حتى إن عناصر الجيش الحر تدخلوا بها، وأصبح هناك قتلى، واستخدام سلاح ثقيل، وهذه أبرز مشكلة حصلت، أما كمدينة فوضعها الاجتماعي ممتاز جدًا. 

أما بالنسبة للطابع الديني: لم تكن هذه المدينة متدينةً جدًّا، ولكن يوجد شباب ملتزمون، وشباب لم يكن عندهم هذا الالتزام الواضح، ويوجد فئة ضلوا الطريق من الناحية الدينية، وكانوا يلاحقون المشاكل، ونستطيع أن نقول: المدينة موجود فيها من كل الفئات. 

من الناحية الخدمية: كانت المدينة مظلومة جدًا من قبل نظام الأسد، فلم تكن هناك الخدمات التي يطلبها الشعب، ويمكن أن تكون من الناحية التعليمية جيدةً، فالمدارس سواءً الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية كانت متوفرةً، ومن الناحية الصحية لم يكن هناك مستشفًى، وطالبت المدينة عدة مرات، -وحتى في مجلس الشعب-، ولم تكن هناك تلبية، وجسر العشارة -معروف- كان جسرًا حربيًّا، وهو جسر خشبي وحتى عام 2008 أو 2009، تم إنشاء جسر نظامي، وكان يربط بين ضفتي النهر ما يسمى الشامية والجزيرة، فكان يوجد صعوبة كبيرة في التنقل، وحتى من الناحية الاقتصادية كان مؤثرًا جدًّا وبعد أن تم إنشاء جسر نظامي، وفُتحت المنطقة على مصراعيها من الناحية الاقتصادية، وخاصة أيام الثورة كانت الجهة الثانية المقابلة لمدينة العشارة هي منطقة الجزيرة، كانت جميع آبار النفط فيها، فكانت الصهاريج (سيارة شاحنة لنقل السوائل كالماء وغيره) دائمًا تعمل. كانت مظلومة جدًا من ناحية الخدمات، وحتى على مستوى المحافظة كانت المدينة مظلومة!

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/27

الموضوع الرئیس

التركيبة الاجتماعية

كود الشهادة

SMI/OH/135-02/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2005-2009

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-العشارةمحافظة دير الزور-القورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لواء القعقاع - القورية

لواء القعقاع - القورية

قبيلة العكيدات

قبيلة العكيدات

قبيلة الويسات

قبيلة الويسات

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة