التكوين الاجتماعي في طيبة الإمام والطائفي في ريف حماة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:45:07
بسم الله، أنا عبد الله الموسى تولد 1991 من مدينة طيبة الإمام في ريف حماة الشمالي.
نشأت في مدينة طيبة الإمام، مدينة تبعد 20 كم شمالي مدينة حماة في سهل ريفي منبسط فيه 4 أو 5 مدن كبيرة، مدينتي طيبة الإمام يبلغ عدد سكانها في فترة ما قبل الثورة مباشرة حوالي 45 إلى 50 ألف نسمة، والمدينة تعتمد على الزراعة والتجارة، لا توجد فيها صناعة مثلاً على عكس مدينة حلفايا المجاورة التي تعتمد على الصناعة بشكل كبير. نشأت في عائلة كبيرة نسبياً [مؤلفة] من 11 شخصاً ما عدا أبي وأمي، وتلقيت تعليماً جيداً، وكان هناك اهتمام كبير من قبل والدي تحديداً حتى وصلت إلى سن 18 في فترة الشهادة الثانوية (البكلوريا)، وفي السنة الأولى لم أقدم بكالوريا (الثالث الثانوي) في دورة عام 2009 و2010 لأسباب تتعلق بعدم اهتمامي بالدراسة في السنة الأولى، والسنة الثانية كانت هناك بعض المشاكل التي واجهتني، فكان تقديمي للشهادة الثانوية في 2011 هي فترة الثورة (السنة الأولى من الثورة السورية).
بالعودة إلى مدينة طيبة الإمام لإعطاء فكرة عن البيئة التي نشأت فيها والتي كوّنت قسماً كبيراً من شخصيتي مازال حتى الآن موجوداً رغم تغيرات المناطق الجغرافية التي تنقلت بها في الثورة السورية خلال 9 سنوات، منطقة مدينة طيبة الإمام معروفة في وسطها الحموي بأمرين تحديداً: اهتمامها بالعلم، والالتزام الديني البعيد عن التطرف وفق سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وتعاليم الإسلام الحنيف والمعتدل، كما يستخدم الآن هذا المصطلح بغض النظر إن كان دقيقاً أم لا. فعلياً، كانت المدينة فيها نفس معارض واضح، ربما الكثير يجد أن هذا الشيء موجود في مدينته، ولكن أنا كنت أراه متبايناً بشكل كبير عن باقي المدن القريبة منا، على سبيل المثال: في مدينتي، لا يوجد مخفر، ولا يوجد أي فرع أمن من كل أفرع المخابرات، وصدر ذلك بتقرير لقناة العربية حسب ما أذكر في عام 2009 أو2008 أن مدينة يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة بدون أي مخفر، يعني كان هناك حكم اجتماعي يساعد المنطقة والأهالي بشكل كبير على إدارة المنطقة أو على الأقل التخفيف من كل المشاكل التي قد تظهر في مناطق الريف وهي مختلفة عن المشاكل الاجتماعية التي تظهر في المدينة، وكان أكبر موضوع يمكن أن يُحلّ فعلاً في جلسة تجمع الشخصيات الكبيرة من العائلات أو الشخصيات الرئيسة من العائلات الكبيرة، وكان هناك حضور جيد لحزب البعث حتى عام 1990 حسب ما حدثني والدي، على اعتبار أن المنطقة كانت تعيش ثورة كبيرة باتجاه القومية العربية، وكان هناك نوع من الجهل أكبر من المدن نسبياً، يعني أكبر من دمشق، مثلاً: في منطقة أرياف سورية بشكل عام كلها، وكانوا مغيبين عن الحراك السياسي الحاصل، وكل التغيرات التي طرأت على سورية في فترة ما بعد 1960 تقريباً، وحتى استلام حزب البعث تحديداً واستتباب السيطرة لحافظ الأسد، فكان هناك نوع من الانخداع بنسبة كبيرة، ولكن حسب ما لفتني بعد فترة عام 2000 ، في هذه الفترة كان عمري 10 سنوات، وبدأت نوعاً ما أستوعب الأحاديث التي تدور، وأنا أصغر شخص في عائلتي، فكان هناك 4 أخوة شباب أكبر مني، و أخي الأكبر مني مباشرة يكبرني بعشر سنوات، والأكبر منه بسنتين ثم 5 ثم سنتين، فيعني أخي الكبير يوجد بيني وبينه تقريباً 20 سنة، فكنت في هذه الجلسات، بدأت في فترة أراها، كنت صغيراً في السن نسبياً، ولكنني بدأت أستوعب الجلسات التي تدور، وكانت مجموعة الأصدقاء المقربين لكل أخ من أخوتي نوعاً ما كان الظاهر أن هناك توافقاً بنسبة كبيرة في الآراء، والسياسة تلقى اهتماماً كبيراً جداً، فكما ذكرت بعد فترة عام 2000 ، هذه الفترة التي تزامنت مع وفاة حافظ الأسد واستلام ابنه بشار الأسد، فكانت نقطة تحوّل في المجتمع السوري لإعادة مناقشة أي آمال قد تظهر لإحداث نوع من التغيير، إما تغيير بدفع مجتمعي يعني سبق ذلك بفترات، مثلاً: "إعلان دمشق" كشيء غير متوقع بالنسبة للناس التي آمنت أن الحكم مطلق لآل الأسد بدون أي منازع، ولن يكون هناك أي تحركات ولو بسيطة جداً على مستوى إظهار المعارضة له، في هذه الفترة، الناس أعادوا بذرة الأمل وأحيوها في نفوسهم، فربما بدفع مجتمعي يحصل شيء بسيط طبعاً، أو ربما قد يفي بشار الأسد بوعوده بنسبة ولو ضئيلة من الوعود الكبيرة التي قطعها للشعب السوري بعد استلامه.
بدأت تتكون لدي انطباعات عن طبيعة المجتمع السوري، وبدأت أفهم أن الموضوع الحساس جداً في سورية هو موضوع تسلّط العلويين في سورية.
مدينتي تحديداً محيطها سني بشكل كامل، يعني صوران ومعردس وقمحانة وكفرزيتا ومورك وحلفاية هذه الدائرة كاملة سنية بمزارعها الصغيرة والقرى الصغيرة، تتبع لكل هذه المدن، ولكن مثلاً: سهل الغاب شمال غربي مدينتي هنا يحصل تلامس جغرافي ما بين قرى سنية وقرى علوية، وأيضاً في ريف حماة الجنوبي في عقرب وامتدادها إلى الحولة في ريف حمص، أيضاً هناك تداخل سني علوي. وفي حلفايا يوجد بعد محردة تحديداً أيضاً قرى علوية.
أنا لم أختلط بحكم أنه لا يوجد شخص علوي جاء، ودرس مثلاً في مدينتي، فلم يحدث أي اختلاط مع أي شخصية علوية، فكان الاختلاط يظهر في فترات كبيرة وإخوتي فهموا الموضوع أكثر في الجامعة، في أول فترة يخرج فيها ابن الريف إلى المدينة لتلقي التعليم الجامعي، وهنا يبدأ الاختلاط، أما في المدينة الجامعية، وهو بنسبة كبيرة جداً، يعني الاختلاط يكون على مستوى جارك في السكن الجامعي، ولا يوجد بينكم سوى حائط واحد، وقد تعيشون لمدة 4 أو 5 سنوات حتى يتخرج أحد الشخصين، فتكون نسبة اختلاطهم أكبر، ثم تكون الخدمة العسكرية، وهي أيضاً فترة يحصل عند الكل فيها شحن طائفي كبير جداً، وفي النهاية، كما تبين وخاصة في الثورة السورية، وتعرّى هذا الموضوع بالكامل؛ أنه كان مدفوعاً بشكل كبير من النظام؛ لتكوين هذا الانطباع بتسيّد العلويين، وأن يكون لديهم الكلمة العليا بغض النظر عن التراتبية العسكرية. وفي الجامعة، أخذ إخوتي الانطباع الأول، والذي خدم في الجيش أخذ الانطباع الأكبر، وأنا وصلني عن طريق هذه الجلسات والسهرات التي كنت أحضرها معهم في فترة كان عمري فيها حوالي 16 سنة.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
التركيبة الطائفيةالتركيبة الاجتماعيةكود الشهادة
SMI/OH/14-01/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل 2011
updatedAt
2023/11/03
المنطقة الجغرافية
محافظة حماة-محافظة حماةمحافظة حماة-طيبة الإمامشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية