الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

قطنا والحراك الثوري ومحاولات النظام للتخريب

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;10;11;14

كان خروجي من سجن عدرا في منتصف الليل ووصلت إلى منزلي، ووجدت حالة من الوجوم والحزن غير مألوفة في استقبال سجين خارج من السجن، واكتشفت بسرعة أنَّ ابني [أيهم] تمّ اعتقاله في هذا اليوم من ضمن حملة اعتقالات طالت شباب قطنا. وكان الوضع صعبًا على الأسرة فقبل أن يخرج الأب يذهب الابن، وحين تنظر في وجه أمَّه التي تقول: أيهم في السجن، [وكأنها تقول:] أنت لم تخرج بعد. وبالفعل حين يكون الابن في السجن لا يكون الأب قد تحرر وخرج من السجن، وكان ذلك يشكّل همًا بالنسبة لنا، لكنه في إطار المجموع، وكانت هناك مجموعة من الشباب قد تمّ اعتقالهم على أثر المظاهرات في المدينة (مدينة قطنا) والتي بدأت في 22 (نيسان/ أبريل) [2011]، وعلى ما يبدو النشاطات بدأت تتكثف، وكان هناك سعي سريع من قبل النظام لوضع حدّ لهذا المسار، وخاصةً في مدينة مثل قطنا التي فيها تركيب سكاني معقّد، وفيها حجم من الوجود العسكري والأمني كبير جدًا ويعرفه كل السوريين، ولكن المفاجآت التي واجهتني هي حجم التخريب الذي يقوم به النظام في أوساط المجتمع في مدينة قطنا. 

المفاجأة الصاعقة والمؤلمة بالنسبة لي هي أنَّ النظام ماضٍ خطوات في تفتيت المجتمع في قطنا وزرع بذور فتنة وعدم ثقة بين المكونات والمجموعات البشرية. ومدينة قطنا هي قضاء من أقدم الأقضية في الدولة السورية منذ عام 1920، وكان اسمه قضاء وادي العجم، وبعد ذلك أصبح اسمه قضاء قطنا، وهي مدينة عدد سكانها 100 ألف، وكانت هي المكان الذي تعلّم فيه كل المتعلمين في قرى وبقاع المنطقة، وحدودها تنتهي عند محافظة القنيطرة، وبعض المناطق كانت تابعة لها مثل: منطقة الزبداني ومنطقة الكسوة. وهي منطقة كبيرة ومعروفة، ومنطقة فيها علم لأن فيها مدارس قديمة؛ مدارس حكومية وخاصة قديمة جدًا من الأربعينيات، وحجم التعليم فيها كبير جدًا وفيها خريجون من السوربون منذ الثلاثينيات والأربعينيات، وفيها سياسة. [وبالنسبة] للأحزاب السياسية في فترة النهوض السياسي في سورية خلال الأربعينيات والخمسينيات، والوجود السياسي العلني المتعدد، كان في قطنا مراكز لهذه الأحزاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ففيها: الإخوان المسلمين، وحزب التحرير الإسلامي، والحزب الشيوعي، والحزب القومي السوري، وحزب البعث، وكل الأحزاب الأخرى التي جرى اشتقاقها من تلك التيارات الكبرى، وكان من قيادات هذه الأحزاب أعضاء من أبناء قطنا، ففيها حياة سياسية مما جعل الحسّ الوطني نامٍ فيها، والوعي السياسي سوّيته عالية، ولذلك حين نقول: إنَّ المظاهرة خرجت من المسجد، وتطالب بإطلاق سراحي في إطار مدينة قطنا يصبح الأمر مفهومًا وليس فيه أي غرابة.

 وبالنسبة للتركيبة السكانية، هناك 90 بالمائة من المسلمين السنّة و10 بالمائة من المسيحيين، والمسيحيون فيهم طائفتان، وتوجد فيها كنيستان: طائفة للروم الأرثوذوكس، وطائفة للسريان الكاثوليك، ولكل طائفة كنيستها القديمة. والعلاقات الاجتماعية مفتوحة بين الناس بشكل كبير، وريف منطقة قطنا (ريفها الغربي) الموجود على حدود الجبل، قطنا على ارتفاع 750 مترًا فوق سطح البحر، والقرى المرتفعة من 1000 عن سطح البحر فما فوق إلى الـ 1800 هي قرى درزية تبدأ من رخلة، نبية، قلعة جندل، بقعسم، ريمة، وتنتهي بعرنة على ارتفاع 1800 فوق سطح البحر والمتصلة مع الجولان؛ لأنَّه عند عرنة نقطة الفصل. فهذه القرى هي قرى جبل الشيخ وسلسلة جبال لبنان الشرقية، وهي قرى درزية، ومحيط قطنا الجنوبي والشرقي يصبح محيطًا للقرى والتجمعات الإسلامية والإسلامية المسيحية أيضًا، فموضوع التنوع والتعدد في البلدة أصيل وأساسي، وزاد هذا الموضوع الوجود العسكري، وتوجد في قطنا معسكرات معروفة من أيام الاحتلال الفرنسي، وأنشئت في العشرينات، وكانت أكبر معسكر للجيش السوري بكل تاريخه، كان فيها في تلك الفترة فرقتان عسكريتان هما: الفرقة السابعة والعاشرة، وهذا الوجود العسكري محتَّم أن يكون في قطنا؛ لأنَّها أول تجمع سكاني مهم بعد الجولان، وزادت أهميتها بعد العام 1967 والعام 1973، حيث وقف إطلاق النار الموجود على بعد كيلو مترات قليلة، وهو الذي كان في مدينة سعسع. وهذا الوجود العسكري أدى لوجود تجمعات لمساكن الضباط وصف الضباط والأفراد المحيطة في قطنا من جهاتها الأربع، وجهاتها الأربع فيها مساكن للعسكر، وهذا يعني وجود سكان وأشخاص من مختلف أنحاء سورية، وخاصة من أبناء الطائفة العلوية من اللاذقية وطرطوس وحمص، وكان الوجود كبيرًا في الفضاء العسكري؛ لأنَّه في ظل النظام خلال السنوات الخمسين الماضية كان أبناء الطائفة العلوية موجودين في إطار الضباط والقبول في الكلية العسكرية والوجود الأمني في المؤسسات الأمنية ملحوظًا. وقسم منه بعد انتهائه من خدمته، ولأنَّ قطنا قريبة من دمشق 25 كم فقط، يشتري أو يستأجر ويستملك في قطنا، ولذلك كانت قطنا مفتوحة على وجود الآخرين فيها؛ لذلك عندما كنا في المدرسة كان الموجودون من كل أنحاء سورية: من حوران، ومن جبل العرب، ومن الساحل، ومن حلب، ومن أبناء المدينة، ومن كافة المكونات الكردي والعربي والأرمني والآشوري؛ وبالتالي قطنا تألف التنوّع، وتعرفه، وينمو عندها بقوة. 

الوجود الأمني في قطنا إلى جانب العسكر فيها قسم للأمن السياسي، وفيها شعبة للأمن العسكري، وهما موجودان داخل المدينة بين البيوت، وكلا المكانين لا يبعدان عن بيتي أكثر من مائة متر (مقر الأمن العسكري ومقر الأمن السياسي)، ولأنَّ الوجود العسكري فيها ووجودها قرب الجولان يستوجب هذا الوجود الأمني، بالإضافة إلى الحراك السياسي الذي فيها، فهي بلد فيها من كل الاتجاهات السياسية وُجد هذا الوجود الأمني الكثيف.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/07/22

الموضوع الرئیس

التركيبة الطائفيةالتركيبة الاجتماعيةالحراك السلمي في قطنا

كود الشهادة

SMI/OH/56-23/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

5/2011

updatedAt

2024/11/15

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-منطقة قطنامحافظة ريف دمشق-مدينة قطنامحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حزب التحرير الإسلامي

حزب التحرير الإسلامي

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

الفرقة السابعة ميكا - نظام

الفرقة السابعة ميكا - نظام

الحزب الشيوعي السوري

الحزب الشيوعي السوري

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

الحزب السوري القومي الاجتماعي

الحزب السوري القومي الاجتماعي

الفرقة العاشرة ميكا - نظام

الفرقة العاشرة ميكا - نظام

الأمن العسكري في قطنا

الأمن العسكري في قطنا

الأمن السياسي في قطنا

الأمن السياسي في قطنا

الشهادات المرتبطة