التكوين الطائفي في مدينة القريتين
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:31:22
[مدينة] القريتين هي منطقة وسطى تتبع لمدينة حمص، [وتقع] في المنطقة الشرقية، وتبعد عن حمص حوالي 118 كيلو مترًا، وهي مدينة تتبع لها العديد من القرى بجوارها، وهي مزيج -ونستحي أن نتكلم بالطائفية، ولكن هذا هو الواقع- لدينا من أبناء القريتين مسيحية، و نحن إسلام سنة، ونحن متعايشون ومتجانسون، والبيئة على الفطرة، والرجال محبون لبلدهم ومحبون لأهلهم، ومحبون حتى لكل من هو شريك ومعنا في الوطن، ولا يوجد عندنا طائفية، ولم أكن أعرف أصلًا حتى في عمر معين ما معنى مسيحي أو مسلم حتى في القريتين، أو سني وشيعي، وهذه لم تكن واردةً عندنا، وكلنا أهل، وكلنا أولاد بلد، يعني نحن نشارك في أفراح المسيحيين وعزائهم، وهم يشاركون في أفراحنا وعزائنا، يعني نحن خليط ومزيج سوري، وليس طائفيًّا أو عنصريًّا، والقريتين يوجد فيها شيء وهو نعمة من الله وهو: محبة الناس الموجودة في القريتين ليس لأنها بلدي، ولكن محبة الناس لبعضهم، والخوف على بعضهم، والألفة فيما بينهم، ونحن نتعايش مع كل الناس، ونتأقلم مع كل الناس، والحمد لله أهل القريتين معروفون بشهامتهم وكرمهم، و أخرجت من رجالها -والحمد لله- المثقفين من الصف الأول كمًّا كبيرًا، ووصلنا إلى مرحلة في القريتين أنه لا يوجد نحن وأنت، وإنما كلنا واحد، والعزاء يشمل الكل، والفرح يشمل الكل، مع أنها مدينة وعددها كبير، وهذا ما تربينا عليه في القريتين، حب الآخر وتمني الخير للآخر ومساعدة الآخر هذه هي بيئة القريتين، والفطرة والبساطة هي التي كانت تهيمن وتسيطر على الجو [الاجتماعي] في القريتين وما زال الحمد لله.
طبعًا في القريتين يوجد عوائل تتبع لعشائر، ولكن بفضل الله نحن لم نتكلم بالعشائرية في القريتين، وفي أي مشكلة بيننا -يقولون عنا أن شيطاننا صغير- وأي مشكلة تُحل بفنجان قهوة، يعني 4 أو 5 رجال وفنجان قهوة مرة تنتهي المشكلة مهما كانت، وحتى المشاكل في المنطقة لا يتم اختيار من القريتين كعشائر أو فلان ابن العشيرة، لا بل يختار من وجهاء القريتين بشكل عام، ولا يوجد عشائرية، ولا يوجد عنصرية، وإنما وجهاء القريتين يمثلون القريتين بما فيها باختلاف عشائرهم واختلاف نسبهم، ونحن كان عندنا -رحمه الله- الشيخ: أسعد أبو محمود إمام القريتين، وأكبر مشكلة الشيخ أسعد يذهب إليها، أو الشيخ أبو عاصي -رحمه الله- أيضًا من خيرة رجالنا وقدوتنا، وأكبر مشكلة يذهب إليها الشيخ أبو عاصي أو الشيخ أسعد فإنه بفنجان قهوة وعدة رجال يتم حل المشكلة، ولم نصل في القريتين أبدًا ولله الحمد إلى دم أو قتل أو اقتتال العوائل أو اقتتال عشائري أبدًا أبدًا بفضل الله.
القريتين يوجد فيها نسبة كبيرة من المسيحيين، يعني ربع القريتين تقريبًا وكنا نتعايش معًا، وهم كان منهم أساتذة درسونا ودرسوا كمًّا كبيرًا من أبناء القريتين من معلمات وأساتذة، وفي الدوائر الحكومية كلهم موجودون أيضًا يعني: مثلهم مثل أي شخص من أبناء القريتين، وهم أصلًا من أبناء القريتين، ونحن التعايش كان بيننا فلا يوجد مسيحي ومسلم، وهذا قرواني -وبالعامية عندنا نقول قرواني إن كان مسيحيًّا أو مسلمًا- يعني الممرضات والقابلات والدكتورات (الطبيبات) ونساؤنا يتعالجن عندهن، ولا يوجد شيء اسمه مسيحي ومسلم، وإنما يوجد ابن القريتين، وهكذا كان النموذج الذي كنا نعيشه وما يزال، ولكن عندما دخلت داعش إلى القريتين وقتلت من أبناء القريتين يعني: قتلت من أبناء القريتين السنة، ولم تقتل من المسيحيين، ونحن قلنا: الحمد لله؛ أنها لم تقتل من المسيحيين حتى لا تحسب علينا في يوم من الأيام أننا نحن دمويون أو طائفيون، وطلبوا منهم الجزية، واعتقلوهم، فخرج قسم كبير منهم من القريتين باتجاه حمص إلى منطقة فيروزة وزيدل وهذه المناطق، وحتى أنني أريد أن أذكر مثلًا عندما كان يذهب المسيحي من القريتين إلى زيدل أو فيروزة إلى أقاربهم فيقولون: أهلًا بإسلام القريتين يعني في زيدل وفيروزة يقولون لمسيحيي القريتين: أهلًا بإسلام القريتين، يعني نحن متجانسون ومتأقلمون، يعني الفرق بين المسيحية أو المسلمة كنساء كانت فقط بالرأس، وكان اللباس والحشمة موجودَين، وحتى في رمضان لا يظهرون أي مظاهر تزعجنا أو تضايقنا، ونحن في أعيادهم لا يمكن أن نقوم بمضايقات، بالعكس كنا نذهب ونعايدهم، فكانت الحياة بسيطةً جدًّا، ومليئةً بالحب والمحبة، يعني عندما يوجد عزاء عند المسيحيين كان يذهب المسلمون لتعزيتهم، وأيضًا المسيحيون يأتون إلينا حتى يقوموا بتعزيتنا، وحتى الأساتذة الذين يعلموننا في المدرسة يوجد قسم منهم أساتذة مسيحيون، وفي الصف كان يوجد درس الديانة في النموذج التربوي، ونحن -الإسلام- في درس المسيحية يخرجوننا، وفي درس الديانة الإسلامية يتم إخراج المسيحية، ويوجد الكثير من الأحيان يبقى المسيحيون معنا أثناء درس الديانة، يعني كان التعامل بأننا نحن أبناء بلد، وليس التقييم كطائفة، وليس بحسب الدين، بالعكس ديننا نحن يأمرنا بهذا الشيء، الدين الإسلامي يأمر بالتعايش، ويأمر بالسلم، ويأمر أن نكون مسلمين حقيقيين، وبساطة أهل القريتين وطيبة أهل القريتين والله ليس لأنني ابن القريتين، ولكن ما عشته وتربيت عليه هذا هو، وهذا هو الواقع الذي نحن عشناه في القريتين، وما زال وبإذن الله سوف يستمر، ولا يوجد شيء اسمه حي المسيحيين، وإنما يوجد الحارة الشمالية: التي فيها النسبة الأكبر من المسيحيين، ويوجد الوسط يعني: من منتصف القريتين إلى الشمال هنا يسكن المسيحيون، ولا يوجد حارة للمسيحيين؛ لأنه لا يمكن أن يوجد شارع في القريتين فيه مسيحيون ولا يكون فيه مسلمون، والجار بجانب الجار، ولا يوجد أي حارة، وبإمكانكم التأكد من هذا الشيء، لا يوجد أي حارة اسمها حارة المسيحيين، وإنما كانت الحارة الشمالية، وأحيانًا نسأل بعضنا: إلى أين أنت ذاهب؟ فيقول: إلى بناية أبي دريد الأخرس، وهو مسيحي، وهي نقطة علام؛ لأنها بناية، أو نسأل: إلى أين أنت ذاهب؟ فيقول: إلى الكهرباء أو إلى البلدية، يعني يوجد نقاط علام في القريتين، ولا يوجد أي شيء اسمه مسيحي وسني كان في القريتين، وإنما هم أبناء القريتين، والتعايش كان بكل ما تعنيه الكلمة أهل ومعاملة أهل، وسوف تبقى بإذن الله بعد نصر من الله لثورتنا، وخلاصنا من الطاغية بشار وأعوانه، ونحن لا يوجد عندنا مشكلة مع فلان علوي، لا يوجد عندنا هذه المشكلة، ولم تكن موجودةً أبدًا، ونحن حتى في حمص أو في الشام نتعامل مع الجميع كسوريين وكأولاد بلد وكأهل، وهذه هي طبيعة أهل القريتين، فيتعايشون ويتجانسون مع كل الطوائف؛ لأننا لا ننظر لأحد بأي عنصرية وأي طائفية أو أقلية -لاسمح الله- بأي مفهوم، على عكس بعض الطوائف التي كانت تنظر لنا هذه النظرة، ولكنها كانت خفيةً، واكتشفناها بعد أن بدأت الثورة، وهذا عند قسم، ولا يمكننا أن نجزم أنه لدى الطائفة كاملةً، ولكن لدى قسم كبير منهم.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/04/04
الموضوع الرئیس
التركيبة الطائفيةكود الشهادة
SMI/OH/157-02/
أجرى المقابلة
منهل باريش
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/06/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-فيروزةمحافظة حمص-القريتينشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية