بالنسبة لسورية نحن في البداية، لم يكن عندنا نشاط كبير، ولكنني دُعيت لمؤتمر الإنقاذ، وحضرته، وأعتقد أنه حصل هذا في عام 2011 في فصل الصيف بشهر تموز/ يوليو، وأنا حضرته، ووجدت أن فكرة المؤتمرات هذه فكرة فاشلة، والمؤتمر هو دعوة لكل السوريين، والناس يحضرون، ولكن الحاضرين ليسوا بالضرورة من أصحاب النشاط السياسي والخبرة السياسية أو حتى النشاط الثوري، يعني هم لا يمثلون أي مجموعات، ولا يوجد عندهم خبرة سياسية، والجميع يريد...، حصلت انتخابات، وعندما نجحت القائمة حصلت بلبلة كبيرة وأنا بصراحة أقنعتني بأن المؤتمرات ليست هي الحل، ورتبنا لقاء حضره عماد الدين رشيد، وحضره بعض الذين نظموا المؤتمر، واتفقنا أن ندعو إلى لقاء لاحق، ونبدأ بتشكيل عمل منظم ليس مؤتمرًا مفتوحًا ولكن ندعو ونفكر بتشكيل مجلس، ونرتب لدعوة القوى الفاعلة سواء الفاعلة على الساحة السورية من طرف الثوار أو حتى من أطراف ضمن المعارضة .

أنا لا أعتقد أن كلمة مجلس بالتحديد كانت مطروحة، ولكنها عبارة عن لقاء لناشطين سوريين يمثلون قوى فاعلة على الأرض، وليسوا فقط أشخاصًا موجودين في المغتربات أو خرجوا حديثًا، ونحن لا نعرف ما هي خلفيتهم ومن يمثلون، يعني هل يمكن لهؤلاء أن يكونوا فاعلين في تحريك الشارع السوري وتشكيل ضغط ما؟ لأن الفكرة في تلك المرحلة كانت ممارسة الضغط على النظام من أجل الدخول في مفاوضات أو أن يبدأ حوارًا على الأقل مع المعارضة، وكانت الفكرة هي تشكيل هيئة سياسية تتحدث باسم المعارضة، يعني لابد أن تكون هناك جهة، وأعتقد أن فكرة المجلس كانت موجودة، وكانت فكرة المجلس وأنا لست متأكدًا 100%، وطبعًا لم يكن الاسم كاملًا: المجلس الوطني السوري. وربما تم طرحه لاحقًا، ولكن كانت هناك فكرة مجلس، وهي عبارة عن مجموعات لأشخاص مدعوين يمثلون قوى ثورية فاعلة على الأرض أو أحزابًا فاعلة وهم يأتون من أجل المشاركة.

في مرحلة الحديث حول ما يمكن أن نفعله كمجلس سوري أمريكي، وأنا عندما عدت إلى أمريكا دعوت إلى اجتماع، و كنت رئيس مجلس الأمناء، ودعوت إلى اجتماع مجلس الأمناء وأيضا للجنة التنفيذية التي كان يرأسها طلال السنبلي، واجتمعنا في شيكاغو، وتناولنا ما يمكن أن نفعله، وأنا اقترحت و نقلت الحديث الذي جرى، وكان القرار أن المجلس يدعم قيام مثل هذا اللقاء، يعني يدعو إلى لقاء تمهيدي من أجل تشكيل فريق إعداد لاجتماع القوى الثورية وقوى المعارضة، ووجدنا أن المكان الأنسب ربما هو إسطنبول بسبب قربها وبسبب وجود حرية كافية لتنظيم العمل السياسي. وطبعًا كان أعضاء المجلس -بعد حوار- داعمين جدًا للفكرة، وتم اتخاذ قرار بدعم هذا اللقاء التمهيدي ماليًا أيضًا بدعوة مجموعة من الأشخاص الذين كانوا موجودين في مؤتمر الإنقاذ، وهم شخصيات فاعلة في الملف السوري ودعوتهم من أجل التفكير في بنية المجلس وطريقة إعداده، يعني من هي القوى التي يجب أن تدعى؟ ومن هم الفاعلون على الأرض؟ ورسم خريطة أولًا للقوى الفاعلة المؤثرة ودعوتها. ونتيجة هذا القرار أنا عدت إلى إسطنبول، و كان معي السيدة منى الجندي التي كانت هي أيضًا عضو هيئة الأمناء للمجلس السوري الأمريكي، وكان معنا أيضًا صديقنا ياسر تبارة، وطبعًا الذين حضروا الاجتماع عدد لا بأس به ربما 18 شخصًا، ودعونا بعض الأشخاص من عائلة الأتاسي، كان هناك شخصان حاضران من عائلة الأتاسي، وكانوا ناشطين في المجلس، وكان أيضًا من الحضور الذين دعوناهم وائل ميرزا ومجموعة وعبد الباسط سيدا وبسمة قضماني، و المجموعة مؤلفة من 18 شخصًا، وفي نفس الفترة، أنا دعوت عبيدة نحاس؛ لأنني اجتمعت به في لقاء على هامش المؤتمر، وهو كان ناشطًا كما تعلمون في الثورة، وعبيدة وأحمد رمضان كانا غير راغبين بوجود شخصين دعوناهما وهما: فداء المجذوب، وعماد الدين رشيد. يعني كان هناك شرخ بين مجذوب ورشيد من جهة وعبيدة النحاس وأحمد رمضان، وفي البداية، رفضوا أن يكونوا جزءًا من هذا، ولكنهم انضموا فيما بعد عندما وجدوا القضية جدية.