مقتل الناشط إدريس رشو وسيطرة مقاتلي حزب العمال الكردستاني على خيمة العزاء في الحسكة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:51:19
في هذه الأثناء، عقدنا اجتماعًا للمكتب التنفيذي في مدينة الحسكة في منزلي لاتحاد القوى [الديمقراطية الكردية] لمناقشة ما يحدث داخل اتحاد القوى وموضوع الأسلوب الذي يستخدمه المجلس الوطني الكردي في ترغيب الأحزاب والتنسيقيات وإغرائهم بالمال للانسحاب من اتحاد القوى وانضمامهم إلى المجلس، والموضوع الآخر هو: موضوع الهجوم الإرهابي على مظاهرات الاتحاد في القامشلي من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني بالتواطؤ مع النظام السوري.
أثناء اجتماع المكتب التنفيذي، كانت هناك مظاهرة في قرية المفتي في يوم الجمعة، وكان الأستاذ عبد الرحمن آلوجي في المستشفى قبل وفاته في أربيل، ولم يكن موجودًا، وذهبنا إلى المشاركة في المظاهرة وعندها أطلق الأمن السوري النار على المتظاهرين، واستُشهد الشاب إدريس رشو بشكل مباشر بنار رصاص قوى الأمن السياسي، وعندها في الحقيقة ثارت الحسكة بأجمعها عربًا وكردًا، يعني عند انتشار خبر استشهاد الشاب إدريس رشو وخلال ساعات كان في قرية المفتي وبجانب منزل والده الآلاف من أبناء الحسكة عربًا وكردًا، وتُرفع القبعات لتنسيقية شباب غويران، الكرد المتظاهرون الذين كانوا مرتبكين لمعرفة من أطلق النار وهناك نقاشات جانبية وتجتمع أحزاب المجلس الوطني الكردي، وكذلك تجتمع قيادات المجلس لإصدار بيان. وطبعًا نحن مباشرة أصدرنا بيانًا عبر تصريح صحفي لي على قناة الجزيرة بشكل مباشر بأن من أطلق النار هو المساعد فلان من الأمن السياسي؛ وبالتالي الأمن السياسي هو الذي استهدف الناشط إدريس رشو، واتهمت مباشرة النظام السوري والمخابرات السورية.
المجلس الوطني الكردي كان يتحضر لعقد اجتماع لقيادته لإصدار بيان، وتنسيقية شباب غويران وتنسيقية العزيزية حوّلوا هذه اللحظات (لحظات استشهاد إدريس رشو) إلى عرس ثوري بامتياز، وكانت الشعارات قد تجاوزت موضوع إسقاط النظام، وكما ذكرت الشعب أصبح يريد محاكمة "الرئيس" على الجرائم التي ارتكبها، وكان هناك عشرات الآلاف في هذه المنطقة في قرية المفتي وغالبيتهم كانوا من الشباب العرب.
كنا في تنقلاتنا كاتحاد القوى الديمقراطية كنا نتنقل عبر القرى والأرياف، ولم نتنقل من القامشلي إلى الحسكة عبر الطريق الدولي والطريق الرسمي الذي تمرّ فيه من الحواجز، وكان المشوار من الحسكة إلى القامشلي يستغرق على الطريق النظامي ساعة واحدة، ونحن كنا نستغرق 5 ساعات حتى نصل من القامشلي إلى الحسكة عبر التنقل في الأرياف، وكنا نضطر أحيانًا أن نتوقف في إحدى القرى عند الأصدقاء ونتناول الغداء ونشرب الشاي؛ حتى نموّه على موضوع تنقلاتنا، وهذا كان موضوعًا مهمًا جدًا؛ لأن أحد زملائنا اعتُقل على دوار زهري في القامشلي ليس لأي سبب، بل فقط لأن المساعد اشتبه به أنه شاهده في مظاهرة قاسمو، فهذه حقيقة واقعة، ولكن بقية الأحزاب يمكنك أن تسألهم: كيف كانوا يتنقلون؟ وأما نحن كانت تنقلاتنا عبر هذا الطريق، وكنا حريصين جدًا على موضوع تنقلات الأستاذ جميل عمر أبو عادل رئيس الاتحاد؛ لأنه كان مطلوبًا ليس فقط من النظام السوري باعتبار أنه معتقل سياسي سابق لدى النظام لعشرات السنين، وكان مطلوبًا أيضًا لحزب العمال الكردستاني باعتبار أنه كان منشقًا عن حزب العمال الكردستاني.
مظاهرة استشهاد الناشط إدريس رشو أثبتت بأن الشعب السوري واحد، ولا فرق بين العربي والكردي وخاصة في مدينة الحسكة.
في يوم التشييع [ 16 أذار/ مارس 2012] لابد للمواطن السوري أن يعرف بعض الأحداث، ففي يوم تشييع جثمان الشهيد إدريس رشو من منزله إلى المقبرة في حي الصالحية -طبعًا كان التشييع سيرًا على الأقدام- لاحظنا شيئًا غريبًا، لاحظنا مقاتلين ومقاتلات بلباس حزب العمال الكردستاني، ويحملون الأسلحة بشكل علني، ويحملون بنادق "الكلاشنكوف" الروسية، ويقدمون عرضًا عسكريًا. وفي وقتها تكلم الأستاذ جميل عمر مع عبد السلام أحمد باعتبار أنه كان رئيس مجلس شعب غربي كردستان، وقال له: ما هذا يا عبد السلام؟ وما هذه المظاهر التي تعرضونها الآن في التشييع وأمام مرأى النظام السوري والمخابرات السورية؟ والجميع كان موجودًا في التشييع، فقال عبد السلام أحمد: هذا ليس من اختصاصي، وأنا ليس لي علاقة بالأمر العسكري وهؤلاء مقاتلون من "الغريلا" التابعين لحزب العمال الكردستاني، وهم قادمون لنصرتنا، نصرة أكراد سورية.
هذا الحدث في الحقيقة لفت نظري ونظر الكثير من الزملاء في اتحاد القوى الديمقراطية، وبعد الانتهاء من التشييع عدنا إلى خيام العزاء التي كان عددها 6 خيام كبيرة.
إدارة جلسة مراسم التشييع والعزاء وإعطاء الكلمات كانت لشخص شاعر من الحسكة، وهو شخص فصيح في اللغة العربية، وأعتقد أنه أستاذ لغة عربية، وكان يكره كل شيء اسمه حزب العمال الكردستاني، وحاول أكثر من مرة عبد السلام أحمد...
على فكرة، [فيما يخص] موضوع بيان المجلس الوطني الكردي: لم يُصدر المجلس الوطني الكردي بيانًا باسمه، وإنما تمّ إصدار البيان بين مجلس شعب غربي كردستان والمجلس الوطني الكردي، ولم يتهموا النظام السوري، وإنما اتهموا "الغوغاء" والفوضى بإطلاق النار على الناشط إدريس رشو، وهذه كانت أول تشاركية ببيان مشترك باستشهاد الناشط إدريس رشو.
[عودة لـ] هذا مقدم المعزيين أو الذين يرغبون بإلقاء كلمة لم يعط كلمة لعبد السلام أحمد أو لآلدار خليل الذي حضر أيضًا، وكانت سينام محمد ومجموعة من قيادات حزب العمال الكردستاني، ولم يعطهم الكلمة، ولكنهم كانوا أقوى منه فقاموا باحتلال الخيمة بشكل كامل عبر إنزال المقاتلين باللباس العسكري التابعين لحزب العمال الكردستاني، وجاء إلى داخل الخيمة أكثر من 80 مقاتلًا من النساء والرجال ومزودين بكافة الأسلحة،
طبعًا نحن عندما رأينا هذه المظاهر في الحقيقة انسحبنا من المشاركة في مراسم العزاء، وقلنا: طالما أن من تولى مراسم العزاء وتبنى الشهيد إدريس رشو هو من حزب العمال الكردستاني فلا ضرورة لوجودنا هنا. وبقي المجلس الوطني الكردي وجماعة مجلس شعب غربي كردستان هم من استمروا بمراسم العزاء.
طبعًا نحن أدركنا... وأنا ذكرت سابقًا أننا مستهدفون من قبل هؤلاء.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/06/09
الموضوع الرئیس
الحراك السياسي الكرديكود الشهادة
SMI/OH/2-34/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
آذار 2012
updatedAt
2024/08/13
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-الصالحيةمحافظة الحسكة-مدينة القامشليمحافظة الحسكة-محافظة الحسكةمحافظة الحسكة-المفتيمحافظة الحسكة-مدينة الحسكةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
المجلس الوطني الكردي
قناة الجزيرة
حزب العمال الكردستاني
اتحاد القوى الديمقراطية الكوردية في سوريا
مجلس شعب غربي كردستان
الأمن السياسي في القامشلي
تنسيقية العزيزية
تنسيقية شباب غويران