الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أحداث 2009 في مدينة القريتين على خلفية هدم مخالفات البناء

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:19:21

القريتين يوجد فيها عدد كبير جدًا من الضباط، ويوجد فيها طبعًا ليس فقط ضباط، وإنما لدينا نسبة دكاترة (أطباء) ومثقفين وأساتذة، يعني مثل أي مدينة سورية تحمل -الحمد لله- من العلم درجات متفاوتة من العليا ونزولًا، ونسبة الضباط كانت عندنا أكثر، يعني نحن منخرطون في الدولة بشكل كامل وحتى في المخابرات، وأكثر شيء في أمن الدولة، ولا يوجد عندنا أحد في الجوية والأمن العسكري؛ لأن هذا كان حكرًا.. يعني: كان لدينا القليل من هذه الشخصيات، ويوجد في الشرطة وفي الهجرة، وفي كل الأماكن أبناء القريتين منخرطون وبنسبة كبيرة منهم، ولم يكن عندنا أي مشكلة مع النظام أو مع الدولة كمشكلة شخصية، ولكن كانت كل مشاكلنا هي عامة، وحتى في فترة من الفترات نحن اصطدمنا مع النظام من قبل الثورة؛ حيث جاؤوا في عام 2009 وكان [محافظ حمص] إياد غزال هو سبب كارثة حمص بالأساس،فكان ممنوعًا استخراج ساعة كهرباء، وساعة ماء، وكل شيء ممنوع، وجردنا إياد غزال نحن كأبناء حمص حتى من حقوقنا المدنية، واذا أردت البناء فهذا ممنوع، ونحن أبناء القريتين كما يقولون: نحن مدينة متطرفة عن المحافظة، والبيئة شعبية، والناس تريد البناء حتى تأوي إليها وتسكن فيها، يعني: تصور جاءت حملة من حمص لهدم بيوت ناس فقراء، وهكذا كانت معاملة إياد غزال، ولكنهم جاؤوا حتى يهدموا بيتًا لامرأة، فبدأت تصرخ المرأة: أين الرجال؟ وتلقائيًا لأننا على الفطرة، ونخوتنا وشهامتنا لا تقبل، فهب الشباب من أهل القريتين في وجههم ومنعوهم، وتم الاصطدام مع الشرطة، وتفاجأنا بأنهم طلبوا قوات حفظ النظام من حمص، وجاء حفظ النظام، وبفضل الله فإن الشباب لم يردعهم هذا الشيء، وبقوا على موقفهم، وتم حرق باصات، وتم الاصطدام وتمت السيطرة على المجلس المحلي والبلدية، وتمت السيطرة على مخفر الشرطة، وهذا من قبل الثورة، وعلى إثرها أعتقل حوالي 350 شخصًا من القريتين، وجاءت إلينا حملة بربرية مقرفة -والعياذ بالله- من فرع المداهمة وفرع مكافحة الإرهاب، وتم اقتحام البيوت بشكل جنوني، وإخراج الناس من غرف النوم، ومن الحمام، ولم يتركوا حرمةً لأي منزل إلا اقتحموه ودخلوا إليه، وتم اعتقالهم في الأمن الجنائي في حمص، وكانوا حوالي 350 شخصًا، يعني: حتى كان يوجد شخص كان يعترف على ناس أموات، وهم يأتون إلى القريتين ويريدون فلانًا، ولكن فلانًا ميت، فلان منذ 20 سنةً ميت، والذي يعترف على أموات ماذا يحصل له؟ بالتأكيد يموت بكل معنى الكلمة تحت التعذيب، ومن وقتها بدأ الشحن بشكل كبير بيننا وبين النظام، وأصبح النظام يعرف أن القريتين لا تتبع له مثل القرداحة، -لا نريد أن ندخل في مسميات- وأصبح يعرف أن القريتين هي بلدة سورية تمتاز بنخوتها وشهامتها، ولا تتعاطى مع النظام كنظام، ونحن كنا نتعاطى معه كدولة، دولة أمر واقع، وليس محبةً فيه؛ لأنه بالأساس يعامل الناس بلا كرامة، يعني: أنت اليوم إذا كان لديك مشكلة والشخص الآخر يدفع المصاري (المال) فيُقلب الحق باطلًا، وتكون أنت المخطئ، ويذهب حقك بكل سهولة، وكلنا بالتأكيد وكل السوريين عانوا من هذا الشيء، ومن له واسطة أو له ظهر (سند) أو معه مصاري (مال) فإن أموره تمشي (ميسرة)، ومن ليس له حتى في التوظيف وحتى في الشهادات وحتى في كل شيء، وهذا الأمر كنا نعانيه، والقريتين من وقتها انتفض غبار الرعب والخوف من النظام، وأخذت منهجًا بأننا لا نقبل بالظلم مهما كان، ومهما كلفنا، والقريتين دفعت بكم كبير من الشهداء -تقبلهم الله وجعل مأواهم الجنة- مثلها مثل سائر البلاد في سورية، وثبتنا، وبالمعارك كان لنا وجودنا، ومن المظاهرات السلمية حتى المعارك والاقتتال العسكري -بفضل الله- أهل القريتين موجودون، وبدعم أهلنا في المخيمات حتى بأبسط شيء لم نقصر، وحتى خلال فترة النزوح من حمص إلى القريتين تم استقبال النازحين من كل المناطق، ونأسف أن نقول: إنهم نازحون، وإنما هم أهلنا وجاؤوا إلينا، فتحت فتح المزارع وفتحت البيوت وفتح كل شيء لهم.

أول شيء العملية التي تمت في عام 2009 عندما اقتحم النظام من أجل مكافحة البناء وكأنه كان يكافح الإرهاب، وأنا لم أكن موجودًا فيها للأسف، وأنا كنت أتمنى أن أكون مشاركًا فيها، وكل شخص حر يكون في نفس مكاني يتمنى هذا الشيء؛ حتى يدافع عن بلده وأهله وناسه، أحرقت البلدية وأحرق المخفر، وطبعًا نحن لا يمكننا أن نحدد ما تم حرقه، والشباب ضاجوا، يعني: وصلت معهم إلى مرحلة أنه أنتم تستقوون علينا بالقوة حتى تدخلوا إلى منازلنا وتهدموا بيوتنا! ونحن ماذا فعلنا لكم؟ ونحن سوريون أولاد هذا البلد، وأنتم تمنعوننا من أبسط حق لنا وهو أن: نبني، وأنا لم أكن موجودًا في هذه الأثناء، ولكن كان الأقرباء والمعارف والأصدقاء كلهم موجودين، ومنهم تم اعتقالهم، ومنهم مقربون مني من أصدقاء، وتحدثوا عن المعاناة التي رأوها، ونحن وصلنا إلى مرحلة أنه أنت حتى إذا أردت أن تبني بلدك فهذا ممنوع عند إياد غزال، واذا أردت أن تملك ساعة كهرباء أو ساعة ماء فهذا ممنوع إلا بموافقة من إياد غزال، والموافقة لا تُؤخذ.

أفرج عن الأشحاص الذين اعتقوا في الأمن الجنائي على مراحل، منهم [بعد] 10 أيام، ومنهم بعد شهرين، ومنهم 6 أشهر، يعني مراحل متقطعة، وتم الإفراج عنهم، وعملية الاعتقال لم يكن الهم (الغاية) منها تحديد مَن، لأنه لا يوجد مَن، وإنما يوجد أهل القريتين، ولكن الضربة كانت من النظام لأهل القريتين هي الردع وكسر الرأس لأهل القريتين، ولكنه خلق العكس، وهو خلق القوة وخلق رفض الظلم داخل أصغر شخص من أبناء القريتين لأكبر شخص؛ بسبب الظلم الذي رآه شبابنا في الأمن الجنائي، يعني كان يصل صوت المعتقلين إلى الشارع وإلى الطريق في حمص وهم يتعذبون ويتعرضون للقتل (للضرب)، وهو من المفترض أن يكون درسًا لنا حتى نتربى، ولكن -بفضل الله- كان درسًا لنا حتى نصحو ونعرف من هو النظام وما هي أهدافه وأبعادها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/04/04

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/157-03/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2099

updatedAt

2024/06/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة حمصمحافظة حمص-القريتين

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن الجنائي في حمص

فرع الأمن الجنائي في حمص

الشهادات المرتبطة