تفاصيل الاعتقال في الزنازين الجديدة في مطار المزة العسكري
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:09:24
أنا هنا أصبح لي 4 أيام وفي اليوم الخامس، نادوا اسمي، وقالوا: أحضر أماناتك، فأخذوني، وطبعًا الشباب في الداخل أصبحوا خبيرين، وقالوا لي: إذا ربطوا يدي الشخص بقطعة قماش، فهذا النقل سوف يكون داخليًا، وإذا تم تقييدك بأربطة بلاستيكية، فأنت إلى الخارج، وإذا قيود حديدية فسوف تقابل ضباطًا.
أنا خرجت، وأوقفوني، وتفاجأت أنهم ربطوا يدي بقطعة قماش، وأخذوني مشيًا، مشينا 40 مترًا تقريبًا، ونزلنا على الدرج، ورأيت بأنه يوجد باب كبير رأيته من تحت (عصابة العين)، وأدخلوني، وأيضًا كان استقبالًا لا يعلمه إلا الله، وإذ بهم يأخذونني إلى الزنازين الجديدة، لأنه تم رفض تحقيقي، ودخلت الزنازين الجديدة، وسلمت الأمانات، وسألوني: من أين أنت؟ فقلت لهم: من القريتين، وطبعًا أنا لا أرى شيئًا إلا الضرب، ولا أستوعب شيئًا، فقال لي: يعني أنت حمصي؟ فقلت له: نعم، فقال: لا أحد يضربه، وتعال إلى هذا الجانب، وطبعًا أنا هنا أرتدي فقط سروالي الداخلي، ولكن في الزنازين القديمة يمكنك أن ترتدي السروال والقميص الداخلي، ولكن في الزنازين الجديدة فقط السروال الداخلي!
قال لهم: خذوه إلى الزنزانة 25، فقالوا: لا يا سيدي هذا موصى به، فقال: قلت لكم خذوه إلى الزنزانة 25، فأخذوني إلى الزنزانة 25، ودخلت، ولم يكن يوجد مكان، فدفعوني، وأغلقوا الباب، والمكان مظلم، ولا يوجد مكان حتى أجلس، فبقيت واقفًا، وسألوني: من أين أنت؟ فقلت: من القريتين، فتحدثت معهم قليلًا، وأنا هنا كان ممنوعًا أن أذكر اسمي، وهم في البداية أعطوني رقمًا، وبعدها جاء إلي، وقال لي: رشوان، وطبعًا في البداية أعطوني رقمًا، وبعدها قال لي: رشوان، وأنا أحسست بأن عنصر الديوان حاول أن يساعدني؛ أو حاول التخفيف عني، وأنا لا أعرف ماذا يعني الرقم، وماذا يعني الاسم، وهم في البداية أعطوني رقم 619، ثم قال لي بعدها: لا داعي (للرقم)، أنت رشوان.
عندما تكلمت مع الشباب، فهذا قاض، وهذا دكتور، وهذا تاجر من دمشق، يعني هم أحضروني إلى زنزانة (سجن) كلها مثقفون، وأحسست أنه عندما أرسلني إلى الزنزانة 25، فإنه أرسلني إلى أشخاص مثقفين ومهذبين، وسألوني: ماذا فعلت؟ فقلت لهم: لم أفعل شيئًا، وأنا كنت في الزنازين القديمة، فقالوا: بما أنهم أحضروك إلى هنا، فهذا يعني بأنه تم رفض تحقيقك، وعليك أن تعترف على ضرب حواجز بالبندقية الروسية، فقلت لهم: ولكن هذا يعني الموت! وأنني قتلت عساكر، فقالوا: لا تذكر أنك قتلت عساكر، وإنما ضربت حواجزًا، والسلاح كان بندقيةً روسية.
أفسح لي الشباب مكانًا، واستطعت الجلوس في مكان صغير، وجلست، ثم قال لي الشباب: بما أنك متكلم، ما رأيك أن تصبح رئيس الزنزانة؟ وأنا لا أعرف ماذا يعني هذا، فقلت لهم: كما تريدون، وأنا رغم وجعي، آلمني قلبي عليهم وعلى مناظرهم، ويوجد طبيب قلبية وطبيب داخلية، ويوجد تاجران من دمشق، ويوجد قاضي محكمة دوما، ويوجد مهندس وطالبي جامعة من حماة، يعني المناظر كانت مرعبة؛ يعني دخولي إليهم عندما تم فتح الشراقة وتركها مفتوحةً، وأصبح الضوء يدخل، يعني كنت أنظر اليهم، وكانوا بحد ذاتهم رعبًا، لما حصل بهم، فقلت لهم: أنا سوف أصبح رئيس الزنزانة، وأي شيء تريدونه أنا حاضر، وأنا أحاول أن أكون خادمًا لكم، وبعد قليل أحضروا لنا العشاء، وعندما جاء قالوا: يا سيدي أصبح لدينا رئيس الزنزانة، وهو الشاب رشوان سلوم الذي أحضرته، شتمنا ونادى على السخرة، وقال: سجل هذا رئيس الزنزانة 25، وبعدها تفاجأت أنه إذا صدر صوت من الزنزانة، فأنا سوف أتعرض للضرب، وإذا ذهبنا إلى الحمامات، وشخص تأخر، فأنا سوف أتعرض للضرب، وأية غلطة (خطأ) من أي سجين في الزنزانة، أنا أتحمل المسؤولية، وبعدها عندما بدأ يتم ضربي وإيذائي، قال لي الشباب: أنه يا رشوان أنت دخلت حديثًا، ونحن جسدنا لم يعد يحتمل الضرب؛ يعني خفف عنا قليلًا، فقلت لهم: لا يوجد مشكلة، وطبعًا عندما يحصل أي غلط (خطأ)، أنا مضطر أن أمد يدي أو كلاهما، بحسب ما يريد السجان من طاقة باب الزنزانة، ويضربني 6 أو 12 مرةً أو 15 مرةً بالأنبوب الأخضر، وإذا سحبت يدي يتم إعادة العد، وإذا سحبت يدي، وهو كان منزعجًا، -وهذه حصلت معي عدة مرات-، فإنه يفتح الباب ويخرجني، ويضربني بالأنبوب الأخضر 20 أو 30 مرةً.
أحد السجانين كان من الزهراء، وقال الشباب: دير بالك (حذار) أن تذكر أنك حمصي، وهذا السجان مناوبته غدًا، وقالوا: إذا عرف أنك حمصي سوف يذبحك ذبحًا (يعذبك كثيرًا)، وفي اليوم الثاني ذهبنا إلى الحمام، وهنا في الزنازين الجديدة يمكنك أن تذهب إلى الحمام مرتين فقط، ويوجد وجبتان طعام، ويوجد بيدون (قارورة) 5 لتر للماء، وبيدون (قارورة) 5 لتر لأجل البول!
عندما تريد أن تذهب إلى الحمام، أو تفتح الباب، يجب عليك أن تقف أمام الجدار، ويداك خلف ظهرك، ومن يُنادى اسمه يذهب، وعندما نصل إلى الحمامات، نقف وراء بعضنا مثل الطابور داخل الزنزانة، فيفتح الباب ويشتمنا، ونخرج ورؤوسنا إلى الأرض، وأي شخص يرفع رأسه يصيبه شيء يعجز الوصف عنه، وكأنه يريد قلع عينيه إذا نظر إليه.
في اليوم الثاني خرجنا إلى الحمامات، فدفعني السجان بالأنبوب، وقال: هل أنت جديد (دخلت السجن حديثًا)؟ فقلت له: نعم، فسألني: من أين أنت؟ فقلت: من حمص، -وهذا أثناء عودتنا من الحمامات-، فقال: يعني أنت حمصي، وخرجت لأجل الإرهاب! فقلت له: أنا لم أرتكب إرهابًا، فقال: تعال إلى هنا، وكان عمره تقريبًا 19 سنةً؛ يعني لا يزال شابًّا في أول عمره، وأنا رأيته لأنه عندما كان يضربني وقعت على ظهري؛ يعني هو في البداية ضربني على ظهري، ثم أوقعني، ورفع قدميّ، وبدأ يضربني، وأصبح يضربني بشكل جنوني، وعندما انقلبت بين يديه رأيته، وعندما رأيته ضربني مرتين على وجهي وعلى عيني، وأصبح الضرب مؤذيًا جدًّا، وبعدها دخلت، وقال لي: بما أنك رأيت هذا الوجه، عليك أن تحفظه؛ لأني في حمص سوف أذبحك أنت وأهلك.
طلبوني إلى التحقيق بعد 3 أيام فخرجت، وقالوا: يوجد عندنا سؤال واحد فقط، ولا نريد شيئًا، هل أنت أبو علي القريتين؟ فقلت لهم: لا، فقالوا: يجب أن تتحمل، فقلت لهم: أنا لست أبا علي القريتين، وطبعًا بدأ يتم تعليقي وضربي، ويسكبون الماء المغلي، ويغسلون كاسات (كؤوس) المتة فوقي، ويفرغون إبريق الشاي فوقي، وحتى السخرة عندهم كان يؤذيني أكثر منهم؛ يعني كان يصب كأس المتة فوق رأسي وعلى رقبتي، ويتدربون علي كارتيه (فنون القتال) وحركات، ويقولون: أنت جسمك رياضي، وأنت كنت تريد أن تقوم بانقلاب علينا، كانوا يتسلون بنا.
في التحقيق يصبح التحقيق جديًّا، ويبدأ التعذيب بأبشع أنواع الضرب، ويحاول أن يضرب دائمًا على المفاصل، وعلى الأماكن التي تؤذي، وبقيت على هذه الحالة أسبوعًا -تقريبًا-، وفي النهاية اعترفت بضرب الحواجز [وحيازة] روسية!
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/04/05
الموضوع الرئیس
الاعتقال خلال الثورةكود الشهادة
SMI/OH/157-11/
أجرى المقابلة
منهل باريش
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
آب 2012
updatedAt
2024/06/14
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مطار المزة العسكريمحافظة حمص-الزهراءشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
مطار المزة العسكري