الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

قصص بعض معتقلي الزنازين الجديدة في مطار المزة العسكري

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:58:07

بعد الضرب والأذية التي أُوذيتها، هنا أردت الاعتراف على الحواجز، ولا حول ولا قوة إلا بالله. طبعًا نحن ندخل إلى الحمامات كل 3 أو 4 أشخاص مع بعض، وعندما يعد حتى الرقم 10 يجب أن ننتهي، وممنوع طرق الباب، لأن طرق الباب يمكن أن يكلفك حياتك، ويمكن أن يكلفك شتائم بالعرض، أو يكلفك التعرض للضرب بحسب كل سجان؛ يعني إذا طرقت الباب، وأنت تحتاج الدخول إلى الحمام، أو هناك من يموت، فممنوع طرق الباب.

طبعًا أنا هنا أسمع صوت نساء وأطفال، وعندما نذهب إلى الحمامات، يوجد شراقة (نافذة صغيرة) مفتوحة، وعليها عباءات أو شالات نسائية، فقلت للشباب: ماذا يحصل هنا؟ فقالوا: إنه يوجد زنزانتان للنساء، وطبعًا أنا أسمع صوت أطفال؛ منهم [عمرهم] أشهر ومنهم عدة سنوات، ولكن هنا لم يكن يوجد تحقيق، وأنا أسمع صوت النساء، ولكن لم أكن أسمع النساء بشكل صحيح، وفي الليل صاح سخرةً سخرةً، وعلى الجميع أن يدخلوا إلى زنزانتهم، وأدخل السخرة، وبدأ الشباب يقولون: يا لطيف يا لطيف! فقلت لهم: أريد أن أفهم ماذا يحصل، فقالوا: سوف يخرجون النساء إلى التحقيق، فقلت لهم: ولكنه جمع السخرة، فقال: عندما يجمع السخرة سوف تخرج النساء، وبدأ صراخ النساء، وهذا الصراخ لا يذهب من رأسي، وكان يوجد امرأة جاءت حديثًا، وكانت تصرخ وتقول: أنا بنت (بكر غير متزوجة)، أنا أدخل على عرضك (أستغيث بك)، أنا بنت، وهذا الصوت لا يفارقني، وبعد قليل سمعتهم يقولون: نعيمًا يا عريس، ومبارك يا عريس، وكانت النساء تُعامل مثل عبيد عندهم، يعني مملوكات ملكهم، وإذ خرج صوت الأطفال وهم يبكون، وكان الأطفال هادئين، ولكن عندما يسمعون صوت النساء في الخارج في التحقيق، يعني طفل! وتلقائيًّا يبدأ بالصراخ، فيضربون الأطفال، ويضربون النساء، وأصوات النساء كانت أصعب من كل عذاب أو قتل أو إهانة أو مذلة حصلت معنا، وبعد يومين أحضروا رجلًا عمره 80 سنةً تقريبًا، ولم أعرف اسمه، لأنه لم يكن قادرًا على التكلم، فأدخلوه ولا أعرف ماذا سكبوا على ظهره، ولحمه مسلوخ؛ يعني هو كان يتمتم، ولا أفهم عليه شيئًا، ولكن أفهم أنه يقول: يا رب، يا الله، وحاولنا أن نسقيه الماء، وحاولنا أن نسرق ثيابًا داخليةً من خارج الزنزانة عند باب الحمامات، ومع أن فاتورتها ثقيلة، ولكن عندما يأتي شخص من الضرب (التعذيب)، فأنت تحاول أن تضع الماء، وتحاول أن تضمده، وحاولت أن أساعده كثيرًا، ولكنني لم أعرف من أين هو، وهو دائمًا يمسك يدي، ويشدني إليه، ويظل يمسك بيدي، يعني عمره تقريبًا بين 80 و85 سنةً.

طرقت الباب، وطرق الباب له ثمن، فجاء وشتم، فقلت له: إن هذا الشخص الكبير يموت، فقال: هل مات؟ فقلت: لا، فشتمني عدة شتائم، وقال: سأحاسبك على طرق الباب، والآن أنا مشغول، عندما يموت اطرق الباب، وبعد ساعة مات، وعندما مات كنت أسنده على يدي، وطبعًا هو مضروب كالضرب الذي كنا نتعرض له، ولكن في عمره هو لا يستحمل الضرب، ولم أعرف ماذا سكبوا على ظهره -يشبه الحرق-، ولكن لحمه مفتت تفتيتًا بسبب الشيء المسكوب عليه، يعني مثل الأسيد؛ يعني يوجد شيء أحرقه، ثم طرقت الباب وجاء، وقلت له: إن الرجل مات، وأنا هنا كنت أبكي، فقال لي: هل أنت زعلان (حزين) عليه؟ هيا مد يدك، وأنت لم تُربَّ، وضربني في وقتها 8 مرات بالأنبوب الأخضر، وتركوا الرجل عندنا حتى الصباح، وفي الصباح فتحوا الباب، وقال للسخرة: اسحبوه، وأخذوه ونادوا على الطبيب الشرعي ليكتب التقرير، ثم أخذوه.

هنا أنا أدركت أننا كلنا أموات!

ويوجد معنا شاب من بلدة الغزلانية، كان مصابًا بقدمه، وهو كان ينقل لهم ماذا يحصل عندنا في الزنزانة، وقال لهم: هذا الحمصي دائمًا يدعو، وعندما كانوا يقصفون من مطار المزة باتجاه داريا، وباتجاه الشباب الثوار، وأنا أدعو وأقول: يا رب، اللهم اضرب كيدهم في نحرهم، يا رب كن عليهم، يا رب لا تسدد لهم رميًا -من هذا الدعاء-، وفجأةً جاء شخص -كان مدير الدفعة-، وكان يسبب رعبًا كبيرًا، واسمه أبو ليلى، فطرق الباب، وطبعًا نحن أي شخص يطرق الباب، يجب أن تقف ووجهك نحو الجدار، وأصلًا المكان ضيق جدًّا، ووجوهنا نحو الجدار، فقال من عند أول شخص: من أين أنت؟ وما هو اسمك؟ وأنا أحسست أنه جاء إلي، وجاء دوري، فقلت: رشوان سلوم من حمص، فقال لي: قف، أنت الحمصي من القريتين؟ فقلت له: نعم، فقال: تعال إلي، فخرجت، وقال للسخرة: لا تطمشه (تعصب عينيه)، وقيدوني بقيود بلاستيكية، وأخذوني إلى الحمامات هو وشخص ثان، ورفع رأسي، وقال: ارفع رأسك، وأنا أخاف أن أرفع رأسي، فقال: ارفع رأسك، فرفعت، فقال: هل حفظت هذا الوجه؟ أنا اسمي أبو ليلى، وهذا الذي معي اسمه الغضب أو اسمه عزرائيل، -لا أعرف ما اسمه-، وقال: هذا من الجولان احفظنا، والدعاء الذي تدعوه علينا، وعلى الشباب الذين يعملون، والذين يقاومون إرهابكم، سأجعلك تدفع ثمنه، وأنا عرفت أن الشخص الذي معنا قد أخبر عني، وأنا كنت أشك به، لأنهم كانوا يخرجونه كثيرًا، وبدأ يضربني، وبدأ يضربني بكعب حذائه على وجهي، ووجهي على الأرض، ودمي سال من كل الجهات، فقلت له: أنا لم أفعل شيئًا، وأنا لست إرهابًا، يعني ذكرت له نفس القصة، وقلت له: أنا كنت أعيش في لبنان، وأنا عندي وضع، فقال: أنت لا تعيش هنا؟ فقلت له: لا، وبدأ يأخذ ويعطي معي (نتبادل الحديث)، وقلت له: أنا أصلًا كنت متزوجًا لبنانيةً، ولم أكن أعيش هنا، فقال: إذا كان هذا الكلام غير صحيح سأذبحك، فقلت له: أنا أصلًا أعرف الشخص الذي أخبرك عني، لأنني ضربته في الزنزانة، وقلت له: أنا ضربته لأنه قليل أدب، فقال: يعني المشكلة بينك وبينه، وقلت له: أنا ظلمت في موضوع ال 50 ألفًا، والآن يتم ظلمي هنا، فقال: غسّل فغسّلت، وأعادني إلى الزنزانة، وقال: اضرب كل الموجودين هنا، وافعل ما تريد، وأنا أبو ليلى؛ يعني بعد الأذى الذي آذاني إياه أحسست بأنه ندم، ولم يكن الأذى لهذه الدرجة (كبيرًا جدًا)، ولكنه آذاني كثيرًا، وقال: سوف أوصي ابن خالتي بك، وهو في الدفعة الثانية، وأنت تستطيع أن تطرق الباب، إذا نقصك الأكل، وتذهب إلى الحمام، وأنت حصرًا ماذا تحتاج لا يوجد مشكلة، وطبعًا الضرب الذي تعرضت له، وبعدها قال: اضرب جميع الموجودين في الزنزانة، وقال: نصف الزنزانة هي لي، وبعد أن ذهب، قلت للشباب: إن هذا الشخص هو مخبر علينا، وضربته داخل الزنزانة، وبدأ يطرق الباب، فجاء أبو ليلى، وقال: لماذا ضربته؟ فقلت له: لأنه يضايقني، ويمكنك أن تسأل الشباب، فنقله وأخذه إلى الجماعية، ولم يعد.

أنا هنا بقيت لمدة يومين بسبب الضرب الذي تعرضت له، لا أستطيع أن أجلس، وتأذيت كثيرًا، ولا أستطيع أن آكل الخبز بسبب ارتطام وجهي على الأرض، يعني حصل معي كما أخذوني في أول مرة لمدة 6 ساعات، ولا أستطيع أن أفتح فمي نهائيًّا.

جاءنا شخص -أتحفظ على اسمه لأسباب عائلية، ولديه محل سيراميك في دمشق، وهو شخص بدين- ودخل إلينا، وسألناه: ماذا فعلت؟ فقال: أنا ثوري، ولكن أخي مطلوب، وداهمنا الأمن، وأخي هرب من الباب الخلفي فاعتقلوني، فقلنا: حاول ألا تنسب أي شيء لك، ويجب أن يكون كل شيء على أخيك الذي هرب، وبعد ساعتين طلبوه، وخرج وغاب تقريبًا 4 ساعات، وعاد وهو منهار كليًّا، ويداه محفورتان، وتعرض للضرب، ونحن كنا نسمع صوته، ولكن لم نكن نعرف ماذا يحصل، لأنه في الزنازين الجديدة، الزنزانة رقم 25 بعيدة عن التحقيق قليلًا، لأنه يوجد ممر طويل، وبعدها تدخل إلى باحة الزنازين، وعندما جاء كان منهارًا، وسألناه: ماذا حصل؟ فقال: اعترفت بكل ما يريدونه، فقلنا له: لماذا اعترفت وأنت لم تفعل شيئًا! وهو بدأ يبكي، فقال: أحضروا زوجتي وزوجة أخي، فقلنا: إلى أين أحضروهم؟ فقال: أنا تفاجأت عندما رفعوا العصابة عن عينيه، وإذ هن موجودات! وقام المحقق بتمزيق العباية عن زوجتي، وقال: هل أكمل أم تتكلم؟ فقال: لا، وما تريده سوف أقوله، فابتزوه بزوجته وبزوجة أخيه، وتكلموا مع أخيه عن طريق النساء، وقالوا: تعال وسلم نفسك، إذا أردت الحفاظ على عرضك، فقال: حتى أخي جاء، وعلى أساس (من المفترض) أن يخرجوا النساء، وتفاجأنا أنهم لم يخرجوا النساء! واعتقلوا أخي، وتم تعذيبي أنا وأخي أمام نسائنا، ثم قاموا بتعذيب نسائنا أمامنا، وضربوهن وأهانوهن، وتم إهانة شرفنا، ونحن واقفون، فكان الموقف مرعبًا جدًا، فهذا [الرجل] أصيب بحالة انهيار، وبقي عندنا 5 أيام، ثم أخذوه ونقلوه إلى مكان آخر، ولكن في هذه الأيام الخمسة كان في حالة انهيار كامل في أعصابه وعقله، ولا يستوعب ما يحصل، وهذه الحادثة أيضًا حصلت معنا في الزنازين الجديدة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/04/05

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/157-12/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/06/14

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مطار المزة العسكري

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

مطار المزة العسكري

مطار المزة العسكري

الشهادات المرتبطة