الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التحويل من الزنازين الجديدة إلى القبو في سجن مطار المزة العسكري

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:42:24

هنا أصبحنا أنا وأبو ليلى أصحابًا وقلت له: أريدك أن تتكلم مع المحقق، وأنا اعترفت على بومبكشن (بندقية صيد) وعلى المشاركة بالمظاهرات، وأنا قصتي 50 ألفًا، فقال لي: أنا رأيتك في المنام وكنت تدعو علي، وقال: أنا لا أؤذي أحدًا، وأنا أعتقد أنني انفعلت كثيرًا، وذلك الشخص كذب علي، يعني بدأ يتحدث معي وقال: سوف أساعدك، وطبعًا نحن هنا نسمع نفس المصيبة التي كنا نسمعها وهي الأصوات، وقلت: يا شباب؛ ما هذه الأصوات؟ وخصوصًا عندما يطلع الضوء، فيقولون: هذا من القبو -يا لطيف القبو- وكلمة القبو لوحدها تسبب لنا انهيارًا عصبيًا، والأصوات التي تخرج تسبب لك انهيارًا عصبيًا أيضًا، وطبعًا أنا هنا -أعزك الله- عندما دخلت إلى الجوية بعد 23 يومًا حتى خرجت إلى الحمام.

ووصلت إلى مرحلة لكثرة ما طمأنوني وصرنا أصحابًا أنا وأبو ليلى وسجان آخر، ولكن هذه الصحبة بمعنى: تعال يا كذا، يعني يغلط علي كشخص، هذا يعني أنه صاحبك، ولا يشتم أختك وأمك، يعني فقط شتيمة لك فهذا يعني أنه يودك، وأنا أصبح لي وضع خاص تقريبًا.

جاء في الصباح وصاح اسمي رشوان سلوم، وقال: أخرج أماناتك، وهي عبارة عن وصل -ورقة صغيرة- فأخرجوني وإذ بهم يربطون يدي بخرقة (قطعة قماش) وأنا مطمش (معصوب العينين)، ورأيت شخصًا قادمًا فناديت: يا أبا ليلى، يا أبا ليلى، فرفعت الطماشة وقال: من الذي أخذك؟ وإلى أين تذهب؟ وتحدث مع العناصر الموجودين، ولكن لا أعلم ماذا تكلموا، فقال: أنا سوف أتحدث مع المحقق، فقلت له: -من شان الله- يا أبا ليلى، وصراحةً أنا صرت أرجوه حتى لا أنزل إلى القبو؛ لأنني أحسست أن لديه إنسانيةً مختلفةً عن الآخرين، فأخذوني إلى القبو.. ذهبنا مشيًا، ثم نزلنا درجات، وكان الاستقبال في القبو، ونحن كنا تقريبًا 6 أو 7 أشخاص وتم ضرب الجميع، ولكن كان التركيز والتشديد عليّ أنا وعلى شخص كان من السويداء، وقال: كنت في جرمانا تريد التفجير! يعني كان يتحدث بكلام لم أسمع به ولا أعلم عنه شيئًا، وبدأوا يتحدثون ويقولون: أين سوف نضعه في أي زنزانة؟ فقالوا: ضعوه في الزنزانة رقم 5، فقال: لا ضعه في الزنزانة رقم 3 حتى يكون قريبًا علينا، فدخلت إلى الزنزانة، وإذا الزنزانة مترين و20 سم، ونحن نعرف قياسها من عدد البلاط، وعرضها 120 سم، ويوجد فيها 16 شخصًا، وأنا دخلت وكان رقمي 17، ويوجد أشخاص واقفون عند الباب يعني يوجد أشخاص جالسون وأشخاص واقفون، وفي الزنازين الجديدة أيضًا ناس يقفون وناس يجلسون ولكن الأكثرية جالسون وهنا أنا كان رقمي 17، ويوجد أشخاص من داريا، ومن المعضمية، ومن الغزلانية، ويوجد أشخاص أحضروهم من حماة بالطيران العسكري، وسألتهم: ما هو الوضع يا شباب، ما الوضع هنا؟ فسألوني: من أين جئت؟ فقلت لهم: من الزنازين القديمة إلى الجديدة إلى القبو، ويوجد شخص نسيت اسمه، ولكنه يُكنى أبو عمار من داريا، وشخص اسمه أبو عدي من المعضمية، فقالوا: يا أخي -سلم أمرك لله- إذا تم تحويلك من هذين المكانين فهذا يعني أن تحقيقك في المكانين تم رفضه -ولك الله-، وإما أنه يوجد قرار تصفية لك أو إلى صيدنايا يعني: من القبو مستحيل أن يخرج أحد إلا إلى الموت وإلى القبر أو إلى صيدنايا، فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.

طبعًا المكان ضيق جدًا، وأقدامي أضعهم بجانب بعض دون أي حركة لمدة ساعتين أو3 ساعات، وكنا نتناوب على الجلوس لنريح بعضنا يعني: الزنزانة تتسع لـعشرة أشخاص فقط، يستطيعون الجلوس على الأرض، 4 أشخاص مقابل 4 أشخاص واثنان في الصدر، وعند الباب لا تستطيع الجلوس؛ لأنه إذا فتح الشراقة (النافذة الصغيرة) فجأةً ووجد شخصًا يجلس بجانب الباب سيذبحه، وأصلًا لا يوجد مكان حتى تجلس لأن ركبنا تلتصق ببعضها.

عادوا وطلبوني وأخذوني إلى الجماعية (مهجع كبير)، وهذه أول مرة أدخل إلى الجماعية، ودخلت إلى الجماعية وإذ بشاب رئيس الجماعية من المعضمية -جزاه الله خيرًا- اقترب مني وقال: أنت من القريتين؟ فنظرت إليه، فقال: أنا رئيس المهجع، ونائبي عوايني (مُخبر) لهم، وأحضروك إلى هنا حتى تعترف للعوايني (للمخبر)، وقال: إياك أن تعترف بشيء وابتعد عني، وأنا هنا خفت أكثر، فذهبت إلى الحمام وأنا فرحت؛ لأنه يوجد حمام في داخل الجماعية، فذهبت إلى الحمام -أعزك الله- وإذ بشاب حمصي يدخل من القصير -لا أذكر اسمه- ومعه شاب آخر من بابا عمر وقف في الخارج يراقب له، فقال لي: يوجد هنا 3 عواينةً (مخبرين) أحدهم للعقيد والآخر للعميد والثالث للتحقيق، وسيستلمونك، وأنت أحضروك فقط ولم يقولوا بأنك ثابت هنا، وقالوا: سوف يأتي ضيف إلينا ويذهب، وكلمة ضيف يعني: أنت جئت فقط حتى يسحبوا منك معلومات، وهم نائب رئيس المهجع وشخصين آخرين فعلًا هم كانوا العواينية (المخبرين)في المهجع، ويخبروهم بكل شيء يحصل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/04/05

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/157-13/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/06/14

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مطار المزة العسكريمحافظة حمص-القريتين

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

مطار المزة العسكري

مطار المزة العسكري

الشهادات المرتبطة