جلسة التعذيب على الكرسي في مطار المزة العسكري
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:13:44:14
خرجت إلى التحقيق، وجاء أشخاص، وطبعًا أنت هنا يجب عليك مقاومة التحقيق، ويجب أن تأكل حتى يصبح لديك بنية، ولكن لدينا وجبة واحدة، وكان يوجد شخص من بين السجانين هو من دير الزور -وللأسف أقول بأنه من أهل الدير، لأن أهل الدير أسمى من ذلك، وأكبر من ذلك- وفي مناوبته، وإذا كان الفطور لبنًا -صحن لبن-، فإنه يضع اللبن في يده، ويدخل يده من طاقة الباب، ويطرشها (يرشه) علينا بدلا من إعطائنا اللبن، ويرمي الخبز، وهم طبعًا كانوا يرتدون الكمامات بسبب رائحتنا، لأنه يوجد عفونة ورائحة بشعة، وهنا يقول من الطاقة (النافذة الصغيرة): هيا الحس قدم فلان؛ يعني مكان وقوع اللبن، ويشير بالأنبوب، وتعال أنت، والذي بعده، وهيا الحس من ظهر هذا، ومن قدم هذا، وأنا عندما تأتي مناوبته، كنت أذهب إلى الزاوية البعيدة عنه، حتى لا أظهر له، وإذا أحضر بطاطا مسلوقةً، فإنه يضربها على الجدار، فتصبح فُتاتًا صغيرةً، ويقول: التقطوها بأفواهكم؛ يعني كان يستخدم معنا أساليب؛ تُعامل الحيوانات أفضل من ذلك بألف مرة.
خرجت إلى التحقيق، وكان يوجد شخصان، وأنا لم أرهما في البداية، وأخذاني، يعني كل تحقيق له أشخاص معينون، والأمر مقسم بينهم، فأدخلاني إلى غرفة، والغرفة يوجد فيها سرير من حديد، وأنا رأيت هذا السرير فيما بعد، عندما وقعت الطماشة (عصابة العينين)، وكان يوجد سرير من حديد، ومكتب، ويوجد كرسي بلاستيك، ولكن كان واضحًا بأن المكتب هو أثقل وأفضل من مكاتب التحقيق الأخرى، وفك قيودي، وأمروني بالاستلقاء، ثم قيدوني على الأرض، ويوجد شيء مثل الحديد وضعوه على ظهري، وهنا أحسست أن الكرسي يدخل في قدمي، وعرفت بأنني جئت إلى الكرسي، فأدخل الكرسي، وهو فقط سوف يقوم بتعديل الكرسي، وكل شخص يمسك من جانب، ولا يفعلوا أي شيء، وبدأوا بتعديل الكرسي، وأحدهم يقول للآخر: يبدو أنه ابن حلال (بريء)، وحرام أن تشله أو تقتله، والآخر يقول: إنه لا يقبل أن يعترف، فقال الآخر: أنا سوف أتحدث معه، فقلت: يا سيدي، قل ماذا تريد حتى أتحدث، فقال أحدهم: انظر إنه يريد أن يتكلم، وسألني: هل أنت أبو علي القريتين؟ وهل أنت الشخص الذي كان يحضر الأدوية؟ فقلت لهم: إذا أردت أن تظلمني، فنعم أنا هو، وإذا كنت لا تريد ظلمي، فلست أنا، فقال أحدهم: انظر هذا ابن كلب، وهذا لا يريد التكلم، فيرفعون الكرسي قليلًا، يعني أحدهم يشد، والآخر يرخي؛ يعني يلعبون لعبة الأعصاب، يعني كانوا متمرسين جدًا بعملهم، والعملية أخذت 5 دقائق تقريبًا، وأنا كنت منهارًا خلال هذه الدقائق الخمسة انهيارًا كاملًا، وكلما يرفعون الكرسي يزداد الألم، ويصبح عندي انهيار أعصاب بسبب الخوف، وأنه ماذا سيحصل بعدها! وفي النهاية أخذ قرارًا، وقال: أنا ساعدتك، وأنت لا تريد، فقاموا بتعديل الكرسي، وبسبب تعديل الكرسي أظن أنني صرخت صوتًا، أنا لا أتوقع أن أصرخه، ولا يوجد عندي هذه القدرة، وأحسست أن ظهري قُسم إلى نصفين، وأحسست أن أحشائي من الداخل تمزقت تمزيقًا، يعني ألم لا يعلمه إلا الله، وأحسست بشيء نزل مني مثل الماء الساخن، ثم أعاد الكرسي، وقال له: دعنا نجرب مرة ثانية، يبدو أنه لا يزال مرتاحًا، فقلت: إياك أن تجرب، وأنت ماذا تريد؟ فقال: هل أنت أبو علي القريتين؟ فقلت: له نعم، فقال: هل أنت متأكد، فقلت له: نعم، وهل أنت الذي كنت توزع الأدوية؟ فقلت له: نعم، فأجبت بنعم على كل ما يريدون، وسألوني: هل سوف تغير أقوالك؟ فقلت لهم: مستحيل أن أغير أقوالي، وإذا غيرت أقوالي أعيدوني إلى هنا، فقالوا: إذًا دعنا نجربها مرةً أخرى، حتى نؤكد عليك، وأنا أحسست أن النصف السفلي من جسدي ليس لي، ولم أعد أحس به، وبدأت أرجوهم، وقلت لهم: أنا جاهز لما تريدون، فقال الثاني: هذا يكفي اتركه، لقد اعترف، فأخرج الكرسي، وفكوا يديّ، وطبعًا أنا عندما صرخت، واصطدم وجهي بالأرض، هنا انزاحت الطماشة قليلًا، فقام أحدهم بإزالة الطماشة، وهو واثق من نفسه، وقال: أنا الذي ساعدتك، وأنا الذي كنت أساعدك، وصحيح أن الشاب قسا عليك، ولكن هذه هي طبيعة تحقيقنا، وسامحنا حتى إذا أصابك الضرر، ولا يوجد شيء بيدنا، وبدأ يشرح لي أنه إنساني جدًا، فنادى على السخرة، وقال: اسحب هذا الكلب، واشطفوا مكان الدم، وأنا أحسست أنه نزل مني شيء ساخن، وإذ بي أتبول الدم لا إراديًّا دون أن أشعر، وطبعًا أنا أساسًا لا أستطيع المشي، وجاء السخرة، وسحبوني، فقال لهم: أعطوه ثيابًا داخليةً، ودعوه يغسل، فقلت له: هل يمكنني أخذ قميص داخلي أو قميصين، فسألني: لماذا؟ فقلت أحتاجها داخل الزنزانة، رجاءً وأنت تتحدث معي بإنسانية، فقال: أعطوه قميصًا واحدًا.
أنا هنا أتحدث، وأنا أشعر ليس بالألم فقط، فأنا أحسست بأنني قُسمت إلى نصفين، ولا أحس بنصفي السفلي؛ يعني مثل الشخص المخدر أو المبنج، فأدخلاني، واحد من عناصر السخرة -وهم كانوا اثنين وأحدهما- كان لئيمًا فبدأ يضربني، ولكنني شخص عاجز ومشلول، والآخر بدأ يصرخ عليه، وحاول -جزاه الله خيرًا- تنظيفي، وتنظيف قدمي من الدم، ولكنني لا أزال أتبول الدم، ولكن بشكل خفيف لا شعوريًّا، فقال: الحمد لله أنت بخير، وعظمك قوي، ولو لم تكن قويًّا لأصابك الشلل أو مت، وتقريبًا كل يوم تحصل عندنا هذه الحالة، وقليل من ينجو منها، وهذا الشاب السخرة كان لديه خبرة كاملة بما يحصل، وقال: أنت لا يوجد بك شيء، ولا تخف، وأنا أنظر إليه يعني مثل الطبيب الذي يفحصك أو يشخصك ويطمئنني، وأنه فقط عدة أيام، وقال لي: ولكن الآن عندما تذهب، سوف تتعذب كثيرًا بعد قليل.
وفعلًا أعادوني إلى الزنزانة، فوقف كل الشباب الموجودين في الزنزانة، يعني حتى الشباب كانوا مهيئين (مستعدين) لعودتي، فأدخلوني، واستلقيت على طول أرض الزنزانة، وكنت عبارةً عن رجل مشلول، والجميع واقف، وأبو عمار بدأ يبكي علي، وقال: ألم أنصحك ألا تصل إلى الكرسي، فقلت له: يا أبا عمار لا يفيد الكلام، ولكنني لا أشعر بجسدي، وهو يقول فقط انتظر، وتوكل على الله، وبعد نصف ساعة تقريبًا، بدأ يأتيني ألم لا يعلمه إلا الله، وأحس بأنه شخص ينشر عظمي مع لحمي، وبدأ ينزل مني دم لا إرادي، وأنا لا أعرف ماذا أفعل، يعني الدم أم ألمي أم شكلي، وكنت فقط أدعو يا رب خذ أمانتك، وأتمنى بكل ما تعنيه الكلمة أن يأخذ الله أمانته، لأنه لم يبق شيء اسمه حياة، وأكثر من هكذا ذل وعذاب لن يمر على بشر، وفي المساء أصبحت أنام بسبب شدة الألم بعد عدة ساعات، يعني أغفو قليلًا، وأصحو يعني مثل الشخص الذي يُغمى عليه، ويصحو، وعند المساء بدأت أرتاح، وجاء وتفقدني هذان المحققان جاؤوا إلى طاقة الباب، وصاح اسمي فقال الشباب: إنه على الأرض يا سيدي، وسأله الشباب: هل تريد إخراجه؟ فقال: لا، وطبعًا الجميع وجوههم نحو الجدار، فقال لي: التفت نحوي، وأنا كنت مستلقيًا على بطني، وحاولت الالتفات قليلًا، فقال: أمورك تمام، وأنا زعلت عليك، لأنه يبدو أنك ابن عائلة وناس ، ولكن أنت غبي وشتمني، وقال: أنت أوصلت نفسك إلى هنا، وذهب، فقلت له: يا سيدي لأجل الله أريد الماء، فقال: قبل قليل طلبت قميصًا داخليًا، والآن تريد ماء للشرب، وبعد قليل ماذا تريد؟ وقال: سأظل يا كلب أفضل منك، ونادى على السخرة، وهو طبعًا رأى الدم والقميص الداخلي على الأرض، ونادى على السخرة، وقال له: أعطه قنينة (قارورة) الماء، وأخرج الدم، وخذ القميص الداخلي، واشطف القميص الداخلي مع الماء دون أن تخرجهم، وأعطه قميصًا داخليًّا آخر نظيف، وهذا يعتبر أنه قام معي بعمل فوق الإنساني، وفعلًا حصل ذلك، وأعطوني الماء، وشربت، والشباب وضعوا لي القميص داخل السروال الداخلي، بحيث يأتي الدم على القميص الداخلي، وبقيت على هذه الحالة 3 أيام، وطبعًا الشباب يساعدونني على الوقوف، وأبو عمار -جزاه الله خيرًا- وأبو عدي لا أنساهم -فك الله أسرهم-، وكانوا يقومون بإيقافي، والبقية يجلسون، وهم يسندونني، ويقولون: نحن لا نفعل ذلك من أجل أن نجلس، ويجب أن تقف على قدميك، ويجب أن تتحرك، ويحاولون مساعدتي على الوقوف والجلوس، وأنا أثناء النزول والوقوف أحس أنني أتمزق من الداخل، وأنا فيما بعد عرفت بأن لديهم خبرة بسبب ما حصل أمامهم، وهم كان لهم في هذه الزنزانة 4 شهور ونصف تقريبًا، فمر على رأسهم مثل وضعي، وهم تعذبوا، ولكنهم لم يصلوا إلى الكرسي، لأنهم اعترفوا، وأبو عمار قال لي: أنا اعترفت مباشرةً.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/04/06
الموضوع الرئیس
الاعتقال خلال الثورةكود الشهادة
SMI/OH/157-15/
أجرى المقابلة
منهل باريش
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/06/14
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مطار المزة العسكريشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
مطار المزة العسكري