الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

العودة إلى التحقيق مع ضابط جديد

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:42:17

عالجني الشباب وداووني وقالوا: الآن إما أنه سيكمل معك المقدم أو سيتم تحويلك حسب الاختصاص يعني: الحواجز شيء والأدوية شيء، وكل أمر له شيء أشبه بالقسم، وقالوا: سوف تتغير المعاملة معك نهائيًّا، وسوف يبدؤون معاملتك بهدوء حتى يسحبوا كل المعلومات التي عندك، وبعدها إما يصفونك هنا (يقتلونك) أو يحولونك إلى صيدنايا، فقلت لهم: لا حول ولا قوة إلا بالله، ليحصل ما يحصل، والمهم ألا أعود إلى الكرسي، المهم ألا أعود إلى الكرسي.

في اليوم الثاني مساءً، جاءوا وأخرجوني -بنفس الآلية التي عملوا بها في اليوم السابق- بالكلبشة واستفقدوا الطماشات (غطاء العينين)، وأدخلوني إلى مكتب، فقال: لماذا هذا وضْعه هكذا؟ فقالوا: بسبب قدمه، وقال: حسنًا، ساعده حتى يجلس بهدوء، فسندوني وأجلسوني، وأغلقوا الباب وسألوه: هل تريد شيئًا يا سيدي؟ فقال لهم: الله معكم، وسألني المحقق: ما اسمك يا ابني؟ وقال: لي تكلم بالتفصيل ماذا حصل معك، ومن هم الأشخاص؟ وتحدث بكل هدوء، وأنه لا أحد سوف يضربك، وسوف أتعامل معك رجلًا لرجل، وتكلم بكل شيء حتى لا يزعجك أحد، فأحسست أن الذي يتحدث معي له رتبة، وأحسست أنه ابن عائلة وناس، ولم يسئ لي باللفظ، ولم يشتمني، ولم يوجه لي أي كلمة بذيئة، وهنا أحسست بارتياح نفسي كبير؛ عندما لا يوجد إهانة ومسبة وشتيمة للعرض، يعني 70% أو 80% تكون النفسية مرتاحة، لأنه لا يتم شتمك بالعرض وبالشرف، فقلت له: يا سيدي أنا كذا وكذا، والأدوية وإحضار الأدوية كل هذا ذكرته، وهل تريد الصدق أم الكذب؟ وقلت له: يا سيدي من خلال صوتك يبدو أنك ابن عالم وناس وابن حلال، وبدأ يضحك، فقال: وهل أنا انتظرك حتى تقيمني! ولكنه لم يغلط ولم يسئ، وقال: وأنت يبدو أنك محترم وابن عالم وناس، فما الذي أدخلك في هذا الطريق؟ فقلت له: أنا لم أدخل، فقال: كيف؟ فقلت له: يا سيدي انظر إلى حالتي، وهم يريدونني أن أعترف بأنني أبو علي القريتين وأنا وافقت، وهم وضعوني على الكرسي وآذوا ظهري، فقال لي: لا تذكر ذلك، وأنا أعرف كل ما حصل معك، فقال: وكيف أنك لست أنت أبا علي القريتين؟ فقلت له: أنا لي عند شخص مبلغ 50 ألفًا، وعدت لقصة هذا المبلغ، وأنا أعيش في لبنان، وأنا كنت أتاجر بالسيارات وبالعقارات، وصرت أحكي له، وأنت عندما تجد شخصًا يسمعك منهم فأنت تتكلم بأريحية، وهو سمعني، فقال: إذًا وماذا لو كان الكلام مختلفًا؟ فقلت له: إذا كان الكلام مختلفًا افعلوا بي أكثر مما فعلوا، وقلت له: أنا كنت متزوجًا بلبنانية وأعيش في لبنان، وبدأت أفهمه بأنني ليس لي علاقة بهذه السوالف (القصص) كلها، وقلت له: إنني كنت أسهر، فقال: ومن تعرف؟ أعطيته أسماء أشخاص معينين، وتفاجأت بأنه اتصل معهم، وسألهم عني، وهم من الطائفة العلوية، وسألهم عن أبي علي القريتين، فقالوا: لا نعرفه يا سيدي، وقالوا: نحن نعرف أبا علي السلوم، وهو ليس له علاقة، يعني شهدوا لي بشهادات وهي فعلًا التي يعرفونها عني: بأننا كنا نسهر سويةً، ونخرج سويًّة، وهنا أحسست بأنه ارتاح أكثر، وقام برن الجرس، فجاء الحارس، فأمره أن يزيل الطماشة (غطاء العينين) ويفك الكلبشات (الأصفاد)، ففكوا يدي وأزالوا الطماشة، وهنا رأيته، وقال لي: أنا العقيد -ولا أريد أن أذكر اسمه- وهو خدمني، وصحيح أنه لدى النظام، ولكنه كشخص بعد رب العالمين كان هو السبب في خروجي، وقال لي: انظر كيف سأعاملك، إذا كنت صادقًا أنا أعدك وعد شرف -وأنت سوف تذهب إلى الموت، وهو بدأ يحلف بالإمام علي- بأنني سوف أخرجك مهما كلفني الأمر، ولكن إذا كان الكلام مختلفًا -وهنا بدأ يحلف بالإمام علي، وبدم الحسين- فسوف أقوم بتصفيتك بيدي؛ لأنك وقتها كنت تضحك علي (تستخفّ بي)، وعندما بدأ يحلف بدم الحسين -وأنا أعيش في لبنان- عرفت أنه مع احترامي لكل الطوائف أنه ليس علويًّا وإنما هو شيعي، وأثناء حديثنا قال لي: أنا من الفوعة، وقال لي: نحن إذا أعطينا عهدًا سوف نفي به، وإذا وعدنا سنفي به، وقال لي: أنا ليس لي علاقة بكل ما رأيته في الفرع، وليس لي علاقة بالجميع، وأنا مسؤول عن كلامي يعني: إذا تغيروا معك أو وعدوك أو كذبوا وهو أعطاني عهدًا بدم الحسين إذا كنت صادقًا سأخلي سبيلك، وأنا هنا خفت، وأصبت بحالة رعب في حال جاء أحد وتغير شيء، أو إذا تمت الاستعانة بأشخاص كاذبين أو أشخاص يتكلمون الحقيقة عني، وهنا سألني: هل تدخن؟ فقلت له: نعم، فقال: هل تريد سيجارة، فقلت له: لا، فسألني: لماذا؟ وهو يضحك، وهو تقريبًا بنفس حجم جسمي أو أضخم ولديه شوارب ثخينة، وذقنه خفيفة -يومها كانت خفيقةً-، وأسمر البشرة، فقال: ولماذا لا تدخن؟ فقلت له: يا سيدي إذا أعطيتني الآن سيجارةً فبعد قليل لا يوجد سجائر اتركني هكذا أفضل، فقال: حسنًا، وهنا صاح لهم وطلب لي الشاي، وشربت الشاي وتكلمنا بكل التفاصيل، وكيف تم اعتقالي في جرمانا عن طريق فراس، وتحدثت بكل شيء، فصاح للعساكر، وقال لهم: خذوه، وأنا طلبت منه أن أغسل يدي وأن استحم، وهو طلب من العساكر أن تساعدني السخرة على الاستحمام، وطلب أن يعطوني صابونةً وغيارًا (ثيابًا) داخليًا جديدًا، وأنه إذا أراد شيئًا يمكنه أن يطرق الباب وتعطوه ما يريد، فقلت له: يا سيدي هل يمكنني أن آخذ بيجامة؛ لأنني -والله العظيم- أبرد كثيرًا يا سيدي، فضحك وقال: أنت طماع، ولكن لا يوجد مشكلة، وأخذني العناصر، وهم على الطريق قالوا لي: يبدو أن وضعك جيد مع العقيد، وغدًا سوف ترى ماذا سيفعل بك المقدم، وأنا قلت في نفسي: فليفعلوا ما يريدون، وذهبت واستحممت بماء ساخن، وطبعًا المياه الساخنة علينا محرمة، وطلبت منهم إدخال قنينة ماء معي، ولكنهم رفضوا، فقلت لهم: وهل نسيت سيادة العقيد ماذا قال! فقالوا: والله أصبحت تعرف العقيد! فصفعني على رقبتي، فقلت في نفسي: عندما أعود إلى العقيد سوف أخبره، استقويت به.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/04/06

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/157-17/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/06/14

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مطار المزة العسكري

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

مطار المزة العسكري

مطار المزة العسكري

الشهادات المرتبطة