الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التحويل من مطار المزة العسكري إلى الشرطة العسكرية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:38:03

جاؤوا في الصباح الباكر وصاحوا على اسمي، وقال: أحضر أماناتك، وأنا كان أكبر حلم عندي، أن أذهب إلى الجماعية، حتى أستطيع الدخول إلى الحمام، وأستطيع الاستلقاء، وهذا كان أكبر حلم، وأنا هنا في هذه الحالة أتحدث مع السجانين، ويتحدثون معي، ولكن لا نجرؤ على سؤاله، فقلت له: يا سيدي أرجو أن تقول لي إلى أين سوف أذهب؟ فقال: إلى جهنم، وبدأ يشتمني، وقال: هيا أحضر أماناتك، ونحن قلنا لك أن أمورك ستتحسن، فصعدنا على درج، وأخذوني إلى الأمانات، عفوًا قبل الذهاب إلى الأمانات، قبلها قال لي السجان: اذهب وغسّل، فدخلت وغسّلت، وقال: اختر بيجامةً أو شيئًا ترتديه، فأخذت، وقال: البس في قدمك، فارتديت حذاءً رياضيًا، ثم أخذوني إلى الأمانات، وكان يوجد في جزداني كرت ذاكرة، وهذا أيضًا سبب لي الكثير من الرعب، فدخلت إلى الأمانات، وصاح على اسمي، وأنا لست مطمشًا (معصوب العينين)، وسألني: هل هذا هو جزدانك (محفظتك)؟ فقلت له: نعم، فقال: كم يوجد فيه من المال؟ فقلت له: لا يوجد به أي شيء يا سيدي، فقال: أنت تكذب، يوجد فيه 150 ليرةً، فقلت له: صحيح يا سيدي، أنا نسيت، فقال: حتى لا تقول بأننا حرامية، ولكنهم سرقوا مني مبلغًا لا يعلم به إلا الله، فقلت له: صحيح، وهنا فكوا قيودي، فسلمني، وعندما أخذت الجزدان (المحفظة)، وضعت إصبعي حتى أتفقد الكرت، فارتحت لأن الكرت موجود، وأعطوني هويتي، وهاتفي نوع نوكيا الذي كان معي، وبصمت، فقالوا: انتظر عندك خارجًا، وأنا أقف عند صندوق كهرباء وقواطع، ووجهي إليها، هنا أوقفوني؛ لأنه يجب الوقوف حيث يريدون بالضبط، ثم جاء شخص، وقال: إلى أين يذهب هذا الشخص؟ وكيف خرج من القبو؟ وقال: هل هذا هو الشخص الذي سبب مشكلة بين سيادة العقيد والعميد لأجله؟ وكسروا كلمة سياده المقدم لأجله؟ وانزعج هذا الشخص كثيرًا، وانفعل، وأنا خفت كثيرًا، فقال: هذا سعره طلقة، وسحب مسدسه، وأنا في لحظة بدأت أتشهد لأنه سوف يصفيني (يقتلني)، فقال له الآخر: لا تقترب منه، ولا نريد أن تحصل مشاكل مع سيادة العقيد، فضرب رأسي، ودفعه، وأدخله بصندوق القواطع الكهربائية الموجود خلفي، وبدأ الدم ينزل مني، وبدأ عنصر الأمانات يشتمه، ويصرخ عليه، ثم نادى على بعض العناصر، وكأنهم عساكر مجندون، وقال لهم: أحضروا المحارم والماء، وبدأوا يغسلون لي، ومسحوا دمي لأنه شوهني تشويهًا، وقال له: أقسم بالله إذا علم العقيد سأخبره أنك من فعل ذلك؛ يعني تشاجروا فيما بينهم وطرده، بمعنى أن هذا أصبح في عهدتي، وأنت لا يجب أن تقترب منه.

خرجت في الصباح الباكر، وكنت أشعر ببرودة وبهواء بارد، ويوجد ضوء، ولكنني لا أجرؤ على رفع راسي، ويمشي معي عنصران، وأنت لا تجرؤ أن تفعل أي شيء، لأن النظام الذي كنت تمشي (تلتزم به) عليه، يجب أن تستمر بالمشي عليه، فقال لي: ارفع رأسك، وقف هناك معهم، فرفعت رأسي، الله أكبر، يوجد ضوء! وهذا في الصباح الباكر، فوقفت مع الموجودين بشكل صفين، وكان عددهم 10 تقريبًا، ولكنني لا أذكر العدد الصحيح، وهنا دخت (أحسست بدوار)، وأحسست بأن الدنيا فتلت بي (بسبب الدوار)، لأنني رأيت الضوء فوقفت، وطبعًا العقيد قبل ذلك سألني: ماذا لديك من مال في الأمانات؟ فقلت له: يا سيدي، لا يوجد عندي شيء، وأنا لا أجرؤ أن أتكلم بأي شيء، لأن الكلمة التي تقولها ستدفع ثمنها ضربًا!

عندما كنا واقفين، جاء شخص، وسألني: من أين أنت؟ فقلت له: من حمص، فقال: هل أنت رشوان سلوم؟ فقلت له: نعم، فقال: يقطع عمرك يا حيوان، فأعطاني شيئًا، وقال: هذا من سيادة العقيد، وهو وقف قليلًا، وتحدث مع الشباب، ثم ذهب.

جاء الباص، ووضعونا في الباص، وفي الباص جعلونا نستلقي، ومنهم من انبطح (استلقى) على الكراسي، ومنهم على الأرض، وأنا استلقيت في أرض الباص، ومعنا عدة أشخاص، وهنا سأل أحد العناصر: من يوجد معه هاتف؟ بعد أن انطلق الباص، وأنا لم أذكر أن عندي هاتفًا، وبدأ يصرخ من لديه هاتف، وبدأ يضرب، وهو ضربني بقدمه على رأسي، وأنا متسطح (مستلق)، وسألني: أين هاتفك؟ فقلت له: في جيبي، ولكن كيف أستطيع أن أرفع رأسي، لأنني كنت مقيدًا على الكرسي، وسألني: في أي جيب؟ فقلت له: هنا، فأخذ الهاتف، وهو قام بجمع الهواتف، وسأل: من لديه المال؟ وقام بتفتيش الجميع، يعني سرق كل الأمانات الموجودة عندنا!

هنا وصلنا إلى الشرطة العسكرية، وعندما نزلنا عرفنا أنها الشرطة العسكرية، ولا يوجد طماشات (عصابة العينين)، ولا يوجد شيء، ونزلنا، واستلمونا، وبعد أن ذهبوا، وهنا يوجد شخص معي من حمص في هيئة الرقابة والتفتيش؛ يعني كان مفتشًا على مستوى، وله مكانته، فقال للمساعد: يا سيادة المساعد، الأمانات أخذها العناصر، ولم يعيدوا الهواتف والمال، فقال: ولماذا لم تتكلم؟ وأنا ماذا يمكنني أن أفعل؟ فقلت له: يعني سرقوهم؟ فقال المساعد: نعم سرقوهم، وماذا يمكنك أن تفعل؟ فقلت له: ولماذا تتكلم معي هكذا؟ فسألني: من أين أنت؟ فقلت له: من حمص، فقال: وأنا أيضًا من حمص، وأجاب الشخص الذي بجانبي: وأنا أيضًا من حمص، فتعرفنا على المساعد، فقلت له ورجوته أنه إذا كان يمكنك تظبيط وضعنا، وسألناه: متى سوف يتم تحويلنا؟ فقال: 15 يومًا على الأقل، وسألناه: إلى أين التحويل؟ فقال: إلى عدرا.

أنا هنا دخلت إلى الحمام، وإذ معي 1500 ليرة التي وضعها لي العنصر، فسألت المساعد: هل يوجد دخان؟ فقال: نعم وشعيبيات (نوع من الحلويات)، ويمكنك الشراء من الشرطة العسكرية، فقال: ادخلوا إلى الغرفة، وهي مهجع كبير، ويوجد ماء ساخن للغسيل، ونحن هنا كنا آخر شخصين نتحدث معه من أجل تسوية وضعنا، فنحن لا نريد البقاء هنا، وعندما فتحوا باب الغرفة حتى ندخل، وعندما دخلت أمسكت الباب حتى لا يغلقه، ورجوته بأن أخرج بسبب الحرارة والاكتظاظ والرائحة، والموجودون في المهجع هم ليسوا بشرًا، والناس محولة إلى كتلة من الأوجاع والروائح، وسقف الغرفة يقطر الماء، ليس ماءً بل عرقًا (بسبب الاكتظاظ)، فقلت له: دخيلك (أتوسل إليك)، أنا سوف أموت إذا دخلت، وأيضًا بجانبي المفتش، وقال له: نحن تعرفنا عليك يا رجل، وأنت ابن البلد، فقال المساعد: تعالوا، وابقوا هنا في الممر، وإياكم أن تتحركوا من هنا، ونحن غير مقيدين، فجلسنا في الممر، فجاء عسكري -أرسله المساعد-، وسأل: من يريد السجائر، وسأل: لماذا أنتم هنا؟ فقلنا له: نحن مريضان، فتحدث معنا، ويبدو أن لهجته من إدلب، وكان لبقًا قليلًا ومحترمًا، فقال: وماذا تريدون الآن؟ فقلنا له: نريد الدخان، فقال: السيجارة الواحدة سعرها 100 ليرة، ثم قال: لأنه يوجد توصية بكم، سوف يكون سعرها 50 ليرة، والمفتش الذي كان معي لا يدخن، فأحضر لي 4 سجائر، وأحضر الشعيبيات (نوع من الحلويات)، وأنا بالعادة لا آكل الحلويات، ولكنني بدأت آكل الحلويات، لأنني منذ زمن لم آكل السكر، فأكلنا الشعيبيات، وشربنا الماء، وأحضر لنا الشاي، يعني أنت منذ فترة لم ترَ أي شيء، وأصبحت تأكل بطريقة جنونية، لأنك بدأت ترى شيئًا، كان من المستحيل أن تظن أنك ستراه.

عندما كنت جالسًا وأدخن، جاء عنصر من الشرطة العسكرية، وبيده خرطوم بلاستيكي عادي، فقال: أنتم ماذا تفعلون هنا؟ وكانت لهجته تدل بأنه من الجزيرة، فقلت له: بأن المساعد قد وضعنا هنا، فقال: هيا قوموا، وانقلعوا إلى الداخل، فقلت له: إن المساعد هو الذي وضعنا هنا، فقال: أنا أتكلم، وأنت تأكل الهواء (تسكت)، قلت له: لماذا تتكلم معنا هكذا؟ وطبعًا الشخص الذي يخرج من الجوية، يخرج وهو شرس جدًّا، ويشعر بأنه وحش بكل معنى الكلمة، ويخرج متوحشًا، فقال: ألا تكفي رائحتكم المقرفة، وبدأ يغلط علينا (يسيء إلينا)، فقلت له: استهد بالله، واذهب من هنا، وبالنسبة لنا لا تعني لنا الشرطة العسكرية شيئًا، فنحن أكبر من ذلك، وفجأةً ضربني بالخرطوم، فقلت له: إذا ضربتني مرةً ثانية، سوف تقوم القيامة (ستحصل مشكلة كبيرة)، ثم بدأ يضربني، فأمسكت الخرطوم، ثم أمسكته، وأنا قدمي متورمة، وإذا أردت الوقوف فهذا صعب جدًا، فأمسكت الخرطوم، وإذ هو سقط على الأرض، فسقطت فوقه، وبدأت أضربه وأعضه، وفجأةً جاء كل الموجودين في الفرع، وبدأوا يضربونني، وجاء المساعد وهو يركض، والمفتش بدأ يحاول إبعادنا عن بعضنا، وبدأت أقول للعناصر: إنه هو الذي اعتدى، وشتمنا في عرضنا، ثم جاء المساعد راكضًا، وأبعدنا عن بعضنا، وكانوا يريدون إدخالنا في قضية، ولكن المساعد ساعدنا، وحل القضية، وأخذ 500 ليرة قيمة عشاء، وانتهت القصة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/04/06

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/157-19/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/06/14

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مطار المزة العسكريمحافظة دمشق-القابون

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

سجن الشرطة العسكرية في القابون

سجن الشرطة العسكرية في القابون

الشهادات المرتبطة