اعتقال الأمن للمتظاهرين، والتحايل لإطلاق سراحهم
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:24:13
بالنسبة للأمن: المخابرات الجوية والعسكرية، وأمن الدولة، كانوا يعتقلون بعض المتظاهرين خارج المظاهرة، ينتظرون حتى تنفض المظاهرة، ويقفون لهم في الشوارع الفرعية لكيلا أكون موجودًا (لأمنع ذلك)، ويعتقلون حتى بعض الأشخاص الذين ليس لهم علاقة بالمظاهرة، ولم يكونوا موجودين في المظاهرة، أي شاب موجود في الشوارع القريبة من مكان المظاهرة يعتقل، ويحققون معهم، ويضغطون عليهم ويعذبونهم، وطبعًا جميعهم يعترفون، ثم يقدمونهم عن طريق إدارة كل فرع، ثم أغلبهم يتم تحويلهم إلى القضاء عن طريقنا نحن، عن طريق الشرطة، ويوجد أشخاص يتم تحويلهم إلى الشام (دمشق)؛ لأن عليهم تقارير على ما يبدو، ومنهم يتم تحويلهم إلى الإدارات، وهناك من لم يعد، ولكن العدد قليل.
ومنهم يداهمون منازلهم، وتكون لديهم معلومات أن هذا الشخص مشارك في المظاهرات، فيتم اعتقالهم من منازلهم، وبعدها يقدمونهم إلى الإدارات الخاصة بهم، أو لمركز الفروع، ويبقون فترة -الله أعلم- شهر أو شهرين، ثم يتم تقديمهم إلى الشرطة من أجل تقديمهم إلى القضاء، فكنا نقوم بتنظيم ضبط بالأسماء، وأذكر أول دفعة كان عددها 30 أو 40 شخصًا أحضروهم إلى النيابة إلى الطبقة، وكان الطقس شديد الحرارة، ووضعوهم في غرفة صغيرة حتى وهم وقوف لم تكد تسعهم، فاضطررت لفتح شباك هذه الغرفة التي كانت في الطابق الثاني، وفتحت الباب، وسمحت لهم بالوقوف على ترّاس (شرفة) بناء العدلية، وطلبت منهم وبدون حراسة، وكان يوجد شرطي أو شرطيين للحراسة فقط، وهم جميعهم يعرفونني، وهم طلبوا مني، وقلت لهم: أرجو منكم ألا يتحرك أحد. وبعدها قدمناهم إلى القضاء، وطبعًا القضاء في البداية حولهم لنا للتحقيق معهم وتنظيم الضبط، ونحن قمنا بتنظيم الأضبط (جمع ضبط، محضر التحقيق)، وكنا بالاتفاق مع النقيب عدنان، وهو كان رئيس قسم الأمن الجنائي، في الضبط أثناء أخذ الإفادة يذكر (المتهم) أنه يتراجع عن أقواله أمام المخابرات، وأنني كنت أمر في الطريق من جانب المظاهرة، أو من حي بجانبها، وجاءت دورية من الأمن واعتقلتني، وطبعًا هو يكون قد اعترف عندهم، ونحن كنا نقوم بالتزوير، ولو أنه تم كشف هذا الأمر بالتأكيد سوف يتم اعتقالنا أنا وعدنان، كنا في الإفادة في الضبط الذي سيذهب إلى القضاء كنا نذكر أنه أنكر ما نُسب إليه، وأنه لم يشارك في المظاهرة، ونحن في كل ضبط يجب أن نرفع برقية إعلامية إلى القيادة، ومن هنا يراها الأمن، والبرقية: هي عبارة عن اختصار للضبط بعدة أسطر، فكنا نقول في البرقية (بأن المتهم) اعترف ما نسب إليه، بينما في الضبط كان ينكر مشاركته في المظاهرات، الأمن هنا يطلع على البرقية، ولا يطلعون على الضبط، كنا نقوم بهذا الأمر على مدى سنة ونصف تقريبًا.
طبعًا نحن كنا متفقين مع قاضي النيابة، ومع قاضي التحقيق، وقلنا لهم: نحن نفعل كذا وكذا (نزور محاضر التحقيق والبرقيات) قالوا لنا: بأن القضاء ليس له علاقة بالبرقيات، وقالوا: نحن سنعمل بحسب الضبط الموجود أمامنا، والحمد لله أن الله سلّم ولم ينتبه أحد، وكان يتم توقيف المعتقلين ليوم أو يومين أو 3 أيام، ثم يخرجون بعد أن يتم تحويلهم لنا من قبل المخابرات، وبقينا على هذه الحالة تقريبًا سنةً ونصفًا حتى تم الانشقاق.
السؤال الذي يطرح نفسه: أنه كيف كنا نستطيع فعل هذا الأمر؟ بمعنى: أنا عندما كنت أذهب إلى المظاهرة كيف لا يقترب الأمن، ويسمعون الكلام، ويلتزمون، في الحقيقة يوجد عدة أسباب، أولًا: كان عناصر وضباط المخابرات في حالة من الخوف، وخاصةً أن الثورة قد تسلحت، وبات يسقط قتلى إن كان من الأمن أو المدنيين، أو الثوار، فتولد لديهم هذا الرعب، والأمر الثاني والذي أفادني: أنه بناءً على طلب منهم كنت أذهب إلى المظاهرة وأقوم بترتيبها، ولا أسمح بحصول أي مشاكل أو أي ضرب، أو أي تصادم بين الأمن وبين المتظاهرين، والأمر الثالث المهم الذي حصل: هو أن بشار الأسد أخذ يطلب من المحافظات كل فترة وجهاء المحافظة، ويجتمع معهم، ويتحدثون في موضوع المظاهرات، فجاء دور محافظه الرقة، وذهب الكثير من الوجهاء، وأيضًا من الوجهاء كانوا وجهاء منطقة الطبقة، فاجتمعوا مع بشار الأسد، وبدأ بشار الأسد يمدح محافظة الرقة؛ لأنها في البداية لم تخرج نهائيًّا، وكانت فقط منطقة الطبقة هي التي تخرج في مظاهرات، والرقة هي عبارة عن منطقتين منطقة الطبقة، ومنطقة تل أبيض، والمدينة (مدينة الرقة)، فلم يخرج أحد إلا من منطقة الطبقة، فكان يمدح الرقة، ويقول: هذه محافظتي، وأنا أعتبرها محافظتي الأولى التي تدعمني، وقال: ولكن عندي عتب على أهالي الطبقة؛ لأنهم يخرجون في مظاهرات، فيخرج أحد الوجهاء الموجودين من الطبقة، ويقول له: نعم، صحيح أنهم يخرجون، ولكنهم يهتفون بشكل سلمي، وحتى أنه يوجد مدير منطقه اسمه فلان الفلاني يدخل إلى المتظاهرين، ويتحدث معهم، ويسمع طلباتهم -طبعًا مع شيء من المبالغة- ويكتبها، فقال بشار الأسد: هذه تعليماتي التي أعطيها للأمن والشرطة، وهذا الشيء استفدت منه كثيرًا، وطبعًا عندما جاء الوجهاء وقالوا لنا ما حصل معهم، واجتمعنا معهم، وجاؤوا إلينا، وهذا أصبح بالنسبة لي مبررًا أنها تعليمات ما يُسمى "برئيس جمهورية سورية"، فكنت عندما يتحدثون معي (الأمن) كنت أقول لهم: هذه تعليمات السيد الرئيس، وأحيانًا يتذمرون من الشيء الذي يحصل، وأنه يجب أن نقمع، كان الذي يصدر هذا التذمر هو الأمن العسكري، كان متعطشًا جدًا لافتعال المشاكل، لأنهم تابعين لجامع جامع، وجامع جامع شخص معروف أنه دموي، وسفاح، رغم أن شكله لا يوحي بذلك نهائيًا، هو يبدو ناعمًا جدًا، ولكنه مثل حية التبن تلدغ من أسفل لأسفل (هذا المثل يعبَّر به عن الخيانة والغدر).
وأنا استفدت من هذا الأمر كثيرًا، وبقيت لفترة طويلة وأنا أعمل بنفس الأسلوب تمامًا، والذين يوقفهم الأمن كنا نساعدهم.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/09/02
الموضوع الرئیس
اعتقالكود الشهادة
SMI/OH/8-10/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
أمني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/03/28
المنطقة الجغرافية
محافظة الرقة-منطقة الطبقةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فرع الأمن العسكري في دير الزور 243