الخروج إلى تركيا وإعلان الانشقاق على قناة "الجزيرة"
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:19:13
وصلنا إلى صرّين، وطبعًا لم نذهب إلى نفس القرية، ولكن إلى منطقة تبعد عنها 7 كيلو متر في منطقة متطرفة، كان لدى الشخص الذي ذهبنا إليه عدة منازل، وكان متحمسًا جدًا للثورة، كان عمله عندما يعرف أن هناك شخص يريد الانشقاق؛ إن كان عسكريًا أو ضابطًا أو ضابطًا في الشرطة أو في الجيش، (بحكم) إمكانياته المادية قوية، كان يذهب دائمًا، أو يرسل أشخاصًا حتى يحضروا المنشقين، وأنا أعرفه منذ زمن طويل، لأنه صديق أخي المقرب، بحكم وجود أخي عندهم كمدير ناحية، فكان يحضر المنشقين وعائلاتهم، ويبقيهم عنده لأيام، حتى يؤمن لهم طريقًا إلى بلدهم، -إذا كان محررًا-، حتى لو كان في درعا يؤمنهم، ويعطيهم مصروف الطريق، فكان رجلًا متحمسًا للثورة بشدَّة، فبقينا عنده حتى وصل أخي نجيب بخير وسلامة، كنت خائفًا عليه كثيرًا، ووصلت عائلته قبله، كان من المفترض أن نبقى لفترة عنده حتى نرتاح، ونحن هنا لأول مرة نرى قطعة من سورية محررة، فبدأنا نرى شباب الجيش الحر، حينها كانت بداية معركة حلب، وبدأوا بالدخول إلى أطراف حلب، وكنا نرى الجيش الحر مثل الملائكة أو الصحابة، وأنا لا أذكر التاريخ (تاريخ دخول حلب)، ولكن أعتقد في 20 أو 21 تموز/ يوليو 2012، وبدأ يأتي إلينا قادة الكتائب للمباركة ولتهنئتنا بالسلامة.
اقترح أحد الضباط أن نصور فيديو، نذكر فيه أننا مخطوفون -لأجل أهلنا-، ونحن هنا بالفعل كنا خائفين، وأنا كنت خائفًا على ابني وأهلي، وأبي وأمي وأخي وأختي الموجودين في مناطق النظام، ويوجد أيضًا من الضباط مَن أهله موجودون في مناطق النظام، ولكنني رفضت الخروج في الفيديو، وقلت: فلنتوكل على الله، وليحدث ما يحدث فهي هجرة لله، ولم نصور لا فيديو انشقاق ولا غيره.
في اليوم التالي بعدما تسحرنا، وكنا نريد النوم، جاءنا أشخاص، وقالوا: يجب عليكم ترك المكان، لأنه وردتنا أخبار من أشخاص عند النظام، أنه ممكن أن يقصفها بالطائرات، فاضطررنا أن نأخذ الأولاد وعائلاتنا جميعًا، وخرجنا باتجاه جرابلس، وهذا هو اليوم الثالث الذي لم ننم فيه أبدًا، ووصلنا إلى جرابلس، نريد الدخول إلى تركيا، وصلنا صباحًا، وبقينا حتى المساء، ودخلنا في الليل إلى الحدود، وكانت منطقة حقول ألغام بين سورية وتركيا، وطبعًا أخذنا معنا شخصًا خبيرًا حتى يدلنا على الطريق، ومعنا أطفال صغار وحقائبنا، والضباط الذين معنا معهم أطفالهم وحقائبهم، وكانت الرحلة شاقة جدًا، كان عددنا كبيرًا، كنت أنا وعائلتي، والضباط وعائلاتهم، وحتى التحق معنا عدد من الضباط مع عائلاتهم؛ يعني كنا لا يقل عن 30 أو 40 شخصًا، وذهبنا إلى منطقة نِزِّب التركية من الحدود البرية، وهناك كان يوجد باص تركي كبير ينتظرنا، ثم ذهبنا إلى أنطاكيا إلى منطقة اسمها "التونوز"، كان هناك موجود صهري (زوج الأخت)، وهو العميد حسان غنوم الذي سبقنا بالانشقاق.
نحن لم نذهب إلى مخيم الضباط، وإنما ذهبنا إلى "التونوز" البعيدة حوالي 25 كيلو مترًا عن المخيم، ذهبنا إلى صهري (زوج أختي)، ونزلنا عنده، جميعًا تكدسنا لدرجة أن الغرف لا تتسع، (مما اضطرنا) لاستئجار المنزل العلوي ومنزلًا آخر، وجلس الرجال لوحدهم والنساء لوحدهم، وبقينا لمدة.
يوجد أشخاص نصحونا بالبقاء لوحدنا (وعدم التواصل مع مخيم الضباط)، والظاهر أنه كان يوجد بعض الإشكالات بين بعض الضباط، ولم نرغب بالدخول في هذه المشكلات، وبقينا لوحدنا، واستأجرنا منزلين، وجلسنا لفترة، حتى انتهى رمضان وجاء العيد، وبعده أخبرونا أن السلطات التركية خائفة، لأنه في وقتها [حسين] الهرموش -فك الله أسره-، أو -رحمه الله- إن كان حيًّا أو ميتًا، خُطف من نفس البلد من "التونوز"، ونحن لم نكن نعرف بذلك، فقالوا: من الأفضل أن تتركوا هذه المنطقة، ومن الأفضل أن تتركوا أنطاكيا كلها، وأن تجدوا مدينة في الداخل التركي (للاستقرار).
بعد انشقاقنا ب 15 يومًا، كنا نجلس بدون أي نشاط، فبدأ يأتينا شباب من الجيش الحر [النقيب] عمار الواوي، وجاء الكثير من الأشخاص لزيارتنا، وشخص من عائلة الفرج، كان موجودًا في المجلس الوطني (فرج حمود الفرج)، وبعد فترة من انشقاقنا انشق رئيس الوزراء رياض حجاب، فكانت فرحة كبيرة جدًا، ونحن كنا موجودين في "التونوز" في وقتها.
سألنا الشخص -من عائلة الفرج-: ألا تريدون تصوير بيان انشقاق؟ وهو جاء لزيارتنا، ودفع إيجار المنازل الثلاثة لمدة شهر كامل، لأنه لم يكن معنا إلا بعض الأموال البسيطة التي أحضرناها معنا، وطبعًا نحن تركنا سياراتنا وسلاحنا في صرّين عند صديقنا نفسه، لأننا لا نستطيع إدخالها إلى تركيا.
أصبح يوجد نقاش بيننا عن إعلان انشقاقنا، وفي النهاية قررنا إعلان الانشقاق على قناة الجزيرة، لأن الانشقاق سيشجع ضباط الشرطة في الداخل، وخاصةً الذين يعرفوننا، وكان كل ضباط الجيش والشرطة يعرفونني -أنا وأخي نجيب-، لأننا خريجو الكلية الحربية، ووالدنا كان مدير الكلية الحربية [بحمص]، فجميع ضباط الجيش والشرطة يعرفوننا، وصحيح أنه يوجد خطورة على أهلنا، ولكن نحن قررنا، وحتى إننا استأذنا الوالد، فقال: توكلوا على الله، وأعلنوا الانشقاق.
هو نفسه الفرج شيخ عشيرة الناصر، هو الذي أحضر عامر لافي (مراسل قناة الجزيرة في تركيا) إلينا، ثم ذهبنا إلى أحد الفنادق في أنطاكيا في شهر رمضان، عملناه (أجرينا التصوير) في الفندق قبل الإفطار بقليل، وأنا بوقتها قرأت البيان، وطبعًا انتشرت، وفعلًا على أثرها انشق الكثير من الأشخاص من العناصر، وضباط الشرطة وضباط الجيش عندما رأونا أنا وأخي وصهري (زوج أختي)، وأيضًا بقية الضباط خلفنا، يعني 3 عمداء مدراء مناطق، فكان لها أثر كبير، ويوجد الكثير من ضباط عمداء اتصلوا بي، وقالوا: نحن كنا مترددين وخائفين، ولا نعرف ماذا سيحصل، ولكن عندما رأيناكم على التلفزيون، قررنا الانشقاق فورًا، والحمد لله كان لها أثرًا جيدًا.
[مدينة] الطبقة مباشرة بعد أن خرجنا في اليوم الثاني أو بعد عدة أيام، وعندما تأكدوا تمامًا أننا انشققنا، لأنهم في البداية نشروا (الأمن) إشاعة، أنه تم خطفنا، وبعدها نشروا إشاعة، أن المخابرات قد ألقوا القبض علينا، فهنا بدأ الشباب يتصلون على عدنان، وهو طمأنهم، وقال لهم: إننا وصلنا إلى تركيا، ولا يوجد علينا أي شيء، بالطبع حكموا علينا بالإعدام، وهو عمليًا كل ضابط منشق محكوم بالإعدام، ولكن أصدر حكم الإعدام فينا من محكمة الرقة، واعتبروا أننا سبب انحلال جهاز الشرطة كله في الرقة، بحكم أنني أقدم الضباط الذين انشقوا، والرتب التي انشقت بعدي كانت رائدًا و ما دون، وأنا الوحيد برتبة عميد، ولا يوجد مقدم ولا عقيد، أنا العميد الوحيد بالإضافة لأخي، وعليه حُكم علي وعلى عدنان وأخي -العميد نجيب- بالإعدام.
أرسلوا لنا صورًا من الطبقة، ونحن لأول مرة نرى الطبقة بهذه الكثافة كلها، فالمدينة خرجت في مظاهرة من الرجال والنساء والأطفال، ويحيوننا، فكان فعلًا مشهدًا مؤثرًا جدًا جدًا، ولكن للأسف الفيديو ليس عندي، وعليه انهارت الأمور، وانحصر (تواجد) النظام في الطبقة في منطقة معينة، وهي الحي الأول في المدينة، هنا دخل (النظام) على مبنى المنطقة التي كنت فيها، وعززوه بالأسلحة على السطح، بالطبع وهم سابقًا عرضوا علي إحضار الجيش، وأنا رفضت نهائيًا، -قبل الانشقاق- عرضوا علي إحضار كتيبة حتى تبقى عندي، وأنا رفضت، قلت لهم: (بأنني مستعد لترك هذا المكان والنقل) إلى دمشق أو إلى أي مكان آخر، ولكنني لا أبقى في مكان (حوِّل) لثكنة عسكرية، فبعد انشقاقي مباشرة، وضعوا أسلحة على السطح، وبدأوا يستهدفون الناس، وقتلوا الكثير من الناس للأسف.
أحضروا مدير ناحية الجرنية، الذي هو يُعتبر أقدم ضابط بعدي، وكلفوه بشكل مؤقت بالمنطقة، وحتى إنه لم يجلس في المنطقة، وإنما جلس في المستشفى كمسكن، وكان يدير الأمور منها، لأنه أيضًا لم يستطع التفاهم مع الجيش، الذين استولوا على البناء، وكان يوجد ضباط.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/09/02
الموضوع الرئیس
الانشقاق عن النظامكود الشهادة
SMI/OH/8-16/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
أمني
المجال الزمني
آب/ أغسطس 2012
updatedAt
2024/07/17
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-منطقة جرابلسمحافظة حلب-صرينمحافظة الرقة-الجرنيةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
المجلس الوطني السوري
قناة الجزيرة
الكلية الحربية في حمص - نظام