تحديات العمل الإعلامي خلال اقتتال الفصائل في عفرين
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:37:01
في الواقع على إثر مقتل الناشط الإعلامي غنوم [محمد عبد اللطيف أبو غنوم] وزوجته وجنينهم في مدينة الباب، والاتهامات التي توجهت لبعض الفصائل والتحقيقات، حصل اقتتال بين هيئة تحرير الشام والفيلق الثاني التابع للجيش الوطني، والتصعيد كان في منطقة عفرين وهي المدينة التي كنت أتواجد فيها، وخلال فترة كان يوجد اشتباكات كبيرة جدًا، وكان يوجد دخول للهيئة (هيئة تحرير الشام) إلى بعض قرى مدينة عفرين، مثل قرزيحل وكفرجنة، والاشتباكات كانت -للأسف- محاذية لبعض المخيمات، مما أدى إلى إصابات ضمن المخيم، وأيضًا أدى إلى حالة التخوف لدى الأهالي، ونزوح بعضهم من هذه المخيمات، وطبعًا الاقتتال استمر لعدة أيام، ودخلت هيئة تحرير الشام إلى منطقة كفرجنة، وكانت متجهة إلى منطقة أعزاز، ولكن الفيلق الثاني حدّ من دخولها إلى هذه المناطق، وطبعًا خلال تواجد هيئة تحرير الشام كان يوجد إغلاق للمدارس، وكان يوجد توقف لحركة المدنيين والأهالي في المدينة نتيجة الاشتباكات، وللأسف كانت الاشتباكات ضمن مناطق سكنية مأهولة بالسكان، وأيضًا بالقرب من المخيمات.
طبعًا حالة التخوف لدى الأهالي أيضًا عادت نتيجة هذا التصعيد والقصف، وكانت الاشتباكات بأسلحة ثقيلة بين الفيلق الثاني وهيئة تحرير الشام، وبعدها وصلوا إلى اتفاق بعد تدخل الجانب التركي بالاشتباكات الحاصلة، إلى عودة (هيئة) تحرير الشام إلى مناطق إدلب وأطمة، ولكن كان يوجد تواجد للأجهزة الأمنية في مدينة عفرين، وطبعًا نحن كنا نرصد هذه الأخبار، وننقل الواقع كما هو، وكان يوجد أيضًا صعوبات بمناطق النزاع التي حصل فيها الاقتتال، ولكنه توقف بعد فترة، نتيجة عودة الفيلق الثاني إلى مقراته العسكرية في مناطق كفرجنة القريبة من وزارة الدفاع، التابعة أيضًا للحكومة السورية (المؤقتة)، وخروج هيئة تحرير الشام، وحتى الآن يوجد تخوف لدى بعض الأهالي من عودة الاشتباكات بين الطرفين، نتيجة بقاء الأجهزة الأمنية لهيئة تحرير الشام في المنطقة، وإصرار الفيلق الثاني على استرجاع المناطق التي تمّ أخذها منهم.
طبعًا هذه الفترة تزامنت مع موضوع عملية "المخلب السيف" (عملية تركية جوية، تستهدف المسلحين الأكراد في شمال العراق وسورية)، التي سيكون فيها مشاركة من الجيش الوطني والجيش التركي، لتحرير مناطق تل رفعت ومنبج، والتي أعلن عنها الجيش التركي من عدة أشهر، ورفع الجاهزية لفيالق الجيش الوطني الثلاثة، الذين كان لديهم أيضًا استنفار، وحالة تأهب ورفع جاهزية على جبهات ريف حلب الشمالي، وكنا أيضًا نرصد هذه الأخبار، ونرصد المظاهرات المدنية التي أيّدت العمل العسكري، من أجل عودة المهجرين إلى مدنهم وبلداتهم، في منطقة تل رفعت ومنبج، وأيضًا عين العرب، بعد سنوات التهجير التي عانوا منها، وصعوبة العيش في المخيمات، والوضع الاقتصادي السيء، وخاصة في فصل الشتاء، حيث نشهد معاناة مستمرة له، وتتكرر كل سنة دون وجود حل جذري؛ سواء من المنظمات، أو من سلطات الأمر الواقع، لأن الحل الجذري هو عودة هؤلاء المهجرين إلى أراضيهم الزراعية، التي أثّر نزوحهم منها على واقعهم الاقتصادي.
طبعًا في هذه الفترة يوجد ترقّب للعمل العسكري ويوجد ترقب لتحرير عدة مدن وبلدات في ريفي حلب الشمالي والشرقي، وخلال هذه الفترة أيضًا يستمر رصدنا للأخبار، ونقوم بتغطية الحدث على الرغم من وجود بعض الصعوبات، والعراقيل التي نواجهها، وأيضًا صعوبة الوضع الميداني في المنطقة.
صراحةً، الفصائل المساندة لهيئة تحرير الشام، التي شاركت في هذا الاقتتال هي كانت متواجدة، وكان الجهاز الأمني التابع للهيئة متواجدًا ضمن هذه الفصائل، ولكن بغلاف مبطن، فلم يكن يوجد رايات تُرفع لهيئة تحرير الشام في مدينة عفرين، أو حتى في الريف، ولكن كان يتواجد بعض العناصر التابعين للهيئة في مقرات الفصائل المشاركة؛ مثل الحمزات والعمشات، الذين شاركوا بدعم هيئة تحرير الشام، لدخولها إلى مدينة عفرين.
بعض الانتهاكات بحسب الأهالي، أنه كان يوجد إخراج لبعض المدنيين من قرى مدينة عفرين، والسيطرة على هذه الأراضي، وطبعًا كان توجيه التهم لهيئة تحرير الشام، ولكن تمّ نفيها من قبل الفصائل المساندة لها. وأيضًا كان يوجد صعوبة بتغطية أعمالنا كإعلاميين نتواجد على الأرض، وخاصة أنا صحفية أنثى، ويوجد بعض الأمور التي تتعلق باللباس الشرعي، والتي تتعلق بتواجدي في مكان عام، وتواجدي أيضًا في المظاهرات، ولكن كنا على تنسيق مع الجهة الإعلامية التي أعمل معها لرصد الأخبار بكل واقعية وشفافية، وأن يكون رصد الأخبار كما هو في الداخل، وفي مدينة عفرين بالتحديد.
الصعوبات أيضًا التي يمكن أن يتعرض لها الأهالي، -عدا عن إخراجهم من هذه المدينة-، هو استمرار حياتهم بشكل طبيعي، أيضًا نتيجة العادات والتقاليد لدى أهالي مدينة عفرين -الأكراد-، الذين قد يكون لباسهم لا يتناسب مع اللباس الشرعي، -كما تقول هيئة تحرير الشام، أو كما تطلب أن يكون هناك لباس شرعي-، وأيضًا تواجد الشباب في المقاهي، وتواجدهم في الأماكن العامة، فهناك تخوف من قبل الأهالي، ولكن خلال الفترة التي تواجدت فيها الهيئة (هيئة تحرير الشام)، لم يكن هناك تضييق بشكل مباشر على الأهالي، وسارت الأمور على ما يرام، حتى خروج الأرتال العسكرية في تلك المقرات، باتجاه أطمة وإدلب.
طبعًا أنا بالنهاية أشكركم على دعمكم لقضية الثورة السورية، وعلى استضافتكم لشخصيات عايشت هذه الأحداث بكل واقعية، وبكل تفاصيل بقيت في الذاكرة مستمرة معنا حتى الآن.
والرسالة التي أحب أن أتوجه بها إلى كل شخص ثائر وحر، بقي في مناطق الشمال السوري، ويعاني من صعوبات كبيرة؛ سواءً الوضع المعيشي أو الاقتصادي أو الأمني، وينتظر الخلاص من نظام ديكتاتوري قمعي، والخلاص من معاناة وتهجير وقصف واعتقال، أن يكون هناك أمل، وأن يكون هناك جانب مشرق للصبر، والحصول على مطالب الثورة السورية، وأيضًا أن يكون هناك تنسيق ما بين جهات الأمر الواقع المسؤولة، والمسيطرة على المناطق التي تتبع للجيش الوطني، وأيضًا هيئة تحرير الشام، لأمن وسلامة المدنيين، وتحييد المناطق المأهولة بالسكان عن أي اقتتال عسكري أو اقتحام فصائلي، أو ما يتعلق بموضوع عودة المهجرين، أيضًا اللجوء إلى فتح الجبهات ضد النظام وقسد، لعودة هؤلاء المهجرين، وأن يكون لدينا أمل بأن قضية الشعب السوري والثورة السورية، هي قضية حق، والحق سوف ينتصر مهما طال الأمد.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/12/17
الموضوع الرئیس
واقع الشمال السوريكود الشهادة
SMI/OH/155-12/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
تشرين الأول 2022
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-منطقة عين العرب (كوباني)محافظة حلب-ريف حلب الشرقيمحافظة حلب-ريف حلب الشماليمحافظة حلب-مدينة منبجمحافظة حلب-تل رفعتمحافظة إدلب-أطمةمحافظة إدلب-محافظة إدلبمحافظة حلب-منطقة عفرينمحافظة حلب-كفر جنةمحافظة حلب-مدينة عفرينمحافظة حلب-مدينة البابشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش التركي
وزارة الدفاع - الحكومة السورية المؤقتة
الفيلق الثالث - الجيش الوطني السوري
قوات سوريا الديمقراطية - قسد
هيئة تحرير الشام
فرقة الحمزة
فرقة السلطان سليمان شاه
الجيش الوطني السوري (2012)