الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيرة ذاتية وانطلاق الثورة السورية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:21:10

أنس الراوي من مواليد 1989 من مدينة الميادين في دير الزور، في العامين 2010 و2011، ومع بداية المخاضات في دول الربيع العربي كنت أدرس حقوقًا سنة 3 في جامعة بيروت العربية، وهي الفترة نهاية الـ 2010 وبداية 2011 وبداية الثورات، وقبل تلك الفترة بشكل وجيز كنت أتنقل بين محافظتي ومدينتي الميادين إلى لبنان، وخلال تلك الفترة كان لدي احتكاك مع الشباب من "الحزب السوري القومي الاجتماعي" و[مع] شخص [من] الممكن [أن] نمر عليه في الشهادة اسمه "أبو سورية" فكنت مقربًا وبدأت أقرأ للحزب، وغالب مؤلفات أنطوان سعادة وكان عمري 20 سنة، آمنت نسبيًّا بما قرأته، وكنت مندفعًا جدًا، فلم يبق بيني وبين أن أكون عضوًا منتسبًا في الحزب إلا أن أؤدي القسم السوري، حتى إنني حفظته.

 أذكر كنت خارجًا من الميادين إلى

دمشق -في الطريق- إلى بيروت، وكان معي كتاب اسمه "الدستور" حفظت القسم

السوري لأؤديه في لبنان، وفي تلك الفترة كان لدي مشاركات معهم (الحزب السوري

القومي الاجتماعي) في بيروت، والتقيت أكثر من شخص، وكان هذا كله بتنسيق من

"أبي سورية" -رحمه الله- وخلال تلك الفترة الذي أذكره، وأنا خارج من

دمشق عند بيت شخص عزيز علي، وهو [واحد من] من أهم الأشخاص الذين لهم فضل أنَّني

انخرطت في تلك الثورة وهم 3: الأول هو "أبو سورية" [وعن طريقه علمت]

أنَّه عادي يتم الحديث عن حزب البعث،[وأن] الحاكمين في سوريين ليسوا كل السوريين.

 وأذكر في 2010 قال "أبو

سورية" لشخص بعثي في جلسة في الميادين -وأنا وأبو سورية من الحزب القومي- قال

له: من سمح لكم أن تحتكروا المقاومة ونحن الحزب القومي السوري الاجتماعي أهل

المقاومة، وأنتم شلحتونا (سرقتموها منا) إياها في لبنان ليكون لكم علاقات جيدة

وتقوموا باتفاقيات، في حينها [كنت أنظر لنفسي على أنني لست] بشاب لا بل قد أكون

طفلًا، فكل ما أريده هو الخروج من المكان، وقلت لأبي سورية: أنت تورطنا، حسنًا،

أنا أريد أن أكون معكم في الحزب وليس كذلك، و[بينما] نحن خارجون قال "أبو

سورية" لي: هذه الأمور ستفهمها لاحقًا، وفعلًا المحطة الثانية [الشخص الثاني]

كانت مع شخص اسمه "عمر" مررت على بيته إلى دمشق لأذهب إلى بيروت، وقال

لي: اجلس هل علمت بما يحصل في تونس؟ فقلت: أساسًا تونس من بلدان المغرب العربي

صحيح؟ قال: صحيح، فعرفت أنَّ حراكًا يحصل في تونس، لكن ما يقوله عمر أنَّها ثورة.

وصلت إلى بيروت [وهناك] لدي صديق تونسي وهو

دكتور جامعي -وهذا الشخص الثالث من الأشخاص أصحاب الفضل علي في أن أكون جزءًا…-

فوضعت أمتعتي حين وصلت بيروت وذهبت إليه، [وسألته] دكتور، ما الذي يحصل في تونس؟

قال: ثورة، قفلت له: إنني سمعت ذلك من أحدهم، ولكن مفهومي عن الثورة أنها [تجري]

ضد الاحتلال [عندما] يوجد محتل أجنبي يحتل بلدي، فأنا [بدوري] أخرج بثورة ضده مثل

ما قرأنا في الكتب، مثل: الثورة السورية الكبرى، والثورة العراقية إلى ماهنالك..

فهذا مفهومي عن الثورة.

 أنا والدكتور جلسنا نقرأ كتاب اسمه

"قصة مدينتين" -وهو يروي قصة أحداث جرت في الثورة الفرنسية- فقال لي: من

قال [أن] الثورة ضد غاز أو أجنبي؟، لا بل الثورة هي لنيل الحق، [هنا] لا أريد أن

أسمي ماجرى بالنقاش -لأنني في الحقيقة أن لم أكن أناقش الدكتور، بل كنت آخذ منه-،

ولكن الدكتور وضح لي تمامًا ماذا تعني ثورة وما تعني "دولة بوليسية"،

وتونس هي دولة بوليسية وأنا أخذت وقتًا [حتى أستوعب] وخجلت [أن] أسأله ماذا يعني

"دولة بوليسية"؟ وهي [دولة تكون] فيها أجهزة الأمن متسلطة على الناس،

وزين العابدين [الرئيس التونسي السابق] رئيس منذ عشرات السنوات ويجب أن يتغير،

والحياة يجب أن تكون طبيعية، والممارسة الديمقراطية تقول بأنه يجب [أن] يأتي أحد

غيره [للحكم] بانتخابات، وخلال كلام الدكتور [لاحظت] أن كلامه هو ذات الكلام

الموجود في سورية، ولكن نحن لا نعرف أن هذا خطأ، حتى ختم كلامه بالجملة التالية:

-وكان في تلك الفترة ليبيا يحصل فيها حراك- فقال لي: عقبى لسورية وقلت: عقبى لمن؟

فقال: عقبى لسورية، فضحكت وقلت له: سورية الوضع [فيها] مختلف، ولا أظن أن يحصل

شيء، وقال: سيحصل شيء وانتهى الكلام، [ولكن] كلام الدكتور عبد الرحيم جعلني

مترقبًا:[هل] فعلًا سيحصل شيء في سورية أو لا؟ وطريقة [حديث] الدكتور وحين عرفت

أنَّه ممنوع من زيارة تونس بسبب خلاف سياسي مع الحكومة، جعل لي رغبة أن أخوض تلك

التجربة، ولم يتضح معي بعد كيف ستكون هذه الثورة؟ وهل ستخرج بمطالب محقة؟ لاأعرف

ولا أمتلك معلومات ولا وعيًا كافيًا في ذلك الوقت لأكون جزءًا مباشرًا في الحراك

ولأرى ما سيحصل، فكنت ذلك الشحص الذي يترقب ما يمكن أن يحصل.

دخلنا شهر شباط/ فبراير [2011]، والثورة

المصرية ماشية (مستمرة) والليبية ماشية وبدأ يخرج على الإنترنت، وأنا في لبنان

متاح الإنترنت وأنا مسوي [قد أنشأت صفحة] "فيسبوك"، وأجلس بجانب صديق

لبناني لأفهم أمورًا؛ يوميًا نبحث عن يوم الغضب السوري [لأنها] أُعلنت [في] كثير

[من] الأيام عن شهر شباط/ فبراير، فكنت أترقب ذلك اليوم في كل يوم من تلك الأيام،

ولكن أترقبه ووجهي في ذلك الحين عبارة عن إشارة استفهام، أنَّه ما الذي يمكن أن

يحصل؟ ونزلت إلى سورية في شهر آذار/ مارس في وقت مظاهرة 15 آذار/ مارس و18 آذار/

مارس كنت في الميادين.

 نحن لدينا مكتبة نبيع جرائد وكتبًا

وقرطاسية، [حينها] أتى إلي شخص اشترى جريدة "الفرات"؛ وهي جريدة محلية

في دير الزور ثمنها ليرتان، واقترب مني -لن أذكر اسمه وهو ليس في مناطق يمكن يؤذى

[فيها] وهو يوجد فارق عمري كبير بيني وبينه، وهو طبيب بشري- وقال لي: "سووها

(فعلها) الشباب"، وليس هناك أي كلام بيني وبينه على هذا المستوى! وفي الأساس

لا يمكن أن أدخل معه بكلام على هذا المستوى، فقلت له: من الشباب؟ فقال لي: توجد

مظاهرات خارجة في دمشق وفي درعا والأمور متحركة بشكل جيد، وإلى الآن لا أعرف ما

قصده من هذا الكلام، ولكن أنا دومًا أفترض أنَّ رب العالمين يعطيك دلالات لاتباع

الطريق المناسب لك، وربما كان [حديث هذا الشخص معي] من الدلالات، بمعنى أنَّه ليس

فقط أولئك الـ3 الذين تعرفهم، [لا] بل يوجد أناس آخرون أيضًا في سورية يترقبون

لحظة انطلاق ثورة، وهذا لطيف أن تكون في وسطهم، ويوجد أمر مهم كذلك: أن هؤلاء

الناس كلهم بمكانة متقدمة [بالنسبة] لي، فالذي ذكرته في دمشق [عمر] حين يتعسر

عليَّ [فهم] أي كتاب أريد أن أقرأه أذهب إليه، وأبو سورية هو هذا الشخص الذي يأتي

إلي بجرائد ويسفرني إلى بيروت ويجلسني [يؤمن لي لقاءات] مع ناس من الحزب، والدكتور

عبد الرحيم بمثابة دكتوري في الجامعة، وبالإضافة إلى أنه دكتور هناك قرابة بيني

وبينه، و[وهو] كبير في العمر، [فكنت] أنظر له نظرة احترام، فإذا كان هؤلاء

[القامات] ينتظرون ما سيحدث في سورية، فما هو عملنا نحن إذًا؟ 

وبدأت الثورة ببداية المظاهرات، [هنا أنا] عدت

إلى لبنان [فوجدته] مليئًا بالفرح ولسبب لا أعرفه! وأول ما فعلته [هو] لقاء

الدكتور عبد الرحيم وقلت: دكتور بدأت الثورة في سورية، أنت كلامك صحيح، فقال لي:

قلت لك، دعاني حينها إلى طبق باذنجان وبقينا سهرانين لوقت طويل، ولا أحب أن أقول:

تناقشنا، بل هو يعلمني، واستفدت من هذا الرجل منه كثيرًا، ومن جملة النقاشات قلت:

نحن هنا هل ممكن أن نقوم بشيء؟ قال: طبعًا نستطيع فعل شيء -وهنا [في] تونس بن علي

كان قد هرب والدكتور حاول أن يعيد تواصلاته مع التوانسة [لكي] ينظموا شيئًا في لبنان-

فقال لي: طبعًا نستطيع فعل شيء، قلت: ما هو؟ فقال: ممكن أن نقوم بمظاهرة، فقلت:

مظاهرة!!! هؤلاء ذاتهم الذين كانوا يدوسونهم بالجِمال في مصر؟ -لأن هذه اللقطة

عالقة في بالي من مصر- قال لي: نعم ولكن لنرَ ماذا سيحصل [من] أحداث [وهل] ستكمل

أم لا؟ هي هبة (انتفاضة عابرة)، -مع العلم وهذا كلامه: أنا متأكد [أنها] ستحصل

ثورة في سورية- وتكلم لي [حينها] قليلًا عن ماهية النظام السوري والحالة الطائفية

للنظام -التي لم أكن أعيها- فأنا أعرف أنَّه سوري فقط وليس لدي بعد [عن الحالة

الطائفية]، ولكن فهمت أمرًا مهمًّا، حين تُوفي حافظ الأسد كنت [في] الصف السادس،

وكما أسلفت كان لدينا مكتبة وجرائد وكان يأتي مع الجرائد صورة له [لحافظ الأسد]

موضوع عليها إشارة العزاء، وأنا طفل فأخذت الصورة [بحكم] أنه رئيسنا ومات؛ فأخذتها

وعلقتها في المكتبة، فأتى أبي -رحمه الله- ورأى الصورة، [حينها] لم أفهم حتى 2011

ماهو الخوف الذي كان في عيونه! قال لي: يا بني لماذا [أنت] معلق هذه الصورة؟ وأنا

فرح بفعلتي هذه، فقال: يا ابني أنت علقتها كيف لنا أن نزيلها؟ وذهب، ولكن [كان من]

الواضح [أن] أبي خائف ومكسور، وهناك أمر لا يستطيع أن يقوله، في ذلك الوقت [عام

2011] أنا عرفت لماذا أبي [كان] خائفًا، وما هو السبب الذي جعله يخاف، طبعًا

الصورة أُزيلت بمشهد تمثيلي كامل، [حيث] نظفت المكتبة وأتت المياه على الجدران حتى

أُزيلت، فكنت أراهم يتصرفون تصرفات ليس لها معنًى.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/05/20

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتية

كود الشهادة

SMI/OH/79-01/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة حتى 2011

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-مدينة الميادين

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

الحزب السوري القومي الاجتماعي - الأمانة العامة

الحزب السوري القومي الاجتماعي - الأمانة العامة

الشهادات المرتبطة