الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أساليب التعذيب في ساحة سجن تدمر وقت التنفس

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:30:22

حين يُفتح الباب وكلٌّ منا يقرأ من القرآن [ما استطاع] ويبتهل إلى الله بالدعاء، ويخرج وقد قرأ سورة ياسين ودعا الله عز وجل ويخرج من الباب والجلاد أمامه [وتفكيره] كيف سيطاله بكرباجه (بسوطه)؟ وكنا نقرأ شاهت الوجوه "وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون" ثم يتفل كلّ منا في وجوه الزبانية لعله ينجو من ضرباتهم، حتى إذا ما خرجنا من الباحة اصطففنا 5 خمسة كل 5 بجانب بعضهم، [ونتوزع] على صفوف، وهذه الصفوف سينالها الكثير من الضربات، وأنت ستصطف بجانب أخيك، وأنت تحت الكرباج وهم يتسلون بنا حتى يصطف ال 200 شخص، طبعًا كما قلنا مازلنا مغمضي العيون وأيدينا وراء ظهورنا والرؤوس منكسة ويا ويله الذي يمكن أن يُرى أنَّه مفتح عيناه، وقد يتكلم الأخ يقول: كيف كنتم تمشون رغم ذلك؟ فالحقيقة يجب أن تمشي وتسترق النظر سرقة، أما أمامهم لا يمكن أن تفتح عينك في وجه الشرطة، وهذا يعرضك للعقوبة، وبالتالي ستكون الفريسة التي سيتسلون في قتلها (ضربها) وتعذيبها في الباحة.

ونظام المشي في الباحات عبارة عن حلقة أو دائرة ضيقة لا يتعدى قطرها 10 أو 15 متر يجب أن تدور بها بهذا الشكل، وهذا الأمر صعب للغاية، وعندما [تمشي] كما يسمى بمشية النملة، والنملة ينبغي أن تكون أسرع منك، ولا يمكن لك أن تدور الدائرة التي قطرها من 10 إلى 15 متر، تأخذ 10 دقائق، ويمكن خلال فترة التنفس [أن] تدور هذه الدورة مرتين أو مرة فقط وأنت مضطرب وتراقب كيف ستأتيك الكرابيج، وأنت تمشي بهذه الطريقة وسيتحمل الأخ الذي يقف على طرفي الصف، وعلى الطرف اليميني هناك شخص و[على] اليسار هناك شخص، والطرف اليسار قد يكون ضمن الدائرة فقد لا تطاله الكرابيج، أما الطرف الآخر يكون كل منهم فدائيًا عن إخوانه لأنَّهم سينالون النصيب الأكبر من القتل أثناء التنفس، وهكذا تنقضي النصف ساعة من التنفس أو من هذه الغزوة المريرة جدًا، والزبانية 10 وكلهم مدججون بالكرابيج ويستخدمون نعالهم ولكماتهم ورفساتهم بكل ما أوتوا من أنواع القتل وفنونه، والتنفس أحيانًا يكون على الجالس، ويطلبون الماء قبل أن نخرج من أجل أن نرش الباحة بالمياه، وليس لدينا إلا 15 بدونًا ورش الباحة عقوبة كبيرة للغاية، والإخوة الذين يضحون بأنفسهم فداءً لإخوانهم، ويخرج كل واحد منهم حاملًا بدون الماء، وهو يرش الباحة، والكرابيج تلاحقه من مكان إلى آخر، حتى إذا ما انتهوا خرجنا إلى التنفس، وبالتالي جلسنا على الأرض التي إما أن تكون حارة للغاية إذا لم يكن هناك مياه، أو تكون لوثت كل الثياب بالتراب [لأنها متوحلة من الماء]، طبعًا حين نكون في المشي لا نتأثر بالمياه التي تُرش ولكن حفلات التعذيب التي تتخلل قضية التنفس هي كانت محطة رئيسية لأنها في كل يوم، ولديهم وقت طويل للتعذيب نصف ساعة لا يمكن أن يستريحوا، وهم جاؤوا للتعذيب، وهذا التنفس ذريعة لضرب هؤلاء الشباب، وكثير من شبابنا أوذوا وشُوِّهوا وأصبحوا معاقين من تعذيب التنفسات.

والتنفس غالبًا ما يكون عاري الصدر والذي لا يمكن لك أن تدافع عن نفسك أو ترفع يدك أو ترى من يضربك أو تعرف كيف ستأتيك الضربة، وبالتالي أنت أمام عدوٌّ ماكر لا تعرف كيف ستصد الضربة أو تأتيك، وهذا الأمر يُعتبر أيضًا من الـ 7 الموبقات التي يمكن أن يضاعف عليك العقوبة وينالك المزيد من الضربات إذا ما رفعت يدك، وهذا الأمر يُعتبر أنَّك تعارض الأمر العسكري ويمكن [أن] يسبب لك [التعذيب] بالدواليب ويمكن أن تموت منها، ومنهم من يُسمى المعاقَب الأبدي، وهذا المعاقَب الأبدي دمه مهدور أمام كل الدوريات، والشرطة والعناصر حين يأتون [إلى] هذا المهجع يقولون لرئيس المهجع: أخرج المعلَّم الأبدي، وبالتالي هؤلاء الشباب كانوا ينالون جزءاً وشطرًا كبيرًا من العذاب، وإذا كان في المهجع معلَّم [أنه] أبدي تقريبًا سيأكل قتلًا (ضربًا) عن المهجع كله، والشباب لك أن تتخيل موقفهم وهم يسمعون صوت أخيهم وهو يستغيث من العذاب ولا يمكن لأحد أن يقوم مكانه أو يدافع عنه أو يأخذ كتفًا عنه، الحقيقة مشهد مرعب وصعب للغاية، وعندما لا يكون هناك معلَّم [أبدي] ولا يكون لدينا معاقَب والكرابيج موجودة يختلقون ذرائع من أجل أن يقتلوا الشباب، ويقول أحدهم: من كان له أذنان فليخرج .. طبعًا فلا يخرج أحد لأنَّ الذي سيخرج سيموت من الضرب، ويعيد الأمر مرة ثانية: من كان له أذنان فليخرج، ولا يخرج أحد، ويعيد مرة ثالثة، ولا يخرج أحد ويأتي لشخص معين وقد يكون جسمه كبير أو صغير جدًا والمهم فيه شيء مميز ويضربه ويقول له: كم أذن لك؟ يقول أذنان، [فيقول له:] فلماذا لا تخرج؟ وبالتالي تكون ذريعة ليتسلَّى به، [ثم يسأل:] من له عينان، ومن له شعر على رأسه؟ ثم يخرج أو هم يختلقون الذرائع ليتسلوا بالناس، والحقيقة من أصعب الغزوات غزوة التنفس والتي تأخذ معنا من الوقت نصف ساعة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/24

الموضوع الرئیس

الاعتقال قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/159-12/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-سجن تدمر

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

سجن تدمر

سجن تدمر

الشهادات المرتبطة