الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أدوات التعذيب في سجن تدمر

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:55:10

بعد الساعة الـ 12:00 لدينا الجولة الـ 4 أو الغزوة الـ 4 وهي التفقد، والتفقد أي أنَّ هناك تبديل ما بين نوبة الصباح والمساء وفي كل 24 ساعة هناك تبديل، ويتم التبديل في الساعة الـ 12 ونصف تقريبًا نسميها التفقد، وهم سيحصون العدد الموجود في كل مهجع من مهاجع السجن من النوبة الماضية تسلم النوبة التي ستأتي بعد، وهذا يعني أنَّ كل نوبة ستبدل عناصرها أي أنَّهم سيدخلون إلى مهجعك أو سيخرجونك إلى الباحة خمسة خمسة، أو ستقف في المهجع خمسة خمسة ويُدخلون عليك 20 عنصرًا، وسيدخل 20 عنصرًا وليس 10 أو 25 أو 30، نوبتان، سيكونون مع بعضهم وكلهم محمّل بالكرابيج من أجل أن يحصروا هذا العدد بشكل رسمي، استلام وتسليم. والحقيقة ليست هنا المشكلة، والمشكلة ماذا سيعتري هذا المشهد، وكيف ستواجه هؤلاء المجرمين الذين سيدخلون إليك إلى المهجع أو يخرجونك إلى الخارج؟ وإذا خرجت فهناك ضرب شديد على الباب، وبالتالي سيكون مثل التنفس ستصطف خمسة خمسة، وإذا دخلوا عليك ستكون مجهزًا نفسك خمسة خمسة، وهنا لدينا تحد كبير جدًا أنَّ الـ 5 الذين سيقفون، كل صف 5 وراءهم 5 حتى ينتهي الصف بأكمله، وأنت في منتصف المهجع، والتفقد سيكون في منتصف المهجع، وبالتالي جوانب المهجع هي فارغة، سيكون الشرطة من الجانبين وكلهم مدججون بالكرابيج التي ممكن [أنك] أنت ستكون الضحية لتلك الكرابيج، أو الرفسات أو الركلات، وحين يدخلون الكل كما قلت مغمض العينين ويداه وراء ظهره والرأس منكس، والويل ثم الويل لمن يرونه يبصبص بعينيه وخاصة الأطراف، وهذه كانت غالبًا ما تكون تطوعًا من الـ 5 كل واحد يتطوع من هنا وهناك من على جنب، وهذا سيكون له النصيب الأكبر من الرفس والركل، وكثير منهم يُكسر أنفه وهو مغمض عينيه، لا تعرف كيف تكون الركلة، والمجرم مجهز له يضربه على أنفه وينزل الدم مباشرة، وغيرها الكثير.

 الحقيقة كانت تلك الغزوة من أصعب الغزوات، حتى لو كانت في داخل المهجع، فما بالك لو كانت في خارج المهجع! وهنا سينالنا الكثير من الضرب والقتل خاصةً في الدخول بعد أن نخرج من المهجع وننتهي لا بدَّ من الدخول، وبالتالي تنهال علينا الكرابيج 10 يضربوننا، والازدحام أمام الباب الذي لا يتعدى أقل من متر، وستدخل 200 شخص، والكرابيج كلها وراءك، وإخوة أحيانًا الحقيقة ليس لديهم قدرة التحمل على القتل، وبالتالي يكون موقفًا شديدًا.

 لازلت أذكر حين نخرج ويأتينا أحيانًا ما يُسمى الدوسير، وهذا يأتي مع الطعام، وسأتكلم عن الغداء بعد قليل، لكن أحيانًا يكون الدوسير قادمًا وهو نوع من أنواع الفواكه، والفواكه حين يأتون بها [تكون] مع الغداء، أحيانًا يأتون لنا بالبرتقال، وكان المهجع 200 شخص كما قلنا، كان يأتينا اثنين أو 3 كيلوات برتقال، يعني 20 أو 25 برتقالة ومرة أتى 30 واحدة، وكانوا 10 أو 15 حبة على الأغلب.. وكان إدخالهم لهذا الدوسير يضربوننا على الباب ونحن ندخل، منهم من يضرب بالكرابيج ومنهم بالبرتقال، ويكون أغلبه يُفعص تحت الأقدام، والذي كان سليمًا نوزعه على أنفسنا، الأخ يطلع له حز من البرتقال، ونأخذ القشور ممكن [أن] نستفيد منها. الحقيقة ما أردت أن أقوله: أنَّ غزوة التفقد لم تكن أقل خطرًا من غيرها من الغزوات في الرعب والهلع والخوف وكثرة الأذى والضرر على الشباب إن كان في المهجع أو خارجه أيضًا، لأنَّها ستكون كل يوم، أحيانًا يمر عليك يوم لا تأكل ضربًا، ونقول: الحمد لله، الرقيب إلى حد معين ليس مؤذيًا، علمًا أنَّ كلهم قمة في الأذية والضرر، وننتهي من قضية التفقد، ويخرجون إلى مهجع آخر وهكذا، وحين يخرجون لا بدَّ لنا من التزام الصمت كاملًا حتى لا يسمعوا أصواتنا ويعودوا إلينا حتى يخرجوا من الباحة كاملة، وقد يأخذ معهم هذا الأمر نصف ساعة، ونحن نحمد ربنا أنَّه لم يتكسر أو لم نخسر أحد منا أو لم يُشوه أحد منا والحمد لله الذي نجانا من هذه الغزوة، وهذه كانت بعد كل غزوة من الإفطار أو التنفس أو التفقد عندنا على الأقل 5 دقائق جلسة مع الله عز وجل شكرًا لله على أن نجانا من هؤلاء، وإن كان قُتل بعضنا وأُوذِي بعضنا ولكن كان لطف الله بنا كبيرًا، وكان لا بدَّ لنا من التوجه للحمد والثناء لله سبحانه وتعالى في كل غزوة من الغزوات، حتى إذا ما خرجوا من الباحة الآن كان لدينا متسع ريثما يأتي الطعام، وهو يأتي بعد التفقد بحوالي ساعة، نجلس هنا ونستريح كلنا ونذهب إلى حفظ القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، أو أنَّه يعطي درسًا في اللغة العربية أو غيرها، المهم هذا الوقت لك أن ترتاح [فيه] إلى حد معين، ولكن لا تجلس تلك الجلسة التي تظهر أنَّك مرتاح أو مبسوط، ممنوع أن تظهر متبسمًا أو تنام على ظهرك، [أو أن] واحدًا يضع رجلًا على رجل وهو مرتاح، وهذه كبيرة من الكبائر لدى نظام المجرمين، ولا ينبغي لك أن تظهر ويراك الشرطي أنك جالس مع اثنين أو 3 أو 4 جالسين تتحدثون، وبالتالي يكون هذا مجال للعقوبة. وحين نجلس مع بعضنا في درس معين كل منا يلقي ظهره للآخر حتى إذا نظر من الأعلى لا يمكن له أن يميز أن هناك جلسة، وبالتالي نحتاط من هذا الأمر في تلك الفترة، والتي هي فترة استراحة ريثما يأتي الغداء، الحقيقة أنت لست مستريحًا لكنك مضطر لأن تتصنع على أنك مستريح، ولكن مترقب لأي حركة تقوم بها ولأي كلمة ولأي نظرة، والويل ثم الويل لمن نظر إلى أعلى، لأنَّه قد يكون تخفى في مشيته وجلس على النافذة وأخذ يراقب، وكثيرًا ما نقع بهذا الفخ، وبالتالي أنت أمام عقوبات داخلية لا تقل خطرًا عن الخارجية التي سنتكلم عنها، وإذا ما انتهينا من تلك الفترة وهي ساعة ريثما يأتي الغداء، أنت أمام جولة أيضًا قاسية، وهي إدخال الغداء، وحين نقول الغداء نقول 200 شخص، وتقول: سيكون هناك كميات هائلة [يفترض أن يكون] والحقيقة الغداء يحتاج للكومندوس (قوات خاصة) الشباب الذين يضحون بأنفسهم فداءً لأهلهم وإخوانهم، وهؤلاء كثر، الجاهزون ليخرجوا ويأكلوا ضربًا ويعرفون أنَّه سيأتي إما رز ومعه شوربة أو برغل ومعه شوربة قولًا واحدًا هذه الأنواع التي تأتي إلى الغداء، ولكن الكمية [قليلة] أحيانًا يأتي وعاء ونصف، وأحيانًا وعاء، وأحيانًا وعاءان، ولكن هذه الكمية قليلة جدًا بالنسبة للشباب. [أما] طريقة إدخالها فيأتي وعاء مملوء نصفه أو ثلاثة أرباعه وفيه الماء الأحمر أو من البواقي الموجودة يمكن [أن] يأتي بزهرة (قرنبيط) أو جزر أو باذنجان موجودة عدة حبات، ويأتي بكمية قليلة للغاية. ونظام إدخاله: كما تكملنا عن نظام إدخال الإفطار، يا ويلك إذا سُكب شيء من الشوربة إذا [كان] سيحملها واحد أو اثنين، ولكن الشرطي مجهز نفسه للرفسات والكرابيج واللكمات التي سيضربها لهؤلاء، الحقيقة من أجل أن يُسكب معهم شيء، يكون الشباب أحيانًا مجهزين أمورهم لهذا الأمر، وحين يضربهم يبقون متماسكين ويأكل كرباجًا واثنين و4 ويبقى متماسكًا وينفد منها، ولكن إن وقع شيء من هذه الشوربة يكون هو أمام كارثة كانت تتكرر كلما كان يُكب الشاي على الأرض، أيضًا حين نُدخل البرغل أو الرز لا نحتفظ بالأوعية وهي ستعود مباشرة، وستفرغ البرغل والرز على الأرض وتحمله مباشرة وتعيد الوعاء إلى الخارج مباشرة، وكنا ننظف الأرض كي لا يبتل البرغل أو نضع بلاستيكًا إذا توفر هذا الأمر، وأحيانًا لا يتوفر، وهنا ترى البرغل الذي يأتي إليك بتلك الأوعية التي كانت معبئة من قبل بقشور البيض أو بقايا الإفطار أو بقايا الزبالة التي يخرجها في المهجع كلها، وبالتالي حين يوضع البرغل في هذا الوعاء ويُرمى على الأرض أصبحت الزبالة كلها من فوق، إما يكون من الزفر المخلوط بقشور البيض ولكن هذا قدرنا فكنا نتحمل كل تلك الأمور، وتعال إلى توزيع الطعام الذي يتكرر معنا كما تكرر في الصباح، حين خروجك إلى مجموعة الطعام وهي 6 أو 8 أو 10 أشخاص، والذي ربما يمشي [ويراقب] والذي يراقبك من فوق، والذي ينغص عليك حتى تناولك للطعام، تنبطح، أو[يطلب] وقوفك على رجل واحدة لمدة ساعة أو ساعتين حتى تنتهي نوبته، وأنت لا تستطيع أن تتكلم بشيء، وكان حقلًا من الألغام والمصائب والبلايا التي ليس لك مفر منها الحقيقة، وخاصة أنَّ الطعام الذي ستتناوله لا يكفي لطفل، الحقيقة كان يأتينا البرغل [بمقدار] كأس شاي غير ممتلئة هذا الذي يكون لك، والشوربة نصف كأس الشاي، وكنا نعمل أكلًا جماعيًا مع بعضنا، وسبحان الله كان الله يبارك لنا بهذا الأمر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/24

الموضوع الرئیس

الاعتقال قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/159-14/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-سجن تدمر

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

سجن تدمر

سجن تدمر

الشهادات المرتبطة