الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

قصص ومشاهد من عمليات الإعدام في سجن تدمر-1

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:05:05

طبعًا ما زلنا نتكلم عن قضية الإعدامات، والتي لم يكن لها وقت محدد، فقد تكون في كل أسبوع 3 مرات، وقد تكون مرتين وقد تكون مرة وقد تكون أيضًا في كل شهر مرة، بحسب الأحداث الخارجية فلم تكن هناك أعداد أيضًا واضحة، لكنها غالبًا كانت يعني بأعدادها الكبيرة التي حصدت الآلاف، بل وعشرات الآلاف من شبابنا.

 فهنا من الممكن أن يسأل الأخ أن السجن عمليًّا لا يتسع لأكثر من 5 آلاف يعني بشكل عام كنا 5 آلاف أو 6 آلاف في السجن، طبعًا هو بشكل عام لا يتسع لأكثر من 1000 شخص حقيقة، لكن وضعونا 5 آلاف أو 6 آلاف بازدحام شديد جدًّا، وكنت قد تكلمت عن حصة الشخص بمنامته بأنها شبر وأصبعان فقط، وبالتالي يتسع وفق هذا الأمر لـ 5 آلاف!! حسنًا، أنا أقول بأنه من تم إعدامهم حوالي 25 إلى 35 ألفًا، وبالتالي كيف يمكن التوفيق في هذا الأمر؟ الحقيقة هذه النقطة كنا نحن ننتبه مباشر، ففي اليوم الذي يحصل فيه إعدام عندنا، فغدًا سيكون عندنا حفلة جديدة من الاستقبالات، ففي كل يوم يكون هناك إعدامات، في اليوم الثاني سيكون هناك استقبالات؛ إذًا هناك استقبالات لمساجين جديدة وتصفيات لمساجين أيضًا موجودة تمت محاكمتهم، وبالتالي فمن الطبيعي أن يحافظ السجن على هذا العدد بشكل كامل، وعندما تدخل يعني الدفعات الجديدة [فإننا] نعرفها من حفلات الاستقبال التي غالبًا ما تكون في الباحة الـ 6 وهي نفسها باحة الإعدامات.

 طبعًا لا أزال أذكر بعض المواقف التي عشتها، خاصة من الشباب الذين خرجوا إلى حفلات الإعدام، وخاصة الذين كانوا من الإخوة الحمصيين، والحقيقة أهالي حمص نالوا نصيبًا كبيرًا جدًّا من الإعدام، خاصة أنه كان يقوم على حكمهم آنذاك في حمص المجرم غازي كنعان -الذي قُتل بفضل الله سبحانه وتعالى- لكن يعني كان نصيبهم كبيرًا جدًّا علمًا أن الإعدامات لم تكن يعني تركز على حالات معينة منهم وإنما أغلب من تمت محاكمتهم كما قلت آنذاك تم إعدامهم.

 في يوم من الأيام الحقيقة صدر أسماء 8 أشخاص وأعتقد أن واحدًا [منهم] كان من إدلب -والآن أتكلم عنه-، والـ6 أو الـ7 كانوا من شباب حمص، طبعًا هؤلاء الشباب وهذا ما أريد أن أتكلم فيه عن همة هؤلاء الشباب وثبات هؤلاء الشباب والتضحية والفداء وقدر الإيمان الكبير حقيقة الذي قد تمتعوا به، فعندما كان يعني يسمع أحدهم اسمه فكان غالبًا ما يسارع إلى الوضوء مباشرة، وكما قلت أن وقت تنفيذ الإعدام كان بعد الساعة الـ 6:00 إلى الساعة الـ 7:00 في هذا الوقت تمامًا، كان يسارع إلى الوضوء ويصلي ركعتي الشهادة، ثم يخلع ثيابه التي يمكن أن يستفيد منها إخوانه ويأتونه بثياب بالية، لأنه يدرك أنه بعد أقل من نصف ساعة سيكون معلقًا على حبال المشانق!! وبعد أن يصلي ركعتي الشهادة يقف الجميع (الذين سيُعدمون) أمام إخوانهم ونحن الحقيقة كنا 200 شخص في المهجع في حالة من الألم والحزن الشديد جدًّا على أننا سنفتقد لهؤلاء الشباب بعد دقائق، فيقف هؤلاء الشباب أمامنا في موقف لا أستطيع التعبير عنه حقيقة وإنما أحاول أن أوضح الصورة لتوصل شيئًا عن حال هؤلاء، فترى البسمة تغمر وجوههم جميعًا والإشراق يغمر محياهم جميعًا فينتقلون بنظراتهم بين إخوانهم وهم يبتسمون، وكل منهم كان الحقيقة يقف ويتكلم بكلمات ويلقي نظرته الأخيرة ويلقي بنصائحه أو نصيحته الأخيرة أنني [أوصيكم] بتقوى الله وبالثبات على هذا المبدأ فهذا هو طريق الأنبياء والمرسلين وطريق الدعاة، ونحن منصورون بعون الله، فترى كلًّا منهم وكأن السكينة كلها حقيقة قد تربعت في قلوبهم، بل ترى كلًّا منهم وكأنه ينظر إلى مكانه في الجنة، وقد امتلأ وجهه وقلبه بالبشر والسعادة والسرور.

 الحقيقة كانت مواقف مدهشة بالنسبة لنا عندما نرى هؤلاء وكأن الثبات كله [أمامك]، وحقيقة ترى الآن أحدهم وكأنه من الجبال الراسيات، وكأنه فعلًا ينظر إلى مكانه في الجنة، حتى إذا ما تأخر السجان في إخراجهم من المهجع تراه مضطربًا يريد أن يخرج، يعني انتهى فبعد أن ألقى إلينا نصائحه يريد أن يخرج وكأنه على موعد مع ربه سبحانه وتعالى.

 طبعًا أريد أن أتكلم عن أحد الإخوة عندما جاء أخوه من أجل أن يودعه، -أخوه كان أصغر [منه]- وقد يعني دمعت عينا أخيه حزنًا عليه، قال له: يا أُخي لا تحزن علي، فإني اليوم في ضيافة ربي، فقد رأيت في منامي اليوم وكأننا نطير في الهواء ونعلو ونعلو ونعلو، ونحن نقرأ قوله سبحانه وتعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين"، فلا تخافوا علي فأنا وإخواني اليوم في ضيافة الله سبحانه وتعالى، وهذا مشهد من المشاهد الكثيرة التي كنا نعيشها حياة مع هؤلاء الشباب الذين خرجوا إلى الإعدام على حبال المشانق.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/12/28

الموضوع الرئیس

الاعتقال قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/159-26/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-سجن تدمر

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

سجن تدمر

سجن تدمر

الشهادات المرتبطة