الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مواقف التضحية لدى معتقلي سجن تدمر

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:16:23

في هذه الحلقة سأتكلم عن التضحية والفداء عند شباب سجن تدمر وخاصة بعد أن علمنا من أنواع العذاب المستمرة والتي ما فارقتهم لا في الليل ولا في النهار فكيف كانوا يساعدون أنفسهم وكيف كانوا يضحُّون بأنفسهم تجاه بعضهم كيف كان أحدهم أيضاً أن يتقدَّم بطعامه لإخوانه بدوسريه (طعام التحلية أو الفواكه) لإخوانه وعلى أي أساس وما هي صور الفداء والتضحيات التي تحصل في سجن تدمر أمام هذا الجو الرهيب الذي لا يمكن لأحد أن يستمر فيه وخاصة بعد سنوات يمكن للإنسان أن يتحمَّل بداية سنة واثنين و3 و4 و5 ولكن بعد 10 سنوات الحقيقة قد يصل الإنسان إلى مرحلة تنهار أعصابه وينحل جسده وبالتالي مع الأمراض الموجودة قد لا يستطيع الاستمرار وبالتالي أنَّى له يتقدَّم أو يضحي أو يفدي إخوانه والحقيقة كانت مظاهر التضحية والفداء كثيرة جداً جداً جداً أمام هؤلاء الشباب أصحاب الرسالة وأصحاب العقيدة وأصحاب المسؤولية والأمانة وهذه شهادة لهم في رقابنا ينبغي أن نضع أصحاب المسؤولية والأمانة كانوا دوماً حين يتقدمون من أجل أن ينالوا من القتل والتعذيب عن إخوانهم فداءً وتضحية لهم كانوا يلتمسون ويطلبون الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى وغالباً ما كان وجوه التضحيات في القتل ولدينا رجل كبير أو أستاذ أو عالم وتم تعليمه من أجل أن يكون فريسة بين أيدي المجرمين في اليوم الثاني وهذا الأمر لا يمكن أن يحصل لدينا وإنما ترى العشرات من الشباب من أصحاب الهمة والشباب الذين يخرجون عنه من أجل أن يأكلوا القتل عنه حتى وهم يدركون تماماً أنهم سيموتون والذي سيخرج من أجل أن ينال العقوبة عن أخيه يدرك تماماً أنَّه سيكون من القتلى أو أنه مكسور أو أنَّه معاق أو أنه مجروح أو أنَّه مرضوض عداك على الألم الذي سيناله وبالتالي لم يكن يخرج أحد من كبارنا أو علمائنا أو أحدٌ له سمة معينة من الشباب في الداخل وهذا كان من الشباب الذين يضحون في أنفسهم بل يلقون في أنفسهم خارجاً دون أن يعلم هذا الأخ المعلَّم وكان لنا من الشباب المتطوعين من أجل هذا الأمر كما هم متطوعين أيضاً من أجل إدخال الطعام الذي يحتاج من الشجاعة والقوة والثبات والعزيمة ومن الإرادة والإيمان وهذا الأمر قد يستمر فترة وبالتالي قد يضعف الإنسان من التعذيب المتواصل ولكن هذه الأمة وهذا الإيمان الذي كان موجود عند هؤلاء الشباب كان يدفعهم بشكل كبير جداً لأن يكونوا في الصفوف الأولى حين يضحون بأنفسهم سواء كان في التنفس أن يكونوا في مقدمة الصفوف حين يكونوا في التفقد يكونوا في أطراف الصفوف وعندما يعين أحد الشباب من أجل أن يناله شيء من العذاب أن يكون في المقدمة يخرجون من أجل أن يأخذوا قتل عنهم والصور كثيرة جداً ومن الصور التي تندر أن تحصل أو يصدقها أحد حين يخرج أخ عن أخيه إلى الإعدام وهذه أعتقد لا يعلمها الكثير حتى من شباب السجن إلا أنني أعلمها أنا وقد علمها البعض فيما بعد أنَّ أحداً من الشباب وكانوا توأماً عندما قُدِّموا إلى المحكمة أراد المجرم اللواء سليمان رئيس المحكمة الميدانية أن يعدم أحدهم وحُكِم أحدهم في الإعدام إلا أنَّ الإخوة فيما بينهم كان أحدهم متزوج ولديه أولاد والآخر ليس متزوجاً وكان أعزباً واتفقوا فيما بينهم أن يخرج الأعزب والمتزوج لم يرض بذلك قال يا أخي أنا بالنسبة لي تركت أثراً طيباً من الأولاد فأنا سأخرج إلى الإعدام أما أنت فلك أن تخرج إن شاء الله ويبارك الله لك وتتزوج ويأتيك من الذرية الطيبة أما أنا فأمضي إلى ربي بإذن الله إلَّا أنَّ الأخ الأعزب لم يرض بذلك وقال لا بل أنت اخرج وأنا متزوج حتى ترعى أبنائك وأنا ليس لدي وليس في رقبتي أحد وبالتالي إن شاء الله ألاقي ربي شهيداً بإذن الله أبى ذلك إلَّا أنهم ولم يعلم بهذه الحادثة إلا رئيس المهجع فقط حين خرج اسم أحد الشباب الحقيقة خرج الشاب الأعزب وخرج إلى الإعدام وطبعاً لم ينتبه شباب المهجع على هذا الأمر لأنَّ هذا الأمر سيترتب عليه مسؤولية كبيرة إذا عرف إدارة السجن بهذا الأمر ونحن لا نتعامل بالأسماء والشباب يعرفون أنهم إخوة فيما بينهم ولكن لا يعرفون أنَّ هذا اسمه عبد العزيز وهذا عبد القادر ولكن يعرفون أبو فلان وأبو فلان وحين سيخرجه سيأتي اسمه الحقيقي الذي لا يعلمه أحد من السجناء ولك أن تتصور مدى التضحية والفداء عند هؤلاء الشباب الذين يضحون بكل ما عندهم فضلاً عن الطعام الذي لا يكفي لطفل واحد واكن كثير من شباب سجن تدمر يصومون تطوعاً لله سبحانه وتعالى ويقتصر على جزء بسيط من الطعام من أجل ان يقدم بقية طعامه لأخ مريض أو محتاج أو أخ ناله شيئاً من العذاب وخاصة المعلمين الذي ينالهم العذاب اليومي جراء العقوبة الكل يتعاطف معهم وهذا يأتي له بحز من البرتقال وهذا دوسير وهذه حصته كلها حز واحد أو حزين ويأتي بهم إليه وهذا يأتي بحز من التفاح وهذا شيء من اللبنة هكذا كنا نعيش حياة أشبه ما تكون بحياة الصحابة في التضحية والفداء والصدق والإخلاص والصراحة والشفافية وكل تلك الصفات الجميلة الرائعة فضلاً عما كان يرانا هذا المجرم بهذا التآلف وهذا ما كان يغيظهم بشكل كبير جداً.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/01/10

الموضوع الرئیس

الاعتقال قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/159-34/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-سجن تدمر

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

سجن تدمر

سجن تدمر

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة