الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

آلية الحصول على العلم بين المعتقلين في سجن تدمر

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:00:16

مما يذكر أمام هذا المجال والواقع المؤلم الذي كان مليء في كل المآسي والآلام سواء كان الجسدية والنفسية قد يسأل سؤال أنكم أنتم أغلب من خرج من سجن تدمر خرجوا من حفظة القرآن الكريم ولديهم من العلم ما لدى غيرهم ومن المفيد أن أتكلم عن تلقي العلم في المهجع أو المهاجع وكيف كان يتم هذا الأمر في الوقت الذي لم يتوفر لدينا أي أداة من أدوات العلم ممنوع علينا كل شيء ولا يوجد دفاتر ولا أقلام ولا معالق ولا صحون ولا ابر ولا شيء نهائياً في هذا المجال وأنت مراقب في الليل والنهار وبالتالي كيف أنت تتعلم في الحقيقة كنا نغتنم الأوقات وحتى في التنفس أحيانا حين أخرج أنا وأخي ويمكن لنا أن نتكلَّم ولو بجزء بسيط جداً نغتنم الفرص وما من فرصة يمكن أن نغتنمها إلا وكنا نحفظ فيها من القرآن والقرآن نحفظه مشافهة ولم يكن لدينا مصاحف نهائياً كما قلت والقرآن لم يكن مكتملاً (في الصدور) آنذاك وليس لدينا في الحفظة وكان موجود 20 جزء في عام 1982 ثمَّ جاء إخوة من جامع زيد في دمشق وأغلبهم كانوا من حفظة القرآن الكريم وكان لهم الفضل الكبير في إكمال القرآن في سجن تدمر وبالتالي اكتمل المصحف لدينا وكان كل من يحفظ سورة معينة يحفظها لأخيه الآخر وأخيه يحفظها لأخيه وهكذا وكان المهجع الحقيقة عبارة عن ورشة عمل متكاملة ومستمرة وأنا أذكر إلى الآن بفضل الله عز وجل ختمت المصحف في نهاية 1982 بداية الـ 1983 وكنت متقناً له بشكل كبير جداً وكنت أحفظ يومياً خمسة أشخاص على الأقل كل واحد منهم يحفظ مني في سورة وهذه الفائدة منها كان يثبت القرآن لدي في مراجعتي له بشكل كبير جداً وفي التحفيظ يثبت لدينا وأنا كل هؤلاء الذين أحفظهم هم بدورهم يحفظون وبعضهم يحفظوا حلقة كاملة مع بعضها إلا أننا نجلس في تلك الحلقات في شكل غير مريب بحيث إذا ما نظر إلينا الشرطي من الشراقة لا يمكن له أن يميز أن هؤلاء الخمسة جالسين مع بعضهم هكذا كنا ننال من العلم حين نجلس في حلقات العلم طبعاً هي حلقات من جميع العلوم.. العلوم الشرعية في الدرجة الأولى من التفسير والسيرة النبوية ومن مصطلح الحديث ومن الفقه وأصول الفقه ومن التجويد والفرائض وكل تلك الأمور الحقيقة كان لدينا من العلماء وخاصة أنَّ شباب سجن تدمر أغلبهم من الاتجاه الإسلامي ومن المدرسين والأطباء والمهندسين وكلهم لديهم من العلوم وكانت العلوم الشرعية في الدرجة الأولى وخاصة اللغة العربية التي نسيت أن أذكرها إضافة إلى حفظ المتون والمتون كانت هي من الأمور المهمة جداً لضبط تلك العلوم ألفية ابن مالك ألف بيت شعر وكان موجود لدينا 650 لـ700 بيت متن أبو شجاعة في الفقه الشافعي ولدينا جوهرة التوحيد في العقيدة والبيقونية في مصطلح الحديث وكل تلك الأمور الحقيقة كانت من المحفوظات لدينا لضبط العلوم التي كنا نحضر دروسها في اليوم والإخوة الذين كانوا يعطوننا كانوا متمكنين ماشاء الله وكان الإخلاص سمة لديهم وكان البركة واضحة في علمهم وعملهم في وقت كما قلت ليس لهم من المصادر إلا ما اكتنزوه من علم عندهم وكان الشيخ هاشم المجذوب رحمه الله كان هو مرجع في الشافعي الصغير وكان هو المرجع الأساسي في قضية الفقه الشافعي في السجن كله و من علومه الثانية أيضاً التي انتشرت في السجن من خلال انتقالات السجناء بين الفينة والأخرى حين يفرط مهجع معين ويوزعونه يأتينا من العلماء سواء ممن التقوا في الشيخ هاشم وممن لديهم من العلوم كالأطباء والمهندسين والعلماء والأدباء والمفكرين ومن كان لديه فضل علم يعطيه لإخوانه كما قلت.. طبعاً كانت الدروس يومية والمهاجع كانت ورشات عمل قد يكون في المهجع 3 أو 4 أو 5 حلقات بشكل دائم وبشكل ساعي حين نعود من التفقد لدينا إضافة إلى حفظ القرآن الكريم الذي يكون بشكل إفرادي ولكن الذي سأقوله حين نكون بشكل جماعي كان يضع الواحد ظهره بظهر أخيه حتى إذا ما رآنا الحرس لا يمكن له أن يميز أنَّ هؤلاء يحضرون درس وكان الأخ الذي يعطينا الدرس يجلس جلسة عادية و يتكلم بهدوء حتى لا يشعر الآخر وهكذا كانت حياتنا في أحلك الظروف وكانت مليئة في العلوم والكفاءات والعزيمة والإرادة وأنا مازلت أذكر أنَّه عندما كان يطلب مني موعداً لخمس دقائق أقول له ليس لدي فضا وتصور أنَّ سجيناً لديه 12 ساعة وسينام 12 ساعة و12 ساعة أزيل منها التفقد التنفس وحتى الطعام ولله مازلت أذكر أننا كنا نتعلم ونحن نأكل طعامنا وبالتالي كان لدينا من الهمة والعزيمة ما اكتسبنا من العلوم وخاصة بيننا علماء ومفكرين اغتنمنا وجودهم وتفضلوا علينا في العلم والمعرفة والإدراك عندما كنا نعجز على الحفظ أو نخاف على الحفظ كنا نستعين في بعض الوريقات التي نكتب عليها تقول لي إذا كان ممنوع كل شيء فكيف يمكن لكم أن تكتبوا وهنا لا بدَّ من لفت النظر أنَّ لدينا المادة الخامة والمادة الخامة كنا نصنع منها كثير من الأمور التي كانت تساعدنا في حياتنا في السجن وما هي المادة الخام هي أكياس النايلون وأكياس النايلون حين يأتون لنا في الخبز بعد 1983 تحول الخبز الصمون إلى الخبز العادي الموجود لدينا ويأتي في أكياس نايلون شفافة جداً وهذه ممكن شقها سهل وكنا نعمل منها خيطان والخيطان طبعاً يمكن لي أن أرتب لكم هذا الأمر ويأتي أحياناً الشرطي ليرى كيف نصنع الخيطان من أكياس النايلون تلك وبالتالي كانت أكياس النايلون مادة خام لصناعة الألواح التي نطلي طبقة أو طبقتين أو 3 طبقات من الأكياس بشيء من الزفر حين كان يأتي شيء من الزفر على البرغل والرز ونخلطها بشيء من الغبار الموجود في الأرضية ويصبح لدينا مثل طبقات الألواح القديمة أو أحدنا كان إذا لديه ثوب بالي لا يريد أن يرميه كنا نكتب عليه بعد أن يتسخ ونعركه في شيء من الزفر وبالتالي يمكن لك أن تكتب عليه وبعضهم كان يأتينا مرة في شيء من الصابون وكنا أيضاً نكتب على الصابون والمهم كانت أكياس النايلون من المواد التي تعيننا بشكل كبير جداً على الخياطة لأنَّ ليس لدينا إبر وحين صنعنا من أجلها من العظام إبر أيضاً صنعنا منها الألبسة والسلل التي يمكن أن نضع فيها ثيابنا ونعلقها على الجدران وصنعنا منها الأحذية وما يسمى الجاكيتات التي يمكن أن تكون سميكة لكي تكون واقية من ضربات الكرابيج التي سوف نتلقاها في التنفس فتخفف عنا شيئاً ما وبعد فترة اكتشفوها وكل تلك الأمور الحقيقة كانت من الأمور التي ابتكرها الشباب و ابتدعوها على مبدأ الحاجة أم الاختراع.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/01/10

الموضوع الرئیس

الاعتقال قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/159-36/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-سجن تدمر

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

سجن تدمر

سجن تدمر

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة