جلسة التحقيق الأولى في فرع الأمن السياسي باللاذقية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:58:00
بعد عدة ساعات من الجلوس في المنفردة كانت كفيلة بأن تجعلك تقوم بمراجعة سريعة لكل شيء فعلته في الفترة السابقة، وكيف ستواجه أول جلسة من التحقيق؟
رئيس قسم التحقيق في أول لقاء وبمجرد أن دخلت إلى مكتب رئيس قسم التحقيق شاهدت الكمبيوتر الخاص بي والطابعة و"السكنر" والأوراق، وعندها شعرت بأنه لا داعي للإنكار، وكل شيء أصبح أمامهم واضحًا، فمن أول نظرة، استطعت أخذ قرار بأنه يجب عليّ التفكير بطريقة ثانية، وكان اسم رئيس قسم التحقيق: أبو سامر، وأنا أحترمه؛ لأنه كان إنسانًا عقلانيًا في التعاطي معي. وبمجرد أن وقفت أمامه نظر إليّ من رأسي حتى قدمي، وكان يحاول قراءتي، وقال لي: يا ابني مصطفى، نحن غير عاجزين على أن نأخذ كل ما نريده منك، ولكن أتمنى أن تحافظ على كرامتك، وتتكلم بكل شيء فعلته، وكان في عيوني خوف، وهو كان يقرأ هذا الشيء، وقام بإشعال سيجارة حمراء طويلة، وقال لي: هل تدخن؟ فقلت له: لا. فقال: اجلس. وهذا أعطاني الطمأنينة، وقلت له: لا توجد عندي مشكلة، وأنا سأتحدث بكل شيء، ولكن ماذا لو تكلمت بكل شيء، وأنتم كنتم تريدون شيئًا أكثر من الحقيقة؟ فقال: لا، الحقيقة تكفي. فقلت له: وماذا لو أنك قلت لي بعد أن أنتهي: أنت كاذب. فقال: أنا أعرف إذا كنت كاذبًا من عيونك. وكان رجل متمكنًا من التحقيق بالفعل، وهو رجل كبير.
وجلسنا لمدة 5 ساعات في التحقيق، ولم يقاطعني فيها مرة واحدة، وطلب أن يعرف ما هي قصة هذه الأوراق، وفي جهاز الكمبيوتر كان هناك كلام وشيء كتبته عن رؤيتنا لحركة شباب التغيير، وأنت هنا تتحدث عن حركة شبابية، وأنت لن تتحدث عن قضية المنشورات فقط، وسيعيدك إلى الوراء. وفي المقابل أيضًا من الممكن أن يرى.. وأنا كنت أعرف بأنه اطلع على بعض المراسلات، ويجب عليّ الحديث عن كل شيء. وقال لي: إذا كذبت فسوف أعرف هذا الشيء من عيونك. وفعلًا، كانت لديه هذه الكفاءة حتى يعرف، وقلت له: لن أتكلم عن المناشير فقط، وسوف أتحدت عن مصطفى منذ أن تشكل وعيه لهذه الدنيا، فقال: أنا أسمعك، تفضل. وفعلًا رويت له ما هي دوافعي وأفكاري وآرائي وطموحاتي وبيئتي وعائلتي، وكيف نشأت، وكنت أحاول أن أصور له خلال هذه الساعات الخمس أنني حالة طبيعية، وأنا أحد الشباب المسلمين، وهو فعلًا كان يفهمني إلى أبعد حد. وبعد 5 ساعات، قال لي: هل انتهيت؟ فقلت له: نعم. فدق على الجرس، وقال: خذوه. ولكن بطريقة هادئة وبدون رعب وبدون أي كلمة. وفي وقتها كان رئيس فرع الأمن السياسي العميد نبيل دندل، وهو رجل ما يزال على قيد الحياة، وطبعًا انشق فيما بعد، والعم أبو سامر بعد أن بنيت معه علاقة أصبحت أناديه عمي أبو سامر، وهو رئيس قسم التحقيق، فذهب باتجاه رئيس الفرع، وقال له: إن القضية بسيطة جدًا. ونسيت شيئا، كنت مصرًا في فترة التحقيق أن أختصر كل هذا العمل والنشاط، بأنه شيء شخصي، وكان عندي إصرار على ألا أذكر أسماء باقي الشباب في فريق العمل؛ حيث كانت عندي قناعة بأنه إذا لم نحضر باقي الشباب فإن الموضوع سيكون أسهل في الأيام القادمة، بينما إذا أحضرنا كل الشباب فلا نعرف إلى أين سنذهب أو إلى أين سيصل التحقيق معي، وبطبيعة الحال الشاب الذي هو أصغر مني في السن والذي كان معتقلًا كان أصغر مني بعدة سنوات، وهو تحت السن القانوني، وكان عندي إصرار على تبرئة هذا الشاب وأقول: إنه لا يحمل أي مسؤولية، وكان دوره معي هو دور مساعد فقط. وأما كأفكار وأراء فأنا أحملها بشكل شخصي. وهذا لاقى قبولًا وقناعة لدى العم أبي سامر رئيس قسم التحقيق، وحاول أن يصور هذا المشهد لرئيس الفرع العميد نبيل دندل. وبعد نصف ساعة تقريبًا، طلبوني إلى التحقيق مرة ثانية، ولكن ليس مع العم أبي سامر، وإنما كان هناك 5 محققين، وأخذوني إلى غرفة أخرى، وفي هذه الغرفة، جلست على السرير، وجميعهم كانوا واقفين حولي، وأعادوا جميع الأسئلة، وطرحوا علي جملة من الأسئلة، ولكن كانوا يعيدونها بصيغ مختلفة، بمعنى أنهم يسألون السؤال نفسه، ولكنه كان يصدر بصيغ مختلفة ومن عدة أشخاص، وهو نوع من التحقيق، ويحاولون أن يعرفوا إذا كنت أكذب بالشيء الذي سردته أم أنني لم أكذب.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/12/23
الموضوع الرئیس
الاعتقال قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/61-03/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/08/14
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فرع الأمن السياسي في اللاذقية
حركة شباب التغيير_ اللاذقية