الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

جلسة التحقيق الثانية والسجن لمدة 30 يومًا في المنفردة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:13:19

أهم نقطة يحاولون الاستفسار عنها أنني أسست تنظيمًا على الإنترنت، وهذا كان أكثر شيء يثير تخوفي على المستوى الشخصي، وهذا الأمر قد أتحمل من خلاله مسؤولية، أو يكون علي مسؤولية قانونية، وهذا التنظيم أنا أسسته في بدايات عام 2005، وهو يتحدث عن تنظيم باسم آخر، وهو تنظيم موجود على الإنترنت، وهو يحاكي رغبة شبابية بأن يكون لها دور في توجيه الحكومة السورية أو بقرار الحكومة السورية بما يخص الملف العراقي. وهذا التنظيم هو تنظيم على الإنترنت فقط، وعلى الأرض لم يكن موجودًا، وهذا التنظيم كان من الممكن أن أتحمل بسببه مسؤولية قانونية، وهو ليس حركة شباب التغيير، والتنظيم يعبر عن جملة أراء من الشباب السوري الذين يرون أنهم يجب أن يكون لهم دور أو أن يكونوا موجهين لسياسات الحكومة السورية بما يخص الملف العراقي، وهذا التنظيم على الإنترنت، وأنا صاحب الفكرة، وأنا الذي قمت به بشكل كامل.

طبعًا، هذا التنظيم أهدافه هي: كيف يمكننا الاستفادة من أحداث العراق والغزو الأمريكي للعراق؟ وكيف يمكننا أن ندفع النظام والحكومة السورية باتجاه القيام بجملة من الإصلاحات؟ أو نجعل من النموذج العراقي أو الذي حصل في العراق عبرة؛ حتى ندفع النظام كي يتعلم من تجربة العراق، ويستفيد من تجربة العراق، ويتفادى الذي حصل في العراق، وتذكرون في تلك الفترة تهديدات وزير الخارجية الأميركي كولن باول عندما كان يرفع السقف ضد نظام الأسد، وكانت هناك قراءة بأنه من الممكن أن يكون الدور القادم لدمشق والنظام السوري. وأنا لا أحدد بالضبط هل كنا مقتنعين بهذه التهديدات أم غير مقتنعين، أو أننا ننظر إلى هذه التهديدات على أنها تهديدات جدية، ومن الممكن أن يكون هناك اجتياح أميركي لسورية، وأنا لا أستطيع أن أعطي توصيفًا دقيقًا، ولكن يمكنني أن أقول الآن: كنا نرى كيف يمكننا استثمار هذا الشيء؟ والنظام كان دائمًا يتغنى بالتفاف الحاضنة الشعبية حوله، وهو دائمًا كان يقول: نحن نموذج لا يشبه العراق، والشعب ملتحم مع القيادة. وأنا كنت أقول: كيف يمكننا في تلك الفترة أن نكسب، ونجعل الحاضنة تكسب شيئًا بسبب ما يحصل في العراق من خلال دفع النظام لتنفيذ جملة من الإصلاحات، من خلال بعض النشاطات الموجودة على الإنترنت، هناك موقع موجود على الإنترنت، كان تحت اسم: "المسلمين الأحرار". وهو يعبر عن رؤية مجموعة من الشباب، وهو تنظيم وهمي وليس حقيقيًا، وكنا نحاول أن يكون لنا هذا الدور، وأن نوجه الحكومة بشكل أو بآخر من خلال بعض البيانات ونشرها وتوزيعها.

أن تحمل أفكار ما قبل عام 2011، وتحاول التعبير عنها، بكل تأكيد الإنترنت فتح لنا مساحة واسعة رغم أن التقنية كانت ضعيفة جدًا في سورية، ولكنها كان نافذة بالنسبة لنا كشباب، وحتى إنها نافذة للتواصل ولبناء هذه العلاقات، حتى لو كانت علاقات وهمية مع أشخاص أنت لا تعرفهم، يعني لم تلتق بهم بشكل فيزيائي، ولكن يمكنك أن تبدأ بقراءة شيء لم يضعه النظام، وهي نافذة جديدة بالنسبة لنا كسوريين. وأصبحت عندنا جملة من العلاقات مع بعض الشخصيات التي كانت نشطة على المستوى الإسلامي. كانت هناك مساعدة، وهؤلاء الأشخاص بدؤوا من خلال التواصل حول ماذا يمكنني أن أفعل، وتلقيت مساعدة من بعض هذه الشخصيات الإسلامية، وأوجدنا هذا الموقع وهذه النافذة التي بالنسبة لنا كسوريين هي: "حركة المسلمين الأحرار". والبيانات التي كنا نصدرها هي بيانات سياسية، ولكنها تعبر عن الشباب السوري الوطني، ولم تكن تحمل نفسًا معارضًا، ولكنها صوت للشباب، وكنت أعرف في فترة التحقيق أن هذه الجزئية سيترتب عليها شيء قانوني، وهي "حركة المسلمين الأحرار"، وأما "شباب التغيير" التي تضم كوادر شبابية موجودة داخل مدينة اللاذقية، فلا يترتب عليها شيء قانوني على اعتبار أن أول شيء قامت به هو حملة: "إلا رسول الله" صلى الله عليه وسلم. 

وبالتالي أنا سردت خلال 5 ساعات للمحقق بالتفصيل، وما هو الشيء الذي كون شخصية مصطفى والدوافع. وبعدها جاء المحققون الآخرون حتى يقاطعوا هذه المعلومات التي نقلها رئيس قسم التحقيق إلى رئيس الفرع، وأنا أعتقد ذلك، وهذا الشيء حللته فيما بعد بأن رئيس القسم اقتنع مني بشكل كامل، بمعنى استطعت إقناعه أن هذا الشيء أنا فعلته، وهو اقتنع؛ وبالتالي كان واضحًا لي أن رئيس الفرع لم يقتنع، والواضح أكثر أن المحققين الـخمسة جاؤوا من أجل أن يثبتوا عند رئيس الفرع بأن رئيس قسم التحقيق انخدع، بمعنى أنني خدعته، وهذا كان واضحًا في إطار التحقيق. وأعتقد أنني نجحت بعد تحقيق مطول من قبل المحققين، ولم أزد أي كلمة أثناء التحقيق عن الكلام الذي قلته لرئيس قسم التحقيق. وفعلًا، وضعوني بعد هذه الليلة لمدة 30 يومًا في المنفردة بدون أي كلمة، ولم يتكلم معي أحد، ولم يحقق معي أحد، وبالنسبة لي بشكل أو بآخر، تحطمت كشاب يُوضع لأول مرة في منفردة لمدة 30 يومًا، وكل شيء مجهول أمامك، وأنت لا تعرف الشيء، ولا تعرف ماذا سيحصل فيما بعد، وكل شيء كنت أسمعه خلال 30 يومًا هو صراخ، وكلما أتوا بأشخاص إلى التحقيق يتعرضون للتعذيب. طبعًا، هذا لم يكن أمرًا يوميًا، وإنما كان متقطعًا، وكل أسبوع كنت أسمع حالة أو حالتين من الصراخ الذي يحصل. وأعتقد أن الثلاثيين يومًا تلك كانت بالنسبة لي ليست قليلة، والله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يقول: [إن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون] وكنت أشعر بأن اليوم الواحد في المعتقل.. كان لا يمر بشكل سهل، وهو صعب جدًا، وفترة الاعتقال هي فترة صعبة جدًا، و بمجرد أن توضع في مكان ولا تعرف ماذا يحصل في الخارج، وبدأت تفكر بأهلك كيف تلقوا هذا الخبر، وخصوصًا أن أهلك لا يعرفون أنت ماذا تعمل، ولا يعرفون ماذا فعلت، والبيئة، والمحيط، وكانت فترة بالنسبة لي صعبة جدًا، وقمت فيها بآلاف المراجعات في المنفردة، وكل هذا كان في فرع الأمن السياسي في محافظة اللاذقية، وكان رئيس الفرع نبيل دندل.

بعد 30 يومًا، وأريد هنا أن أتحدت عن حجم العلاقة التي تبنيها مع الله سبحانه وتعالى وهي في فترة الاعتقال، وأنت عندها يتعزز عندك هذا اليقين بأنه لم يعد لديك في هذا الكون كله الذي هو كون كبير...، ولكنك في المنفردة تراه صغيرًا، وترى أنه لا يسمعك أحد إلا الله سبحانه وتعالى، ولا أحد يستطيع أن يفيدك إلا الله سبحانه وتعالى. وأريد أن أطرح بجرأة أكبر، أنت كشاب مسلم تبدأ بإعادة تقييمك لكل شيء، وهنا كل الأسئلة تطرح، وكل ما عملته في السابق تعود وتطرحه، بما في ذلك [سؤال] هل الله موجود؟ ويجب أن تكون لديك أجوبة، وإذا لم تكن هناك أجوبة دقيقة فأنت يمكنك أن تفقد عقلك، أو يمكن أن تذهب باتجاه الإلحاد، وبعدها أيضًا كل الخيارات يمكن أن تكون مطروحة، وأنت عندما لا تحصل على هذه الأجوبة الداخلية، وأنت في أول 30 يوم بحياتك تجلس فيها بشكل منفرد، وهي عزلة كاملة وأمام مجهول؛ وبالتالي كل الأسئلة تطرح أمامك، والإيمان ثبتني جدًا في هذه المواقف.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/23

الموضوع الرئیس

الاعتقال قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/61-04/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

حركة شباب التغيير_ اللاذقية

حركة شباب التغيير_ اللاذقية

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة