الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

بعض التفاصيل خلال الاعتقال في شعبة الأمن الساسي بدمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:12:18

لو أن الموضوع اقتصر على موضوع المناشير لنصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فأعتقد أنه كان أسهل، ولكن إذا عدنا قليلًا إلى الوراء، وبمجرد أن دخلت إلى مكتب رئيس قسم التحقيق، ورأيت الكمبيوتر و"السكنر" والطابعة فهمت أن كل ما حصل سابقًا، أصبح بين يديهم، وهذه كانت مشكلة، ولكنني كنت أيضًا أحاول إقناعهم، وبأن هذا عبارة عن تنظيم افتراضي، ولا يوجد شيء على أرض الواقع. وفعلًا لم يكن يوجد أعضاء لهذا التنظيم في سورية، ولكن كان هناك الكثير من الأسئلة التي كانوا يطرحونها، وهي القدرة على إنشاء هذا التنظيم، وهم لم يكونوا مقتنعين بأنه من الممكن أن تكون هذه الأفكار محلية، وأنه بالتأكيد يوجد من يدير هذا الوضع، فحتمًا يوجد معك أشخاص آخرون، ولكن الموضوع ليس كذلك، وبالتأكيد كان هناك بعض المساعدة من بعض الشخصيات الموجودة خارج سورية، كانت شخصيات إسلامية، ولكن في الأصل لو لم يكن عندك مبادرة، ولو لم يكن لديك إرادة أن تمشي بهذا الطريق فلا أحد يستطيع أن يقول لك: افعل كذا وكذا. فهناك دعم، ولكن لا يوجد توجيه، وهو دعم تقني وليس أكثر من ذلك، وهم كانوا يريدون الوصول، وهم أحيانًا يضعون فكرة في بالهم، ويريدون إقناعك بها، وأنت تعيش هذه الحالة.

من المفارقات المهمة التي يجب الحديث عنها أنه كان أكثر سؤال يطُرح عليّ: لماذا لم تذهب باتجاه العراق؟ لدرجة أنني شعرت بوجود لؤم في عيون أحد المحققين، بمعنى لماذا لم تذهب باتجاه العراق كنا انتهينا منك؟ وكان لديهم دافع بأن معظم الشباب الذين يحملون فكرًا أو رؤية، ويريدون العمل بالسياسة أو كان لديهم نشاط سياسي بأنه يجب التخلص منهم، وأن يذهبوا باتجاه العراق. ويوجد الكثير من التفاصيل التي عشتها داخل السجن، خصوصًا أنك أنت في السجن تعتمد على حاسة السمع، ويمكنك أن تسمع كل شيء، وتدرك أهمية هذه الحاسة بخلاف ما تشعر به عندما تعيش في الحالة الطبيعية، وكنا نسمع التحقيق والعذاب، وحتى عندما كنا نتحدث داخل السجن والمعتقل مع السجناء الآخرين كان من خلال السمع، والكثير من القصص والحكايات. والخلاصة والنتيجة التي توصلت لها، وطبعًا قضيت كل فترة الاعتقال في سجن انفرادي على خلاف من دخل في الفترة التي كنت موجودًا فيها، وكل من دخل إلى فرع الأمن السياسي باللاذقية أو حتى في دمشق كان بمجرد أن تنتهي مرحلة التحقيق معه يؤخذ إلى الغرف الجماعية، وكانت الغرف تُعتبر مثل النظام الجامعي، وكان كل شخص يذهب باتجاه جماعته السلفية أو الصوفية أو حتى القوميين واليساريين، كان هناك الكثير من الأحزاب الكردية، ويبدو أنه كانت هناك حالة فرز، وهذا كان حاضرًا، ومن المفارقات أن الكتاب الذي لم نكن نستطيع الحصول عليه خارج السجن كان موجودًا في السجن. وفي إحدى المرات، كنت أحاول أن أبذل جهدًا لمحاولة إخراجي من المنفردة باتجاه السجن الجماعي، بمعنى إلى أي غرفة جماعية، وقلت للسجان الذي يحضر لنا الطعام أن يفرزوني إلى أي غرفة؛ لأنني أريد أن أجلس مع الناس. وفي النهاية، فهمت من خلال هذا السجان الذي تعاطف معي بشكل كبير جدًا، وقال: إن القرار من اللواء محمد منصورة أن تبقى وحدك. وهم كانت لديهم غرفة خاصة لعناصر الأمن المخالفين، وقلت لهم: ضعوني معهم. ولكن القرار صدر بأن أبقى وحيدًا.

كان هناك أشخاص يتم إحضارهم إلى السجن بسبب الفساد فأنا أذكر أن مدير الزراعة في محافظة اللاذقية تم استقدامه بقضايا فساد كبيرة، ولكنه بعد عدة أيام خرج، وكذلك تم إحضار رئيس بلدية أيضًا بقضايا فساد، ولكنه كان يخرج من خلال الواسطات، وهذا عرفته من خلال السمع، وكنا نتناقل، ونسمع ما يحصل، وكل قضايا الفساد وبمجرد أن يدفعوا مبالغ مالية كانوا يخرجون إلا قضايانا فلم يكن لها حل أبدًا، ولم يتم وضعي مع أي جماعة، لا مع الجماعة السلفية ولا الجهادية، وتركوني لوحدي. وفهمت أيضًا أنه في موضوع ملف العراق كان هناك هدف، ويجب على معظم هؤلاء الشباب الذهاب والموت في العراق، وألا يكونوا موجودين في سورية، وأعتقد أنهم كانوا يستثمرون في الفكر الجهادي أو الحالة الجهادية الذي تشكلت في العراق بقدر كبير جدًا.

[بالنسبة لكتابة التقارير] لا أعتقد لأن حدود النشاط كانت ضمن دوائر ضيقة حقيقة، ولم يكن عندي هذه العلاقات الواسعة، وكان عمري في ذلك الوقت 21 سنة، ولم تكن عندي هذه العلاقات حتى يمكنني أن أقول: كان عندي دور أقوم به ويوجد من كتب بي تقريرًا. فلا أعتقد بأن هذا الشيء حصل إطلاقًا، ولكن يمكنني أن أقول: بعد الاعتقال، كانت هناك اجتهادات. وهذا لمسته من بعض عناصر الأمن أنفسهم، فعنصر الأمن الذي في قسم الدراسات كان معنيًا دائمًا بإحضار دراسات إلى الفرع، بمعنى دراسات عن الناس الذين لهم سوابق بالاعتقال، ولذلك دائمًا كنت أشعر أنه بمجرد أن يأتي موظف جديد وشخص لأول مرة أقابله من فرع أمن الدولة أو الأمن العسكري، ولا يعجبه شكلي، ولا يعجبه أسلوبي فيكتب بي تقريرًا، وبموجب هذا التقرير يستدعيني الفرع مرة ثانية، وأعيش التحقيق من البداية، ولكنه لا يتعدى يومًا أو نصف يوم.

مجرد اللحية والشكل لا يعجبهم، والتدين في محافظة اللاذقية في حدود منطقتي لم يكن مقبولًا أبدًا، فهم لا يفهمون لماذا أنت متدين هكذا؟ وما هي الفكرة؟ وعقلهم لم يكن يحتمل أبدًا أن تتكلم بمواضيع سياسية، وهذه الأمور لا يجب عليك التدخل فيها، وبالنسبة لمحاربة الفساد فلا يجب عليك أن تتكلم بهذه المصطلحات، وعن حقوقك كمواطن كسوري، فهذه المصطلحات غير موجودة في قاموسهم أبدًا. وبالتالي في انطلاقة الثورة السورية كل شيء رآه العالم عبر الإعلام من خلال بعض الفيديوهات التي تسربت وشتمهم للحرية ولحقوق الإنسان كل هذا كان لأنهم لا يعتقدون بها، وأريد التحدث عن ملاحظة، وأعتقد أنها مهمة جدًا: فمعظم أو كل عناصر الأمن وخصوصًا عناصر التحقيق في فروع الأمن لم يكن يوجد لديهم ستلايت (جهاز لاستقبال بث القنوات الفضائية غير المحلية)، وكانت عندهم المحطات المحلية فقط، فعنصر الأمن -وهذا الأمر لمسته- يتلقى المعلومات فقط من خلال قناة الدنيا والتلفزيون الرسمي، وبالتالي هو فعلًا يعيش الحالة، وأن الذي خرج في المظاهرات في انطلاقة الثورة هم كتلة ومجموعة من المفسدين والمندسين والذين يعملون بأجندات، والذي ميزني قليلًا عن باقي الشباب الذين اعتقلوا في الثورة أنه كان عندي خلفية اعتقال، فعندي معرفة بعناصر وضباط الأمن، وهم يعرفون مصطفى سيجري، وخصوصًا في محافظة اللاذقية يعرفون بأن مصطفى سيجري لا توجد لديه أجندة خارجية تحركه، لا تحركه أميركا ولا بندر بن سلطان ولا قطر بخلاف البقية الذين لا توجد عندهم معلومات عنهم، ويسألونه لمن تتبع؟ ومن الذي أعطاك الأموال؟ ومن الذي يمولك؟ وكانت هذه التهم جاهزة لهؤلاء الناس، ولكنهم لم يتعاطوا (يهتموا لأمري) معي، وهم كانوا ينظرون على أن هناك خللًا في عقلي وأني مختل عقليًا، وأعيش حالة غير منطقية، وهذا خفف عني العذاب في الاعتقال الأول (اللاحق) مع انطلاقة الثورة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/24

الموضوع الرئیس

الاعتقال قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/61-06/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع التحقيق في الأمن السياسي

فرع التحقيق في الأمن السياسي

الشهادات المرتبطة