الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

محاولة المشاركة بقافلة شريان الحياة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:46:10

عام 2009 بدأت الحرب على غزة، وأعتقد أنني بدأت أقول: عندي أمل لأنه يمكنني أن أنشط باتجاه يكون لي فيه دور. خلال الحرب على غزة والإعلان عن التجهيزات لقافلة شريان الحياة كان لي مشاركة فيها، والقافلة التي جاءت من بريطانيا، ودخلت إلى عدة دول، ودخلت إلى سورية، ودخلت إلى محافظة اللاذقية.

أنا فعلًا حاولت، وأجريت بعض الاتصالات، من المفارقات أنه من ضمن التعهدات التي وقعت عليها بعد خروجي من المعتقل ألا يكون عندي جهاز كمبيوتر قطعًا، وبالتالي عانيت لفترة من الزمن؛ لأنني كنت بحاجة إلى كمبيوتر، ولكنني وقّعت، وتعهدت، ولست أنا فقط، وإنما بعض الأشخاص في عائلتي أيضًا تعهدوا نفس هذا التعهد بعدم امتلاكي لجهاز كمبيوتر قطعًا. حاولت بعد فترة في بداية عام 2009، من خلال رئيس فرع الأمن السياسي أن أخفف هذا الحكم، بمعنى أنني لا أمتلك إنترنت، ولكنني أمتلك جهاز كمبيوتر، يعني أمتلك كمبيوترًا بدون إنترنت، فهل هذا ممكن؟ وبعد نقاش قال: إن ذلك ممكن، ولكن الإنترنت ممنوع، وبالتالي عدت، واقتنيت جهاز كمبيوتر آخر، وفعلًا حاولت بطريقة ما أن أعود، وأعمل على الإنترنت، وأحافظ قدر المستطاع على السرية؛ لأنني فهمت أن الدخول الثاني إلى السجن لن يكون مثل المرة الأولى.

من خلال الإنترنت، أصبح عندي تواصل واتصالات مع بعض الشخصيات التي كانت قادمة باتجاه سورية مع قافلة شريان الحياة، وبنيت هذه العلاقات، ونسقنا، وكيف يمكننا التجهيز والمساعدة. وفي النهاية، من الملاحظ أن النشاط الذي كنت أطمح له الذي كان مساعدة أهلنا في غزة، وفي نفس التوقيت كان النظام عبر الإعلام يقول: إنه قائد المقاومة في المنطقة، وهو أكبر داعم لغزة ولفك الحصار عن غزة، ولكنه كان يمنع أي نشاط سوري خارج إطار تعليمات الدولة. 

وفعلًا، بحثت عن كيفية تكوين علاقات محلية تساعدني أن يكون لي دور في قافلة شريان الحياة، ولم أجد إلا الجماعات الفلسطينية الموجودة في اللاذقية، وهي الأحزاب الفلسطينية ومنهم: حركة حماس، وبدأت عندي علاقة مع حركة حماس في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في محافظة اللاذقية، وطبعًا أنا بحثت عنهم، وأخذت أسأل حتى وصلت إلى مقرهم ومكتبهم، وكان الهدف أن يكون لي دور أو يد حتى أستطيع مساعدة أهلنا في غزة، وفعلًا نشطنا لفترة من الزمن، وجاءت القافلة، واستقبلناها، وقمنا بدور معين دعمًا لأهلنا في مدينة غزة، ولكن كانت المفاجأة، وكانت صدمة جديدة أيضَا عندما طلب رئيس مكتب حماس في اللاذقية مني، وقال: يا مصطفى، نحن أحببناك كثيرًا، ونحن فخورون بوقوفك معنا، ونحن نفهم هذا الشعور وهذا الانتماء الإسلامي، ولكن إذا كنت تحبنا فأتمنى ألا تأتي إلينا، وكنت أعرف الجواب، ولكنني سألته: لماذا؟ فقال: أنت تعرف، توجد ضغوطات، ولا أريد أن تأتي إلينا. كان هناك شباب سوريون يأتون بحالة طبيعية، ولكنني أعتقد أنه كان هناك ضغط من فرع الأمن السياسي من أجل إبعاد مصطفى، ولا يوجد شيء يدينوني به، ولكنهم لا يحبون هذه العلاقة، وهذا الشيء أيضًا شعرت بأنه تضييق آخر أضيف.

طبعًا، عندما بدأت العلاقة مع الإخوة الفلسطينيين عادت لي الروح مرة ثانية، وأصبح عندي أصدقاء جدد على اعتبار أن كل الأصدقاء السابقين أو القدامى انفضوا بسبب الاعتقال. وهذه الصدمة الثانية أيضًا أضيفت إلى جملة المتاعب والصدمات السابقة، وهنا بدأت إلى حد ما تتكون شخصية مصطفى سيجري، ومعرفة الخيارات المتاحة لي في المرحلة القادمة. وأعتقد أن الكثير من الشباب السوري عاش هذا الحقبة التي مهدت بشكل أو بآخر لانفجار الشعب السوري وانفجار ثورة الحرية والكرامة في سورية في شهر آذار/ مارس عام 2011.

أريد التحدث عن هذه الحقبة من وجهة نظر تحليلية، على اعتبار أنه لم يكن هناك أحد يمكن أن يعطي سره لأحد داخل هذه المدينة، ومحافظة اللاذقية أو الساحل بشكل عام هو معقل "آل الأسد" ومعقل سلطة الاستبداد والإرهاب؛ وبالتالي لا أحد كان يستطيع أن يعطى سره لأحد، وكان عندي مجموعة من الأصدقاء لا يتجاوزون العشرة أشخاص، وحتى إنها علاقة مرتبكة يعني معظمهم من أبناء المعتقلين وآباؤهم في صيدنايا وتدمر، وبالتالي هذا شكل التقاء أبناء الأزمة الواحدة أو الصراع الواحد والمشكلة الواحدة، وهذه هي الدائرة الوحيدة التي كان يمكنني التجرؤ والحديث معها، أو أن يتجرؤوا للحديث معي حول ما يحصل في الخارج في تونس ومصر، وهل هذا الشيء سوف يمتد باتجاهنا؟ وحتى أكون صادقًا لم أتوقع أن محافظة اللاذقية تحديدًا يتشكل فيها هذا الانفجار بهذا الحجم في وجه النظام، وعلى المستوى الشخصي الذي حصل في تونس أعطاني بارقة أمل كبيرة جدًا، والذي حصل في مصر وفي اللحظات التي أُعلن فيها تنحي مبارك أعتقد أن المصريين لم يفرحوا مثلي؛ لأنني شعرت بأمل كبير جدًا، وبالحد الأدنى، فأنت إذا لم تحقق شيئًا في بلدك فإن هناك بلدانًا أخرى عربية يمكن أن تهاجر باتجاهها، وتعيش شيئًا من الحريات، وبالتالي ضمن دائرة العمل الضيقة، بدأنا نفكر، ونتحدث قليلًا بصوت عال حول ما يمكننا أن نفعله في سورية، ولكن لم يكن هناك تصور، فلا نستطيع صياغة الأفكار الموجودة، ولا نعرف كيف يمكننا تطبيقها على أرض الواقع.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/24

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/61-07/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حركة المقاومة الإسلامية حماس

حركة المقاومة الإسلامية حماس

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

الشهادات المرتبطة