الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الذهاب إلى فرع الأمن السياسي في اللاذقية والاعتقال

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:18:21

وفي اليوم التالي، عند الساعة 12:00 أو 01:00 ظهرًا تقريبًا تكلم معي رئيس قسم المتابعة في فرع الأمن السياسي، وقال لي: ماذا حدث يا سيجري؟ لقد خربت الدنيا، فقلت له: هل نحن من خرب الدنيا؟! وكان صوتي يرتجف، قلت له: أنتم قتلتم الناس. فقال: من الذي قتل؟! وقال: أنتم الذين... فقلت له: لقد مات الناس - ونحن نتحدث على الهاتف- لقد قتلتم الناس. فقال: لا، نحن لم نفعل شيئًا، وهذا يعني أن هناك مندسين. كان هناك استغباء -آسف- واستحمار ..هم أشخاص غير طبيعيين. وفي النهاية، قال لي: دعنا نوقف هذا الشيء الذي يحصل، ونحن نحميكم ونحمي أنفسنا، ولكن يجب علينا التفاهم، فقلت له: نحن جاهزون من أجل التفاهم، تفضلوا حتى نتفاهم، فقال لي: لا، أنت تفضل، فقلت له: أين أنت موجود؟ فقال: في الفرع. فقلت له: أنا قادم، فصمت، وقال: هل سوف تأتي بالفعل؟! فقلت له: سوف آتي. مصطفى الذي عاش قبل عدة ساعات هذه المجزرة وقُتل الناس أمامه، وعاش ساعات الرعب والخوف الذي لا يمكن وصفه في اليوم الثاني، قلت له: نعم، أنا قادم إليكم إلى الفرع. وأخذت تاكسي (سيارة أجرة)، وأغلقت الهاتف، واتجهت نحو فرع الأمن السياسي وهو خارج مناطقنا، ولكن هنا بدأ اللامنطق واللاعقل [يسيطر]، ذهبت باتجاه فرع الأمن السياسي، ووصلت إلى الباب، وقلت له: عندي لقاء مع رئيس قسم المتابعة، طلب مني هويتي، وأعطيتها له، ودخلت، واعتبرت أنه لا أحد معني بهذه القضية إلا مصطفى، وأنا واثق كثيرًا أنه يوجد الكثير ممن كان يشعر ويحمل المسؤولية في تلك الفترة، ولكن تبدل الظرف، الآن يوجد أشخاص ماتوا، والمشهد تغير بشكل كامل.

طبعًا، على اعتبار أنني كنت معتقلًا سابقًا عندهم فأنا أعرف من هو فلان وهم يعرفونني، فأدخلت بشكل مباشر إلى الرائد لطفي مروّة، كان يجلس خلف مكتبه، جئت ووقفت أمامه، وبدأ يسألني: أنتم ماذا تفعلون؟!، وبدأت أتحدت، وقلت له: ثورة. فقال: ضد من؟ فقلت له: ضد النظام، ونحن عندنا حقوق ومطالب ونحن الذين سنصعد بهذا البلد، ونحن الذي سنبني هذا البلد، لماذا لا تعطونا فرصتنا؟ وكنت أتحدت معه بهذه النبرة فبدأ يصرخ في وجهي، وارتفع صوته، ولم يبق لدي إلا أن قلت له: يا سيادة الرائد، انتهى هذا الزمن الذي تتحدثون فيه ونحن نسكت، والآن نحن نتحدث وأنتم تسكتون. فرنّ الجرس، وجاء رئيس قسم المتابعة (أبو ربيع)، وقال له: أنزله إلى الأسفل، وانظر هل سيتعاون؟ وطبعًا عندما كنت أتحدت مع أبي ربيع، وقلت له: إنني قادم، واستغرب قدومي، قلت له: أنا قادم، ولكن هل سوف تعتقلونني؟! فقال لي: لا. فقلت له: أنا قادم. وكنت قد جئت بعد أن تعهد بألا أعتقل. وجئت حتى يسمعوا مني، وبعد أن نزلت، كان أول مشهد وهو المشهد الذي اعتدت عليه قبل الثورة، وهو فك الحزام والرباطات والثياب، وطبعًا مسؤول هذا الأمر هو الذي يتحدث معي، وأبو ربيع رئيس قسم المتابعة كان يقف بجانبه، ونظرت إليه، وأنا أفهم أنني سوف أدخل إلى المنفردة، فقال له: اتركه الآن. وقال لي: اجلس. فجلسنا، وأحضر مجموعة من الصور، فقال لي: هل سوف تتعاون معنا، وتدلني على المفسدين الذين يخربون البلد؟ وقال لي: يوجد مفسدون أنتم لا تعرفونهم، وهؤلاء الأشخاص هم الذين يدفعونكم، ويقودونكم، وأنت يا مصطفى إذا لم تفعل هذا الشيء فإن غيرك فعله، وإذا أنت لم تقبض المال فإن غيرك يقبض المال. فقلت له: هؤلاء الأشخاص المندسون أين يتواجدون؟! فقال: معكم في المظاهرة. وأحضر لي الصور، وقال لي: أريد أن تتعرف على هؤلاء الأشخاص. وكنت موجودًا في الصور أنا وأصدقائي، حيث تم تصويرنا في الاعتصام من قبل بعض العملاء، وقاموا بتصوير كل شخص، وأحضر لي الكثير من الصور، وقال لي: أريد أن أعرف المندسين. وعندما نظرت إلى الصور وجدت نفسي مع أصدقائي، فقلت له: هل هؤلاء هم المندسون؟ وأنا منهم؟ فقال: نعم، ونحن نحتاج إلى المساعدة، ونحتاج إلى أسمائهم. فهو كان يقول لي بطريقة غير مباشرة: يجب أن تصبح مخبرًا لنا. فقلت له: كل هؤلاء الأشخاص أعرفهم، ولكنني لا أعرف أسماءهم، ولا أعرف منازلهم، وهؤلاء الأشخاص موجودون معنا في المظاهرات في الفترة التي مضت، ولكنني لا أعرف أسماءهم الحقيقية، ولا أعرف منازلهم. وحاول معي، ومارس ضغطه عليّ، وعندما لم يجد استجابة قال لي: أنا عجزت. وكان يريد الخروج فجاء العنصر الثاني، وقال: هيا اخلع ثيابك. وقمت بفك الحزام ورباطات الحذاء، وأخرجت المفاتيح، فقال لي العنصر: هيا اخلع ثيابك. وهنا بدأت أبكي، شعرت بالانهيار، كيف تريد أن تنزع عني كل ثيابي؟ عندما أصابني الانهيار بهذا الشكل قال له أبو ربيع: يكفي. وأخذوني إلى المنفردة وأنا حاف، وعندما تدخل إلى المنفردة تعيد كل حساباتك؛ لأن لك تجربة قديمة، والمنفردة رقم 7 لي فيها ذكريات، والتي كانت أقذر منفردة وأبعد منفردة عن جميع المنفردات، وهي التي كانوا دائمًا يقولون: ضعوا السيجري في المنفردة رقم 7.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/25

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورةانتهاكات النظام في اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/61-19/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-الصليبة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

الشهادات المرتبطة